إعداد : أ. إسراء إياد
تعتبر إضطرابات الشخصية فئة من الإضطرابات النفسية حيث تتميز بانماط سلوكية (سلوك وفعل)، وادراكية ثابتة وصعبة التغيير والتأقلم، وهو ايضاً سلوك غير مقبول إجتماعيا، بالنسبة لهذه الأنماط غير السوية تظهر من خلال السياقات التفاعلية المختلفة اي من خلال التواصل مع الآخرين، تتكون هذه الأنماط غير السوية أثناء مراحل النمو وتكون ذات طبيعة غير مرنة وغير متكيفة ودائماً ما يصاحبها قدر من التوتر والضغط النفسي، ويختلف تعريف اضطراب الشخصية باختلاف المصدر،
ومن فرد إلى آخر تِبعاً لشخصية كل فرد ولإستجاباته، فهناك من يظهر دوافع للعنف، وهناك من يُعاني صعوبة في الإدراك وهناك من يفقد القدرة على التعامل مع الآخرين، بالنسبة لإضطراب الشخصية التجنبية يقع في المجموعة الثالثة من مجموعة اضطرابات الشخصية المعترف بها في الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية، ويظهر الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أنماط سائدة من القلق الاجتماعي والكبح الإجتماعي، الشعور بالعجز والدونية، الحساسية الشديدة تجاه التقييم السلبي، وتجنب التفاعل الإجتماعي، ويصف الأفراد المصابين بهذا الاضطراب أنفسهم بأنهم لا يشعرون بالراحة قلقون، وحيدون وعموماً يشعرون بأنهم غير مرحَّب بهم من قِبل الآخرين ومنعزلين عنهم، وغالباً ما يعتبرون أنفسهم غير اكُفاء اجتماعياً أو غير جذابين شخصياً، ويتجنبون التفاعل الإجتماعي بسبب خوفهم من أن يكونوا مواضع سُخرية للآخرين مُهانين، منبوذين، أو مكروهين.
ينشغل الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاجتنابية بعيوبهم وبتكوين علاقات مع الآخرين في حالة واحدة فقط، إذا كانوا يؤمنون بأن الآخرين لن ينبذوهم، فالخسارة والنبذ مؤلمان جداً بالنسبة لهؤلاء الأفراد فمثلاً عندما يرتاحون لصديق ما أو شخص معين تتشابه بعض السمات والصفات والاهتمامات الشخصية يمكن أن تتكون علاقة بينهم، أو حيث أنهم سوف يختارون البقاء وحيدين بدلاً من المخاطرة لمحاولة التواصل مع الآخرين، وهم غالباً ما ينظرون إلى أنفسهم بازدراء في حين تبين ازدياد عدم قدرتهم على تحديد سماتهم والذي يُعتبر عموماً بأنه أمر إيجابي في مجتمعاتهم، وقد ارتبط تجاهل مشاعر الأطفال على وجه الخصوص نبذ احد الوالدين أو كليهما للطفل بزيادة نشوء إضطراب الشخصية الاجتنابي فضلاً عن نبذ الاقران له.
عيوب الشخصية التجنبية
من عيوب الشخصية التجنبية
- الحساسية المفرطة والشديدة تجاه النبذ والنقد
- فرض العزلة الاجتماعية على الذات
- الشعور بالعجز وكره الذات
- مشاكل في الأداء المهني
- الشعور بأنهم أقل شأناً من الآخرين
- الشك في الآخرين
- الخجل أو القلق الشديد في المواقف الإجتماعية بالرغم من رغبة الشخص القوية في تكوين علاقات وثيقة
- تجنب التواصل الجسدي لأنه قد ارتبط بمحفزات غير سارّة ومؤلمة
إيجابيات الشخصية التجنبية
اما بالنسبة لإيجابيات الشخصية التجنبية يعني أن تكون انطوائياً لا يعني بالضرورة انك شخص كئيب منعزل، إذ يوجد العديد من الصفات الإيجابية التي تُميز الأشخاص الإنطوائيين عن غيرهم مثل :
- إحترام الآخرين وتقديرهم، الأصالة والتفرد، الذكاء والدهاء
- إضافةً إلى أنهم مستمعون جيدون، لديهم القدرة على التركيز والقدرة ايضاً على بناء علاقات عميقة إذ يحرصون على إختيار علاقاتهم بحذرٍ كبير ولا يسمحون لأيٍّ كان بالدخول إلى عالمهم
- لا يهتمون بالعلاقات السطحية
- يمتلكون الاستقلالية والاعتماد على الذات
تشخيص الشخصية التجنبية
بالنسبة للتشخيص يُسجل التصنيف الدولي العاشر لأمراض منظمة الصحة العالمية اضطراب الشخصية الاجتنابي باضطراب الشخصية (الاجتنابي) القلقة ويتصف هذا الاضطراب بأربعةٍ على الاقل مما يلي :
- المشاعر المتواصلة والسائدة للتوتر والتوجس.
- الاعتقاد بأن الشخص غير كُفء اجتماعياً، وغير جذّاب شخصياً، وأقلُّ شأناً من الآخرين.
- انشغال البال بكونه إنتُقِد أو نُبِذ في المواقف الاجتماعية.
- عدم القدرة على الانخراط مع الأشخاص إلا بعض ممن استلطفوهم.
- وجود القيود في نمط حياتهم بسبب حاجتهم إلى الإحساس بالأمن.
- تجنب الأنشطة الإجتماعية أو المهنية التي تنطوي على التواصل الهام بين الأشخاص بسبب الخوف من الانتقاد، الرفض أو النبذ.
- قد تتضمن السمات المرتبطة ببعضها على الحساسية المفرطة تجاه النبذ والنقد.
الأسباب وراء الشخصية التجنبية
اما الأسباب فلم يتم تحديد أسباب اضطراب الشخصية التجنبية بشكلٍ واضح ولكنها قد تكون متعلقةً بعوامل إجتماعية، وراثية، ونفسية، وقد يكون هذا الإضطراب ذا صلةٍ بعوامل وراثية متعلقة بالمزاج.
وقد ارتبطت العديد من إضطرابات القلق على وجه التحديد في مرحلتي الطفولة والمراهقة بالمزاج الذي يتصف بالخجل، الخوف والانسحاب في الأوضاع الجديدة، وقد توفر هذه الصفات الوراثية استعداداً وراثياً لدى الفرد للإصابة باضطراب الشخصية الاجتنابي، وقد يرتبط كلاً من تجاهل مشاعر الأطفال ورفض الاقران لهم بزيادة خطر نشوء اضطراب الشخصية الاجتنابي.
هل لإضطراب الشخصية التجنبية علاج؟
بالنسبة للعلاج يمكن استخدام تقنيات مختلفة في معالجة اضطراب الشخصية التجنبية مثل التدريب على المهارات الاجتماعية، العلاج المعرفي، والعلاج بتعريض المريض للتواصل الاجتماعي بالزيادة تدريجياً في كل مرة، العلاج الجماعي لممارسة المهارات الاجتماعية وفي بعض الأحيان العلاج الدوائي، والمسألة الأساسية في المعالجة هي كسبُ ثقة المريض واستمرارها؛ لأن الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاجتنابي سوف يتجنبون جلسات المعالجة غالباً اذا لم يثقوا في المُعالج أو خافوا من النبذ.
والغرض الأساسي من كلا العلاج الفردي وجماعات التدريب على المهارات الاجتماعية، هو ليبدأ الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الاجتنابي، بتحدي اعتقاداتهم السلبية المبالغ فيها عند أنفسهم.
يمكن للاشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاجتنابي ان يحسنوا وعيهم ومهاراتهم الاجتماعية، ولكن مع وجود المشاعر المتأصلة في ذواتهم للدونية والرُهاب الاجتماعي؛ فإن هذه السمات لا تتغير عادةً بشكلٍ كبير.
ويمكن لمثبطات الانزيم المؤكسد لإحاديات الأمين مثل الفنلزين ان تكون مفيدة جداً من خلال زيادة الثقة والشعور بأنه مرغوب فيصبح نشيط إجتماعياً أكثر.
فى النهاية، إضطرابات الشخصية ليست مشكله طالما لم تؤذى المحيطين، إعمل دائما على فهم حالتك النفسية والمعرفية، وتذكر أن معرفتك بكونك مضطرب أو مانح رعاية لأحد الشخصيات التجنبية يمنحك المزيد من الفرص للتركيز على المزايا وإستغلالها وتفادى المشكلات وعيوب الشخصية والعمل على تطويرها، كذلك