اضطراب ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ الزوراني يعرف بالإنجليزية Paranoid personality disorder ويعرف كذلك باسم الشخصية المرتابة أو اضطراب الشخصية البارانوي وهو اضطراب عقلي يعرف بالزورانية وكذلك أيضاً الشك المستمر الكبير القوي وأيضاً الارتياب القوي العام تجاه الآخرين.
المحتويات
صفات مرضي اضطراب الشخصية الزورانية
والأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الزورانية قد يكونوا شديدي الحساسية، وكذلك تتميز سمات أصحاب هذه الشخصية بأنهم يشعرون بالإهانة بسهولة، ويرتبطون بشكل غريب معتاد بالعالم وهذا من خلال المسح البيئي اليقظ في البحث عن أدلة أو اقتراحات قد تثبت تحيزاتهم أو مخاوفهم، وهم أيضاً تواقون للمراقبة، ويعتقدون دائماً أنهم في خطر ويقومون بالبحث عن تهديدات وعلامات هذا الخطر، ويحتمل ألا يقوموا بمراعاة الأدلة الأخرى.
هناك مساهمة وراثية في صفات البارانويا، كما أنه يوجد ارتباط محتمل في الجينات بين اضطراب الشخصية الزوراني واضطراب الفصام، وقد وجدت دراسة نرويجية توأمية كبيرة طويلة المدى بأن مرض اضطراب الشخصية الزوراني لها تأثير وراثي بسيط ومتواضع وأنه يشارك في جزء من عوامل الخطرالبيئية والجينية مع غيره من اضطرابات الشخصية في الفئة أ، وهما الفصامي النوع واضطراب شبه الفصامي.
التصنيف الدولي للأمراض 10
يوجد في التصنيف الدولي للأمراض10 ، وهذا التصنيف تابع لمنظمة الصحة العالمية ويسرد فيه أن اضطراب الشخصية الزورانية تحت رقم F60.0 ومن متطلبات هذا التصنيف الدولي لتشخيص ٱي اضطراب من اضطرابات الشخصية أن يكون محدد المعايير ويلبي أيضًا مجموعة من علامات ومعايير اضطراب الشخصية العام، وأيضاً يشير التصنيف إلى أنه قد يكون من الضروري جداً بالنسبة لمختلف الثقافات القيام بوضع مجموعات معايير محددة فيما يتعلق بالمعايير الأخلاقية وأيضاً الاجتماعية والقواعد والالتزامات الأخرى.
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الزورانية أو الاضطهادية يميلون إلى أن يكونوا شكاكين وحذرين فهذه الشخصيات معروفة بالشك، ويعيشوا حياة عاطفية ضعيفة وضيقة، وأن إنخفاض القدرة لديهم على مشاركة العاطفة ذات المغزى والرغبة الشديدة للعزلة الاجتماعية يتسبب لهم في نوع من أنواع العزلة شبه الفصامية خلال فترة حياتهم، يمكن أن يكون لدى الأشخاص المصابون بمرض اضطراب الشخصية الزوراني ميول لحمل الضغائن، والشك الدائم، والميل والرغبة إلى تفسير تصرفات من حوله أو الأخرين على أنها تصرفات عدائية.
وأيضاً لديه ميل مستمر إلى المرجعية الذاتية، أي إحساس عنيد وقوي بالحق الشخصي، وكما أن المرضى الذين يعانون مناضطراب الشخصية الزوراني يمكن أن يكون أيضًا لديهم اعتلال مشترك أي مع اضطرابات شخصية أخرى قد تكون مثل اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت (الاضطراب الفصامي النوع، الاضطراب شبة الفصامي، النرجسية، الاضطراب الاجتنابي واضطراب الشخصية الحدية).
النظريات النفسية الاجتماعية تلمح إلى أن إسقاط المشاعر السلبية الداخلية وكذلك النمذجة الأبوية لهم دور في الإصابة بهذا الاضطراب، ويفسر أصحاب النظريات المعرفية أيضاً بأن الاضطراب الزوراني ناتج عن اعتقاد رئيسي وأساسي بأن الأشخاص الآخرين غير ودودين هذا إلى جانب غياب الوعي الذاتي النفسي.
أعراض الشخصية الزورانية
اضطراب الشخصية الزوراني يتوفر به ثلاثة على الأقل من هذه الأعراض:
- الحساسية المفرطة للرفض والهزيمة
- الميل إلى حمل الأحقاد باستمرار والمقصود بهذا مثل رفض الإعتذارات أو المغفرة للمنازعات أو الإهانات أو الذل
- ميل وارتياب ورغبة واسعة لتشويه التجربة عن طريق إساءة التفسير للسلوكيات الودية أو المحايدة للآخرين على أنها احتقارية أوعدائية
- يملك شعور قوي ومتحمس جداً للذات، من خلال حفاظه على الوضع القائم الفعلي
- الشك المتكرر دون وجود مبرر، مثلا فيما يتعلق بإخلاص شريك حياته أو الإخلاص الجنسي للزوج
- الميل إلى محاولة تجربة أو الإفراط في التفرد الذاتي وبكون واضح جداً في موقف المرجعية الذاتية الدائم أو المستمر
- الانشغال بتفسيرات بها (تأمرية) مؤامرات غير مثبتة للأحداث سواء كانت للمريض وحده أو في العالم بأسره
الدليل التشخيصي والإحصائي والمعايير
الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الناتجعن الجمعية الأمريكية للطب النفسي لديه معايير تمثل اضطراب الشخصية الزوراني، ويوجد بها أنها تتطلب بوجه عام وجود كبير لانعدام الثقة والشك الدائم في الآخرين، وتفسير دوافع الأخرين على أنها عدائية أو حاقدة، وهذه الأفكار الزورانية تحدث منذ سن مبكرة، ويتم تكرارها وحدوثها في مجموعة من المواقف، ويجب أن يتم وجود 4 من 7 مسائل واضحة ومحددة، وهي التي تشتمل علي أنواعًا مختلفة ومتعددة من الشكوك مثل الاستغلال، أو تلك الملاحظات التي لها معنى التهديد، وتكون في بعض الحالات إما بالنسبة للآخرين بشكل عام أو الأصدقاء والشركاء تحديدًا.
اضطراب الشخصية الزوراني يتميز بانعدام الثقة الكبير والشك في الآخرين، ويقوم بتفسير دوافعهم على أنها دوافع حقد، ولمحاولة إكمال تشخيص مصاب اضطراب الشخصية الزوراني سواء كان من بداية من مرحلة البلوغ المبكر أو في أي سن يوجدهناك مجموعة متنوعة من السياقات يجب أن يستوفي المريض 4 على الأقل من هذه المعايير:
- الشك دون أي دليل أو دون وجود دليل كاف في أن الآخرين يلحقون به الأذى أو يستغلونه أو يخدعونه.
- الانشغال الدائم بالشكوك غير المبررة وهذه الشكوك حول الوثوق أو ولاء الأصدقاء أو الزملاء.
- عدم القدرة علي الثقة في الآخرين وهذا بسبب خوف ليس له مبرر من أن تستخدم هذه المعلومات بطريق أو بشكل خبيث جداً ضده.
- ترجمته للمعاني غير الملحوظة أو غير الواضحة من الإهانة أو التهديد إلى ملاحظات و أحداث حميدة.
- يحمل الضغائن دائماً أي أنه لا يتسامح تجاه أي إهانات، أوإصابات، أو الفضائح.
- يدرك الهجمات على سمعته أو نفسه، وحتي التي لا تبدو ظاهرة للآخرين، وسرعة الرد بغضب شديد أو التوجه إلى هجوم مضاد.
- وجود شكوك متكررة دون أي مبرر، وهذا فيما يتعلق بإخلاص الشريك أو الزوج أو شريكه الجنسي.
- هذا الشخص لا يعرف أبداً الحب أو التسامح أو الرحمة ، وإنما يحمل الضغائن والحقد.
- وهو دائماً ما يشعر بالاضطهاد والخيانة من الأشخاص من حوله، وهذا الشعور يولد لديه كراهية وميول عدوانية تجاه كل الأشخاص الذين يتعامل معهم، وتتخذ هذه العدوانيه صورًا كثيرة، مثل النقد اللاذع المستمر للآخرين، أو سخرية جارحة منهم، وفي الوقت نفسه لا يتحمل أي نقد، فهو في نظر نفسه لا يخطئ أبدًا.
- وهو عنيد لا يتغير رأيه بالنقاش أو الحوار، فيوجد لديه ثوابت لا تتغير أبداً، ولذلك فإن الكلام معه مجهد ومتعب دون فائدة، وهو يشعر دائمًا أنه فقط الصواب وبأنه على حق، وينسب الدور ااذي يقوم به عند حدوث المشاكل للآخرين.
- وهو دائماً يتهم غيره، ويسيء فهم كل كلمة ويبحث بين الكلمات عن وجود النوايا السيئة، ومهما قام وحاول الطرف الآخر إثبات براءته فلن ينجح أبداً بل هذا يزيد من شكه وسوء ظنه، كما إن محاولات الآخرين التودد والتقرب تجاهه تقلقه وتقوم بزيادة شكوكه.
- وهذا الشخص شديد الحساسية جداً وسريع الاستثارة عند توجيه أي نقد له مهما كان هذا النقد بسيطًا.
- وكذلك فهو لديه أفكار حول جنون العظمة وأن الآخرين لا يقدرون قيمته ومكانته ولا يعطونه المناصب التي يستحقها ويعتقد نفسه قادر على حكم أو إدارة العالم بكل نجاح وتفوق، أيضاً ويتميز بالعجرفة والتكبر في تعامله مع الآخرين، ويحتقر الجميع، ولا يتحمل أحد، وينظر إليهم بأنه أفضل منهم وبفوقية، وهو طاغية ومستبد.
- وإن اضطراب الشخصية الزورية شائعاً أكثر بين الرجال منه فيالنساء، وتزداد نسبة الإصابة به في مرحلة المراهقة.
- وأسباب حدوث اضطراب الشخصية الزورية كغيره من اضطرابات الشخصية الآخري فإن الأسباب الأساسية لهذا الاضطراب غير معروفة، ولكن يمكن أن يؤدي سوء المعاملة والحرمان في الطفولة المبكرة من الحب الموجه من الوالدين وهذا إلي جانب الاستعداد الوراثي إلى تطور الشخصية الزورية.
كيف يتم تشخيص الاضطراب الزوراني؟
لكي يتم تشخيص اضطراب الشخصية الزورية يجب أن يستوفي المريض أربعة على الأقل من هذه المعايير:
- الشك دون وجود دليل كاف أن الآخرين يستغلوه أو يخدعوه أو يريدون إلحاق الأذى به.
- الانشغال الدائم بالشكوك التي ليس لهامبرر حول ولاء أو إخلاص الأصدقاء والمرافقين والزملاء.
- معارضة ائتمان الآخرين على الأسرار بسبب خوف لا مبرر له من أن تستخدم هذه المعلومات بشكل خبيث ضده.
- يستنبط من الحوادث البسيطة والإشارات البريئة إهانات وتهديدات غريبة مثل: يعتقد أن جاره يرمي النفايات مبكراً ليزعجه
- يحمل الضغينة والحقد، ولا يسامح ولا يصفح عن إهانته أو الاستخفاف به.
- يشعر دائماً باستخفاف وتجاهل الآخرين ويشعر بوجود الهجمات على شخصيته أو سمعته، ويسرع في إظهار رد فعل غاضب أو الهجوم المضاد.
- يشك في الإخلاص الجنسي للشريك أو للزوج دون وجود أساس لذلك.
هل يمكن علاج اضطراب الشخصية الزورانية؟
- يعتبر العلاج الفعال فعلاً هو العلاج النفسي فهو العلاج الأفضل لهذا الاضطراب، وهو يعمل علي مساعدة الفرد في تعلم كيفية التعامل مع هذا الاضطراب، وأفضل طرق التواصل مع الآخرين في مختلف المواقف الاجتماعية، وتقليل مشاعره بالعظمة.
- ولكن المشكلة في أنه نادر جداً أن يفكر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الزورانية في العلاج، وكثيرًا ما يتركوه قبل الفترة المحددة لهم هذا رغم أن معظم مرضى هذا الاضطراب يتطلبون علاج ثابت، وفي العادة لا يكون العلاج الدوائي هو الحل الرئيسي لعلاج اضطراب الشخصية الزورانية، ومع ذلك فإن أدوية مثل مضادات القلق ومضادات الاكتئاب وأيضاً الأدوية المضادة للذهان من الممكن أن توصف للمريض إذا كانت أعراض الشخص المصاب شديدة.
- وللتعامل مع صاحب هذه الشخصية فمن الصعب كسب ثقة صاحب الشخصية الزورانية، ومن المهم أن لا تحاول إثارة شكوكه أو استفزازه أو استغلال هذه المشكلة لديه أو الشئ الذي يثير لديه تلك المشاعر، ولا تحاول عناده أو معاداته، ومهم جدا معرفة النقاط التي يشعر بالحساسية والرفض تجاهها وبالتالي تقوم بتفاديها، ومجاملته ومداراته، لأن من الصعب التعامل مع هذا الشخص كأي شخص آخر عادي، فهو يحتاج إلى معاملة خاصة.
- ليس هناك علاج فعال لعلاج إضطراب الشخصيِّة الزَّورانيَّة مثل غيرها من إضطرابات الشخصية الأخرى, لكن الخضوع لعلاج نفسي لعلاجPsychotheraphy يساعد الأشخاص المرضي على إتباع نمط حياة أفضل، ويساعدهم علي تحسين ثقتهم بأنفسهم، وعلى بناء الثقة في من حولهم
- ولا يوجد أدوية تستطيع التقليل من العوارض الخاصة باضطراب الشخصية الزورانية لكن في بعض الحالات يمكن الإستعانة بأدوية خاصة مثل مضادات للهوس، والاكتئاب والخوف، في حالة وجود إحدي هذه الاضطرابات لديهم وهو أمر غير نَّادر عند هؤلاء الأشخاص.
هل يوجد عواقب للإصابة باضطراب الشخصيَّة الزورانيَّة ؟
- لا يعرف هؤلاء الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب بناء علاقات قوية في العمل، وكذلك الأصحاب والعلاقات الزوجيَّة.
- كثيرًا ما يقعون في مشاكل جنائية بسبب العدائيَّة.
- في كثير من الحالات لا يستطيعون الحافظ على علاقة زوجيَّة سليمة أو الزواج بسبب الشكوك.
هل يمكن بناء الثقة مع هذه الشخصية؟
يصعب جداً على هؤلاء الأشخاص بناء الثقة مع الآخرين، فهم يعيشون في شكوك مستمرة ودائمة، ويعتقدون أن الآخرين يحاولون إلحاق الأذي والضرر بهم أو خداعهم، هذه المعتقدات لا تعتمد على تجارب وليس لها علاقة بالواقع، كما أنها تضر بقدرتهم على بناء علاقات متينة مع الآخرين، وتتميز شخصية الشخص المصاب باضطراب الشخصية الزورانية بأن:
- تتَّسم علاقاتهم مع الآخرين بالبرودة والبعد، وتطغو عليها كذلك الغيرة والحسد.
- يستصعبون القدرة علي مسامحة الآخرين ويحملون الضغينة وحب الإنتقام.
- يصعب عليهم الإسترخاء، فهم شديدي التَّوتر.
- يشكّكون بولاء الآخرين لهم ويعتقدون بأن الأشخاص من حولهم يحاول إستغلالهم أو خداعهم.
- لا يتشاركون مع الآخرين أي معلومات عنهم وهذا لإعتقادهم أن هذه المعلومات قد تستعمل في شيء ضدَّهم.
- شديدي الحساسيَّة، ولا يقبلون أبدا النَّقد.
- شديد العناد والعداء، يميلون إلى الإكثار من الجدال.
- يؤمنون بأنَّهم دائمًا على صواب، ويتهمون الأشخاص الآخرين ويحملونهم المسؤوليَة كاملة عن أي مشكلة.
- يشككون كثيرا في زوجاتهم أو أزواجهم، ويفكرون بأنهم يقومون بخيانتهم.
- يفسرون الكلام ما بين السطور، ويشكون دائما في النظرات حتي التي تخلو من أي معنى.
إن قام الطبيب بالشك في إصابتك باضطراب الشَّخصيَّة الزَّورانيَّة يبدأ في توجيه الأسئلة لك أو للشَّخص المصاب بحثًا عن المزيد من اعراض المرض، كما أنَّ الطبيب يقوم بفحص المريض و إجراء الفحوصات المخبريَة أو الصورية إذا قام بالشكَّ أنَّ هذه الأعراض عوارض ثانوية لمرض جسدي، وليس هناك أي فحوصات لتشخيص هذا الإضطراب، لكن أخصائيين النفس يستطيعون تشخيص هذا المرض عن طريق لقاء المريض وإتباع المعايير المتفق عليها للتشخيص.