هل أُصبت بالأرق من قبل؟ ما سبب معاناتك من الأرق؟
يعد الأرق من ضمن أنواع اضطرابات النوم، حيث يصيب ما يصل إلى 35٪ من البالغين، كما يتميز الأرق بحدوث مشاكل في النوم، والتي يمكن أن يكون لها آثار خطيرة، فبالتأكيد يا عزيزي إذا كنت تعاني من قلة النوم ستجد أنك تواجه مشكلة مع النعاس المفرط أثناء النهار، وهذا يزيد من خطر تعرضك لحوادث السير بالطبع أو وقعك في مشاكل أخرى، ولا أخفي عليك الآثار الصحية واسعة النطاق للحرمان من النوم.
وفي هذا المقال سنتعرف على أسباب معاناتك من الأرق، حتى نتمكن من تقديم بعض المساعدة لك يا صديقي، لتبدأ في علاج تلك المشكلة.
المحتويات
ما هو الأرق؟
يُصنف الأرق ضمن قائمة اضطرابات النوم، حيث يتمثل في وجود مشاكل بالنوم، وعدم القدرة على الدخول في النوم ليلًا، والمعاناة في نهار اليوم التالي من الرغبة في النوم أو النعاس، بالطبع ليس كل الأرق مرضي، حيث أن هناك أنواع مختلفة للأرق، ومن هذه الأنواع:
- أرق قصير المدى: يحدث خلال فترة وجيزة فقط.
- أرق مزمن: يستمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
بالنسبة لبعض الأشخاص، تكمن المشكلة الأساسية في بداية النوم، بينما يعاني البعض الآخر من عدم الحفاظ على النوم، يمكن أن تختلف كيفية تأثر الشخص بالأرق بشكل كبير بناءً على سببه وشدته وكيفية تأثره بالظروف الصحية الأساسية.
ما هي الأسباب الشائعة للأرق؟
هناك العديد من الأسباب المحتملة للأرق، ويمكن أن تشارك عوامل متعددة في كثير من الحالات، قد تؤدي قلة النوم أيضًا إلى حدوث حالات صحية أخرى أو تفاقم هذه الحالات، مما يخلق سلسلة معقدة من الأسباب والنتائج للأرق.
يُعتقد أن الأرق ناتج عن حالة فرط اليقظة، التي تعطل النوم أو تمنع الاستمرار في النوم، يمكن أن يكون بسبب فرط التوتر عقليًا وجسديًا، ويمكن أن يحدث بسبب مجموعة من الظروف والمشكلات الصحية، والآن نبدأ في معرفة الأسباب الحقيقية للمعاناة الشديدة من قلة النوم.
مواعيد نوم غير منتظمة
تعمل الساعة الداخلية للجسم، والمعروفة بإيقاعها اليومي، وتتبع النمط اليومي ليلًا ونهارًا عن كثب، لكن في الواقع فإن الكثير من الناس لديهم جداول نوم تُسبب اختلالًا في إيقاعهم اليومي.
يعد كلًا من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة والعمل في نوبات مثال على هذا النوع، حيث أن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة يزعج قدرتك على النوم، لأن جسم الشخص لا يستطيع التكيف مع التغير السريع في الساعة البيولوجية، يتطلب كذلك العمل بنظام النوبات أن يعمل الشخص طوال الليل وأن ينام أثناء النهار، وهذا بالطبع قادر على أن يؤدي إلى اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية.
المعاناة من التوتر
يثير التوتر أحيانًا رد فعل عميق في الجسم، مما يُشكل تحديًا للنوم الجيد، يمكن أن يأتي قلقك وتوترك هذا من العمل والمدرسة والعلاقات الاجتماعية، قد يؤدي التعرض للمواقف المؤلمة إلى توتر مزمن، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من ثم تساهم استجابة الجسم الجسدية للتوتر في فرط الإثارة، ويمكن أن يكون للضغط النفسي نفس التأثير، تصبح عدم القدرة على النوم أحيانًا في حد ذاتها مصدرًا للتوتر، مما يزيد من صعوبة كسر دائرة التوتر والأرق.
يعتقد الباحثون أن بعض الأفراد أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل النوم الناجمة عن التوتر والقلق، يعد هؤلاء الأشخاص لديهم رغبة عالية في النوم مرتبطة بمشكلات أخرى تؤثر على نومهم وصحتهم الجسدية والعقلية.
اضطرابات الصحة العقلية
تؤدي حالات الصحة العقلية غالبًا إلى مشاكل خطيرة في النوم، تشير التقديرات إلى أن 40٪ من المصابين بالأرق، يعانون من اضطراب في الصحة العقلية، مثل:
- القلق.
- الاكتئاب.
- الاضطراب ثنائي القطب.
يمكن أن تساعد هذه الاضطرابات على خلق الأفكار السلبية المنتشرة وزيادة النشاط الذهني الذي بالطبع يزعج النوم، تشير الدراسات أيضًا إلى أن الأرق يؤدي إلى تفاقم اضطرابات المزاج والقلق أحيانًا، مما يعمل على تدهور الأعراض كما يزيد من خطر الانتحار عند المصابين بالاكتئاب.
أنماط الحياة
يمكن لأنماط الحياة الروتينية غير الصحية والتي تتعلق بنمط الحياة والطعام والشراب، أن تزيد من خطر إصابة الشخص بالأرق، يمكن أن تؤدي أنماط الحياة المختلفة إلى حدوث مشكلات في النوم، ومنها:
- تحفيز الدماغ بشكل مستمر حتى وقت متأخر من الليل، مثل العمل أو ممارسة ألعاب الفيديو أو غيرهم من الأمور لوقت متأخر.
- الحصول على قيلولة في وقت متأخر، هذا قد يلغي توقيت نومك ويخلق لديك صعوبة كبيرة في النوم ليلًا.
- النوم لاحقًا للتعويض عن قلة النوم، يمكن أن يؤدي إلى إرباك الساعة البيولوجية لجسمك ويُصعب إنشاء جدول نوم صحي.
- استخدام سريرك في أنشطة أخرى بجانب النوم، يمكن أن يتسبب في خلق ارتباطات عقلية بين سريرك واليقظة.
- الخيارات المتعلقة بنظامك الغذائي، يمكن أن تلعب دورًا في مشاكل النوم.
- الكافيين من المنبهات التي يمكن أن تبقى في نظامك لساعات، مما يجعل النوم أمر غير سهل أبدًا، وربما يساهم في الأرق عند تناوله في فترة ما بعد الظهر والمساء، وكذلك النيكوتين من المنبهات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على النوم سلبًا.
- تناول الوجبات الدسمة والأطعمة الممتلئة بالتوابل، قد تكون أمرًا صعبًا على عملية الهضم لديك، وهذا ما يتسبب في مشاكل النوم عند تناولها في وقت لاحق من المساء.
المرض الجسدي والألم
يمكن أن تُسبب أي حالة مرضية بها ألم قلة النوم تقريبًا، حيث أنها تجعل الاستلقاء في السرير أمر صعب جدًا، قد تؤدي محاولات إيقاف الألم خلال شعورك بالأرق إلى تضخيم الألم، مما يزيد من التوتر وزيادة مشاكل النوم.
يمكن أن تكون المضاعفات الصحية المتعلقة ببعض المشاكل سببًا في ذلك، وهم:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- الألم الناتج عن اعتلال الأعصاب المحيطية.
- الحاجة المتكررة إلى الترطيب والتبول.
- التغيرات السريعة في نسبة السكر في الدم.
هذه المشكلات قد تكون جزءًا من السبب الكامن وراء أرقك، كما يمكن أن يؤدي إلى مقاطعة النوم، هناك كذلك علاقة بين مرض السكري والحالات الصحية الأخرى التي تتداخل مع النوم بما في ذلك صعوبة التنفس أثناء النوم والاكتئاب.
قد تشكل أنواع أخرى من الأمراض الجسدية تحديات كبيرة على النوم، يمكن أن تصل إلى ذروتها في الأرق قصير المدى أو المزمن، بما في ذلك تلك التي تؤثر على الجهاز التنفسي أو العصبي.
المشاكل العصبية
تعد اضطراب التنكس العصبي واضطرابات النمو العصبي، مرتبطة بارتفاع احتمالية الإصابة بالأرق، يمكن أن تتسبب اضطرابات التنكس العصبي مثل الخرف والزهايمر، في توقف الساعة البيولوجية للشخص والتخلص من إدراك الإشارات اليومية التي تحرك دورة النوم والاستيقاظ، يمكن كذلك أن يؤدي هذا الارتباك الليلي إلى زيادة تدهور النوم.
تسبب اضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) فرط الإثارة، مما يجعل من الصعب على الأشخاص الحصول على النوم الذي يحتاجون إليه، كذلك فمشاكل النوم شائعة جدًا لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وقد تستمر حتى مرحلة البلوغ.
تناول بعض الأدوية
يمكن أن تتسبب بعض أنواع الأدوية في مشاكل النوم والأرق كآثار جانبية لها، تشمل الأدوية المضادة للربو وأدوية ضغط الدم وأدوية مضادات الاكتئاب، قد تسبب أنواع أخرى من الأدوية النعاس خلال النهار، وهذا الأمر قادر على أن يؤثر على جداول نومك بالطبع.
عندما يتوقف شخص عن تناول دواء معين كذلك، يمكن أن يتسبب الانسحاب أو أي أمر أخر إلى صعوبات في النوم، حيث لا يقتصر الأمر على تناول الأدوية التي يمكن أن تعيق النوم فقط.
اضطرابات النوم
يمكن أن تكون اضطرابات النوم سببًا للأرق، وخاصة انقطاع النفس أثناء النوم الذي يسبب العديد من فترات التنفس وتقطع مؤقت في النوم، كما يؤثر على ما يصل إلى 20٪ من الأشخاص ويمكن أن يكون عاملاً أساسياً يسبب الأرق والنعاس أثناء النهار.
تؤثر متلازمة تململ الساق أيضًا في النوم عن طريق الرغبة القوية في تحريك الساقين، يمكن أن تتداخل السلوكيات غير الطبيعية أثناء النوم، والمعروفة باسم باراسومنيا أيضًا مع النوم، تتضمن المشي أثناء النوم وشلل النوم والكوابيس.
الآن هل عرفت سبب معاناتك من مشكلة الأرق؟ نتمنى أن تكون قد استفدت من المعلومات التي قدمنها إليك يا عزيزي، يمكنك الآن الرجوع إلى الطبيب المختص لطلب المساعدة المتخصصة، كما يمكنك إجراء اختبار الأرق من هنا، للتأكد من إصابتك به.