Mentalines

النوم القهري| هل النوم سلطان فعلًا؟

هل تعرف ما هو النوم القهري؟ منذ فترة كنت في الصف الأول الثانوي عندما لاحظ أفراد عائلتي دخولي في النوم الفجائي دون أن أشعر بما يحدث، وخاصةً أثناء المذاكرة فقد يستغرق الوضع بضع ثوان أو دقائق، هذا على الرغم من حصولي على قسط كافٍ من النوم ليلًا، كنت متفوقة علميًا لكن كانت تلك الحالة سببًا في انخفاض مستواي الدراسي بشكل ملحوظ، والآن أرغب في فهم ما أمر به، هل هو فعلًا مشكلة النوم القهري؟

دائمًا ما نقول النوم سلطان لكن تأكد يا عزيزي أن النوم ليس سلطانًا دائمًا، وفي هذا المقال سنوضح لك كل ما يخص النوم القهري.

ما هو النوم القهري؟

يطلق على النوم القهري اسم اضطراب الخدار، وهو حالة تؤثر على الجهاز العصبي، يتسبب في الدخول بنوم غير طبيعي يمكن أن يؤثر على نوعية حياة الشخص، كما يعد النوم القهري حالة مزمنة نادرة، يقدر الخبراء أنه يؤثر على حوالي 1 من كل 2000 شخص.

تبدأ أعراض النوم القهري عادة بين سن 10 و 25 عامًا، ولا يتعرف المرضى والأهل على الحالة فورًا وغالبًا ما تُشخص بشكل خاطئ، كذلك يسبب النوم القهري نعاسًا شديدًا أثناء النهار ونوبات نوم، أو دوافع غامرة للنوم، ونومًا متقطعًا في الليل.

يتسبب كذلك في معظم الحالات بفقدان مؤقت وغير متوقع للتحكم في العضلات، ويُعرف باسم الجمدة، اضطراب الخدار ليس مرضًا مميتًا في حد ذاته، ولكن يمكن أن تؤدي نوباته إلى حوادث أو إصابات أو مواقف تهدد الحياة، كذلك قد يواجه المصابون بالنوم القهري صعوبة في الحفاظ على وظائفهم، والأداء بشكل جيد في المدرسة، ويكون لديهم مشاكل في الحفاظ على العلاقات بسبب نوبات النعاس المفرط أثناء النهار.

أنواع النوم القهري

يوجد نوعان لاضطراب الخدار، من الجيد أن تتعرف عليهم حتى تتمكن من تحديد النوع الذي تعاني منه:

النوع الأول

يعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، وتتضمن أحدى أعراض ما يسمى الجمدة، أو فقدان مفاجئ للتحكم في العضلات، يعاني المصابون بهذا النوع من مشكلة النوم القهري من النعاس الشديد والجمدة أثناء النهار بسبب انخفاض مستويات بروتين الهيبوكريتين.

النوع الثاني

هذا النوع هو الخدار بدون الجمدة، عادةً ما يكون لدى المصابين بالنوع الثاني من الخدار مستويات طبيعية من الهيبوكريتين.

النوم القهري

ما هي أعراض مرض النوم القهري؟

يمكن أن يختلف عدد مرات حدوث أعراض النوم القهري ومدى شدتها من مصاب لآخر، وفيما يلي الأعراض الشائعة:

نعاس شديد أثناء النهار

يعاني كل مصابي النوم القهري من النعاس المفرط أثناء النهار (EDS)، والذي تشعر فيه فجأة برغبة ملحة في النوم، يصعب هذا الأمر العمل بشكل صحيح أثناء النهار.

الجمدة

تعرف الجمدة بأنها فقدان مفاجئ ومؤقت للتحكم في العضلات، يمكن أن تتراوح من تدلي الجفون ويشار إليه باسم الجمدة الجزئية، إلى انهيار كامل للجسم.

يمكن أن يؤدي الضحك والمشاعر الشديدة، مثل الإثارة والخوف إلى الجمدة، يختلف عدد مرات حدوثها من شخص لآخر، يمكن أن تحدث عدة مرات في اليوم إلى مرة واحدة في السنة.

قد تحدث الجمدة أحيانًا في وقت لاحق من مسار مرض النوم القهري، أو قد لا تحدث إذا كنت تتناول الأدوية التي تثبطه، مثل بعض مضادات الاكتئاب.

نوم حركة العين السريعة (REM) غير المنظم

يعرف نوم حركة العين السريعة بأنه مرحلة النوم عندما  يكون لديك أحلام حية مع فقدان قوة العضلات، يبدأ عادةً بعد حوالي 90 دقيقة من النوم، يمكن أن يحدث نوم حركة العين السريعة في أي وقت من اليوم للمصابين بالنوم القهري، في غضون 15 دقيقة تقريبًا بعد النوم.

شلل النوم

يعرف شلل النوم بأنه عدم القدرة على الحركة أو الكلام أثناء النوم أو الاستيقاظ، تستمر تلك المشكلة لدى مصاب داء التغفيق بضع ثوانٍ أو دقائق فقط، يحاكي شلل النوم الشلل الذي يظهر أثناء النوم الريمي، لكنه لا يؤثر على حركات العين أو القدرة على التنفس.

الهلوسة عند النوم

يعاني المصابون بالنوم القهري أحيانًا من هلوسات حادة تحدث في نفس الوقت مع شلل النوم، تحدث الهلوسة عادة عند النوم أو الاستيقاظ.

النوم المتقطع

يعاني المصابون بمرض التغفيق من النعاس المفرط أثناء النهار، وعلى الرغم من ذلك فقد يواجهون صعوبة في النوم ليلًا.

السلوكيات التلقائية

بعد الدخول في النوم أثناء القيام بنشاط معين مثل الأكل أو القيادة، قد يستمر المصاب باضطراب الخدار في القيام بهذا النشاط لبضع ثوانٍ أو دقائق دون أن يدرك أنه يقوم بذلك.

يمكن أن يرتبط داء التغفيق أيضًا بمشكلات أخرى تتعلق بالنوم، مثل:

ما هي أسباب النوم القهري؟

يعد السبب الدقيق للنوم القهري غير معروف حتى الآن، ومع ذلك فإن معظم المصابين بالنوع الأول لديهم كمية منخفضة من بروتين في الدماغ يسمى هيبوكريتين، تتمثل إحدى وظائف الهايبوكريتين في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.

يعتقد العلماء أن هناك العديد من العوامل التي قد تسبب انخفاض في مستويات الهيبوكريتين، تم تحديد طفرة جينية تسبب مستويات منخفضة من هيبوكريتين، يُعتقد أن هذا الخلل الوراثي مع جهاز المناعة الذي يهاجم الخلايا السليمة، يساهم في الإصابة بحالة الخدار.

قد تلعب عوامل أخرى دورًا أيضًا في الإصابة بالخدار، مثل الإجهاد والتعرض للسموم والعدوى.

عوامل الخطر

قد تتضمن بعض عوامل خطر الإصابة بالنوم القهري ما يلي:

تاريخ العائلة: إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابًا بداء التغفيق، فمن المرجح أن تكون مصابًا بهذه الحالة بنسبة 20 إلى 40%.

العمر: الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 30 عامًا أكثر عرضة للتشخيص بمرض النوم القهري.

مضاعفات داء الخدار

تشمل المضاعفات المرتبطة بالخدار عدة مشاكل منها:

مشاكل نفسية

غالبًا ما يعاني المصابون بالخدار من الاكتئاب والقلق، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه من أعراض مرض النوم القهري أو تحدث بسبب أعراضه التي تؤثر على نوعية حياة المرضى، فبسبب النعاس المفرط والجمدة.

مشاكل اجتماعية

قد تتأثر حياتك الاجتماعية، على سبيل المثال، قد تواجه صعوبة في البقاء مستيقظًا أثناء التجمعات الاجتماعية، أو قد تفقد السيطرة على العضلات عند الضحك.

زيادة الوزن

يعاني العديد من المصابين بداء التغفيق من زيادة الوزن، ربما بسبب انخفاض مستويات النشاط أو بطء التمثيل الغذائي، يزن البالغون المصابون بالخدار حوالي 15 إلى 20 بالمائة في المتوسط ​​أكثر من عامة السكان.

الأفكار الانتحارية

تشير الدراسات إلى أن المصابين بالخدار قد يكون لديهم خطر متزايد للسلوك الانتحاري، إذا كنت تعاني من تلك الأفكار حاول التحدث إلى طبيب مختص فورًا، أو يمكنك إجراء اختبار متخصص عن أفكارك الانتحارية إذا كنت ترغب من هنا.

لتجنب هذه المضاعفات، اعمل عن كثب مع الطبيب المختص، لمعالجة أي أعراض أو آثار جانبية للعلاج تثير قلقك.

أهمية تغير نمط الحياة

فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لجعل التعايش مع الخدار أسهل وأكثر أمانًا:

يساعد الحصول على الدعم من أشخاص يعانون من نفس المشكلة كثيرًا، يمكنك الوصول إلى هؤلاء الأشخاص وأنت في مكانك بسهولة، حيث وفرت العديد من المواقع أقسام خاصة بالعلاج الجماعي، الذي يهدف إلى حل الكثير من المشكلات ومنها بالطبع مشكلة الخدار، إذا كنت مهتم بذلك يمكنك الإطلاع على قسم اللقاءات من هنا.

قد يكون التعايش مع النوم القهري أمرًا صعبًا، وقد يكون من المجهد أن تعاني من نوبات النعاس المفرط، ومن الممكن أن تصيب نفسك أو الآخرين أثناء النوبة، ولكن يمكنك إدارة الحالة بنجاح، بالحصول على التشخيص السليم، والعمل مع طبيبك لإيجاد أفضل علاج لك، وإتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك الاستمرار في عيش حياة صحية رائعة.

Exit mobile version