هناك دراسة تقول بأنه، قد تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال بمرتين، وقد تزيد العديد من العوامل من مخاطر تعرض النساء ل(مرض الاكتئاب)، وتبلغ احتمالية تشخيص النساء ب(مرض الاكتئاب) الضِّعْف مقارنةً بالرجال، ويمكن إصابة النساء ب(مرض الاكتئاب) في أي عمر… هل هذا صحيح ؟ هذا ما سنعرفه فى هذا المقال
ستقرأ في هذا المقال عن:
- العوامل المساهمة في إصابة النساء بالاكتئاب.
- العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الاكتئاب عند النساء.
- حالات مرضية أخرى تحدث مع الاكتئاب
- الاعتراف بالاكتئاب وطلب العلاج
يرتبط الشعور بالضيق وبعض التغيُّرات المزاجية بالتغيرات الهرمونية المعتادة، ولكن لا تتسبب التغيُّرات الهرمونية وحدَها في الإصابة ب(مرض الاكتئاب)، وترتبط العوامل الحيوية الأخرى والصفات الوراثية وظروف الحياة والتجارب الشخصية أكثر بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
العوامل المساهمة في إصابة النساء بالاكتئاب
البلوغ
تغيرات الهرمونات خلال سن البلوغ قد تزيد من خطر إصابة بعض الفتيات ب(مرض الاكتئاب)، ومع ذلك فإن تقلبات المزاج المؤقتة المرتبطة بالهرمونات المتقلبة خلال فترة البلوغ تُعد طبيعية، وهذه التغييرات وحدها ليست سبب كافي لكي يصيب المرأة الاكتئاب.
وغالبًا يرتبط البلوغ بتجارب أخرى يمكن أن تلعب دورًا في مرض الاكتئاب، مثل:
1- المشكلات المتعلقة بالأمور الجنسية والهوية تمثل خطر للإصابة ب(مرض الاكتئاب عند النساء).
2- الخلافات الموجودة بين الوالدين.
3- زيادة الضغط للإنجاز في الرياضة أو المدرسة أو غيرها من مجالات الحياة.
الدراسة التي نعتمد عليها تقول أنه بعد البلوغ، تكون معدلات الاكتئاب أعلى في الإناث عنها في الذكور، لأن النساء أو الفتيات عادةً ما يصلن إلى سن البلوغ قبل الأولاد، فهن أكثر عرضة للإصابة ب(مرض الاكتئاب) في سن مبكر أكثر من الأولاد، ويوجد دليل يشير إلى أن الفجوة في الاكتئاب بين الجنسين يمكن أن تستمر مدى الحياة.
مشكلات ما قبل الحيض (اكتئاب الدورة الشهرية).
معظم النساء مصابات بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، وتشتمل أعراض هذه المتلازمة على ألم ضاغط على الثدي وانتفاخ البطن وصداع وقلق وانفعال والشعور ب(مرض الاكتئاب) بصورة طفيفة لفترة قصيرة، إلا أن عددًا قليلًا من النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض يشعرن بوجود أعراض شديدة وهذه الأعراض عند هؤلاء النساء تعطُّل أنشطتهن؛ حيث يتعطلن عن عملهن أو دراستهن أو علاقاتهن أو يتوقفن عن ممارسة نشاطات أخرى في حياتهن. في هذه المرحلة، قد تتجاوز متلازمة ما قبل الحيض ليتحول إلى الاضطراب الانزعاجي لما قبل الحيض (PMDD)، وهو نوع من أنواع الاكتئاب الذي يتطلب العلاج بشكل عام.
لا يزال التفاعل والترابط بين أعراض الاكتئاب والاضطراب الانزعاجي لما قبل الحيض غير واضح، ومن المحتمل أن يؤدي التغير الدوري للإستروجين والبروجسترون والهرمونات الأخرى إلى إحداث خلل في التغيرات الكيميائية في الدماغ، والتي تعيق بدورها إفراز الإستروجين الذي يتحكم في المزاج، يبدو أن السمات الموروثة والخبرات الحياتية أيضا مع العوامل الأخرى تلعب دورًا في إصابة النساء بمرض الاكتئاب أكثر من الرجال.
الحَمل (اكتئاب الحمل).
تحدث التغييرات الهرمونية الحادة خلال فترة الحمل، ويمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية لبعض النساء، كما أن هناك أمور أخرى يمكن أن تزيد أيضًا من خطورة الإصابة بمرض الاكتئاب خلال فترة الحمل أو أثناء محاولات الحمل، مثل:
1- تغيرات العمل ونمط الحياة أو غير ذلك من مسببات الضغط النفسي الحياتية.
2- مشاكل في العلاقة الزوجية.
3- حدوث نوبات اكتئاب سابقة أو اكتئاب ما بعد الولادة أو الاضطراب المزعج لما قبل الحيض (PMDD).
4- عدم وجود الدعم الاجتماعي.
5- الحمل غير المقصود أو غير المرغوب فيه.
6- الإجهاض.
7- العقم.
8- التوقف عن استخدام أدوية مضادات الاكتئاب.
اكتئاب ما بعد الولادة
الكثير من الأمهات الجدد يجدن أنفسهن مصابات بالحزن والغضب والانفعال، و يصب هؤلاء النساء نوبات بكاء بعد الولادة بوقت قصير جدا، هذه المشاعر التي تسمى أحيانًا الكآبة النفاسية هي مشاعر طبيعية وعادةً ما تهدأ في غضون أسبوع أو أسبوعين، ولكن قد تشير مشاعر الاكتئاب الأكثر خطورة أو الممتدة إلى اكتئاب ما بعد الولادة، خاصة إذا تضمنت أعراض و علامات معينة وهي ما يلي:
1- البكاء أكثر من المعتاد.
2- انخفاض مستوى احترام الذات أو الشعور بأنك أم سيئة بشكل غريب.
3- الشعور بالخدر أو القلق.
4- اضطراب النوم، حتى عندما يكون الطفل نائمًا.
5- مشاكل في العمل اليومي.
6- عدم القدرة على رعاية طفلك الرضيع.
7- التفكير في إيذاء طفلك الرضيع.
8- التفكير في الانتحار.
يعتبر الاكتئاب ما بعد الولادة حالة طبية خطيرة تتطلب علاجًا بشكل سريع، ويحدث في حوالي 10 إلى 15 في المئة من النساء. من المعتقد أنه يرتبط مع:
- تقلبات هرمونية تؤثر في المزاج عند النساء.
- مسؤولية رعاية المولود أو الطفل الجديد.
- القابلية لاضطرابات المزاج والقلق.
- مضاعفات الحمل والولادة.
- مشكلات في الرضاعة عند المرأة.
- مضاعفات الرضاعة أو الاحتياجات الخاصة.
- ضعف الدعم الاجتماعي.
- سن اليأس وانقطاع الطمث. (اكتئاب سن اليأس أو انقطاع الطيث).
قد يزداد خطر التعرض للاكتئاب أثناء الدخول والانتقال إلى سن اليأس، ويُطلق على هذه المرحلة سن اليأس، عندما تكون مستويات الهرمونات عرضةً للتقلب، وقد يزداد أيضًا معدل خطر الاصابة بمرض الاكتئاب خلال سن اليأس المبكر أو بعد انقطاع الطمث عند المرأة وتحدث كلتا المرحلتين عند انخفاض مستويات الإستروجين انخفاضًا كبيرًا.
معظم النساء المصابات بعوامل و أعراض مزعجة خاصة بسن اليأس لا يتعرضن للاكتئاب، إلا أن هذه العوامل قد تزيد من معدل التعرض لخطر الاكتئاب:
- قلة النوم أو النوم المتقطع.
- التاريخ المرضي للاكتئاب أو القلق.
- أحداث الحياة المجهدة.
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم أو زيادة الوزن.
- انقطاع الطمث في سن مبكرة.
- انقطاع الطمث نتيجة استئصال المبايض.
- الظروف الحياتية والثقافة.
لا يعود ارتفاع معدل الاكتئاب عند النساء إلى الخصائص الحيوية وحدها، ويكمن أن تلعب الظروف الحياتية والضغوطات الثقافية دورًا أيضًا، فعلى الرغم من أن ذات الضغوطات تحدث للرجال أيضًا، إلا أنها تكون عادة بمعدل أقل.
العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الاكتئاب عند النساء تتضمن ما يلي:
– المكانة والسلطة غير المتكافئة: من الأرجح أنه قد تعيش النساء في فقر أكثر من الرجال، مما يسبب مخاوف لدي المرأة مثل عدم الراحة بشأن المستقبل وقلة إمكانية الوصول إلى الموارد المجتمعية والرعاية الصحية، ويمكن أن تسبب هذه المشكلات شعورًا بالسلبية، وضعف تقدير الذات وعدم التحكم في مجريات الحياة.
– الإجهاد في العمل: تعمل النساء غالبًا في وظائف خارج المنزل مع تحملهم المسؤوليات المنزلية، وتتعرض الكثير من النساء لتحديات مسؤولية الأبوة من طرف واحد، مثل العمل في وظائف متعددة لتغطية النفقات، كما يمكن أيضًا للمرأة أن ترعى أطفالها أثناء رعايتها أيضًا لأفراد الأسرة كبار السن والمرضى.
– الاعتداء الجنسي أو الجسدي: تعتبر النساء اللاتي تعرضن للاعتداء النفسي أو الجسدي أو الجنسي وهن بالغات أو أطفال أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن عن أولئك اللاتي لم يتعرضن لهذا الاعتداء. وإن النساء أكثر عرضة للاعتداء الجنسي من الرجال.
حالات مرضية أخرى تحدث مع الاكتئاب
النساء اللاتي تعانين من الاكتئاب غالبًا ما تعانين من حالات صحية عقلية أخرى وتحتاج أيضًا إلى علاج، مثل:
القلق: يحدث القلق عادة مصحوبًا بمرض الاكتئاب عند النساء.
اضطرابات الأكل: هناك علاقة قوية بين الاكتئاب عند النساء واضطرابات الأكل مثل النهم وأيضا فقدان الشهية.
تعاطي المخدرات أو إساءة استخدام الكحول: تستخدم بعض النساء اللاتي لديهن الاكتئاب أيضًا شكلاً من أشكال المواد أو تلجأن إلى إدمان المخدرات، ويمكن لسوء استخدام المواد أن يجعل حالة الاكتئاب تتفاقم ويجعل من الصعب علاجها.
الاعتراف بالاكتئاب وطلب العلاج
على الرغم من أن الاكتئاب قد يكون مرضا صعبا وله تأثير كبير، إلا أن هناك علاجًا فعالاً، حتى أن الاكتئاب الحاد غالبًا ما يمكن علاجه بنجاح، اطلبي المساعدة إذا كنت تعانين من أي علامات وأعراض للاكتئاب.
وأعراض الاكتئاب هي:
– مشاعر الحزن المستمرة أو الشعور بالذنب أو اليأس.
– فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتعين بها.
– تغييرات كبيرة في نمط النوم(اضطرابات النوم)، مثل صعوبة الخلود إلى النوم أو البقاء نائمًا أو فرط النوم.
– الألم أو التعب غير المبرر أو الأعراض البدنية الأخرى مجهولة السبب الظاهر.
– مشكلات في التركيز أو تذكّر الأشياء.
– تغيرات في الشهية مما يؤدي إلى نقص أو زيادة ملحوظة في الوزن.
– أوجاع وألام بدنية.
– الشعور بأن الحياة لا تستحق العيش أو وجود أفكار انتحارية.
إذ كنت غير متأكدة من كيفية الحصول على العلاج يمكنك التفكير في التوجه إلى مقدم الرعاية الأولية أولاً مثل، أو الطبيب الباطني، أو الممرضة الممارسة، أو طبيب النساء أو الولادة. إذا لزم الأمر، يمكن لمقدم الرعاية الأولية أن يحيلك إلى اخصائي صحة عقلية متخصص في تشخيص الاكتئاب وعلاجه.
تذكري أيضا أن الاكتئاب أمرٌ شائع ويمكن علاجه، إذا كنت تعتقدين أنك مصابة بالاكتئاب، فلا تترددي في طلب المساعدة من الطبيب المختص