Mentalines

علاج القولون العصبي| ما هو العلاج النفسي لذلك المرض؟

يبدأ علاج القولون العصبي بتغيير نمط الحياة وتطبيق النصائح الغذائية التي وصفها الطبيب المختص لمرضى القولون العصبي، لكن يعد العلاج النفسي أيضًا خيارًا علاجيًا هامًا للمرضى، فلا يجب أن يستسلم المرضى للمشاكل النفسية المصاحبة للقولون العصبي، حيث توجد العديد من خيارات العلاج النفسي لعلاج القولون العصبي والقائم على الأدلة مثل التثقيف النفسي، والمساعدة الذاتية، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الديناميكي، وغيرهم من العلاجات الأخرى.

وفي هذا المقال سنشرح لك كيفية علاج المشاكل النفسية المرتبطة بالقولون العصبي.

علاج القولون العصبي وعلاقته بالعلاج النفسي

إلى جانب تغييرات نمط الحياة والنصائح الغذائية ومنع تعاطي المخدرات، يعد العلاج النفسي أساسًا مهمًا في علاج القولون العصبي، لا يتعين على كل مرضي القولون المتهيج الخضوع للعلاج النفسي، ولكن المرضى الذين يعانون من نقص الدعم الاجتماعي، أو الأحداث الصادمة، أو العلاقات المضطربة، يجب أن يفكروا في العلاج النفسي المبكر.

كذلك المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية مصاحبة، أو أولئك الذين لا يظهرون تحسنًا ملحوظًا بعد علاج القولون العصبي بخيارات العلاج الأخرى مثل الأدوية، فيجب أن يأخذوا في الاعتبار العلاج النفسي، يوصي معظم الأطباء بالعلاج النفسي للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الدوائية بعد 12 شهر من بدء علاج القولون العصبي.

تتضمن خيارات علاج أعراض القولون العصبي بالاعتماد على العلاج النفسي كلًا من التثقيف النفسي، والمساعدة الذاتية، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالتنويم المغناطيسي، والعلاج النفسي الديناميكي، والعلاج القائم على اليقظة، كما أن احتمالية نجاح العلاج النفسي أكبر في المرضى الذين لديهم الرغبة والدافع والانفتاح على العلاج النفسي والتأكد من وجود علاقة بين الصحة النفسية وعلاج القولون العصبي.

التثقيف النفسي والمساعدة الذاتية

من الأفضل أن يأخذ الطبيب وقتًا لشرح الحالة الطبية لمن يحتاج إلى علاج أعراض القولون العصبي، قد يحتوي هذا الشرح على توضيح اسم المرض النفسي الذي يعاني منه بسبب القولون المتهيج، وتطور هذا المرض، والفيزيولوجيا المرضية، والتشخيص، وخيارات العلاج المختلفة، علاوة على ذلك فإن التثقيف النفسي هو بوصلة المريض، كما هو مفتاح العلاقة الموثوقة بين الطبيب والمريض والتي تؤثر بشكل كبير على مسار المرض وتقليل الأعراض.

يمكن أن يساعد التثقيف النفسي أيضًا في تجنب الفحوصات المتكررة وغير الضرورية أو التدخلات العلاجية غير المناسبة، لأن هذا قد يزيد من احتمال حدوث فهم غير واضح للاضطراب مما قد يؤذي المريض، لذلك تذكر منظمة أمراض الجهاز الهضمي العالمية في إرشاداتها العالمية أن تثقيف المرضى حول علاج القولون العصبي النفسي وكذلك آثاره النفسية له تأثير إيجابي على نتيجة العلاج.

أبلغت دراسة عن وجود انخفاض في القلق بعد تثقيف المرضى بعلاج القولون العصبي النفسي، كما كان هناك زيادة في جودة الحياة وتقليل القلق في المجموعة المُثقفة مقارنة ببداية خضوعهم لعلاج القولون العصبي.

علاج القولون العصبي

أهمية المساعدة الذاتية

تعمل المساعدة الذاتية على تحسين سير علاج المشاكل النفسية للقولون العصبي، من خلال طلب الاستشارة التفصيلية، وجمع المعلومات حول علاج مشاكل القولون العصبي النفسية سواء من الكتب أو الكتيبات الإرشادية أو الإنترنت، يمكن للمرضى الراغبين في علاج القولون العصبي ومشاكله النفسية التعرف على تجارب المرضى، واستراتيجيات التأقلم، وخيارات العلاج من خلال البحث الذاتي، هذا يشجع على الإدارة الذاتية للمرض.

أثرت طرق المساعدة الذاتية المختلفة في كثير من المرضى، حيث ظهر تحسنًا كبيرًا على جودة الحياة المرتبطة بالصحة النفسية والجسدية بعد 6 أشهر من بدء الاعتماد على المساعدة الذاتية من بعض المرضى الذين خضعوا لعلاج القولون العصبي النفسي، لوحظ هذا التأثير في المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية مصاحبة لمتلازمة القولون المتهيج مثل الاكتئاب والقلق والاضطرابات الجنسية، حيث قلة شدة الاعتلال النفسي بمرور الوقت.

العلاج السلوكي المعرفي

تعتمد معظم التدخلات النفسية في علاج القولون العصبي على العلاج السلوكي المعرفي، الذي يهدف إلى الحد من المخاوف غير المنطقية وتعديل الأنماط السلوكية، وعلى الرغم من أن العلاج السلوكي المعرفي يظهر نتائج جيدة، إلا أنه ليس متاحًا دائمًا ويتطلب عمل كثيف، لذلك يعتمد تطبيق هذا النوع في علاج القولون العصبي على رغبة المريض وخبرة الطبيب المختص والموارد المتاحة.

أظهرت إحدى التجارب انخفاضًا بنسبة 50٪ في أعراض مشاكل الجهاز الهضمي والقلق والاكتئاب لدى الذين يخضعون للعلاج السلوكي المعرفي، من الجيد الجمع بين العلاج الدوائي والتدخلات النفسية، هذا الجمع يتفوق كثيرًا على مجرد الاعتماد على العلاج الطبي وحده.

العلاج النفسي الديناميكي

يركز العلاج النفسي الديناميكي على الصراعات الشخصية والداخلية وكيفية مساهمتها في تطوير الأعراض، كما أن العلاج النفسي الديناميكي يؤدي إلى حدوث تحسن كبير عند علاج القولون العصبي، لذلك توصي منظمة أمراض الجهاز الهضمي العالمية أيضًا بالعلاج النفسي الديناميكي، هناك تأثيرات كبيرة للتدخلات الديناميكية النفسية في علاج القولون العصبي، حيث أظهر الأشخاص الذين خضعوا لهذا النوع من العلاج تحسنًا واضحًا في الأعراض النفسية للقولون العصبي بعد 3 أشهر تقريبًا.

يرتبط التدخل النفسي الديناميكي بتقليل النزاعات الشخصية، حيث كان الحد من النزاعات الشخصية مؤشرًا على تحسين الحالة الصحية للأشخاص الذين خضعوا لعلاج القولون العصبي عن طريق العلاج النفسي الديناميكي هذا مقارنة بالعلاج الطبي، كما أظهر الأشخاص الذين تناولوا الأدوية المضادة للاكتئاب انخفاضًا في الأعراض الجسدية أيضًا، يعد العلاج النفسي الديناميكي بشكل عام بديل فعال من حيث التكلفة للعلاج الدوائي لعلاج القولون العصبي.

العلاج بالتنويم المغناطيسي

يعد العلاج بالتنويم المغناطيسي وسيلة للتركيز على إدراك الأعراض المعوية، حيث يحاول المعالج نقل السيطرة على الأمعاء للمريض وتحقيق تغيير في رد الفعل الفردي على الأعراض الجسدية، يفضل الاعتماد في علاج القولون العصبي على العلاج بالتنويم المغناطيسي خاصة للمرضى الذين يعانون من متلازمة القولون المتهيج مع تعاطي المخدرات.

أظهر عدد كبير ممن قاموا بعلاج مشاكل القولون العصبي النفسية بالاعتماد على العلاج بالتنويم المغناطيسي تحسنًا ملحوظًا في الألم وانتفاخات البطن وتغيرات في عادات الأمعاء والرفاهية، كما أن حضور جلسات العلاج بالتنويم المغناطيسي الفردية والجماعية تسبب ارتياح شخصي مرتبط بتحسين نوعية الحياة والأعراض الجسدية والنفسية، يؤثر العلاج بالتنويم المغناطيسي أيضًا على معالجة المحفزات الحشوية لدى مرضى القولون العصبي.

العلاج القائم على اليقظة

يجمع العلاج القائم على اليقظة بين تقليل التوتر وعناصر أخرى من العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتعلم المرضى فهم أعراض القولون المتهيج النفسية والتعامل معها بشكل أفضل،في حال اعتمدت في علاج أعراض القولون العصبي على هذا النوع فبالتأكيد سيساعدك على:

الحد من التوتر

تزداد درجة التوتر عند المعاناة من متلازمة القولون المتهيج، حيث يعد التوتر سبب رئيسي لطلب العلاج النفسي، لكن مع متابعة العلاج القائم على اليقظة فستجد أن شعورك بالتوتر بدأ في التراجع.

تحسين نوعية الحياة

تهدف أنواع العلاجات المختلفة إلى تحسين أنماط ونوعية الحياة بشكل خاص، حتى لا تتدهور حياة مصاب القولون العصبي بسبب مروره بالمشاكل النفسية المرتبطة بالمرض، لذا فالعلاج القائم على اليقظة شأنه شأن باقي العلاجات، ستجد أن حياتك بدأت في أخذ أنماط جيدة لم تكن تفكر أنك ستتبعها عند علاج القولون العصبي.

التغلب على القلق

يساعد علاج القولون العصبي القائم على اليقظة في التغلب على القلق، حيث أن القلق من أعراض القولون العصبي المعروفة، والتي تعيق سير حياة المصاب بالشكل الذي يرغب فيه كل شخص، لذا فاختيار هذا النوع من العلاج ممتاز لعلاج القلق الذي يسببه القولون المتهيج.

يقلل العلاج القائم على اليقظة من الحساسية الشديدة والإجهاد العقلي والتقييم المفرط للتوتر، أظهر المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي الذين يخضعون لتدريب اليقظة عدم تفاعلهم مع القلق الذي يركز على القناة الهضمية، لكن قد يلزم استكمال العلاج القائم على اليقظة بعلاجات أخرى من أجل ممارسة تأثير أكثر استدامة.

يبلغ مرضى القولون العصبي غالبًا عن تسبب المرض في عبء كبير عليهم، ويشتكون بشكل خاص من ضعف كبير في نوعية الحياة، يعد الاعتماد على العلاج النفسي في علاج أعراض القولون العصبي خيارًا ممتازًا للتغلب على المشاكل النفسية للقولون العصبي.

Exit mobile version