لقد أمضيت طوال الليل وأنا في السرير أعاني من نوبة فزع كما عانيت بشدة من صعوبة التنفس، وأتساءل عما إذا كان هذا بسبب مشكلة جسدية؟ هل الليلة هي الليلة التي سيتحقق فيها أسوأ كابوس لي؟ هل أنا مصاب بفيروس كورونا المستجد؟ أم أنني أعاني من اضطراب القلق؟ أشعر وكأن حلقي ينغلق ورئتي لا تعمل، سأموت! كل تلك الأمور دارت في ذهني، ولم أعرف ما أعانيه.
لا تقلق يا عزيزي، سوف نعرض لك في هذا المقال الفرق بين صعوبة التنفس في كلًا من القلق وفيروس كورونا المستجد، أعلم أن صعوبة التنفس أحد أعراض فيروس كورونا، كما أنها أحد الآثار الجانبية للقلق، فكيف تعرف ما إذا كان الفيروس هو المسبب لها، أم القلق، أم كلاهما؟ نحن سنساعدك في ذلك، أكمل قراءة المقال لتعرف أكثر.
المحتويات
ما الذي يسبب صعوبة التنفس؟
على الرغم من أن ضيق التنفس يمكن أن يكون عرضًا لكل من القلق وفيروس كورونا الجديد، فإن العلم يختلف في تفسير سبب حدوثه من شخص لآخر، إن القلق يعود إلى استجابتك للقتال أو الهروب، وهي في الأساس رد فعل بيولوجي بدائي على الخطر، عندما يعتقد جسدك أنك قد تكون في خطر، فإن جهازك العصبي السمبثاوي يبدأ استجابة فسيولوجية، نظريًا حتى تتمكن من حماية نفسك بشكل أفضل.
يمكن أن يتسبب ذلك في سلسلة من التأثيرات مثل تسارع ضربات القلب والتنفس السريع، أو صعوبة التنفس، يُعتقد أن رد الفعل الذي تحدثنا عنه قد ساعد أسلافنا على الهروب من التهديد أو المهاجمة، وهذا ما يجعل بعضًا منا ممن يتعاملون مع القلق يشعرون بالضيق بشكل كبير حتى الآن.
يمكن أن يكون السبب الذي يجعلك تشعر بأنك تعاني من صعوبة التنفس، أو وراء أنك لا تستطيع الحصول على ما يكفي من الهواء هو أنك تتنفس بأقصى سرعة بالفعل، وبالتالي لا يوجد مجال لزيادة التنفس، كم هو مثير للسخرية أن كثرة التنفس تجعلنا نشعر أننا لا نحصل على ما يكفي من الهواء ونعاني من ضيق التنفس.
يجعلك نوع معين من الخلل في الحبال الصوتية، أن تشعر بأن حلقك ينغلق عندما تكون قلقًا،حيث أن الحبال الصوتية لا تفتح بالطريقة التي ينبغي لها أن تحدث، وتبقى مغلقة أو مغلقة جزئيًا، مما قد يجعل التنفس بشكل طبيعي أكثر صعوبة، وبالطبع فإن معرفة أنك تواجه أحيانًا صعوبة التنفس يمكن أن يجعلك أكثر قلقًا، مما يتسبب في حلقة مفرغة من القلق وصعوبة التنفس.
من ناحية أخرى فصعوبة التنفس الناتجة عن فيروس كورونا تأتي على شكل مشاكل كبيرة في الجهاز التنفسي، وأثبتت معظم الدراسات أن فيروس كورونا يهاجم الخلايا التي تبطن الشعب الهوائية في الرئتين، لذا يمكن أن يؤدي هذا إلى أعراض مثل صعوبة التنفس.
الفرق بين مشاكل التنفس بسبب القلق وكوفيد ١٩
دعنا نتحدث بصراحة، هذا موضوع صعب بشكل عام، حيث إن طبيعة القلق يمكن أن تجعل فهمه من صعبًا حقًا، على الرغم من أن صعوبة التنفس الناجم عن القلق يمكن أن يجعلك تشعر بالخوف من أن تكون مصاب بفيروس كورونا الجديد، إلا أن هناك طريقتين محددتين لمحاولة معرفة سبب صعوبة التنفس لديك، وهما:
أولاً: التفكير في الأمر
فكر فيما إذا كان لديك تاريخ من صعوبة التنفس كأحد أعراض القلق، هل واجهت نوبات متكررة من القلق وشعرت بنفس تلك الأعراض التي تتعامل معها حاليًا بما في ذلك صعوبة التنفس؟
إذا كان قلقك يظهر بشكل طبيعي بطرق أخرى وكانت صعوبة التنفس أمر جديدًا بالنسبة لك، فمن الجدير بالملاحظة والتحدث مع طبيبك أو معالجك عبر مكالمة هاتفية، حتى لو كان عرضًا جديدًا بالنسبة لك، فهذا لا يعني بالضرورة أنك مصاب بفيروس كورونا، القلق يا صديقي وحش ماكر وليس بالضرورة أن تشعر بنفس الأعراض في كل مرة.
ثانيًا: تقييم الأعراض
يمكنك محاولة تقييم الأعراض الأخرى أو لتقييم عدم وجودها، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، من المرجح أن يعاني المصابون بفيروس كوفيد ١٩ من:
- صعوبة التنفس.
- انسداد أو سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
- الأوجاع والآلام.
- أمراض الجهاز الهضمي.
- الإسهال.
- الحمى.
- التعب.
- السعال.
- الجاف.
تعد معاناتك من ضيق التنفس وحده لا يعني أنك مصاب بفيروس كوفيد ١٩، كما أن تواجد أعراض كثيرة من هذه القائمة لديك لا يعني أيضًا أنك مصاب بفيروس كورونا، فإن تواجد تلك الأعراض الأخرى قد تكون بسبب بعض الحالات الصحية الأخرى مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو ميكروب في المعدة، إلى جانب صعوبة التنفس الناجم عن القلق.
مع ذلك من الممكن أن تعاني من صعوبة التنفس بسبب القلق وفيروس كوفيد ١٩ معًا، بغض النظر عن أي شيء ولهذا السبب تحديدًا، من الجيد إبلاغ طبيب الرعاية الأولية الخاص بك إذا كان لديك شك في الإصابة بإحداهما، نأمل أن يقدم لك أي شخص تتحدث معه نصيحة حول أفضل طريقة لرعاية نفسك إذا بدا أنك مصابًا بفيروس كورونا.
كيفية التعامل مع ضيق التنفس الناتج عن القلق
يوصي الأطباء عند محاولة إخراج نفسك من دوامة القلق باستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والانخراط في الأمور التي تشغل عقلك مثل الألغاز المتقاطعة، والتمارين الذهنية مثل العد إلى الوراء من 100، أو حتى لعبة فيديو أو ممارسة الرياضة، فيما يلي بعض النصائح للسيطرة على ضيق التنفس ونوبة الهلع، والتي يمكن أن تساعد في التخلص من القلق:
يجب على من يعانون من القلق المرضي التوقف عن قراءة أو مشاهدة الأخبار المتعلقة بكوفيد ١٩، أو على الأقل الحد بشكل كبير من متابعة الأخبار، وتأكد من أنك تتابع الأخبار من مصادر دقيقة فقط.
إذا كنت تتساءل عن كيفية السيطرة على ضيق التنفس والقلق خلال فترة كورونا، فقد يكون العلاج عبر الإنترنت شيء هام بالنسبة لك، وقوة الإلهاء وإجبار نفسي على القيام ببعض أعمال الرعاية الذاتية كل يوم، قد يكون لهم تأثير كبير، قد يكون التحرك الجسدي مفيدًا حقًا بالنسبة لك، سواء كان أداء تمرينًا في المنزل أو الذهاب في جولة سريعة والسير حول المنزل، هذا سوف يساعد على التحكم في القلق وضيق التنفس.
تحدث إلى أحد المتخصصين، قد ينصحك الطبيب المختص بتناول أدوية مضادات الاكتئاب، حيث تستخدم أيضًا لعلاج اضطرابات القلق، نأمل أن يقلل ذلك من أعراضك، يمكن أن يكون الدواء خيارًا مفيدًا حقًا للتعامل مع مشاكل القلق مثل ضيق التنفس الشديد وغير المحتمل.
يعد التواصل مع الأشخاص المقربين منك في نفس منزلك أو الأماكن القريبة منك مع إتباع الإجراءات الاحترازية المنصوص عليها لحمايتك، أمرًا مريحًا للغاية طوال هذه الرحلة في مواجهة القلق وكورونا، قد تفيدك مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو في المناطق القريبة منك، من المفيد معرفة أن هناك أشخاصًا لديهم الأفكار الدقيقة التي تفكر بها، إذا كان هناك أي شيء تعلمته من تجربة الوباء المليء بالقلق، فهو أنني لست وحدي، وإذا كنت تشعر بهذا الأمر فحاول التفكير في الأمر جيدًا.
يمكنك حضور دورة تدريبية عن كيفية إدارة القلق من هنا.
من الأفضل استشارة الطبيب المختص لمساعدتك في علاج المشكلة التي تعاني منها سواء كانت هذه المشكلة هي القلق أو كوفيد ١٩، والتغلب على صعوبة التنفس من خلال إتباع خطة علاج مناسبة لك.