من المحتمل أن تقابل شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، أو حتى أنت قد تكون هذا الشخص دون أن تدرك حقيقة ذلك، يعرف باسم اضطراب الكرب أو اضطراب الإجهاد، وهو الحدث التالي مباشرة بعد الصدمات ويتسبب في التوتر وكذلك القلق ويسبب كرب شديد ويصيبك بضغط نفسي شديد يحتاج إلى علاج، وفي هذا المقال نتناول اضطراب ما بعد الصدمة من جميع جوانبه، وكيف يمكنك علاجه؟
المحتويات
الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة
أي شخص سواء كان شخص بالغ أو من الأطفال والمراهقين يمكن أن يكون يتعرض للصدمة، ويعرف اضطراب ما بعد الصدمة بوجود ذكريات متكررة بشكل اقتحامي لحادث صادم أو ساحق قد حدث في الماضي وتتكرر الذكريات المرتبطة بهذا الحادث لأكثر من شهر واحد، ويبدأ هذا الاضطراب بعد ٦ أشهر تقريباً من الحادث، والأحداث الصادمة التي تكون مرتبطة بالتهديد بالموت أو إصابة خطيرة يمكن أن تسبب ضائقة شديدة جداً وكذلك تكون طويلة الأمد أو مزمنة.
يعيش الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة هذا الحدث الصادم في مخيلتهم وتطاردهم الكوابيس، ويبتعدون عن أي شيء قد يذكرهم بهذا الحادث، وقد يصيب هذا الشخص الذي تعرض لصدمة الاكتئاب الحاد أيضا، أحياناً تشتمل معالجة المصاب باضطراب ما بعد الصدمة ptsd على العلاج النفسي أو العلاج بالتعرض أو الدعم وكذلك أيضاً مضادات الاكتئاب.
والأحداث المؤلمة التي تهدد حياة الشخص مثل تعرضه لإصابة خطيرة يمكن أن تؤثر في المريض بعد فترة من انتهاء هذا الحدث الصادم، وهناك العديد من الناس قد يعانوا من الحدث الصادم مباشرة مثل عندما يصابوا بجروح خطيرة، أو قد يكون بشكل غير مباشر مثل عندما يقوم بمشاهدة جريمة قتل أو أنه يعلم أن أحد أفراد الأسرة المقربين جداً قد تعرض لحادث أليم، فالعجز أو الخوف الشديد أو الرعب الذي يواجه هذا الشخص أثناء هذا الحدث الصادم يمكن أن يطارده بشكل دائم إذا لم يعالجه.
إن الأحداث التي قد تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة تشتمل على ما يلي:
- الدخول في المواجهات أو القتل
- تعرض هذا الشخص للاعتداء البدني أو الاعتداء الجنسي أو مشاهدة ذلك
- التعرض لكوارث سواء كانت طبيعية مثل إعصار أو زلزال أو كانت من صنع الإنسان مثل حادث سيارة قوي أو حريق.
إن اضطراب ما بعد الصدمة يعاني منه نسبة تتراوح أو تصل إلي ٩ في المائة من الأشخاص ﻣن وقت معين من حياتهم بما في ذلك أيضاً مرحلة الطفولة وعند حوالي ٤ في المائة تتواجد هذه المشكلة خلال فترة تمتد إلى 12 شهر بعد هذا الحدث الصادم.
معظم الأشخاص الذين يصابون باضطراب ما بعد الصدمة هم الأشخاص الذين تعرضوا لأحداث مؤلمة جداً مثل الأشخاص الذين يحاربون في الجيش أو ضحايا الاغتصاب أو الذين تعرضوا لأعمال عنف أخرى.
هذا الاضطراب يحدث بعد أكثر من شهر وأحد وقد يكون حدوث هذا الاضطراب بشكل وأحد أي اضطراب ما بعد الصدمة قد يحدث بشكل منفصل بعد فترة تصل إلى 6 أشهر من حدوث هذا الحادث الصادم.
أحياناً لا يختفي اضطراب ما بعد الصدمة ويظل بشكل مزمن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص و تحدث مشاكل عادة بعد الإصابة أو تعرض الفرد إلى التجربة الصادمة ولكنه يصبح أقل في الشدة مع مرور الوقت حتى إذا لم يرجع الشخص المصاب إلى الطبيب ولكن هناك بعض المصابون الذين يعانون بشدة من هذا الاضطراب ويحتاجون إلى العلاج بشكل كبير، بسبب سيطرة التوتر والقلق عليهم وإصابتهم بمشاكل نفسية وكذلك عقلية.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
يعاني مريض اضطراب ما بعد الصدمة من عدة أعراض:
- أعراض اقتحامية، وفيه يقوم الحدث الصادم بالتردد بشكل متكرر في أفكار الشخص المصاب ولا يستطيع السيطرة على هذه الأفكار
- محاولة تجنب أي شيء قد يذكرهم بهذا الحدث الصادم
- اضطرابات في النوم واليقظة وكذلك ردود الفعل
- وجود تأثيرات سلبية في المزاج أو التفكير
الأعراض الاقتحامية
المريض يكون لديه ذكريات تتكرر بشكل غير مرغوب فيها وتقوم بإعادة سيناريو الحدث الصادم ﻋﻠﻰ هذا الشخص المريض وكذلك تكرار الكوابيس حول هذا الحدث الصادم، ولكن في أحياناً قليلة يقوم المريض باسترجاع الحدث الصادم كما لو انه كان يحدث تماماً ويطلق علي هذا الشيء “ارتجاع”، وهذا بدلاً من مجرد تذكرها فقط فمثلاً يمكن أن تؤدي الألعاب النارية ذات الأصوات العالية إلى تحفيز ذكرى معينة عن هذا الشخص وكأنه في قتال قد سبق وحدث، لم يتقبله في محاولة الهروب أو القيام بالبحث عن مكان معين للاختباء فيه أو السقوط على الأرض من الخوف وهؤلاء المرضى قد يصبحون غير مدركين لما يحيط بهم تماماً.
في الأغلب يواجه الأشخاص ضائقة جسدية أو عاطفية شديدة عندما يتعرضون لحدث معين أو التعرض لوضع يذكرهم بهذه الصدمة، مثل الذكريات السنوية لهذا الحادث الصادم أو رؤية مسدس بعد تعرض الشخص اللي ضرب بمسدس في محاولة سرقة مثلاً أو وجوده في قارب أو أمام بحر بعد حادث مرتبط بالغرق الوشيك.
أعراض التجنب
يقوم المريض بتجنب الأشياء أو الأشخاص أو الأنشطة التي تذكرهم بالصدمة بشكل مستمر،
فمثلاً فإنهم قد يقومون بتجنب دخول أماكن معينه مثل حديقة أو مبنى معين لأن الحادث الصادم الذي مرة به قد جاء في هذا المكان أو مكان مشابه له يقومون بتجنب التحدث إلى أشخاص لهم علاقة بالشخص الذي قام بالاعتداء عليهم أو شارك في هذا الحادث الصادم، وقد يتجنبون المشاعر أو الأفكار أو المحادثات التي تدور حول هذا الحدث الصادم.
التأثيرات السلبية الحادثة في المزاج
قد يكون المريض غير قادر على تذكر أجزاء معينه من هذا الحدث الصادم ويسمى هذا باسم فقدان الذاكرة التفارقي أو الانفصال dissociative amnesia.
والمرضى قد يشعرون بالانفصال عن الأشخاص الآخرين أو الخدر العاطفي الاكتئاب يعد شائعا في هذه الحالة ويقوم المريض بإظهار اهتمام أقل بهذه بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق.
تصبح أحياناً طريقة تفكير الشخص المريض في حادث تصادم مضطربة، وهذا يؤدي به إلى القيام بإلقاء اللوم على نفسه أو على الآخرين فيما حدث.
وأن الشعور بالذنب يعتبر شائع جداً في هذا الاضطراب، فمثلاً قد يشعر هذا الشخص بالذنب لأنه نجا من حادث معين بينما الآخرون لم ينجوا، ولا يشعرون إلا بالأحاسيس والمشاعر السلبية فقط مثل الرعب أو الغضب أو الخوف أو العار وأحياناً لا يكونون قادرين على الإحساس بالحب الشعور بالرضا أو السعادة.
تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة
يشخص اضطراب ما بعد الصدمة من خلال التقييم الطبي، ويقوم الأطباء بتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة عندما:
- يكون المريض قد تعرض بشكل مباشر أو غير مباشر لهذا الحادث الأليم.
- أعراضه تكون موجودة لمدة شهر وأحيانَا أكثر.
- الأعراض تتسبب في ضعف ملحوظ في الأداء وكذلك ضائقة كبيرة للشخص.
- يكون لدي هذا الشخص بعض الأعراض من أعراض الاقتحامية أو أعراض تجنبية أو تغيرات اليقظة وردود الفعل وكذلك التأثيرات السلبية في التفكير والمزاج ptsd
- ويحاول الأطباء معرفة إذا كانت هذه الأعراض نتيجة استخدام بعض العقاقير أو الأدوية الخاصة باضطراب أخر.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
ينقسم علاج اضطراب ما بعد الصدمة إلى نوعين من العلاج وهما، العلاج النفسي والعلاج الدوائي
العلاج النفسي
يطلق على العلاج النفسي أيضاً اسم العلاج بالتعرض وفيها يجعل الشخص الذي يقدم المعالجة أو الطبيب المرضى يتخيلون أحداث السبب في الصدمة أو يتخيلون أنهم في ظروف أو حالات أو أنهم مع أشخاص يتجنبوهم، ولأن هذا يساعد في تقبل هذه الظروف أو الأصدقاء أو الحالات الخاصة بحدوث الصدمة فمثلاً قد يطلب الطبيب المعالج من المريض تخيل نفسه وهو يزور حديقة معينة والتي قد يكون حدث فيها هذا الاعتداء أو الحديث الصادم ويساعد الطبيب أيضاً المريض على إعادة الحدث الصادم في نفسه.
يساعد العلاج النفسي المريض بشكل كبير في العلاج ويجب أن يكون الشخص المعالج ودود ومتعاطف مع المريض ويتفهم الألم الذي يشعر به ويحاول الطبيب تشجيع المريض على التغلب على هذه الذكريات المؤلمة والسيطرة على قلق post، وإذا كان المريض يشعر بالذنب يمكن أن يساعده العلاج النفسي على فهم هذه الأفكار السلبية وتغييرها.
العلاج الدوائي
الأطباء المتخصصون يستطيعون وصف الأدوية المناسبة حسب طبيعة كل حالة، ومنها الأدوية المضادة للقلق، ومضادات الاكتئاب، قد تكون مفيدة جداً مع هذا الاضطراب وأيضاً الأدوية التي تساعد على النوم وكذلك الاسترخاء.
من الأفضل استشارة الطبيب المختص في حالة توافر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لديك، ليساعدك في التشخيص الصحيح والعلاج التام بوقت قليل.