قبل أن نتعرف علي كيف نتعامل مع الأطفال المصابين بصعوبات التعلم نوضح أولاً تعريف أو مصطلح الصعوبات، هناك الكثير من المفاهيم التي قام العلماء بوضعها لوصف حالات صعوبات التعلم، ومن أكثر هذه التعريفات اعتماداً وكذلك أشهرها تعريف الحكومة الأمريكيّة الاتحادية للأطفال الذين لديهم صعوبات التعلم، ومحتوي هذا التعريف أن “الاطفال المصابين بصعوبات التعلم هم الأطفال الذين يعانون من مشكلة أو قصور في واحدة أو أكثر من واحدة من القدرات النفسية الأساسية (العمليات النفسية) وهي التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المنطوقة وكذلك المكتوبة.
يتضح هذا القصور ويظهر في نقص قدرة الأطفال ذوي الصعوبات على الاستماع وكذلك التفكير وأيضاً الكلام، القراءة، الكتابة، التهجئة وأيضاً في القيام بأداء العمليّات الحسابيّة، ويعود هذا القصور إلى إعاقة كبيرة جداً في الإدراك، أو يرجع إلى إصابة في المخ، أو إلى خلل في الوظائف الدماغية البسيط،، أو يعود إلى حبسة الكلام النمائية،عسر القراءة، وليس صحيح أن تكون صعوبات التعلم تكون ناتجةً عن إعاقة فيالبصر أو السمع أو إعاقة في الحركة وكذلك لا تنتج صعوبات التعلم عن تخلّف عقلي أو عن الاضطرابات الانفعالية وكذلك عن حرمان بيئي أو اقتصادي أو ثقافي.
المحتويات
صفات الأطفال مصابي صعوبات تعلّم
هناك العديد من الخصائص العامة لمصابي صعوبات التعلم وهي:
الخصائص اللغويّة
وبها يعاني الطفل من مشاكل في استقبال الكلام وكذلك فهم الكلام، ومشكلات في التعبير، وكذلك يمكن أن يخطئ في تَركيب الجملة فيحذف بعضاً من الكلمات أو يخطئ في صياغة الجملة نحوياً
الخصائص المعرفيّة
وهي تظهر في انخفاض كبير وواضح في مستوى التحصيل الدراسيفي مادة أو أكثر من المواد الدراسية الأساسية، أي في مواد اللغة أوأو الكتابة وأيضاً القراءة أو الحساب.
الخصائص الحركية
وتظهر عند الطفل الذي يعاني منمشكلة صعوبات التعلم في مشكلات الحركات الكبيرة، مثل القفز، أو الركض أو التقاط الأشياء، وكذلك مشكلات في الحركات الدقيقة مثل استخدام الأجهزة البسيطة كالمقص أو الكتابة.
الخصائص السلوكية الاجتماعية
ومن المشكلات الاجتماعية السلوكية عدم ضبط النفس، وحدوث تغيرات انفعالية بشكل سريع، وإظهار كذلك سلوكيات غير اجتماعية، والانسحاب والبعد الاجتماعي
كيف تتعامل مع الأطفال مصابي صعوبات التعلم؟
الدراسات أثبتت الأهمية الكبيرة لدور الأسرة في معالجة مشكلة صعوبات التعلم عند الأطفال والتخفيف من المشكلة، وقد تبين أن دورها في التأثير على الأطفال مرضي صعوبات التعلم أقوي جداً من المدرسة، وأن الأسرة كلما قامت بالاهتمام بالطفل وأعطته الاهتمام المناسب فإن هذا يحقق نجاحات كبيرة جداً في التغلب على مشكلة صعوبات التعلم عند الأطفال، ويمكن أن نلخص دور الأسرة في تعاملها مع الطفل المصاب بصعوبات التعلم وهي:
- ملاحظة الطفل: من الضروري جداً أن يتابع الأهل دائماً نمو طفلهم وتطوره بشكل مستمر من قبل سن دخول المدرسة وحتى دخوله المدرسة، والبحث عن أي شيء يتم ملاحظته والسؤال حول أي شيء مقلق في تطور الطفل الأكاديمي أو النمائي.
- تقييم الطفل: القيام باتخاذ قرار بأن يخضع طفلك لاختبارات تقييمية من خلال أطباء أو متخصصين للتأكد من إذا كان هناك أي مشكلة خاصة بـصعوبات التعلم أم لا، وإعطاء هذا المختص إجابات دقيقة جداً على أسئلتهم حول حالة الطفل ليكون التشخيص دقيق.
- القيام بـ اتخاذ قرارات إيجابية: التي ترتبط بمصلحة الطفل في المستقبل بعد الحصول على التقييم المناسب والتأكد من وجود مشكلة صعوبات التعلم، والإصرار على تحمل المسؤولية في مساعدة الطفل.
- القيام بتقبل الطفل ومساعدته في تخطي مشكلة صعوبات التعلم بصبر: ومحاولة عدم معاقبة الطفل على التقصير أو تحميله عبئاً أعلى من قدراته أو طاقته.
- البحث والتعلم: والقيام بأخذ الدورات التي ترتبط بصعوبات التعلم لمحاولة فهم الأساليب أو الوسائل التي قد تساعد في حل هذه المشكلة وفهم كل أنواع البرامج أو المساعدات التي تقدم للأطفال والطلاب مصابي صعوبات التعلم.
- تعاون المدرس والأهل وكذلك أخصائي التربية الخاصة والقيام بتنفيذ تعليمات الطبيب المختص بما تتطلبه مصلحة الطفل.
هل يمكنك التعامل دراسياً مع أطفال صعوبات تعلم؟
نعم يمكن التعامل مع صعوبات التعلم هناك بعض المعلومات والنصائح التي تستطيع الاعتماد عليها للمساعدة في تدريس الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم ومنها:
- القيام بإظهار مواقف إيجابية تجاه الطفل والقيام بتقبله، وكذلك إدراك الاختلاف بينه وبين الأطفال الآخرين وعدم التفكير في مقارنته بغيره.
- اختيار الطرق السهلة علي الطفل في التعليم، والتركيز الكبير على نقاط القوة لدي الطفل وليس التركيز على نقاط الضعف.
- الابتعاد عن التوبيخ والاستهزاء وأسلوب التهديد أثناء تعاملك مع الطفل.
- اتّباع عمليات التعلم المعتمدة علي الوسائل والصور، وكذلك الاعتماد على الأشياء الملموسة علي قدر المستطاع في تعليم الطفل وكذلك الابتعاد عن التلقين قدر الإمكان.
- محاولة ضبط النفس والهدوء أثناء التدريس للطفل، وإظهار الحزم كثيرا لكي تستطيع السيطرة على سير العملية التعليمية، وعدم إعطاء مجال لهذا الطفل للسيطرة هو على وقت التدريس.
- اعتمادك علي أسلوب يهتم بالأسئلة التي تحفز التفكير لدى الطفل.
- القيام بتحديد مهمات معينة تناسب وضع الطفل، ولا تكون هذه المهمات أكبر من قدرات الأطفال مصابى صعوبات التعلم ولا تكون سهلة جداً له، وتحديد وقت محدد للقدرة علي إنهاء هذه المهمات.
- يجب القيام باختيار معلم يرغب بالعمل مع الأطفال مصابى صعوبات التعلم تحديداً، ويكون على معرفة تامة بأساليب التعامل مع هؤلاء الأطفال وكذلك أساليب التدريس.
- إذا لم ينجح الطفل في تعلم مهارة معينة فيجب القيام سريعاً بتغيير طريقة التعليم واستخدام طريقة أخرى، وإذا لم تنجح هذه الطرق يَجب استبدالها بمهارة تعليم أبسط قليلاً.
- يجب القيام بمحاولة التدرج في وقت حل الواجبات، فيتم بدايتاً بالواجبات التي تحتاج إلى وقت قليل للإنتهاء منها، ثم القيام بزيادة هذا الوقت بشكل تدرجي لوقت أكبر.
- ربط خبرات التعليم الجديدة بالخبرات التعليمية السابقة.
- جعل الطفل يشارك ويساهم في اختيار النشاطات التعليمية التي يحبها وإختيار بأي واحدة منها يبدأ كذلك
- منح الطفل وقت كافي للإجابة أو حل التمارين والأمور المشابهه وعدم استعجال الطفل.
- المعرفة والاطلاع على طرق أو أساليب تعديل السلوك لكي يتم استخدامها بشكل مستمر مع الطفل.
- عمل خطط يومية جيدة للطفل ومتابعة الطفل كذلك، وإعطاؤه تعليمات وواجبات يومية لعملها.
- أسلوب الحواس المتعددة ويُعد أسلوبVAKT فرنالد من أهم الأساليب في تدريس الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلّم، وهو يعتمد على أن الطفل يقوم باستخدام كل حواسه معاً أثناء التدريب، وهذا الأسلوب يساعد علي تسهيل التعامل الأكاديمي والدراسي مع الطفل ويساعد الأهل وكذلك المعلمين على إثراء العملية التعليمية لزيادة قدرة الطفل علي استيعاب المادة، فيكون هذا الطفل أكثر قابلية للتعلم، وتطبق هذه الطريقة أو الأسلوب كما في هذا المثال:
يحكي الطفل قصة معينة وتكون قصيرة للمعلم ويقوم المعلم بكتابتها، ويطلب المعلم من الطفل النظر إلي الورقة المكتوب عليها القصة (البصر)، وثم يطلب المعلم من الطفل أن يستمع لقراءة القصة (السمع) من قبلِ المعلم، يقرؤها الطفل (النطق)، ومن ثم يكتبها الطالب (اللمس والحركة)، القيام بتعليم الأطفال المصابين كيفية التعامل مع الكتب، وكيفية قلب الصفحات، وكيف تُقرأ الكلمات الموجودة في الصفحات، تعليم الأطفال مطابقة الأصوات للحروف، يقوم المعلم بوضع أسئلة، ويحاول الطفل الإجابة عنها بعد القيام بالإستماع إلى القصة، أو القيام بكتابة ملخص لها، والقيام بقراءة مجموعة من الكلمات المكتوبة في الصفحات، فعند وجود مشكلات في نطق الأصوات لدى الأطفال بإمكانهم تعلم مهارات أخرى من خلال قرائتها.
علاج صعوبات التعلم لدي طفل المدرسة
يمكن من خلال عدة طرق أخري ومن الممكن استخدامها من قِبل المعلم للقضاء على صعوبات التعلم، ومنها:
- استخدام أدوات خاصة: يقوم المعلمين بتغير نمط التدريس الطبيعي المعتاد عليه، مثل تقديم امتحانات شفوية، أو وضع جدول ملاحظات خاص بالطالب، والقيام بعمل تقارير في شكل فيديوهات، ولكتابتها يتم استخدام برامج التكنولوجيا في التعليم، مثل استخدام برامج لمعالجة الكلمات، أو تسجيل صوت الأطفال بدلاً من الكتابة باليد.
- القيام باستخدام الجداول، والورق المطبوع، المدونات وذلك للتقليل من حاجة للقيام بالكتابة للطفل.
- استخدام أساليب مساعدة للتذكر، كالقافية، والموسيقى التي يتم استخدامها لتذكر الرياضيات.
- استخدام الكمبيوتر وكذلك البرامج التي تساعد في الأمور الرياضية وخاصة الحساب.
طرق معالجة بعض صعوبات التعلم
يمكن التعامل مع حالات من صعوبات التعلم على هذا النحو:
صعوبة القراءة
يجب توفير أساليب خاصة للتدريس للأطفال الذين يعانون من صعوبة القراءة، ويمكن أن يشتمل ذلك القيام بمساعدة الطفل على التعلم باستخدام التجارب التي تضم عدة حواس، والقيام بتقديم تغذية راجعة أو رد صدي فورى لتعزيز قدرة الأطفال على معرفة الكلمات، ومنح الطلاب الوقت الكافيأو الوقت الإضافي لإنهاء المهام والقيام بتقديم اختبارات مسجلة تتيح للأطفال الاستماع إلى الأسئلة بدل القيام بقراءتها، وكما يمكن استخدام الأدوات التكنولوجية، مثلا الاستماع إلى الكتب الدراسية على شريط مسجل، أو القيام باستخدام برامج لمعالجة الكلمات مع ميزة التدقيق الإملائي.
عسر الكتابة
المعلمين يمكنهم القيام باستخدام أدوات وطرق مخصصة لحل مشكلة صعوبات التعلم عند الأطفال، كتقديم امتحانات شفوية، والسماح للطلاب بعمل تقارير بشكل فيديو، كذلك يمكن استخدام الأدوات التكنولوجية في تعليم الأطفال الذين يعانونمن صعوبة في النطق، مثل استخدام برامج لمعالجة الكلمات، أو مسجل صوت بديلاً للكتابة باليد، وكذلك يمكن أن يقوم المعلم بتزويد الأطفال بأوراق العمل، والملاحظات وما شابه مطبوعة بشكل مسبق للطلاب.
عسر الحساب
المعلم يمكنه استخدام الأدوات المختلفة مثل رسم صور للمعادلات الرياضية، وكذلك استخدام أقلام ملونة للتمييز بين أجزاء المعادلات، كما يمكن للمعلم استخدام الموسيقى والقافية لمساعدة الأطفال على تذكر المفاهيم الرياضية، أو السماح للطفل باستخدام الكمبيوتر لأداء التدريبات المختلفة.
عسر الانتباه
يجب توفير بيئة تعليم هادئة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبة في الانتباه، ليستطيع التعامل مع حساسيته للضوضاء وكذلك المشتتات المختلفة، فيمكن للمعلم القيام بتزويد الطلاب بمكان هادئ لأداء الاختبارات والقراءة الصامتة التي تتطلب التركيز، وأيضاً توفير العلاج الوظيفي، مثل التمارين المختلفة التي تركز على القيام بمهام الحياة اليومية ويمكن أن تساعد الطفل ذو الاستيعاب والتنسيق الضعيف.