Mentalines

فيلم الجوكر| المرض النفسي بطلًا على شاشات السينما

في فيلم الجوكر، فيلم الإثارة النفسية الرائع، نرى “آرثر فليك” الذي يلعبه “خواكين فينيكس”، يمثل حياة رجل غير مستقر عقليًا يعاني من العزلة، بعد المرور بيوم سيئ يليه أيام أسوء، نشاهد الجوكر وقد أصبح قاتل سيكوباتي مدفوعًا إلى الجنون ويواصل القتال مع ما بداخله من شخصيات أو بمعنى أصح شياطين.

نحاول كمجتمع أن نصبح أكثر دراية بقضايا الصحة العقلية وأكثر تثقيفًا حول القضايا الشائعة فيه مثل الاكتئاب والقلق، لذا عند تقديم فيلم الجوكر وما يشبهه من أفلام، كيف يمكننا أن نفهم سبب الأعمال العنيفة المتزايدة التي يقوم بها “آرثر فليك”؟ وهل يصح أن نرجعها لسبب معاناته من مرض عقلي؟ في هذا المقال سنفهم حقائق المرض العقلي بشكل أفضل مقابل الطريقة التي يتم تصويره بها في الأفلام.

فيلم الجوكر| الحقيقة مقابل الخيال

هل فكرت عما إذا كان فيلم الجوكر يصور بدقة شخصًا يعاني من مرض عقلي أم لا؟ على الرغم من أن فيلم الجوكر يعتمد على شخصية خيالية من الكتب الهزلية وتم إنشاؤه في النهاية لأغراض الترفيه، إلا أنه يحتوي على العديد من المشاهد الحقيقية والمؤثرة للغاية، كان واضحًا طوال فيلم الإثارة النفسية أن الشخصية كانت غارقة تمامًا في تاريخها الطبي المعقد والطلبات المتزايدة التي يحتاج تنفيذها، لكنه لم يكن لديه أي نظام دعم تقريبًا، وتضاءل ما كان يساعده من الوصول المحدود إلى الموارد بسرعة.

يتساءل البعض هل الخوف من أولئك الذين يعانون من مرض عقلي أمر يجب علينا فعله، لأن “آرثر فليك” أصبح عنيفًا جدًا؟ ببساطة يا عزيزي لا، يعكس فيلم الإثارة النفسية الجوكر بدقة أن المرض العقلي غير مفهوم بشكل كامل ويمكن أن يمثل شيئًا لا يمكن التنبؤ به، مما يجعل من السهل تحديد الصور النمطية بوصفه بأنه مريض عقلي أو الخوف منه.

واحدة من أكثر الأفكار السامة التي يشترك فيها فيلم الإثارة النفسية الجوكر هي الارتباط المبتذل بين المرض العقلي الخطير والعنف الشديد، إن الفكرة القائلة بأن التدهور العقلي يؤدي بالضرورة إلى العنف ضد الآخرين، ليست مجرد معلومات مضللة ولكنها تزيد من وصمة العار والخوف.

يمكن أن تظهر الإصابة العصبية أيضًا على أنها شيء غير مفهوم جيدًا؛ على غرار المرض النفسي والعقلي، فإذا رأينا شخصًا يتصرف بطرق لا نفهمها أو خارج ما اعتدنا عليه، من الجيد أن نحاول الفهم منه، لكن إذا لم نتمكن من ذلك فإن الغموض قد تخلق لدينا شعوراً بالخوف حقًا.

تعتقد الآن أن خوف مدينة جوثام الخيالية من الجوكر قد يكون حقيقيًا للغاية ومبررًا بناءً على أفعاله، لكن فكرة أن المرض العقلي يساوي العنف في الواقع، ليست صادقة.

اعلم يا عزيزي أن الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي حاد هم أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا للعنف، أكثر من كونهم مرتكبي أعمال العنف، المرض العقلي لا يجعل المصاب يتصرف بعنف، لكن الشخص الطبيعي أكثر عرضة من المريض العقلي في القيام بأعمال عنف، هذا هو الوضع والسياق الحقيقي، لا تقارن الحقيقية بفيلم الجوكر.

فيلم الجوكر

لماذا يعتبر فيلم الجوكر مضللًا بشكل خطير؟

نظرًا لأن أفلام الصحة النفسية تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل النظرة تجاه الاضطرابات العقلية، إن فيلم الجوكر يديم القوالب النمطية المغلوطة في المجتمع، تأتي هيمنة فيلم الإثارة النفسية الجوكر على الجدل حول تصوير المرض العقلي في الأفلام في وقت غريب، حيث شهدنا مؤخرًا قفزات كبيرة في الوعي بقضايا الصحة العقلية الشائعة نسبيًا مثل الاكتئاب والقلق.

زاد نبذ التحيزات غير المفيدة التي كانت تحيط بالمريض العقلي، وأصبحت هذه الأمور تناقش بسهولة دون خجل وغالبًا ما يتم تمثيلها في وسائل الإعلام بفهم مستنير للحقائق، وذلك بفضل الحملات الإعلامية الفعالة.

تظل حالات الصحة العقلية الحادة على الرغم من ذلك، مثل الأمراض الذهانية، يكتنفها الوصم ويتم تحريفها وإساءة فهمها باستمرار، يمكن أن يؤدي تصوير المرض العقلي في الأفلام إلى إدامة الصور النمطية التي لا أساس لها ونشر المعلومات المضللة.

ما هي مشاكل الجوكر النفسية؟

يوضح الفيلم معاناة الجوكر من عدة مشاكل نفسية منها:

التوتر المرضي

ينظر في فيلم الجوكر إلى البطل على أنه تدهور عقليًا حيث أن أفعاله العنيفة أصبحت أكثر تكرارًا وشديدة جدًا، وبينما لا نعرف على وجه التحديد المرض الذي يعاني منه، نراه يواصل فقدان الاتصال بالواقع، هذا تصوير فيلم الجوكر لصراع إحدى الشخصيات الخيالية، ولا ينبغي أبدًا أن يظن الذين يعانون من مرض عقلي في الحياة الواقعية، أنهم يحتاجون إلى الخوف من أنفسهم حتى لا يكررون التصرفات الموجودة في فيلم الجوكر.

ومع ذلك، من المهم أن نفهم متى يبدأ الشيء الذي يبدو وكأنه التوتر في أن يصبح أكثر حدة، فالتوتر هو جزء طبيعي من الحياة يختبره كل شخص، ويتفاعل الجميع بشكل مختلف مع التوتر، ومع ذلك هناك بعض المؤشرات الرئيسية التي تنطبق على الجميع والتي تخبرنا أن التوتر أصبح مقلقًا، عندما تطول فترة التوتر والقلق بمعنى أنه يستمر دون انقطاع، أو عندما يتعذر التحكم فيه، هذا يعني أنك تواجه صعوبة في التعامل مع آثاره، فقد حان الوقت للحصول على المساعدة.

إذا كنت تواجه مشكلة مع التوتر والقلق، يمكنك حضور دورة تدريبية متخصصة عن كيفية إدارة القلق من هنا.

قد يكون طلب المساعدة أمرًا صعبًا بالنسبة للبعض، وغالبًا ما يحاول الناس إدارة التوتر من خلال تجاهل آثاره أو محاولة عدم التفكير فيه، عندما تبدأ الأعراض في الظهور، قد يتجاهلها الكثيرون بدلاً من تحديدها كمصدر لمشكلة خطيرة.

من المهم ملاحظة أن السبب الدقيق للمرض العقلي غير معروف تمامًا، لكن السائد أن الأسباب ترجع إلى مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، تعد الإصابة العصبية، واضطرابات النمو، وعلم الوراثة، والتعرض لسوء معاملة في الطفولة، أو اضطراب ما بعد الصدمة، بعض الأمثلة على هذه العوامل، والتي عُرض معظمها في فيلم الجوكر.

الضحك رُغمًا عنه

تعد نوبات الضحك المفاجئة واحدة من أهم المعالم التي كانت في فيلم الجوكر، حيث كان يطلق الضحك دون إرادة منه في مواقف نجد أنها لا تتطلب الضحك أبدًا، هذه الحالة تعرف باسم التأثير البصلي الكاذب، وهي حالة تعرف بعدم الثبات النفسي والعاطفي، حيث يفقد المصاب خلال نوباته التحكم في أعصابه وانفعالاته، فتجده يبكي أو يضحك بشكل لاإرادي، كما حدث في فيلم الجوكر.

برع بطل فيلم الجوكر في تجسيد الحالة بدقة، فلم يكن سعيدًا أو يضحك بصدق، بل كان يعتصره ألم الحزن.

العزلة والفصام في فيلم الجوكر

فرض على بطل فيلم الجوكر “آرثر فليك” حالة من العزلة، حيث كان بطل فيلم الجوكر يحاول العثور عن شخص واحد ليستمع إليه، أو يتبادل معه مجرد حديث عابر، بدأ يظهر عليه أعراض الإصابة باضطراب الفصام بشكل واضح، فيتخيل بطل فيلم الجوكر أحداثًا غير واقعية ويعتقد أنها تحدث معه، لكنها لا تحدث إلا داخل عقله.

تصور بطل فيلم الجوكر أن جارته التي قابلها صُدفة لمرة واحدة أصبحت حبيبته، وتخيل أنه تحول إلى نجم كوميدي محبوب، حيث حقق في عقله ما عجز عن فعله في الواقع الذي كان يشعر فيه بانعدام قيمته وانحدار صورة الذات.

إذا كنت ترغب في التحدث عن رؤيتك لذاتك أو الصورة الذاتية مع أشخاص يفهمون معاناتك، يمكنك ذلك من خلال حضور لقاء العلاقة مع الذات من هنا.

ماذا أفعل إذا كنت أعاني من مشاكل مثل الجوكر؟

تختلف احتياجات كل شخص، يمكن للطبيب أو أخصائي الصحة العقلية المساعدة في تحديد تلك الاحتياجات، لا توجد طريقة سهلة لتحديد مرض عقلي دقيق بدون مساعدة متخصص، هذا لأن العديد من الأعراض تتداخل ويمكن أن تبدو متشابهة، بشكل عام التغييرات في السلوكيات التي تتداخل مع الحياة اليومية مثل: مشاكل العمل أو العلاقات، أو الانسحاب من العائلة والأصدقاء، أو تغيرات في الشهية أو اضطرابات النوم، أو القلق المفرط وغيرهم، قد تكون علامات تحذيرية لنوعين من الأمراض العقلية الأكثر شيوعًا: اضطرابات القلق ونوبات الاكتئاب.

وفي حال كنت تعاني من مشكلة عرضها بطل فيلم الجوكر، أو تخشى أن يحدث معك أمر سيء بسبب المرض العقلي، فمن الجيد أن تطلب المساعدة من الطبيب المختص فورًا، اتخذ خطوتك الأولى لعلاج مشكلتك.

يمكنك الاستمتاع أيضًا بمشاهدة فيلم الجوكر، الفيلم يوضح النتائج التي يمكن أن يسببها التعامل الخاطئ مع المريض العقلي، ما يجعل فيلم الإثارة النفسية الجوكر مبهرًا أنه؛ يعرض ما الذي جعل البطل يصل إلى تلك المرحلة بشكل واضح.

Exit mobile version