“إزاي تعرف نفسك” و”ليه ممكن تكون مش عارف نفسك”. لو كنت دايماً بتسأل نفسك، “إزاي أعرف أنا مين فعلاً؟” أو “ليه مش قادر أكتشف ذاتي بوضوح؟”، الفيديو ده ليك!
محتوى الفيديو :
كتير مننا عايشين ع الأرض، محققين نجاحات كتير، قادرين يوصلوا ويحققوا أهدافهم على كل المستويات، لكن في حاجه جوانا بتمنعنا نكون نفسنا، نكون الأشخاص اللي ممكن نكونهم فعلاً. مش بنعرف نحدد مين احنا بالضبط.
الموضوع مش معرفتنا بأساسيات سيرتنا الذاتية ، اسم وسن وكذا … الفكرة اننا مش عارفين حاجتين اساسيين:
- أولاً، مش عندنا إحساس ثابت بقيمتنا،
- وثانياً، مش عندنا فهم واضح لقيمنا أو أحكامنا.
من غير ما نعرف نفسنا كويس، بنواجه صعوبة خاصة في التعامل مع الانتقادات أو المدح. لو الناس قرروا إننا مالناش قيمة أو وحشيين، مش هيكون جوا نفسنا حاجة تمنعنا من قبول أحكامهم بشكل كامل، مهما كانت غلط أو متطرفة أو قاسية. هنكون عاجزين قدام رأي الناس، ودايماً هنطلب من الناس يقولوا لنا نستحق ايه بدل ما ندور جوه نفسنا على الإجابة. بغياب حكم مستقل، هنكون دايماً جعانين للمدح الخارجي، التصفيق من الجمهور هيهمنا أكتر بكتير من المفروض.
هنكون عُرضة للجري وراء أي فكرة أو نشاط الناس بتحبه دلوقتى. هنضحك على نكت مش بتضحك، وهنقبل أفكار مش حلوة بس عشان هى موضة، هنهمل مواهبنا الحقيقية ونشوف غيرها عشان نفوز بسهولة بشعبية وحب الناس. هنكون تابعين لرأي الجمهور بشكل أعمى، دايماً بنشيك على مزاج العالم، بدل ما نستشير باروميتر داخلي عشان نعرف احنا عايزين ايه، نحس بايه، ونقيم ايه.
بس الحقيقه لازم نكون طيبين مع نفسنا، مفيش حد بيتولد بقدرة مستقلة تخليه يعرف هو مين. لكن مع الوقت بنتعلم يكون عندنا هوية، لو كنا محظوظين في سنيننا الأولى، حد تاني بياخد وقته يدرسنا بعدل واهتمام ولطف، وبعد كده يعكسنا لينا بشكل مفهوم ونقدر نقلده بعدين. بيدونا بداية صورة حقيقية لهويتنا ، اللي بنقدر ناخدها ونغنيها على مر السنين، ونستخدمها كدفاع ضد الأحكام المشوهة من الناس اللي مستعجلين أو سيئين النية.
معرفة احنا مين، هي فعلاً ميراث من إن حد عرفنا بشكل صح من الأول. بناء الهوية ده بيحصل بخطوات صغيرة مستمرة، بس منقذة للحياة، زي مثلا إن أب ممكن يقول ردًا على حزن ابنه “أه ده أكيد وجعك” وبالتالي هو بيأكد مشاعر الطفل أو يقول في وقت تانى “عادي ما تكونش مبسوط في عيد ميلادك” ، وده بيبنى رد فعل غير نموذجي عند الطفل اتجاه أحداث معينة.
المفروض الطفل مش بس يكون معروف، كمان يكون مُفًسر بشكل حلو وبسيط. الآباء الشاطرة بتقدم تفسيرات لطيفة ، بيكونوا في صف الطفل، ودائمًا مستعدين يحطوا احسن تفسيرات ممكنة على لحظات الغضب أو الفشل، وده بيسرسم الأساس اللي منه بيظهر تقدير ذاتي مرن.
ده المثال المثالي، لكن ممكن طبعًا الأمور تكون أسوء وغالبًا بتكون أسوء. ف مثلا الاب ممكن يقدم انعكاس مش مناسب مع واقع الطفل، ف يقول “شوف مين مبسوط دلوقتى” في حين إن العكس هو صحيح ، والطفل زعلان، ده بيخرب قدرة الطفل على التواصل مع مشاعره.
أو الاب ممكن يقدم للطفل طريقة قاسية وحكمية لتفسير نفسه، ويكرر اقتراح إن الطفل سيئ النية أو مش كويس. أو الاب ممكن ببساطة ما يبديش اهتمام كبير بالطفل، ويركز على نفسه في أماكن تانية، وبالتالي الطفل يكبر حاسس إنه مش بس مش مستحٍق للتقدير، لكن كمان لأنه ما تمش رؤيته وتفسيره بشكل كافي، ف يحس انه مش موجود حتى.