يعتبر القلق من الإنفصال وخصوصاً عن الأم أو مقدمي الرعاية للطفل طبيعي في مراحل النمو المبكرة للطفل ولكن قد يصبح القلق مشكلة اذا استمر وأصبح غير مناسب لعمر الطفل ويسبب له توتر وضيق شديد وقد يظهر قلق الانفصال عند المراهقين والبالغين . سنوضح في المقال التالي ماهو قلق الانفصال وماهي أسبابه والأعراض وكيف يعالج .
اضطراب قلق الانفصال : عرفت جمعية علم النفس الأمريكية اضطراب قلق الإنفصال بأنه (المبالغة المفرطة في إظهار الخوف والضيق عند مواجهة حالات الانفصال عن العائلة أو شخص مقرب.) حيث يعد من أكثر اضطرابات القلق انتشاراً عند الأطفال دون سن 12.عاماً وقد يظهر عند المراهقين والبالغين .
و يُقدر انتشار اضطراب قلق الانفصال بنسبة 4٪ بين الأطفال ، و 1.6٪ بين المراهقين ، و 0.9. إلى 1.9 في المائة بين البالغين .
المحتويات
أعراض قلق الانفصال
أعراض اضطراب قلق الإنفصال وفقًا لـ DSM-5
- ضائقة مفرطة عند الانفصال عن المنزل أو الشخصيات المهمة شديد التعلق بهم والقريبة .
- القلق بشأن الخسارة أو الأذى الذي قد يلحق بأحد الشخصيات شديد التعلق بهم بشأن مواجهة حدث سلبي غير متوقع (الضياع ، المرض)و يؤدي إلى الانفصال عن الشخصيات المهمة.
- رفض مغادرة المنزل أو المدرسة أو العمل أو مكان آخر بسبب الخوف من الانفصال.
- الخوف المستمر من أن تكون بمفردك أو بدون شخصيات مهمة في المنزل أو في أماكن أخرى. في الأطفال ، قد يبدو هذا مثل سلوك “التشبث” ، أو البقاء بالقرب من الوالدين حول المنزل.
- الرفض أو الإحجام عن النوم بعيدًا عن المنزل أو الذهاب للنوم دون وجود الشخصيات المهمة وشديدة التعلق به والقريبة للطفل.
- كوابيس تتضمن موضوعات الانفصال عن المنزل أو الشخصيات شديد التعلق بهم .
- تكرار الشكاوى الجسدية مثل الصداع والغثيان عند حدوث الانفصال أو توقعه.
أسباب قلق الانفصال
هناك أسباب عديدة لظهور القلق لدى الأطفال ومنها
- الوراثة : تشير بعض الدراسات النفسية على أثر الوراثة في ظهور بعض الإضطرابات حيث أن الفرد قد يرث الجينات المسؤولة عن الاضطراب الكيميائي الذي يحدث القلق، ويكون مسؤول عن طبيعة الأعراض وعن العوامل الكيميائية المسئولة عن القلق
- الأسباب البيئية: أساليب التربية التي تعتمد على الحماية الزائدة للطفل وقد يتطور اضطراب قلق الانفصال بعد تعرض الشخص لحالة فقدان أحد أفراد الأسرة أو مشكلة الطلاق .
علاج قلق الانفصال
يشمل علاج اضطراب قلق الانفصال غالباً على العلاج الدوائي والعلاج النفسي ويعتمد ذلك على حسب الحالة وشدتها وقد يتم الدمج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي.
- العلاج الدوائي :يتم تقييم الحالة من قبل طبيب نفسي مختص يقوم بوصف أنواع محددة من مضادات القلق تؤدي إلى التقليل من شدة الأعراض ويهدف إستخدام الدواء إلى تهدئة الجهاز العصبي المسؤول عن ظهور الأعراض.
- العلاج النفسي : ويتم من قبل معالج نفسي مختص ويعد العلاج المعرفي السلوكي من أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية لعلاج اضطرابات القلق و يهدف العلاج الى مساعدة الطفل على كيفية مواجهة المخاوف من قلق الانفصال وعلى إدارتها من خلال تعلم بعض المهارات مثل التنفس العميق واستخدام أساليب علاجية مناسبة لعمر الحاله ومساعدة الأهل من خلال التثقيف النفسي أو الإرشاد الأسري حيث يعد من المهم مشاركة الآباء في العلاج.