Mentalines

اكتشف الاختلافات بين الاضطراب ثنائي القطب من النوعين الأول والثاني

قرأت بالصدفة عن الاضطراب ثنائي القطب، وبدأت أشعر أن أعراضه تنطبق على حالتي، تذكرت بعض المواقف التي كنت سعيدََا فيها وعلمت أنها نوبة هوس، والآن أنا متيقن أنني مصاب بهذا الاضطراب المزمن ولا يمكن علاج حالتي دون طبيب، أشعر بالخوف الشديد وأبحث عن طريقة تساعدني على فهم الحقيقة، هل أنا مصاب بالاضطراب ثنائي القطب؟ وبأي نوعِِ من أنواعه!

نقدم لك في هذا المقال جميع المعلومات التي ترغب في معرفتها للتفريق بين أنواع الاضطرابات ثنائية القطب المختلفة وأهم طرق علاجه.

توضيح حقيقة الاضطراب ثنائي القطب

يعاني معظم الأشخاص من تقلبات مزاجية وعاطفية من وقت لآخر، لكن إذا كنت تعاني من الاضطراب ثنائي القطب، فيمكن أن تصل مشاعرك إلى مستويات مرتفعة كالقمم أو منخفضة بشكل غير طبيعي كالانهيارات، تشعر أحيانًا بالحماس الشديد والنشاط، وفي أوقات أخرى تشعر وكأنك تغرق في اكتئاب عميق، تستمر أحيانََا بعض هذه القمم والانهيارات العاطفية لأسابيع أو شهور، يصنف الاضطراب ثنائي القطب إلى أربعة أنواع أساسية وهم:

تعد الاضطرابات ثنائية القطب من النوع الأول ومن النوع الثاني أكثر شيوعًا من أنواع الاضطراب ثنائي القطب الأخرى، والآن يا صديقي نوضح لك الفرق بين هذان النوعان لتساعدك في تحديد نوع الاضطراب الموجود لديك.

الفرق بين ثنائي القطب من النوع الأول وثنائي القطب من النوع الثاني

تتميز أنواع الاضطراب ثنائي القطب كاملةََ بنوبات مزاجية متطرفة، تُعرف المستويات المرتفعة منه بنوبات الهوس، تُعرف المستويات المنخفضة بالنوبات الاكتئابية، يكمن الاختلاف بين اضطراب ثنائي القطبية من النوع الأول واضطراب ثنائي القطبية من النوع الثاني في شدة نوبات الهوس التي يسببها كل نوع، يعاني مصاب اضطرابات ثنائي القطب من النوع الأول من نوبة هوس كاملة، بينما يعاني مصاب الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني من نوبة هوس خفيفة، يعاني مصاب اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول من نوبة اكتئاب كبيرة أحيانََا وهو شيء غير أساسي في هذا النوع، بينما يعاني مصاب اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني بالتأكيد من نوبة اكتئاب شديدة.

 ما هو الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول؟

من الضروري حين تُشخص بالاضطراب ثنائي القطب واحد أن تكون تعرضت سابقًا لنوبة هوس واحدة على الأقل، يعاني مصاب الاضطراب ثنائي القطب واحد أحيانََا من نوبة اكتئاب شديدة وقد لا يكون كذلك، أحيانََا تكون أعراض نوبة الهوس شديدة جدََا لدرجة أنك قد تحتاج إلى رعاية خاصة في المستشفى، تتميز نوبات الهوس عادة بما يلي:

 ما هو الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني؟

يتضمن الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني نوبة اكتئاب كبيرة تستمر على الأقل لمدة أسبوعين، وواحدة من نوبات الهوس الخفيف على الأقل وهي فترة أقل حدة من نوبة الهوس الكاملة، عادةََ لا يعاني مصابي اضطراب ثنائي القطبية من النوع الثاني من نوبات هوس شديدة بما يكفي لتتطلب دخول المستشفى.

يُشخص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني أحيانًا بشكل خاطئ على أنه اكتئاب، حيث أن أعراض الاكتئاب قد تكون العرض الأساسي في الوقت الذي يسعى فيه المصاب إلى الحصول على الرعاية الطبية، ولا يتوفر حينها نوبات هوس تشير إلى الاضطراب ثنائي القطب، فتصبح أعراض الاكتئاب هي محور التركيز.

الاضطراب ثنائي القطب

ما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب؟

ذكرنا سابقًَا، تسبب الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول في الهوس ويسبب الاكتئاب أحيانََا، بينما يتسبب اضطراب ثنائي القطبية من النوع الثاني في الهوس الخفيف والاكتئاب، لنتعرف على المزيد حول هذه الأعراض.

تٌعرف نوبة الهوس بأكثر من مجرد الشعور بالبهجة أو الطاقة العالية أو التشتت، أثناء هذه النوبة يكون الهوس شديدًا جدََا لدرجة أنه يتداخل مع أنشطتك اليومية، يصعب إعادة توجيه مصاب الاضطراب ثنائي القطب أثناء نوبة الهوس إلى حالة أكثر هدوءًا وعقلانية.

يتخذ مصابي اضطراب ثنائي القطبية الذين هم في مرحلة الهوس بعض القرارات غير العقلانية، مثل إنفاق مبالغ مرتفعة من المال بشكل مُبالغ فيه، ينخرطون أيضًا في سلوكيات عالية الخطورة، مثل الطيش الجنسي وتعدد العلاقات الجنسية على الرغم من كونهم في علاقة صحية، لا يمكن اعتبار هذه الحالات هوسََا في حال كانت ناجمة عن تأثيرات خارجية مثل المخدرات أو الكحول أو حالة صحية أخرى.

تتميز نوبة الهوس الخفيف بفترة من الهوس تكون أقل في الحدة من نوبة الهوس، على الرغم من أنها أقل حدة من نوبة الهوس إلا أن أعراض الهوس الخفيف تظل حدثًا يختلف فيه سلوكك عن حالتك الطبيعية، تعد هذه الاختلافات في شخصيتك شديدة لدرجة أن المحيطين بك يلاحظون وجود شيئًا غريب بك، كذلك لا تعتبر نوبة الهوس الخفيف المتأثرة بالمخدرات أو الكحول هوسًا خفيفًا تابع إلى الاضطراب ثنائي القطب.

أعراض الاكتئاب لدى مصاب الاضطراب ثنائي القطب تشبه الأعراض الموجودة لدى مصاب الاكتئاب السريري، تشمل فترات طويلة من الحزن واليأس، يتخللها أيضًا فقدان الاهتمام بالأشخاص الذين كنت تستمتع بقضاء الوقت معهم وكذلك بالنسبة للأنشطة التي اعتدت أن تمارسها، تشمل الأعراض الأخرى على:

ما الذي يسبب الاضطراب ثنائي القطب؟

لم يحدد العلماء أسباب واضحة لحدوث الاضطراب ثنائي القطب، ولكن يرجح البعض هذه الأسباب:

تشخيص الاضطراب ثنائي القطب

عادةً ما يٌشخص الاضطراب ثنائي القطب على يد الطبيب النفسي أو غيره من متخصص الصحة العقلية، يتضمن التشخيص مراجعة كل من:

من المفيد جدًا إحضار الزوج أو الصديق المقرب معك أثناء زيارة الطبيب، يقومون بالإجابة عن الأسئلة المتعلقة بسلوكك والتي قد لا تتمكن من الإجابة عليها بسهولة أو بدقة.

في حال كان لديك أعراض تشبه الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو اضطراب ثنائي القطبية من النوع الثاني، من الأفضل دائمًا البدء بإخبار طبيبك أو مقدم الرعاية، قد يحيلك طبيبك إلى أخصائي الصحة العقلية إذا بدت أعراضك خطيرة بدرجة كافية وتعبر عن الاضطراب ثنائي القطب.

كيف يتم علاج الاضطراب ثنائي القطب؟

عادةََ ما يعالج الأطباء المختصين الاضطراب ثنائي القطب بمزيج بين الأدوية والعلاج النفسي.

غالبًا ما تكون مثبتات المزاج هي الأدوية الأولى المستخدمة في العلاج، يمكنك أن تأخذ هذه لفترة طويلة، يستخدم الليثيوم على نطاق واسع في المساعدة على استقرار الحالة المزاجية لسنوات عديدة، هذه الأدوية لها العديد من الآثار الجانبية المحتملة، وتشمل هذه الآثار انخفاض في وظائف الغدة الدرقية، وآلام المفاصل، وعسر الهضم، يتطلب هذا الأمر إجراء اختبارات دم لمراقبة المستويات العلاجية للدواء ووظائف الكٌلى، تستخدم كذلك مضادات الذهان لعلاج نوبات الهوس.

يبدأ طبيبك أحيانََا بوصف جرعة منخفضة من أي دواء تقرر استخدامه لمعرفة درجة استجابتك له، قد تحتاج إلى جرعة أقوى مما يصفها في البداية، من المحتمل أن تحتاج إلى مجموعة من الأدوية أو حتى أدوية مختلفة للتحكم في الأعراض.

جميع الأدوية لها آثار جانبية محتملة وتتفاعل أحيانََا مع أدوية أخرى، في حال كنت حاملََا أو تتناول أدوية أخرى، لذا تأكد من إخبار طبيبك قبل تناول أي أدوية جديدة.

تعد كتابتك ليومياتك جزءًا مفيدًا بشكل خاص في علاجك، يساعدك تتبع حالتك المزاجية وأنماط النوم والأكل وأحداث الحياة الهامة في مساعدتك أنت والطبيب الخاص على فهم كيفية عمل العلاج والأدوية، إذا لم تتحسن الأعراض أو تزداد سوءًا، يطلب طبيبك حينها تغييرًا في أدويتك أو إتباع نوعًا مختلفًا من العلاج النفسي.

أهم الملاحظات الخاصة باضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب غير قابل للشفاء التام، ولكن مع إتباع العلاج المناسب والحصول على الدعم اللازم من العائلة والأصدقاء، يمكنك التحكم في الأعراض والحفاظ على جودة حياتك.

من المهم أن تتبع تعليمات طبيبك فيما يتعلق بالأدوية وخيارات نمط الحياة الأخرى، هذا يتضمن:

تضمين أصدقائك وأفراد عائلتك في رعايتك الصحية مفيدًا بشكل خاص، يعد التعلم وجمع المعلومات عن الاضطراب ثنائي القطب كذلك مفيدََا جدََا، كلما زادت معرفتك بحالتك كلما شعرت بمزيد من التحكم والتكيف مع الحياة بعد التشخيص باضطراب ثنائي القطبية، يساعدك هذا على إصلاح علاقاتك المتوترة نتيجة إصابتك بهذا الاضطراب، من الهام أيضََا تثقيف الآخرين بشأن الاضطراب ثنائي القطب، ويؤدي هذا إلى زيادة فهمهم للأحداث المؤذية من الماضي.

ما هي خيارات الدعم التي يمكنك الحصول عليها؟

تعد مجموعات الدعم سواء عبر الإنترنت أو المباشرة، مفيدة لمصابين اضطراب ثنائي القطب، وتعد مفيدة أيضًا لأصدقائك وأقاربك، تساعدك مجموعات الدعم على معرفة كفاح الآخرين وانتصاراتهم على تجاوز أي تحديات واجهتهم بسبب هذا الاضطراب، في حال تم تشخيصك بالاضطراب ثنائي القطبية من النوع الأول أو ثنائي القطب من النوع الثاني.

تذكر دائمًا أن هذه الحالة لا يمكنك التعامل معها وحدك، تحدث إلى طبيبك أو اتصل بمقدم الرعاية للتعرف على مجموعات الدعم، حتى يساعدك في السيطرة والتحكم في الاضطراب ثنائي القطب.

Exit mobile version