Mentalines

تعرف على اضطراب الشخصية الفصامية

يُوصف الأشخاص المُصابون باضطراب الشخصية الفصامية غالباً بأنهم غريبو الأطوار أو غريبون، ولديهم القليل جداً من العلاقات الوثيقة في العادة في حالة إن وُجدت هذه العلاقات، فهم لا يفهمون كيف تبني وتتشكَّل العلاقات، أو حتي كيف يؤثر سلوكهم على الآخرين، وقد يسيئون الفهم لدوافع الآخرين وأيضاً سلوكياتهم، وينشأ عندهم إحساس كبير بعدم الثقة في الآخرين.

ما هو اضطراب الشخصية الفصامية؟

فهو اضطراب من الاضطرابات العقلية يعرف بتميزه بشدة القلق الاجتماعي والذهان العابر وجنون العظمة، واضطراب الفكر وتبدد الواقع مع معتقدات غريبة في أحيان كثيرة، اضطراب الشخصية الفصامية بالإنجليزية: Schizotypal personality disorder أو اضطراب الشخصية الفصامية ويشعر الذين يعانون من هذا الاضطراب بالانزعاج والضيق الشديد من استمرار العلاقات الوثيقة مع الآخرين، وذلك لأنهم يعتقدون أن الآخرين يملكون أفكار سلبية تجاههم، ولهذا يتجنب ويبتعد مصابون اضطراب الشخصية الفصامية تشكيل علاقات مع من حولهم أو مع الآخرين. ويعرفون بغرابة الكلام ولديهم سلوكيات غريبة ونمط الملابس هي أعراض لهذا الاضطراب أيضاً، كما أن المصابون بمرض اضطراب الشخصية الفصامية قد يتفاعلون أثناء المحادثات بشكل غريب أو يتحدثون إلى أنفسهم، أو لا يستجيبون، أي يشعر بالقلق الشديد ويميل إلي تجنُّب المواقف الاجتماعية، حيث يميل الشخص مصاب اضطراب الشخصية الفصامية إلى التفكير واعتناق معتقدات غريبة، ويجد صعوبة في الاستجابة بشكل سليم للإشارات الاجتماعية.

يُشخَّص اضطراب الشخصية الفصامية عادة في مرحلة مبكرة من البلوغ، وهناك احتمالية بأن يستمر لدي المصاب طوال العمر، يُفسر المصابون باضطراب الشخصية الفصامية كثيراً المواقف على أنها غريبة أو لها معني غير طبيعي وتُعتبر الخوارق أو المعتقدات الخرافية أمر شائع بالنسبة لهم، وهؤلاء المصابون يلجئون العناية الطبية في كثير من الأحيان لعلاج القلق والاكتئاب بدلاً من اضطراب الشخصية نفسه، يحدث اضطراب الشخصية الفصامية لحوالي 3% من السكان في العالم وهو أكثر شيوعاً في الذكور عن النساء.

ساندور رادو في عام 1956 هو أول من ذكر مصطلح الفصامي “schizotype” وهو اختصار من “فصام النمط الظاهري”، ويصنف اضطراب الشخصية الفصامية أنه ضمن المجموعة من اضطراب الشخصية (“غريبة الأطوار”) ويُعتبر هو الاضطراب الأكثر إعاقة في هذه المجموعة. schizoid

أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

السبب الرئيسي هو الوراثة

يُفهم اضطراب الشخصية الفصامية بأنه جزء من اضطراب “طيف الفصام”، وتُعتبر معدلات اضطراب الشخصية الفصامية عالية جداً في الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون باضطراب الفصام عنه في الأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من أمراض عقلية أخرى ومن الأشخاص الذين ليس لهم أي أقرباء مصابون بأمراض عقلية، ويمكن اعتبار اضطراب الشخصية الفصامية “نمط ظاهري موسع”، ويساعد العلماء المتخصصون في الوراثة في تتبع نقل الجينات الوراثية أو العائلية المتورطة في الفصام، وهناك أيضاً اتصال وراثي بين اضطراب الشخصية الفصامية والاكتئاب واضطرابات المزاج على وجه الخصوص.

اضطراب الشخصية الفصامية

اضطراب الشخصية الفصامية يتميز بشيوع وانتشار ضعف الانتباه بدرجات متفاوتة، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون بمثابة علامة لقابلية الإصابة بالاضطراب، والسبب هو أن الفرد الذي عنده صعوبات في استقبال (إدراك) المعلومات وقد يجد صعوبة في فهم المواقف الاجتماعية المعقدة، والتي تكون فيها التلميحات الشخصية والتواصل ضروري للحصول على تفاعل اجتماعي جيد، وهذا قد يؤدي بالفرد إلي الانسحاب في نهاية المطاف من معظم التفاعلات الاجتماعية، ومما قد يؤدي إلي انعدام المخالطة الاجتماعية.

إن شخصية الفرد عبارة عن مزيج الأفكار والعواطف والسلوكيات التي تجعله مميزًا، إنها الطريقة التي تنظر بها إلى العالم الخارجي وترتبط به وكذلك كيفية رؤية نفسك، تَتكون شخصية الفرد في مرحلة الطفولة، وتَتشكل بمزيج من العوامل البيئية والميول الجينية، في النمو الطبيعي يتعلم الأطفال التفاعل بمرور الوقت وبشكل مرن ومناسب مع الآخرين ويتعلمون تفسير الإشارات الاجتماعية والاستجابة للمواقف الاجتماعية بشكل مناسب، ومن غير المعروف ما الذي يحدث لشخص مصاب باضطراب الشخصية الفصامية، ولكن من المرجَّح أن التغييرات في طريقة عمل المخ والوراثيات والتأثيرات البيئية والسلوكيات المتعلمة قد يكون لها دور في ذلك.

عوامل خطر الإصابة بالشخصية الفصامية

قد يزيد خطر الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية، إذا كان لديك أقارب مصابون بانفصام أو اضطراب نفسي آخر.

مضاعفات الإصابة بالشخصية الفصامية

لدي مصابي اضطراب الشخصية الفصامية تزداد خطورة الإصابة بما يلي:

الشخصية الفُصامية والفُصام

يمكن بسهولة الخلط بين اضطراب الشخصية الفصامية وبين الفُصام، فالفصام هو مرض عقلي شديد يفقد فيه الشخص الاتصال بالواقع أي الذُّهان، وبينما يمر المصابون باضطراب الشخصية الفصامية بنوبات ذهانية قصيرة ومعها توهمات وهلوسة، وهذه النوبات ليست متكررة بنفس درجة تكرار نوبات الفصام وليست مثلها في الحدة والطول، ويوجد فرق رئيسي آخر وهو أن المصابين باضطراب الشخصية الفصامية يمكن توعيتهم عادة بالفارق بين الواقع وأفكارهم المُشوَّهة،ولكن عموماً المصابين بالفُصام لا يمكن فصلهم عن توهّماتهم.

وبالرغم من وجود هذه الفوارق ولكن يمكن أن يستفيد مصابون اضطراب الشخصية الفصامية من علاجات مشابهة للعلاج المُستخدَم مع مرضى الفُصام، وأحيانًا يُعد اضطراب الشخصية الفصامية في طيف مع الفُصام ولكن يُنظَر إليه على أنه أقلّ شدة.

أعراض اضطراب الشخصية الفصامية

يتضمن اضطراب الشخصية الفصامي عادة خمسة من اعراض وعلامات أو مؤشِّرات المرض ويمكن أن تكون أكثر وهي:

قد تظهر أعراض ومؤشرات مرض اضطراب الشخصية الفصامية، في زيادة الاهتمام بالأنشطة الفردية أو ارتفاع مستوى القلق الاجتماعي في سنوات البلوغ أو المراهقة، قد يكون الطفل ضعيف الأداء في المدرسة أو يبدو غير منسجم اجتماعيًّا مع الأقران، مما قد يؤدي إلى تعرضه للمضايقة أو التنمُّر.

متى تحتاج إلي زيارة الطبيب

مرضى اضطراب الشخصية الفصامية يطلبون المساعدة فقط بِناءً على طلب أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو قد يَطلُبون المساعدة لمعالجة مشكلة أخرى مثل الاكتئاب، إذا كُنتَ تَشتَبِه في أن أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء قد يكون مصابً بهذا الاضطراب، فيمكنك أن تقترح عليه بلُطف أن يَطلُب المساعدة، وأن يبدأ بزيارة طبيب رعاية أولية أو أحد اختصاصي الصحة العقلية.

هناك دراسة أشارت أن انتشار اضطراب الشخصية الفصامي في المجتمع يصل إلى نسبة تتراوح من 0.6% في عينة نرويجية إلى 4.6% في عينة أمريكية، ووجدت دراسة أمريكية أن معدل استمرار مرض اضطراب الشخصية الفصامية لمدى الحياة في الـ 3.9% إلى حد ما أعلى المعدلات بين الرجال (4.2%) عنه في النساء (3.7%)، إلي جانب غيره من اضطرابات المجموعة أ، فإن اضطراب الشخصية الفصامية شائع بشكل كبير بين الأشخاص  المتشردين بلا مأوى.

تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية

يمكن أن يطلب المصابون باضطراب الشخصية الفصامية المساعدة من طبيب العائلة أو الرعاية الأولية الخاص بهم، بسبب أعراض مثل القلق أو الاكتئاب أو مشكلات في تقبل والتلاؤم مع الإحباط أو للعلاج من سوء استخدام بعض المواد مثل الكحوليات، وبعد إجراء الفحص الجسدي أو البدني لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى، قد يُحيلك طبيب الرعاية الأولية إلى اخصائي الصحة العقلية لإجراء المزيد من الفحوصات.

وعادةً يعتمد تشخيص الاصابة اضطراب الشخصية الفصامية على :

علاج اضطراب الشخصية الفصامية

علاج أصحاب إضطراب الشخصيات الفُصامِيَّة يتضمن غالبا الجمع بين العلاج النفسي، والعلاج بـ (الأدوية)، يمكن مساعدة العديد من الأشخاص من خلال العمل أو عن طريق الأنشطة الاجتماعية التي تناسب أنماط شخصيتهم.

العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي المصابين لاضطراب اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ فصامية على البدء في تبادل الثقة وتعلم مهارات التأقلُم مع الآخرين وهذا ببناء علاقات قائمة على الثقة مع المعالج.

يشمل العلاج النفسي علي سبيل ما يلي:

بتحديد أنماط التفكير السلبي وتغييرها، واكتساب مهارات اجتماعية معينة، وتعديل مشكلات السلوك

بتوفير تعزيز المهارات التكيُّفية

عن طريق اشتراك أفراد الأسرة في العلاج، ما قد يساعد على تحسين الثقة، والتواصل، والقدرة على التعاون معا في المنزل.

Exit mobile version