Mentalines

إدمان ألعاب الفيديو| هل يعد مرضًا نفسيًا؟

سيطرت الألعاب الإلكترونية على عدد كبير من الأطفال والمراهقين والشباب، بعد الطفرة الكبيرة التي حدث في عالم ألعاب الإنترنت، يعد إدمان ألعاب الفيديو مشكلة كبيرة تؤرق عدد كبير من الناس، مما يجعلهم يبحثون عن حل لهذه المشكلة حتى يساعدون أبنائهم أو المقربين منهم في التغلب عليها.

على الرغم من عدم اعتراف الجمعية الطبية الأمريكية أن إدمان ألعاب الفيديو اضطراب يمكن تشخيصه، إلا أن إدمان ألعاب الفيديو يمثل مشكلة حقيقية لكثير من الناس، تشير الدراسات الحديثة إلى أن 6 إلى 15 بالمائة من جميع اللاعبين تظهر عليهم علامات يمكن وصفها بالإدمان، صنفت منظمة WHO اضطراب الألعاب على أنه من ضمن الاضطرابات النفسية التي تحتاج إلى علاج في النسخة الحادية عشر للتصنيف ICD-11.

على الرغم من أن هذا الاضطراب يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة على من يعانون منه، إلا أن علاماته وأعراضه قد يكون من الصعب جدًا التعرف عليها في بعض الأحيان، وفي هذا المقال سنعرض لك أسباب وتأثيرات وعلاج مشكلة الإدمان على الألعاب.

هل هناك أنواع متعددة لإدمان ألعاب الفيديو؟

هناك نوعان رئيسيان من ألعاب الفيديو، وبالتالي هناك نوعان رئيسيان من إدمان ألعاب الفيديو وهما:

ما هى أسباب إدمان ألعاب الفيديو؟

يوجد العديد من الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى إدمان الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت، يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل ألعاب الفيديو مسببة للإدمان أنها مصممة لتكون على هذا النحو، هدف مصممو ألعاب الفيديو دائمًا مثل أي شخص آخر هو جني الأرباح، عن طرق جعل المزيد من الأشخاص يلعبون ألعاب الفيديو التابعة لهم، يحققون ذلك من خلال جعل اللعبة صعبة بما يكفي ليجعلونك تعود إلى اللعب مرة أخرى، ولكن ليس من الصعب على اللاعب أن يتركها في النهاية، يشبه إدمان ألعاب الفيديو إلى حد بعيد اضطرابًا آخر وهو إدمان القمار، أسباب إدمان اللعب الإلكتروني:

إدمان ألعاب الفيديو

ما هي علامات إدمان الألعاب الإلكترونية؟

كما هو الحال مع أي إدمان آخر، فإن إدمان ممارسة الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت له علامات تحذيرية، يعد التعرف على هذه العلامات أمر في غاية الأهمية، في حال كنت أنت أو أي شخص تهتم به لاعبًا شغوفًا لألعاب الفيديو، تُحدد أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية على أنها نوعين إما أن تكون هذه الأعراض عاطفية أو جسدية.

الأعراض العاطفية لإدمان ألعاب الفيديو

تتضمن بعض العلامات أو الأعراض العاطفية لإدمان الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت ما يلي:

الأعراض الجسدية لإدمان ألعاب الفيديو

تتضمن بعض العلامات أو الأعراض الجسدية لإدمان ألعاب الفيديو ما يلي:

الآثار قصيرة وطويلة المدى لإدمان ألعاب الفيديو

يمكن أن يكون لإدمان ألعاب الفيديو عواقب سلبية وخيمة مثل أي اضطراب قهري آخر، على الرغم من أن معظم الأعراض لها تأثيرات قصيرة المدى، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى تداعيات أكثر خطورة على المدى الطويل في حال لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، على سبيل المثال، غالبًا ما يرفض مدمن ألعاب الفيديو النوم أو تناول وجبات الطعام رغبة منه في مواصلة اللعب، تشمل الآثار قصيرة المدى لهذه الأمور الجوع والإرهاق، إلا أنها قد تؤدي في النهاية إلى اضطرابات النوم أو مشاكل صحية متعلقة بالنظام الغذائي.

وبالمثل فأولئك الذين يعزلون أنفسهم عن الآخرين من أجل لعب الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت قد يفوتون الأحداث العائلية أو التنزه مع الأصدقاء أو الأحداث الأخرى، إذا استمر هذا النمط لفترة طويلة، فقد يجد مدمنون ألعاب الفيديو أنفسهم بدون أي أصدقاء على الإطلاق.

تحدث آثار طويلة المدى أخرى لإدمان الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت يجب مراعاتها، وهي العواقب المالية والأكاديمية والمهنية التي يسببها إدمان ألعاب الفيديو، فألعاب الفيديو ومعدات ألعاب الفيديو باهظة الثمن، لاسيما عند احتساب التكاليف مستمرة الدفع مثل الاتصال بالإنترنت عالي السرعة المطلوب في الألعاب الإلكترونية متعددة اللاعبين عبر الإنترنت،تعد هذه الألعاب مضيعة للوقت أيضًا، مما يترك للمدمنين على الألعاب الإلكترونية وقتًا أقل للتركيز على تعليمهم أو حياتهم المهنية.

هل يوجد اختبار أو تقييم ذاتي يمكن القيام به؟

يمكنك أداء التقييم الذاتي الأكثر فعالية، وهو فحص القائمة التي ذكرناها من الأعراض المرتبطة بإدمان ألعاب الفيديو، إذا وجدت أنك أو أي شخص تهتم به لديه أيًا من علامات التحذير هذه فقد يكون الوقت مناسب لتقليل مقدار الوقت الذي تقضيه في لعب هذه الألعاب الإلكترونية، إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كانت هذه الأعراض تنطبق عليك أم لا، فيمكننا مساعدتك من خلال أخذ دورة تدريبية عن الإدمان والتي نناقش بها أعراض إدمان ألعاب الفيديو وأسبابه وخيارات العلاج، من هنا.

هل يوجد علاج لإدمان ألعاب الفيديو؟

يأتي علاج إدمان ألعاب الفيديو بأشكال عديدة، بما في ذلك أنواع مختلفة من العلاج النفسي والسلوكي أو إتباع برامج متعددة الخطوات، قد تكون بعض الأدوية قادرة على كبح السلوكيات التي تسبب الإدمان.

العلاج الدوائي

ينصح بعض الأطباء المتخصصين بأخذ نوع معين من الدواء، يعد هذا النوع أحد الأدوية التي تم استخدامها مؤخرًا لعلاج هذا النوع من الاضطرابات، يعمل الدواء بطريقة تغير كيمياء الدماغ وتساعد على تقليل الرغبة الشديدة في ممارسة ألعاب الفيديو، على الرغم من أنه أثبت فعاليته إلى حد ما، إلا أن هذا الخيار قد لا يكون مناسبًا للجميع، قد يختار البعض الآخر العلاج الدوائي فقط عند الضرورة القصوى لمعالجة الأعراض عند ظهورها، على سبيل المثال، قد يأخذ اللاعب الذي يعاني من الصداع النصفي دواءً للصداع، وبالمثل فإن الشخص الذي يعاني من إدمان ألعاب الفيديو ومصاب بالأرق قد يلجأ إلى الحبوب المنومة وهكذا، لكن استشارة الطبيب ضرورية جدًا في هذه الحالة.

الآثار الجانبية للدواء

عند تناول أي شكل من أشكال الأدوية خاصة عند العلاج الذاتي والذي لا ننصح به، من الأفضل قراءة جميع الإرشادات وإتباع تعليمات الجرعة بعناية، حتى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية يمكن أن تؤدي إلى تبعات غير جيدة، وبالتالي لا ينبغي أن تؤخذ لفترات طويلة من الوقت ما لم يوصى بها طبيب مختص، على الرغم من أن أدوية علاج إدمان ألعاب الفيديو مفيدة في كثير من الأحيان، إلا أنها غير مفيدة للجميع، وتتضمن بعض الآثار الجانبية المحتملة ما يلي:

إدمان الألعاب الإلكترونية والاكتئاب

أظهرت دراستان حديثتان مرتبطتان بالعلاقة بين إدمان ألعاب الفيديو والاكتئاب ارتباطًا مثيرًا للقلق بين الاثنين، إذا كنت تعاني من كلتا الحالتين أي الاكتئاب وإدمان ألعاب الفيديو، فمن المهم طلب المساعدة من طبيب مختص يمكنه معالجة كلتا الحالتين، في حال حاولت علاج إدمان ألعاب الفيديو دون علاج الاكتئاب، فمن المرجح أن تعود إلى ممارسة ألعاب الفيديو مرة أخرى بل وإدمانها.

نظرًا للعلاقة الواضحة بين ممارسة ألعاب الفيديو أو إدمان الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت والإصابة بالاكتئاب، فليس من الغريب أن يتناول العديد من مدمني ممارسة ألعاب الفيديو الأدوية المضادة للاكتئاب للمساعدة في علاج الأعراض التي يعانون منها، على الرغم من أن معظم المتخصصين في الرعاية الصحية يعتبرون هذا النوع من الأدوية آمنًا وفعالًا، فإنه يأتي أيضًا بمجموعة من المخاطر والآثار الجانبية الخاصة به.

أحد أهم الأمور التي يجب مراعاتها قبل البدء في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، أن التوقف عن تناول هذه الأدوية أمر في غاية الصعوبة، وتعد المعاناة من أعراض الانسحاب أمر شائع جدًا، بما في ذلك معاناة الحالات الأكثر خطورة من القلق والتهيج والغثيان والدوخة، قد تشعر بالاكتئاب كعرض من أعراض الانسحاب من الدواء والذي قد يكون أكثر حدة من الاكتئاب الطبيعي، مما يجعل المريض يعتقد أن الوضع أصبح أصعب وأن إدمان ألعاب الفيديو قد عاد.

توضح دراسة أجراها المجلس الوطني للإدمان في أمريكا، مسؤولية الجرعات الزائدة غير المقصودة عن ارتفاع عدد الوفيات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 54 عامًا مقارنة بعدد الوفيات الناتج عن حوادث السيارات، عند تناول أي دواء للإدمان أو أي مشكلة أخرى، من المهم أن تأخذ الجرعة التي وصفها طبيبك المختص فقط، إذا كنت تشك في احتمال تناولك جرعة زائدة، فمن الأفضل أن تتصرف بسرعة،وتتواصل مع الطبيب المختص أو تذهب إلى أقرب مستشفى متخصصة.

إدمان ألعاب الفيديو وتعاطي المخدرات

نظرًا لأنه تم ربط إدمان ألعاب الفيديو بالاكتئاب والأرق وعدم الاهتمام بشكل عام بصحة الفرد، فليس من الغريب أن تعاطي المخدرات يمثل أيضًا مشكلة للعديد من اللاعبين الذين يعانون من هذا الاضطراب القهري، يعد العلاج المناسب أمر حتمي للشفاء بالنسبة لأولئك الذين يعانون من إدمان ألعاب الفيديو وتعاطي المخدرات، في حال كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني حاليًا من أحد هذه الاضطرابات أو كليهما، فحاول أن تقنعه بزيارة الطبيب المختص لتلقي العلاج المناسب لحالته.

التعافي من إدمان ألعاب الفيديو ليس سهلًا دائمًا لكنه يتحقق بالتأكيد، يمكن أن يكون إدمان ألعاب الفيديو بنفس خطورة أي إدمان آخر ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وللحصول على مساعدة لإدمان الألعاب الإلكترونية فتعد الخطوة الأولى في التغلب على هذه المشكلة هي إدراك وجود مشكلة متعلقة بإدمان الألعاب الإلكترونية، في حال ظهرت عليك أنت أو أي شخص تعرفه أيًا من العلامات أو الأعراض التي ذكرناها، فالرجاء عدم التردد في الحصول على مساعدة من متخصص في علاج إدمان ألعاب الفيديو، لتعود إلى ممارسة حياتك الطبيعية مرة أخرى.

Exit mobile version