مشكلة التنمر لم تعد مجرد مشكلة خاصة بالمراهقين في المرحلة الاعدادية، حيث انتقلت مشكلة التنمر إلى المراحل الأصغر سنًا، وفي هذا المقال يا عزيزي سوف تتعرف على كيفية اكتشاف تعرض طفلك لمشكلة التنمر وكيفية حماية الأطفال من المتنمرين في المدرسة والأماكن الأخرى.
يتواجد التنمر بأشكال عديدة، يمكنك قراءة مقال عن أنواع التنمر من هنا.
المحتويات
كيفية التعامل مع المتنمرين؟
مع الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الممكن حدوث سلوك التنمر غير اللائق بين الأطفال خارج المدرسة وعبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنشورات Facebook، وتعرف هذه الأشكال باسم التسلط عبر الإنترنت، وتكون مؤذية وعدوانية بشكل خاص، وغالبًا ما تظهر آثاره السلبية في المدرسة باليوم التالي.
الخطوة الأولى للتعامل مع المتنمرين هي معرفة متى يكون طفلك ضحية؟
تشمل أعراض التنمر الشكاوى الجسدية مثل آلام البطن، بالإضافة إلى المخاوف والقلق، وعدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة، حيث أن الدفاع الطبيعي هو التجنب أو الانسحاب من الأشياء التي تجعله متوتر أو قلق، مع أن الأعراض السابقة تدل على الاعتداء لكنك مازلت بحاجة إلى معرفة ما يحدث.
اطرح الأسئلة واجعل أطفالك يتحدثون عن وضعهم الاجتماعي، حاول أن تتعرف على الأصدقاء الذين يتعاملون معهم والذين لا يحبذون التعامى معهم، فمن الضروري أن تبدأ في إنشاء تواصل جيد قبل أن تواجه طفلك بتعرضه للتنمر، اجعل التواصل مع الأطفال الصغار شيء أساسي وضروري، ولكن إذا كنت تشك في وجود مشكلة يمكنك قراءة مقال عن علامات تعرض طفلك للتنمر من هنا.
عندما يكبر الأطفال يكون لديهم وعي كبير بعلاقات الأقران، لذلك يمكنك أن تكون مباشر أكثر في أسئلتك، عندما يتحدث أطفالك استمع حقًا إلى ما يشاركونه واجعلمشاعرك تحت السيطرة، غالبًا ما يغضب الآباء أو يحبطون لكن الأطفال لا يحتاجون إلى المبالغة في رد فعل الآباء، إنهم يحتاجون أن تستمع إليهم وتطمئنهم وتدعمهم، كما أنهم بحاجة إلى رؤيتك مستقرًا وقويًا وقادرًا على مساعدتهم في أي موقف.
طرق التعامل مع المتنمرين
بمجرد شعورك أن طفلك يتعرض للتنمر من قبل أحد أقرانه، إليك أذكى الطرق التي حددها الخبراء للتعامل مع المتنمرين الصغار:
أوقف التنمر قبل أن يبدأ
قم بعمل عصف ذهني لإيجاد حلول لوقف التنمر قبل حدوثها أو تصعيده، قم بتطوير وإعداد مجموعة مختلفة من الأفكار واعرضها على الأطفال لاستخدامها في المواقف الصعبة التي يتعرضون لها، خاصة عندما يكون صعب عليهم التفكير بشكل صحيح في كيفية التصرف.
قم بإنشاء قائمة بالردود
درب طفلك على قول عبارات معينة، يستخدمها لإخبار شخص ما بالتوقف عن سلوك التنمر، من الأفضل أن تكون هذه الكلمات بسيطة ومباشرة، ولكن ليست معادية مثل، “دعني وشأني، تراجع، لم يكن ذلك جيدًا”يمكنه أيضًا أن يحاول قول “نعم، أيا كان” ثم يبتعد.
يعد لعب الأدوار طريقة رائعة لبناء الثقة وتمكين طفلك من التعامل مع التحديات، يمكنك لعب دور المتنمر بينما يمارس طفلك استجابات مختلفة حتى يشعر بالثقة في التعامل مع المواقف المزعجة، أثناء لعبك للأدوار علمه التحدث بصوت قوي وحازم، فالأنين أو البكاء لن يؤدي إلا إلى تشجيع المتنمر.
عزز لغة الجسد الإيجابية
في سن الثالثة يكون طفلك مستعدًا لتعلم الحيل التي ستحميه، قل لطفلك أن يتدرب على النظر إلى بؤبؤ عيون هذا الشخص، وأن يفعل الشيء نفسه عندما يتحدث إلى طفل يضايقه، سيجبره ذلك على رفع رأسه حتى يبدو أكثر ثقة، تدرب أيضًا على صنع وجوه حزينة وشجاعة وسعيدة وأخبره أن يتحول إلى شخص شجاع إذا كان يتعرض لمشكلة التنمر.
حافظ على التواصل الدائم معه
تحدث مع أطفالك كل يوم حول سير الأمور في المدرسة، تحدث بنبرة هادئة وودية واخلق مناخًا مناسبًا حتى لا يخشى إخبارك إذا كان هناك خطأ ما أو يتعرض لمشكلة التنمر، أكد على أن سلامته ورفاهيته أمران مهمان بالنسبة لك، فمن الضروري دائمًا أن يتحدث الطفل إلى شخص بالغ عن أي مشكلة يتعرض لها بإرتياح.
بناء ثقة طفلك
كلما كان طفلك ينظر إلى نفسه بشكل أفضل، قل احتمال تأثير تعرضه لمشكلة التنمرعلى تقديره لذاته، شجع الهوايات والأنشطة اللامنهجية والمواقف الاجتماعية التي تبرز أفضل ما في طفلك، تأكد من اخبار طفلك عن الصفات الفريدة التي تحبها فيه وعزز السلوكيات الإيجابية التي ترغب في رؤيتها أكثر.
بصفتنا آباء نميل إلى التركيز على المواقف السلبية، لكن الأطفال يستمعون بشكل أفضل عندما تشجع سلوكياتهم الجيدة، إن تعزيز نقاط القوة لدى الأطفال وتشجيع التواصل الصحي مع الآخرين يمكن أن يؤثر بشكل جيد على احترام الذات، ويزيد من ثقة أطفالك على المدى الطويل، ومنع أي حالات تنمر محتملة.
مدح التقدم الذي يحرزه الطفل
عندما يخبرك طفلك كيف استطاع إحباط محاولة المتنمر دعه يعرف أنك فخور به، إذا شاهدت طفلًا آخر يتعرض لمشكلة التنمر ويواجه المتنمر أشر إلي طفلك حتى يتمكن من تقليد هذا النهج.
علم الطفل الطريقة الصحيحة للرد
يجب أن يفهم الأطفال أن المتنمرين يحتاجون إلى القوة والسيطرة على الآخرين والرغبة في إيذاء الناس، غالبًا ما يفتقرون إلى ضبط النفس والتعاطف والشعور، لذا من المفيد للأطفال استخدام عدة استراتيجيات عند التعامل مع المتنمرين، من ضمنها:
- لا تدع المتنمر يجعلك تشعر بالسوء، عندما يقول شخص ما شيئًا سيئًا عنك قل شيئًا إيجابيًا لنفسك، ذكر نفسك بصفاتك الإيجابية.
- أخبر المتنمر بما تشعر به، وماذا تريد منه أن يفعل، تعلم أن تفعل ذلك بصوت هادئ وحازم، قل على سبيل المثال “أشعر بالغضب عندما تناديني بأسماء لأن لدي اسمًا حقيقيًا، أريدك أن تبدأ في مناداتي باسمي الحقيقي”
- لا تكافئ المتنمر بالبكاء، يريد المتنمر إيذاء مشاعرك، عندما يصفك القائم بمشكلة التنمر أنك سمين، انظر في عينيه وقل بهدوء، “كما تعلم، أنا بحاجة إلى البدء في ممارسة المزيد من التمارين” ثم انطلق بثقة.
- انزع سلاح القوة من المتنمر بروح الدعابة، اضحك على تهديداته وابتعد عنه.
- استخدم أفضل الطرق واتبع غرائزك، إذا كان المتنمر يريد واجبك المنزلي، وتعتقد أنه على وشك أن يؤذيك، فامنحه واجبك وانطلق بثقة، ثم أخبر شخصًا بالغًا بما حدث ولا تشعره أنك تعرضت لمشكلة التنمر.
- لا تتوقع أن تتعرض لسوء المعاملة، عندما تتجه نحو مجموعة من الأطفال فكر فيهم على أنهم لطفاء معك، وابذل قصارى جهدك لتكون ودودًا، الأهم من ذلك عامل الآخرين بالطريقة التي تريد أن تُعامل بها، دافع عن الطلاب الآخرين الذين يتعرضون لمشكلة التنمر، واطلب منهم الدفاع عنك.
اتخذ إجراءات لوقف مشكلة التنمر
في النهاية الأمر متروك للوالدين لمساعدة الطفل الصغير في التعامل مع المتنمر، ساعده على تعلم كيفية اتخاذ خيارات ذكية واتخاذ الإجراءات عندما يشعر بالأذى أو يرى طفلًا آخر يتعرض لمشكلة التنمر، وكن مستعدًا للتدخل إذا لزم الأمر.
الإبلاغ عن تنمر شديد ومتكرر
إذا كان طفلك مترددًا في الإبلاغ عن مشكلة التنمر، فاذهب معه للتحدث إلى معلم أو مدير المدرسة، تعرف على سياسة المدرسة بشأن مشكلة التنمر وتوثيق حالات التنمر والاحتفاظ بالسجلات، والبقاء على اطلاع بالموقف من خلال المتابعة مع المدرسة لمعرفة الإجراءات التي يتم اتخاذها، احصل على المساعدة من الآخرين خارج المدرسة عند الضرورة، واستفد من موارد المجتمع التي يمكنها التعامل مع مشكلة التنمر ووقفه.
شجع طفلك على أن يكون مؤيدًا
كون طفلك مؤيدًا وليس متفرجًا سلبيًا يعني أن الطفل يتخذ إجراءات إيجابية، عندما يرى صديقًا أو طالبًا آخر يتعرض للتنمر، اسأل طفلك عما يشعر به عندما يجد شخص يدافع عنه، واشرح له كيف يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقًا، عندما يتكلم الأطفال بصوت عالٍ، يكون ذلك أقوى بعشر مرات من أي شيء يمكننا القيام به كأشخاص بالغين.
اتصل بوالدي المتنمر
هذا هو النهج الصحيح مع تعرض الطفل لمشكلة التنمر، فمن الضروري أن يكون والدي الكفل المتنمر متقبلين للعمل معك بطريقة تعاونية معك، اتصل بهم أو راسلهم بالبريد الإلكتروني بطريقة غير تصادمية، مع توضيح أن هدفك هو حل المشكلة معًا، قد تقول شيئًا مثل:
أتصل لأن ابنتي عادت إلى المنزل وهي تشعر بالضيق، أخبرتني أن طفلك استبعدها من اللعب في الملعب، لا أعرف ما إذا كان طفلكم قد ذكر أيًا من هذا، لكني أرغب في مساعدته على التعايش بشكل أفضل، هل لديك أي اقتراحات؟
كن شريكًا لمدرسة الطفل
تواصل مع مدرسة طفلك وأبلغ عن حوادث التنمر، حيث لا يمكنك أن تتوقع من موظفي المدرسة أن يعرفوا كل ما يحدث، اجعلهم على دراية بأي مواقف، على الرغم من قيام المزيد من المدارس بتنفيذ برامج الوقاية من مشكلة التنمر، إلا أن العديد منها لا يزال يفتقر إلى الدعم أو الموارد الكافية، يجب على الآباء والمعلمين أن يكونوا على دراية وأن يشاركوا المدرسة.
تعليم مهارات التأقلم
إذا كان طفلك يتعرض لمشكلة التنمر، ذكره أنه ليس ذنبه فهو ليس وحده وأنت موجود معه دائمًا للمساعدة، من المهم للأطفال تحديد مشاعرهم حتى يتمكنوا من شرح ما يجري معهم؛ لذلك يجب على الآباء التحدث مع الأبناء عن مشاعرهم الخاصة، هناك شيء لا يجب أن يفعله الآباء وهو بغض النظر عن عمر الطفل، لا تفترض أن هذه أشياء عادية تحدث مع الأقران.
لا ينبغي أبدًا قبول مشكلة التنمر بطفل أو مضايقته، تعمل مساعدة طفلك على التعامل مع المتنمر على بناء الثقة ومنع تصعيد الموقف، فحاول أن تبقى بجوار طفلك دائمًا حتى تساعده في التعامل مع مثل هذه المشاكل، نتمنى أن تكون قد اسنفدت من مقال مشكلة التنمر وكيفية التعامل مع المتنمرين.