إن الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يعرفون أحيانا أن تصرفاتهم الوسواسية هي تصرفات غير منطقية، ويحاولون تغييرها أوتجاهلها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق، إن التصرفات القهرية بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من القلق أو الضائقة، وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري، في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم، مثلا.
المحتويات
تعريف اضطراب الوسواس القهري
اضطراب الوسواسي القهري: هو نوع من الاضطرابات التي ترتبط بالقلق (Anxiety)، وتتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية وسواسية وتؤدي إلى عمل تصرفات قهريّة obsessive – compulsive، ويتميز اضطراب الوسواس القهري بأعراض قهرية ووسواسية، على حد سواء.
ولكي يشعرون بعض المصابين باضطراب الوسواس القهري بأنهم آمنون، يقومون، مثلا، بغسل أيديهم بشكل قهري، إلى درجة أنهم يسببون الندوب الجلدية والجروح لأنفسهم، وعلى الرغم من الجهود المبذولة والمحاولات، إلا إن الأفكار المزعجة، الوسواسيّة والقهريّة، تواصل التسبب بالضيق والانزعاج، وقد يؤدي الأمر إلى تصرّفات تأخذ طابع الطقوس والمراسم، تمثل حلقة مؤلمة و قاسية وتميز اضطراب الوسواس القهري.
أسباب الوسواس القهري
وكان الاعتقاد السائد في السابق، هو أنّ اضطراب الوسواس القهري مرض نادر، ولكن من المعروف اليوم أنّ مرض الوسواس القهري منتشر أكثر من العديد من الأمراض النفسية الأخرى، يبدأ اضطراب الوسواس القهري، في مرحلة الطفولة أو المراهقة أي في سن مبكرة، وخاصة في سن العاشرة تقريبًا، أما البالغين، فيظهر اضطراب الوسواس القهري لديهم في سن 21 عاما.
لا يوجد سبب واضح صريح لاضطراب الوسواس القهري، أما النظريات التي تفسر أسباب اضطراب الوسواس القهري فتشمل:
العوامل البيولوجية: تشير بعض الأدلة إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحدث في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه، كما أنّ هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري يمكن أن يكون مرتبط، بعوامل جينية وراثية، لكن لم يتم بعد تشخيص و تحديد الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري.
العوامل البيئيّة: أن بعض الباحثين يقولن بأن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرّفات مكتسبة مع الوقت من البيئة.
وجود السيروتونين بدرجة غير كافية من: السيروتونين هو إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ، وإذا كان مستوى السيروتونين أقل من اللازم، فمن المحتمل أن يساهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري، وقد أظهرت أبحاث أجريت خلالها مقارنات بين صور لأدمغة أشخاص مصابين باضطراب الوسواس القهري وبين صور لأدمغة أشخاص غير مصابين، فرقًا في نمط وطريقة عمل الدماغ في كلا الحالتين، وقد تبين أن أعراض اضطراب الوسواس القهري تخف وتتقلص حدتها لدى الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري ويأخذون أدوية ترفع من فاعلية السيروتونين.
الجراثيم العقديّة في الحلق: هناك أبحاث تدعي بأن اضطراب الوسواس القهري قد تطوّر لدى أطفال معيّنين عقب الإصابة بالتهاب الحلق أوالحنجرة، الناجم عن الجراثيم العقديّة في الحلق (Streptococcus).
عوامل الخطر في الإصابة باضطراب الوسواس القهري
هناك عوامل قد تزيد من خطر استثارة أو نشوء، اضطراب الوسواس القهري:
- التاريخ العائلي.
- الحمل.
- حياة مثقلة بالتوتر والضغط.
الأعراض الوسواسية لاضطراب الوسواس القهري
الأعراض الوسواسية هي تخيلات و أفكار متكررّة، أو دوافع لا إراديّة تتسم بأنها تفتقر إلى المنطق، هذه الوساوس تثير الضيق والإزعاج، عند محاولة توجيه التفكير إلى أمور أخرى، أو عند القيام بأعمال أخرى، وتتمحور هذه الوساوس حول موضوع معيّن، مثل:
- الخوف من التلوّث أو الاتساخ.
- الحاجة إلى التناظر والترتيب.
- رغبات عدوانية جامحة.
- تخيّلات وأفكار تتعلق بالجنس.
- خوف من العدوى عند مصافحة الآخرين، أو عند ملامسة أغراض تم لمسها من قِبَل الآخرين.
- شكوك حول إطفاء الفرن أو قفل الباب.
- أفكار حول التسبب بأي أذى لآخرين في حادثة طريق.
- الشعور بضائقة شديدة في الحالات التي تكون فيها الأغراض غير مرتّبة كما يجب أو أنها ليست في الاتجاه الصحيح.
- تخيّلات حول إلحاق الأذى بالأبناء.
- رغبة في الصراخ الشديد في أوقات غير مناسبة.
- الامتناع عن الأوضاع التي تثير الوسواس، كالمصافحة مثلًا.
- تخيّلات متكرّرة لصور جنسية.
- التهابات في الجلد جراء غسل الأيدي بوتيرة عالية.
- ندوب في الجلد نتيجة المعالجة المفرطة له.
- الصلع الموضعي، تساقط الشعر نتيجة لنتف الشعر.
الأعراض القهرية لاضطراب الوسواس القهري:
الأعراض القهرية هي تصرفات متكررة، نتيجة لدوافع ورغبات جامحة لا يمكن السيطرة عليها، هذه التصرفات المتكررة يفترض بها أن تخفف من حدة القلق أو الضائقة المرتبطة باضطراب الوسواس، الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم قاموا بدهس شخصًا ما، يعودون بشكل متكرر إلى مسرح الأحداث، إذ أنهم لا يستطيعون التخلّص من هذه الشكوك، وأحيانًا قد يخترعون طقوسا وقوانين تساعد على التحكّم بالقلق المستثار نتيجة لهذه الأفكار الوسواسية.
وتتمحور التصرفات القهرية في:
- الاستحمام والنظافة
- الفحص
- الحاجة إلى تعزيزات
- العدّ
- العودة إلى عمل معيّن عدة مرات
- النظام.
- غسل اليدين حتّى تتقشّر وتتشقق.
- فحص متكرّر للأبواب للتأكد من أنها مغلقة.
- فحص متكرّر للفرن للتأكد من أنّه قد أغلق.
- العدّ والإحصاء بنمط معين
مضاعفات اضطراب الوسواس القهري
المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن اضطراب الوسواس القهري، أو التي قد ترتبط باضطراب الوسواس القهري، تشمل:
- أفكار انتحارية أو محاولة الانتحار.
- الإدمان على الكحول، أو المواد المخدرة الأخري.
- اضطرابات آخري ذو علاقة بالقلق.
- الإكتئاب.
- اضطرابات في الأكل.
- التهابات الجلد عقب الملامسة نتيجة لغسل اليدين بوتيرة عالية.
- انعدام القدرة على التعلّم أو العمل.
- علاقات اجتماعيّة مضطربة.
تشخيص الوسواس القهري
يقوم الطبيب أو المعالج النّفسي عندما يشك أن شخصا ما يعاني من اضطراب الوسواس القهري، بإجراء سلسلة من الفحوصات الطبيّة والنفسيّة، هذه الفحوصات التي يقوم بها الطبيب تساعد في تشخيص اضطراب الوسواس القهري، عن طريق استبعاد حالات طبية أخرى يمكن أن تؤدي إلى ظهور نفس الأعراض، كما تساعد في البحث عن مضاعفات أخرى ذات علاقة باضطراب الوسواس القهري.
وتشمل هذه الفحوصات:
- الفحص الجسدي
- الفحوصات المخبريّة
- التقييم النفسي.
ومعايير تشخيص اضطراب الوسواس القهري، تتمثل في:
- الشخص المريض القهري يتصرّف بطريقة وسواسية قهرية.
- الشخص الخاضع لللفحص يلاحظ بأنه يتصرف تصرفات وسواسية، أو قهرية، مبالغ فيها، أو أنّها غير منطقية.
- السلوك الوسواسيّ، أو القهريّ، يؤثّر بشكل بالغ على الحياة اليوميّة الروتينية.
السلوك الوسواسيّ يجب أن يكون به المعايير التالية:
- أفكار ورغبات ودوافع متكرّرة أو تخيّلات مقلقة تسبب ضائقة.
- هذه الأفكار ليست مجرّد قلق مبالغ فيه مرتبط بمشاكل حياتيّة حقيقيّة.
- يحاول الشخص الخاضع للفحص تجاهُل الأفكار والتخيّلات والرغبات أو القيام بإنكارها.
- يعرف ويعلم الشخص الخاضع للفحص أنّ الأفكار والتّخيّلات والرّغبات هي من نسج خياله.
السلوك القهريّ يجب أن يكون به المعايير التالية:
- القيام بأعمال معينة بشكل غير إرادي ومتكرر، مثل غسل اليدين أو العد والإحصاء همسًا.
- هدف السلوك القهري هو الحدّ من ومنع الضائقة الناجمة عن وساوس غير واقعية.
علاج الوسواس القهري
علاج الوسواس القهري هو عملية معقدة وغير مضمونة النجاح في جميع الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى علاج متواصل ويستمر مدى الحياة، ويمكن أن يكون علاج الوسواس القهري مفيد في مساعدة المريض على التعامل مع هذه الأعراض ومواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته.
هناك نوعان أساسيان يستخدمان في علاج الوسواس القهري، هما:
- العلاج النفسي
- العلاج الدوائي
يختلف العلاج الأنجح و الأفضل لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، ووضعه الشخصيّ وماذا يفضل، وغالبًا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجحا جدًّا.
العلاج النفسي للوسواس القهري
المعالجة المعرفية السلوكية: هي الأكثر نجاحا في معالجة اضطراب الوسواس القهري ، بين الأطفال والبالغين.
أدوية تساعد في علاج الوسواس القهري:
هناك أدوية معيّنة لمعالجة الأمراض النفسية يمكن أن تساعد في السيطرة على الوسواس والسلوكيات القهرية التي تميز اضطراب الوسواس القهري.
غالبًا ما يبدأ علاج الوسواس القهري بمضادات الاكتئاب التي قد تفيد في علاج اضطراب الوسواس القهري، لأنها تعمل على رفع نسبة السيروتونين، التي قد تكون أقل من الطبيعي لدى الأشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري.
مضادات الاكتئاب التي صدقت عليها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية في علاج الوسواس القهري تشمل: FDA – Food and Drug Administration
- كلوميبرامين
- فلوفوكسامين
- فلوؤكسيتين
- بروزاك
- باكسيل
- سيرترالين
الآثار الجانبيّة والمخاطر المحتملة لاستعمال الأدوية:
لكل الأدوية النفسية آثار جانبية ومخاطر محتملة.
يجب عليك إبلاغ الطبيب النفسي بالآثار والأعراض الجانبية الناشئة واستشارته في ما يتعلّق بتدابير المراقبة والمتابعة التي يجب اتخاذها خلال تعاطي أدوية المعالجة النفسية، وعلى وجه التحديد منها: أدوية مضادات الذهان.
بعض الأدوية قد تسبب تفاعلات خطيرة عند تناولها مع أدوية أخرى وأغذية معيّنة أو مواد أخرى.
يجب إعلام الطبيب بجميع المستحضرات و الأدوية المستعملة والتي لا تستلزم وصفة طبيّة، بما في ذلك الفيتامينات، والأعشاب الطبيّة و الأملاح.
طرق أخرى في علاج الوسواس القهري:
قد لا تكون الأدوية أو المعالجة النفسية مجدية بما فيه الكفاية لمعالجة أعراض اضطراب الوسواس القهري.
ويتم الاستعانة، في بعض الحالات، بطرق علاج أخرى لاضطراب الوسواس القهري، من بينها:
- إدخال المريض إلى قسم الأمراض النفسية.
- المعالجة بالتخليج الكهربيّ.
- التحفيز المغناطيسي داخل الجمجمة.
- التحفيز العميق للدماغ.
هذه الطرق لم يتم اختبارها، بشكل أساسي، عكس طرق علاج الوسواس القهري الاخرى ، لذلك ينبغي التأكد من فهم وإدراك إيجابياتها وسلبياتها والمخاطر المترتبة عنها، إن وجدت.
ماذا أفعل إذا كنت أشك بإصابة أحد المقربين بأحد الإضطرابات النفسية؟!
إذا كنت تشك بإصابة أحد المقربين بـ أحد الإضطرابات النفسية الشائعة أو تلك الغير معروفة، يمكنك إتخاذ بعض الخطوات البسيطه للتأكد والمزيد من الفهم للموقف الحالى، مثل:
- إجراء بعض الإختبارات النفسية المجانية بشكل مباشر من خلال موقع مينتالاينز للتأكد من المؤشرات الأولية .. فإكتشاف المشكلة دائما ما يكون هو نصف الحل
- للحصول على نتائج دقيقة، يمكنك إجراء إختبار متخصص بشكل مباشر أونلاين مع أحد الأخصائي النفسيين المتخصصين فى مجال الإختبارات والمقاييس النفسية
- تستطيع كتابة استفسارك فى منتدى الإستشارات النفسية والمناقشات ليقوم بالرد عليك المتخصصين فى مجال الطب النفسي وكل من مر بنفس التجربة مسبقاً، أو تواصل معنا من خلال صفحتنا على الفيسبوك
- إحصل على أجازة، فرغ طاقاتك وتواصل مع أصدقاء جدد من خلال رحلات ترفيهيه وعلاجية متكاملة مخصصة للدعم النفسي
- أحصل على دورة تدريبية فى مجال الصحة النفسية .. تقوم بشرح وتوضيح كل ما يخص الإضطراب والإضطرابات المتصلة بشكل بسيط ومختصر
- ننصحك بحجز مكانك لحضور إحدى لقاءات مينتالاينز الأسبوعية المباشره للتحدث حول تجاربكم الشخصية فى إطار الأسئلة المطروحة
- من المفيد قراءة المزيد من المقالات حول الموضوع بشكل خاص والإضطرابات النفسية بشكل عام
- يمكنك قراءة بعض الكتب المتخصصة للحصول على المزيد من المعرفة والإدراك الذى يمثل حجر الاساس للوصول الى حلول أسهل وأسرع
- لا تغفل متابعة أحدث الأخبار والمؤتمرات والأبحاث التى توصل إليها العالم لحل مشكلة الإضطراب وغيرها من الاضطرابات النفسية
- إذا كنت بحاجه لمزيد من الرعاية، إحجز فترة نقاهه ضمن برامج الإستضافة العلاجية التى توفرها أفضل المؤسسات والمراكز العلاجية داخل وخارج مصر