Mentalines

تأثير روميو وجوليت| هل يوافق الوالدين على علاقتكم الرومانسية؟

ما هو تأثير روميو وجوليت؟ هل موافقة الوالدين على علاقتك أمر ضروري؟ بدايةً سوف أحكي قصة كثيرًا ما نراها في حياتنا.

قابل شاب فتاة وتعلق بها ورغب في الزواج منها، لكن الأهل رفضوا تلك الزيجة دون سبب واضح، ومنها هنا بدأت المشاكل والصراعات حيث تأذت نفسية الفتاة وحاولت الانتحار، ورغم ذلك لم يوافق أهل الشاب على الزواج مما أثر كثيرًا به وانتحر في النهاية.

نرى في حياتنا الكثير والكثير من قصص الحب التي لا تكتمل بسبب موقف الأهل، وفي هذا المقال سنناقش تأثير عائلتك والمقربين منك والأصدقاء على علاقتك العاطفية، ونجيب عن سؤال كيف تؤثر موافقة الآباء على علاقة الأبناء؟

يأمل أكثرنا إن لم يكن جميعنا في العثور على علاقة حب هادئة ومريحة تدوم مدى الحياة، لكن ليس كل ما نتمناه يحدث فالعلاقات أكثر تعقيدًا من ذلك، تذكر قصة روميو وجولييت على سبيل المثال فكل ما أرادوه هو أن يكونوا مع بعضهم، لكن والديهم كان لديهم رأي أخر، أعتقد الآن بعد انتشار قصص الحب الشبيه بقصة روميو وجوليت فلم تعد ترى أنها قصة نادرة الحدوث رغم نهايتها المأسوية، فهذه النهاية أصبحت على مرأى ومسمع من الجميع، فيمكن أن تؤثر موافقة والديك على مصير علاقتك الرومانسية حقًا.

تأثير روميو وجوليت في حياتنا؟

نعرف جميعنا قصة روميو وجوليت التي تناولتها المسرحية الشهيرة للكاتب المسرحي والشاعر الإنجليزي الأشهر “ويليام شكسبير”، المراهقان الشابان الواقعان في حب بعضهما بجنون، رغم وجود منافسة شرسة بين عائلاتهم، يحب الاثنان بعضهما لدرجة عدم الخوف من الموت وهو الأمر الذي وصلوا إليه في النهاية، لأنهما أرادا الهرب وعدم مواجهة رفض والديهما.

درس الباحثون فكرة تأثير روميو وجوليت منذ سبعينيات القرن الماضي، يتعلق تأثير روميو وجوليت بمعارضة الوالدان لعلاقة يؤثر هذا بالأحباء ويجعلهم يكثفون المشاعر الرومانسية لبعضهم، أُطلق عليها اسم تأثير روميو وجوليت نسبة إلى العلاقة بين أبطال مسرحية ويليام شكسبير في القرن السادس عشر “قصة روميو وجولييت”، تضمن تأثير روميو وجوليت على أنه كلما حاول الآباء التدخل في العلاقة، كلما أصبحت هذه العلاقة أقوى ومتماسكة أكثر، تمامًا مثل قصة روميو وجولييت.

تأثير روميو وجوليت

تستند فكرة تأثير روميو وجوليت إلى مفهوم التفاعل، وهو موقف ينتج عن تهديد حرية شخص ومنعه من اختيار ما يرغب في الحصول عليه أو ما يريد فعله، مما يجعله أكثر تمسكًا بهذا الفعل، فهي تشبه أخبار طفلًا أنه يمكنه تناول أي حلوى يريدها ما عدا الحلوى البيضاء، فبالطبع هذه الحلوى البيضاء هي التي أصبح يريدها الآن ولا يريد غيرها.

وجد دريسكول وديفيز وليبيتز في عام 1972 أن تدخل الوالدين في العلاقات أو الزيجات التي يريدها البالغون يرتبط بزيادة مستويات الحب والالتزام لديهم، لكن مثلما قصة روميو وجولييت التي لم تدم طويلًا، فقد يزول تأثير روميو وجوليت سريعًا أيضًا.

تشير الأبحاث إلى أن قصة روميو وجولييت استمرت فترة قصيرة جدًا ثم انتحروا، ومن المرجح أنه إذا عاشوا لفترة أطول كانت ستبدأ علاقتهم بالفشل، أشار الباحثون إلى أن تأثير روميو وجوليت يظهر في فترات قصيرة من دورة حياة العلاقة ويميل إلى التلاشي بعد ذلك، عادة ما تستمر مشاعر الحب الملتهب التي يعيشها الناس أسبوعين فقط وربما بضعة أشهر، ثم يبدأ هذا الحب الملتهب في التلاشي أو الانخفاض ولا يستمر لفترة طويلة، هذا ما قد لا يكون شيء جيد بالنسبة لمن خضعوا لتأثير روميو وجوليت.

ما أرغب في توضيحه هو أن معارضة الوالدين لعلاقة الحب قد تؤدي إلى إثارة المشاعر وإثارة الحب الملتهب تجاه شريكك في البداية، ولكن لمجرد أنك شعرت بالحب تجاه شخص ما في الأيام أو الأسابيع أو حتى الأشهر الأولى، لا يعني أنك ستشعر بنفس الشيء على طول الطريق.

أبحاث عن تأثير روميو وجوليت

أكدت الكثير من الأبحاث أن تأثير روميو وجوليت غير صحيح، حيث أفاد الباحثون أن التدخل العالي من قبل الأهل أو عدم موافقة العائلة تقلل من جودة العلاقة الرومانسية، إذن وجدت الأبحاث التي درست العلاقة بين موافقة الوالدين والرضا عن العلاقة أن تقديم الدعم الإيجابي إلي العلاقة الرومانسية يزيد من الرضا عن العلاقة ويرفع مستوى الحب خاصة عند النساء.

بالرغم من ذلك فما زال الإيمان بتأثير روميو وجوليت مستمرًا، قد يكون ذلك بسبب قلة عدد الأشخاص الذين يعانون من رفض الوالدين للعلاقة أو استمرار موقف الرفض من الأهل لفترة قصيرة، على الرغم من كل الأدلة التي تظهر أن رفض الوالدين للعلاقة ليس شيئًا جيدًا، لا يزال البعض يؤمن بوجود تأثير روميو وجوليت.

ماذا يريد الآباء لأبنائهم؟

يريد الآباء الأفضل لأبنائهم وهذا شيء طبيعي جدًا، ويريد الأبناء الأفضل لأنفسهم كذلك، ومع ذلك فإنهم سيختلفون حول ما هو الأفضل بالضبط؟ كما يعلم أي والد أو ابن وخصوصًا إذا كنت في مرحلة المراهقة، وهذا الأمر لا يختلف عندما يتعلق الأمر باختيار الشريك فيما بعد.

قامت دراسة بطلب تقييم الصفات المختلفة لشريك ابنهم وكذلك طُلب من الأبناء تقييم الشريك، وكانت نتائج الإجابات لا تتطابق تمامًا، فإن الأبناء يقيمون المظهر الجيد والشخصية الممتعة على أنها أكثر أهمية من أي شيء أخر في الشريك، وبالنسبة للآباء فالشريك القادم من عائلة جيدة أو لديه خلفية دينية مماثلة كانت من الصفات الأكثر أهمية لزوج ابنهم.

ثقافة المجتمع وتأثير روميو وجوليت

ترتبط موافقة الوالدين على العلاقة الرومانسية ارتباطًا قويًا بثقافة المجتمع، يوجد تمييز ثقافي وثيق الصلة بالدور الذي تلعبه العائلة في العلاقة الرومانسية، ومن هنا من الأفضل أن تمييز بين الثقافات الجماعية والثقافات الفردية، فالولايات المتحدة وكندا وأستراليا أمثلة على الثقافات الفردية، في حين أن مصر وإندونيسيا وكوريا واليابان هي ثقافات جماعية، ، تعد آسيا والشرق الأوسط عمومًا مجتمعات أكثر جماعية.

تؤكد الثقافات الفردية على الإنجازات الشخصية وقيمة التفرد، يشددون كذلك على أهمية الحرية والاختيارات الشخصية، يؤمن الأفراد في هذه البلاد بأهمية فعل ما يريدون وأن يكونوا على طبيعتهم مهما كلف الأمر، وتؤكد الثقافات الجماعية على أهمية النظر إلى أهداف الأسرة أولاً وقبل كل شيء وأن الأسرة فوق الاحتياجات أو الرغبات الفردية، وبالنسبة لهم فمن المهم للغاية أن تكون مخلصًا لأصدقائك وعائلتك وزملائك في العمل وتتوافق معهم، حتى لو كان ذلك يعني عدم القيام بما تريد.

يميل الأمهات والآباء في الثقافات الفردية إلى الموافقة على شركاء أبنائهم حتى لو كان لديهم تحفظات عليهم، نظرًا لأنهم يقدرون الحرية الشخصية لهم ولا يؤمنون بتأثير روميو وجوليت في الأغلب لأنهم لا يقفون في وجه أبنائهم، أما الأبناء الذين ينتمون إلى الثقافات الجماعية لا يحصلون على موافقة الوالدين بهذه السهولة، ومن المرجح أن يؤثر آباؤهم على من يختارون خطبتهم أو الزواج منهم، عادةً يتدخل الآباء في اختيار شركاء أبنائهم منذ البداية، ويعبرون عن استيائهم في حال كانوا لا يوافقون على شركاء أبنائهم لأنهم يريدون علاقة تتناسب مع أهداف الأسرة، وبالطبع يزيد في هذه المجتمعات تأثير روميو وجوليت.

يتأثر الأشخاص الذين يعانون من تدني الثقة بالنفس بموافقة الأسرة، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من تدني الثقة بالنفس فشعورهم بأن عائلتهم لا توافق على علاقتهم يؤدي إلى زيادة الشكوك حول العلاقة، وفشل معظم العلاقات التي يدخلها هذا الشخص الذي لديه تدني ثقة بالنفس، وهذا الأمر لا يتعلق بالثقافات الفردية والجماعية لكنه يتعلق بشخصية الفرد وعدم ثقته بنفسه.

بالنسبة للأفراد في الثقافات الجماعية، لا يؤثر عدم موافقة العائلة على كيفية رؤيتك للعلاقة فحسب بل يؤثر على موافقة عائلة شريكك أيضًا، حيث أن الموافقة من العائلتين أمر في غاية الأهمية، وبالنسبة للأفراد في الثقافات الفردية، يقدر الأبناء علاقاتهم الشخصية مع والديهم لكن لا يهتمون بقرار عائلة الشريك بنفس الدرجة.

لم تُكلل قصة روميو وجولييت بالحصول على موافقة والديهما وتشجيع علاقتهم وفي النهاية أدى ذلك إلى إنهاء حياتهما، لكن في الواقع قد يكون لعلاقة الحب التي تخضع إلى تأثير روميو وجوليت أو رفض الأهل بعض الجاذبية على المدى القصير فقط، وهذا يثبت أن موافقة الأهل مهمة جدًا، وخاصة في الثقافات الجماعية التي تنتمي لها مصر، حيث تقديس الولاء الأسري والوئام العائلي.

Exit mobile version