يعتقد الكثيرون أن احتياجات الطفل مقتصرة فقط على المشرب والمأكل والملبس أو الأمور البيولوجية بشكل عام، يحاولون إشباعها على أنها فقط احتياجات الطفل الأساسية، يبتعدون عن التفكير في احتياجاته النفسية والاجتماعية، والتي تعد من الاحتياجات التي لها دور كبير ﻓﻲ حياة الأطفال، يحتاج الأطفال إلى إشباع وتلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية أثناء النمو، حيث تعد احتياجات الطفل يا عزيزي اللبنة الأساسية لتوازن طفلك العقلي والنفسي والجسمي، ولذا نبدأ بالتحدث عن مراحل وتقسيمات الطفولة، ومن ثم نتناول احتياجات الطفل الأساسية.
مراحل الطفولة وتقسيماتها
هناك عدة مراحل أساسية حددها علماء النفس وعلماء التربية وهذه المراحل خاصة بنمو الأطفال، هناك اختلاف بين تقسيم مراحل الطفولة ولكن التقسيم الرباعي يعتبر هو التقسيم المعترف به، وهو:
- مرحلة المهد: وهي تبدأ من الولادة حتى اكتمال العام الثاني
- مرحلة الطفولة المبكرة: من ٣ سنوات إلى 5 سنوات
- الطفولة الوسطى: من ٦ سنوات إلى 11 سنه
- مرحلة الطفولة المتأخرة: من 12سنه وحتى البلوغ
المحتويات
اختلاف احتياجات الطفل عن الراشد
ﺍلأطفال لديهم احتياجات وحقوق خاصة بهم ويحتاج ﺍلأطفال إلي رعاية وتوفير الاحتياج الأساس للطفل وإشباعها، يتميز الطفل عن الشخص الراشد البالغ ببعض من الخصائص العقلية والنفسية، وهذه الخصائص من المهم التعرف عليها لكي يتم الاستفادة منها في تعزيز الجوانب الايجابية لدى الطفل:
- ﺍﻟﻄﻔﻞ يتميز بسطحية الفهم للأشياء المحسوسة
- وجود قابلية عالية لتوجيه سلوك العملي.
- تلقائية في المشاعر والعواطف وعدم قدرته على السيطرة العقلية
- العمل الجماعي مع أقرانه وجود روح الصداقة
- حب الطفل من الاستكشاف والفضول العلم والمعرفة
- رغبة الطفل في تطوير مهاراته الفردية.
- حاجة الطفل إلى القدوة الواقعية أو المثال
أهمية الطفولة لإشباع و تلبيــة احتياجات الطفل
أن الطفولة تعتبر مرحلة رئيسية في عمر الطفل أو الإنسان حيث تشغل الطفولة ربع حياة الإنسان والأحداث التي تدور في الطفولة لها أثار كبيرة وواضحة في باقي عمره سواء كان ذلك في الصفات الشخصية أو السلوك أهمية الطفولة تنبع من الأسباب الآتية:
- الطفولة تمثل مرحلة ضعف للإنسان يحتاج فيها إلى الرعاية والعناية بشكل دائم في كافة شؤون حياته النفسية أو البدنية أو الاجتماعية وبالطبع الرعاية في الشراب والطعام والملبس.
- الطفل يتلقى التوجيه فــي مرحلة الطفولة وهذا التوجيه يترك أثر بالغ في الطفل وخاصة الذي يعيش في أجواء مضطربة أغلب الوقت تؤثر هذه الأجواء في شخصيته عند بلوغه، وهذا الأمر يؤثر على الجوانب غير الإرادية مثل طريقة المشي أو الكلام أو نبرة الصوت حيث أن الطفل يتأثر بوالديه والبيئة المحيطة به بشكل كبير.
- الاهتمام والعناية بالجوانب العقلية للأطفال لهم دور كبير في نجاح الطفل فالأطفال الذين يتصفون بالذكاء يتميزون بوجود وتوفير ظروف بيئيه جيدة وتلقيهم الاهتمام والعناية في مرحلة الطفولة يساعدهم ﻋﻠﻰ زيادة الإبداع عند البلوغ.
- الطفل يتشرب المبادئ والقيم والأخلاق بسهولة وهذا يجعل لديه مسلمات مساعدة في الحصانة ضد ما يحدث في العالم، وتتحول عندما يكبر إلي قواعد وأصول مبرره يجب الالتزام بها.
- إهمال الجوانب الأساسية في العناية بالصحة وصحة الطفل الغذائية المتوازنة يؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل ويترك أثار كبيرة لا تمحي عند بلوغه، خاصةً إذا كان يوجد نقص في المواد الحيوية لبنيته الجسدية.
- أن الأطفال يشغلون نسبة كبيره من المجتمع تزيد على النصف في بعض دول العالم الثالث وخاصة دول العالم العربي.
ما هي احتياجات الأطفال الأساسية؟
التربية النفسية تقوم بمراعاة الحاجات الإنسانية وأيضا اعتبارها نقطة الانطلاق نحو البناء السليم في نفس الوقت
كثير من الأشخاص الذين يعتقدون أن احتياجات الطفل الأساسية مقتصرة على الأمور البيولوجية، مثل الأكل والشرب والملبس ولا ينظرون أبدا إلى احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية لكن هذه الاحتياجات تعتبر مهمة جدا في حياة الطفل وهذه الاحتياجات هي:
الحاجات العضوية
من ضمن احتياجات الطفل الأساسية، حاجات الطفل العضوية أو البيولوجية والتي لها أهمية كبيرة في استمرار الحياة ومنها الغذاء الصحي ﺃﻭ الطعام والماء والإخراج والتنفس والنوم والمسكن والوقاية من الأمراض وعدم الوقع في الحوادث.
حاجات نمو الطفل العقلي
هذه الاحتياجات هامة جدا وتشمل:
- الاستطلاع والبحث والاكتشاف
- القدرة على التفكير
- اكتساب مهارات اللغة
الحاجات الاجتماعية والنفسية
- حاجة الأطفال إلى الأمن
- الاعتبار والمكانة
- النجاح والسيطرة والتفوق
- المحبة والطمأنينة والمدح
- القبول والإيمان
- حاجة الطفل إلى سلطة ضابطة أو إلى التأديب
- المعرفة والشعور بالاستقلال
- اكتساب المهارات اليومية
- التعرف على القيم الدينية أو الأخلاقية للجماعة واكتسابها
- اللعب أو الترفية
- تقدير قيمة العمل
- حاجته إلى تنمية قدراته العقلية
- التنسيق عن الرغبات المكبوتة
- الحب والأمان والحنان
- الانتماء والرفاق
احتياجات الطفل من الأسرة
علماء النفس يؤكدون أن الأسرة هي أداة تشكيل الطفل الأساسية أثناء مراحل حياته الأولى فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن الأطفال يحتاجون إلى النمو داخل أسرة مستقرة.
وأثبتت أيضاً الدراسات أنه قد تكون هناك حاجة كبيرة هي أن الطفل يحتاج إلى أخوة قريبون منه في السن تقريباً لكي يشاركونه حياته الأسرية، الأم تقوم باحتضان الطفل في مرحلة المهد وبسبب هذه المرحلة يكتسب الشعور بالأمان، والأب يشبع الكثير من رغبات الطفل وحاجاته فينال منه التقدير والحب والعطف والإخوة كذلك يشبعون احتياجات الطفل الخاصة بالحياة الأسرية ومشاركتهم لها.
وتشير بعض الدراسات في علم النفس إلى:
- أهم عنصرين يجب أن يتوفروا في العلاقات الأسرية المتزنة هما الأب والأم، داخل الأسرة المتزنة الوالدين يكونوا مدركين وواعين احتياجات الطفل العاطفية والسيكولوجية المرتبطة بنموه وأهم هذه الاحتياجات حاجته إلى الأمن والطمأنينة والحب والشعور بالتقدير والحاجة إلى الثقة بالنفس والحاجة إلى التعليم والتوجيه وحاجته إلى العطف والانتماء وإلى بناء علاقات اجتماعية قوية.
- الأب يجب أن يكون مدرك لما قد يكون وراء سلوك الطفل من دوافع أو رغبات يعجز طفله عن التعبير عنها بشكل واضح.
- لا يجب أن يمارس أحد الوالدين رغباته غير المشروعة مثلاً استخدام الطفل في إيذاء الطرف الأخر أو أن يقوم بجعل الطفل محور لصراع بينه وبين الكبار من حوله.
- شعور الطفل بالاستقرار والأمان يبعد القلق والاضطراب عنه ويفتح له طرق التكيف النفسي السليم ويجعله قادرا على تنمية قدراته وإمكانياته حتى يكون مواطن صالح.
اتجاهات سلبية تؤثر على الطفل
علماء النفس أثبتوا أن الاتجاهات التي تترك أثارا سلبية في الصحة النفسية تؤثر في الشخص عندما يكون راشد بعد ذلك وهذه الاتجاهات هي:
- التسلط
وهو فرض الأم أو الأب لرأيهم على الطفل وهذا يجعل شخصية الطفل خائفة دائما أو حساب خجولة.
- الحماية الزائدة
وهي قيام أحد الوالدين أو الاثنين مثلا بأداء الواجبات الخاصة بالطفل أو المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الطفل نفسه ويتدخلون في كل شؤون الطفل ولا يتاح للطفل أي فرصة لاتخاذ أي قرار بنفسه حتى إذا كان هذا القرار اختيار أصدقاء أو ملابسه.
- الإهمال
ويكون من خلال من خلال اللامبالاة التي يواجهها الوالدين إلى الطفل وينتج عنها شخصية خائفة ومترددة ويكون الطفل ذا شخصية متسيبة وغير منضبطة في أي شيء أو عمل يتميز بتخبط السلوك.
- التدليل
وهذا يتضح في تنفيذ رغبات الطفل بشكل كبير، فيتم تنفيذ كل ما يرغب فيه وعدم توجيه الأطفال لتحمل المسؤوليات التي تناسب مراحل عمرهم
- القسوة
وهى تتمثل في العقاب البدني والتهديد به ونتيجة هذا الأسلوب هو إنتاج شخصية عدوانية
- التفرقة
أي عدم المساواة بين الأبناء ونتيجة ذلك هو إنتاج شخصية أنانية وحقودة، ويعتاد ألا يعطى وأن يأخذ فقط ويحب الاستحواذ على كل شيء لنفسه
خطوات إشباع احتياجات الطفل
يوجد عدة خطوات لإشباع احتياجات الطفل الأساسية وهي:
حاجة الطفل إلى الاطمئنان، كيف يتم إشباعها؟
- الرفق واللين
- البعد عن القسوة والشدة وكثرة المحاسبة
- البحث بشكل مستمر عن وسائل لإدخال السرور على الطفل
- القيام بإزالة كل الهواجس الموجودة لدي الطفل تجاه والديه
- تقديم العناية الخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
الحاجة إلى الاعتبار وكيفية إشباعها
الطفل يرجع لبعض الوسائل ليحاول رد اعتباره ومنها:
- العناد
- قلة الأكل
- التخريب
- الصراخ لإثارة انتباه الآخرين
- إزعاج الضيوف في البيت
- الكذب التخيلي
كيف تتعامل مع متطلبات طفلك؟
- قم بمنح الطفل الوقت
- اجعل الطفل يشعر بقيمته
- امنح طفلك الحرية
- دع الطفل يختار
- احترم رأي الطفل
- قم بتكليفه ببعض المسؤوليات
- امدح طفلك
- افتخر به أمام الناس
تنمية حاجة الطفل إلى المحبة
- عبر لابنك عن حبك له
- الإصغاء جيداً إلى ابنك
- أعطي ابنك بعض الهدايا
- إعطاء الثقة إلى ابنك، وهذا تعبير عن حبك له
حاجة الطفل إلى المدح
- حاول أن تركز على الإنجاز
- امتدح محاولات طفلك حتى لو لم تكن إنجازا
- لا تجامل الطفل بل اقتنع بما قام به
- اتبع التشجيع
- قدم المدح سريعاً ولا تتأخر
ما قد يعوق الأسرة عن تلبية احتياجات الطفل الأﺳﺎﺳﻴﺔ أثناء تربية الطفل ﺃﻭ تنشئته وتجعله يصاب بالإحباط والحزن ولا يستطيع تلبية كل وكافة احتياجاته، إن الفقر يعتبر أساس عدم تلبية ما يريده الطفل و أيضـًا عدم مراعاة ما يرغب فيه الطفل من احتياجات ورؤية الأسرة أن احتياجات طفلهم هي الاحتياجات المقتصرة فقط حول توفر الأمور الضرورية لنمو الطفل كالمأكل والمشرب.
لا يحاول الأهل التحدث إلى طفلهم والتعرف على ما يحتاج إليه حتى إذا كان الطفل يحتاج إلي أحد يساعده في تنمية القدرات الخاصة به أو حل المشكلة التي قد يعاني منها أو قد تكون رغبته مرتبطة بتعلم التكنولوجيا فقط يحتاج الطفل إلي أمور مختلفة ويجب أن تهتم بالتعرف على هذه الاحتياجات والاهتمام بتنفيذها وكذلك الاهتمام بالأمور البيولوجية ولا تقتصر عليها فقط بل اهتم بتعليمه وصحته وتوفير الحماية والسلامة له، حتى ينمو الطفل دون إصابته بأي اضطرابات نفسية أو عقلية.