Mentalines

ما لا تعرفه عن اضطراب الرهاب الاجتماعي

أنا فتاة أبلغ 25 عامًا، اكتشفت بعد القراءة على الإنترنت أني قد أكون مصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي، فعندما أتذكر طفولتي وتفاصيلها، أشعر أن اضطراب الرهاب الاجتماعي كان معي منذ طفولتي، حيث كنت لا أرغب في الوقوف والتحدث أمام زملائي، وأشعر بالضيق الشديد متى طلب المعلم مني الإلقاء أمام الجميع.

تطورت مشكلتي مع اضطراب الرهاب الاجتماعي، حيث بدأت أبتعد عن أي أمر قد يسبب لي إحراجًا أو خوفاً مثل: التحدث مع الأصدقاء، أو الذهاب إلى المناسبات، أو الذهاب إلى الأماكن المزدحمة، أو الأكل أمام الناس، بدأت بعدها أشعر أن تلك التخوفات تشكل عائقاً كبيرًا أمام تحقيق أحلامي، والآن أرغب في فهم اضطراب الرهاب الاجتماعي بشكل أوسع.

ستجد في هذه المقالة يا عزيزي كل ما تريد معرفته عن الرهاب الاجتماعي.

ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي؟

يشار إلى الرهاب الاجتماعي أحيانًا باسم اضطراب القلق الاجتماعي، هو نوع من اضطرابات القلق التي تسبب الخوف الشديد في الأوساط الاجتماعية، يعاني المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في التحدث إلى الناس، ومقابلة أشخاص جدد، وحضور التجمعات الاجتماعية، كما يخشون أن يحكم عليهم الآخرون أو يدققوا في تصرفاتهم.

يفهم المصابون أحيانًا أن مخاوفهم غير منطقية أو غير معقولة، لكنهم يشعرون بالعجز عن التغلب عليها، يختلف القلق الاجتماعي عن الخجل كذلك، فعادةً ما يكون الخجل قصير الأمد ولا يعطل الحياة، أما القلق الاجتماعي مستمر ومنهك ومدمر، كذلك يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد على:

أعراض اضطراب القلق الاجتماعي

تنقسم أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي، حيث قد يتسبب التفاعل الاجتماعي في ظهور الأعراض الجسدية التالية:

اضطراب الرهاب الاجتماعي

قد يتسبب أيضًا في ظهور الأعراض النفسية التالية:

من الطبيعي أن تشعر أحيانًا بالقلق، لكن عندما تعاني من اضطراب الرهاب الاجتماعي، يكون لديك خوف دائم من أن يحكم عليك الآخرون أو تتعرض للإذلال أمامهم، ستجد أنك تتجنب جميع المواقف الاجتماعية، بما في ذلك:

قد لا تظهر أعراض الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي في جميع المواقف، يمكن أن يكون لديك رهاب محدود أو انتقائي، على سبيل المثال، قد تحدث الأعراض فقط عند تناول الطعام أمام الناس أو التحدث إلى أشخاص جدد.

ما هي أسباب اضطراب الرهاب الاجتماعي؟

السبب الدقيق لاضطراب القلق الاجتماعي غير معروف تمامًا، لكن هناك أبحاث تدعم فكرة أنه ناتج عن مجموعة من العوامل البيئية والوراثية، قد تساهم التجارب الصادمة أيضًا في هذا الاضطراب، بما في ذلك:

التعرض للتسلط والتنمر.

الصراع العائلي.

العنف الجنسي.

خلل السيروتونين: قد يساهم عدم توازن السيروتونين في حدوث هذه الحالة، السيروتونين مادة كيميائية في الدماغ تساعد على تنظيم المزاج.

فرط نشاط اللوز الدماغية: هي عبارة عن بنية في الدماغ تتحكم في استجابة الخوف والمشاعر أو أفكار القلق، وقد تسبب هذا الاضطراب.

الوراثة: يمكن أن تكون اضطرابات القلق وراثية في العائلات، لكن الباحثين غير متأكدين مما إذا كانوا مرتبطين بالفعل بالعوامل الوراثية أم لا، على سبيل المثال، قد يصاب الطفل باضطراب الرهاب الاجتماعي من خلال تعلم سلوك أحد والديهم المصاب بنفس الاضطراب، كذلك يمكن أن يصاب الأطفال أيضًا باضطرابات القلق نتيجة تربيتهم في بيئات مسيطرة أو مفرطة في الحماية.

مشاكل مصاب اضطراب الرهاب الاجتماعي

يعاني بعض مرضي اضطراب الرهاب الاجتماعي أحيانًا من عدة مشاكل منها:

لا يتحدث حوالي 36 بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي إلى مقدم رعاية صحية حتى تظهر عليهم الأعراض لمدة 10 سنوات على الأقل، قد يعتمد الأشخاص المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي على المخدرات والكحول للتعامل مع القلق الناجم عن التفاعل الاجتماعي، إذا تُرك الرهاب الاجتماعي دون علاج، فقد يؤدي إلى سلوكيات أخرى عالية الخطورة، بما في ذلك:

حافظ على مخاوفك تحت السيطرة من خلال:

تشخيص اضطراب الرهاب الاجتماعي

ليس هناك اختبار طبي يهدف إلى التحقق من الرهاب الاجتماعي، سيقوم الطبيب المختص بتشخيص القلق الاجتماعي من وصف الأعراض التي تعاني منها، يمكنه أيضًا تشخيص إصابتك باضطراب الرهاب الاجتماعي بعد فحص أنماط سلوكية معينة.

يطلب منك مقدم الرعاية الصحية أثناء موعدك شرح أعراضك بشكل واضح، ومن المؤكد أنه سيطلب أيضًا التحدث عن المواقف التي تظهر فيها أعراضك تشمل معايير تشخيص الرهاب الاجتماعي ما يلي:

طرق علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي

يحب بعض الناس أن يكونوا بصحبة الآخرين ولا يمكنهم الانتظار ليكون حولهم الكثير من الناس، لكن قد تكون هذه قصة مختلفة تمامًا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الرهاب الاجتماعي.

إذا كان لديك قلق اجتماعي، أو رهاب اجتماعي، فإن التفاعل مع الناس على المستوى الاجتماعي لا يحدث دائمًا بشكل طبيعي، في الواقع يمكن أن يكون الأمر مخيفًا ومحرجًا تمامًا، حيث يتسبب اضطراب القلق الاجتماعي يا صديقي في الشعور بالخجل والقلق المفرط والخوف من المواقف الاجتماعية، يجد المصاب أنه يخشى بشدة من حكم الآخرين عليه أو الإحراج أمامهم.

يمكن أن يؤثر اضطراب الرهاب الاجتماعي على تفاعلاتك بشكل عام سواء في المدرسة أو العمل، لكن لا يجب أن تتركه يحتل حياتك، بالتأكيد سيساعدك علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي في أن تصبح أكثر راحة عند تواجدك في المواقف الاجتماعية، الآن إليك نظرة على بعض الطرق لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ومنها:

علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي النفسي

تتعدد فوائد طرق العلاج النفسي عند الاعتماد عليه في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، السبب الرئيسي هو أنه يمكنك مناقشة أفكارك ومشاعرك مع معالجك، ويمكنه مساعدتك في اكتشاف السبب الجذري لقلقك الاجتماعي، يمكن أن تشمل الفوائد الأخرى للعلاج ما يلي:

إذا بدا قلقك الاجتماعي مرهقًا للغاية بحيث لا يمكنك التعامل معه، فمن المهم التحدث مع أخصائي الصحة العقلية، يُعد العلاج النفسي علاجًا فعالًا بمفرده وقد يكون أكثر فعالية عند دمجه مع الأدوية، في العلاج النفسي، ستتعلم تقنيات لتغيير الأفكار السلبية عن نفسك، يمكن أن يساعدك هذا النوع من العلاج في الوصول إلى أسباب الرهاب لديك وعلاجه.

مجموعات الدعم

قد ترغب في الانضمام إلى مجموعة دعم محلية أو عبر الإنترنت لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ستتواصل مع الأشخاص الذين يفهمون ما تمر به لأنهم يعانون من نفس الحالة.

يمكنك مشاركة تجاربك من خلال مجموعات الدعم، وتعلم تقنيات التأقلم من الآخرين، وربما لعب الأدوار معًا، من خلال لعب الأدوار والأساليب الأخرى، ستتعلم كيفية تحسين تفاعلاتك في البيئات الاجتماعية، والتي يمكن أن تساعد في بناء ثقتك بنفسك.

اعلم أنك لست وحدك، تُعد مجموعات الدعم تذكيرًا رائعًا بأنك لست الوحيد الذي يعاني من هذا النوع من الرهاب، تعد التفاعلات الاجتماعية مصدر قلق وخوف لكثير من الناس، يمكنك اختيار اللقاء الذي يناسبك من هنا.

إذا كنت قلقًا بشأن قول شيء خطأ أو أن يحكم عليك الناس، ضع في اعتبارك يا عزيزي أن الآخرين يشعرون بنفس الشعور، يمكن أن يساعدك تذكر هذا بشكل كبير أثناء تواجدك في المواقف الاجتماعية.

العلاج الدوائي للرهاب الاجتماعي

نظرًا لأن الرهاب الاجتماعي يمكن أن يكون اضطرابًا حادًا ومستمرًا، فقد يصف أخصائي الصحة العقلية دواء لمساعدتك على التأقلم، هناك عدة أنواع من الأدوية لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ويمكن لطبيبك مساعدتك في تحديد النوع المناسب لك، ومنها:

تعمل الأدوية التي تشمل باروكستين (باكسيل) وسيرترالين (زولوفت) عن طريق زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، والذي يعاني منه معظم مرضى اضطراب الرهاب الاجتماعي.

إذا لم تُحسن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من القلق الاجتماعي، فقد يصف طبيبك نوعًا آخر من مضادات الاكتئاب لتحسين الأعراض، وتساعد معظمالأدوية إلى تغييرات في كيمياء الدماغ للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية والقلق.

تعمل بعض مضادات الاكتئاب بشكل أفضل من غيرها، ومضادات الاكتئاب التي تعمل بشكل جيد مع شخص ما قد لا تعمل بشكل جيد في شخص آخر، هذا هو السبب في أن طبيبك قد يحتاج إلى وصف أدوية مختلفة حتى تجد الدواء الذي يناسب أعراضك الفردية، إذا كان قلقك الاجتماعي شديدًا لدرجة أنك تعاني من نوبات الهلع، فقد يصف لك طبيبك مضادات الاكتئاب التي تساعد في منع نوبات الهلع.

حاصرات بيتا

تُستخدم حاصرات بيتا بشكل شائع لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ولتقليل ارتفاع ضغط الدم، ولكنها توصف أحيانًا لعلاج الأعراض الجسدية لاضطرابات القلق، مثل سرعة ضربات القلب أو التعرق أو الرعشة، تعد حاصرات بيتا خيارًا لعلاج قلق الأداء أيضًا، وهو نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي.

دواء مضاد للقلق

تستخدم هذه الأدوية لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، تميل كذلك إلى العمل بسرعة، ولكن يمكن أن تسبب الإدمان أو لها تأثير مهدئ، ولهذا السبب قد لا يصف طبيبك دواءً مضادًا للقلق على المدى الطويل، لا ينبغي أن تكون الأدوية المضادة للقلق هي خط الدفاع الأول لعلاج اضطرابات القلق، يفضل اتخاذ قرار استخدام هذه الأدوية بعد مناقشتها مع طبيبك.

ما هي أهمية العلاجات البديلة؟

إذا لم يكن قلقك الاجتماعي شديد، وترغب في لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، فهناك طرق بديلة يمكنك إتباعها بدلاً من الطرق التقليدية أو بالإضافة إليها لتقليل مستوى القلق الذي تواجهه عندما تكون في مواقف اجتماعية.

قد تقف العلاجات البديلة جنبًا إلى جنب مع العلاج التقليدي لتقلل من القلق وتساعدك على علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي.

بعض العلاجات البديلة

تتضمن بعض العلاجات البديلة التي يمكنك الاعتماد عليها في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ما يلي:

تغيير نمط الحياة

قد يكون لتغيير نمط الحياة أيضًا تأثير إيجابي في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي بشكل عام، إذا كنت قادرًا على تقليل مستوى القلق العام لديك، فقد يكون من السهل عليك التعامل مع الأوضاع الاجتماعية.

النشاط البدني

ممارسة نشاط بدني منتظم هو أحد التغييرات في نمط حيانك التي يمكنك إجراؤها، حيث تزيد التمارين الرياضية من إنتاج الدماغ للإندورفين، وهي هرمونات تساعد على الشعور بالسعادة وتنظم الحالة المزاجية والقلق، حاول ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع.

وضع حدود خاصة بك

يمكنك أيضًا علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي أو تقليله من خلال وضع حدود لك، لذا تدرب على قول لا للأحداث التي لا تريد حقًا حضورها وابذل قصارى جهدك لإعطاء الأولوية للراحة والاسترخاء والرعاية الذاتية.

تجنب الكافيين أو قلل منه

تعرف المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة والشاي والصودا بأنها تضيف انتعاشًا لك، ولكن إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي فإن الكافيين يمكن أن يجعلك تشعر بسوء، وقد يؤدي إلى المعاناة من اضطراب الهلع، إذا كنت لا تستطيع الإقلاع عن القهوة أو الشاي، فحاول تقليل الكمية التي تستهلكها يوميًا.

إذا كنت حقًا ترغب في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي قد تحتاج إلى شرب كميات أقل من الكافيين، يمكن أن يساعدك علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي في التغلب على كل ما تعانيه في حياتك، يمكنك البدء بالعلاجات المنزلية مثل التمارين والتنفس العميق الآن وبسهولة.

لكن إذا لم تنجح هذه الطرق، فتحدث مع طبيبك بشأن الأدوية الموصوفة أو الاستشارة، يمكن أن يساعدك أخصائي الصحة العقلية في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي وأن تصبح اجتماعيًا بشكل أكبر، إذا كنت مهتم بمعرفة معلومات أكثر عن كيفية إدارة اضطرابات القلق، يمكنك حضور دورة تدريبية عنها من هنا.

Exit mobile version