هل أنتِ قلقة من انقطاع الطمث؟ هل بدأت دورتك الشهرية في عدم الانتظام؟ هل تعاني من الاكتئاب بسبب الخوف من انقطاع الطمث؟
السنوات التي تسبق سن اليأس حاسمة جدًا، والوصول إلى هذا السن يتسبب في إحداث تغييرات كثيرة في الجسم، ويمكن أن يكون لها تأثير على عقلك أيضًا، وتحديداً صحتك النفسية والعقلية، حيث يتضاعف معدل الإصابة بالاكتئاب خلال هذا الوقت، النساء اللاتي عانين في الماضي من الاكتئاب أو القلق قد يشهدن عودة ظهور الأعراض أيضًا عند اقتراب انقطاع الطمث.
المحتويات
أعراض انقطاع الطمث النفسية
يمكن أن يتسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين المرتبط بانقطاع الطمث في حدوث أكثر من تلك الهبات الساخنة المزعجة، يمكنها أيضًا أن تجعل النساء يشعرن وكأنهن في فترة دائمة من متلازمة ما قبل الحيض، لسوء الحظ تعتبر هذه التغيرات العاطفية جزءًا طبيعيًا من انقطاع دورتك الشهرية، ويمكن أن تتضمن بعض التغيرات النفسية التي تمر بها النساء في فترة ما حول انقطاع دورتك الشهرية ما يلي:
- مشاعر حزن.
- عدم وجود حافز.
- صعوبة في التركيز.
- تغيرات في المزاج.
- الإعياء.
- القلق.
- العدوانية.
- التوتر.
- التهيج.
إذا كنتِ تشعرين بالانزعاج والحزن، فحينها سيكون هناك احتمال كبير أن يكون السبب متعلق بانقطاع دورتك الشهرية، لكن الأعراض المذكورة ليست مرتبطة بانقطاع دورتك الشهرية فقط، حيث أن هناك عدد من الحالات التي يمكن أن تجعلك تشعر بالضيق الشديد، من الأفضل أن تخبر طبيبك عن شعورك حتى يتمكن من استبعاد الحالات الطبية أو النفسية الأخرى.
كيف يمكنني التعامل مع المشاكل النفسية لانقطاع الطمث؟
يعد الانفعال والشعور بالحزن من أكثر الأعراض النفسية شيوعًا لانقطاع الدورة الشهرية، يمكن إدارتها في كثير من الأحيان من خلال تغييرات نمط الحياة، مثل تعلم طرق للاسترخاء وتقليل التوتر، إليك بعض النصائح التي قد تسهل عليك التعامل مع المشاعر المتقلبة:
- ممارسة التمارين وتناول الطعام الصحي.
- البحث عن مهارات لتهدئة الذات وممارستها، مثل اليوجا أو التأمل أو التنفس المنتظم.
- تجنب المهدئات والكحول.
- الانخراط في منفذ إبداعي يعزز الشعور بالإنجاز.
- ابقِ على اتصال مع عائلتك ومجتمعك.
- تعزيز صداقاتك.
على الرغم من أن الاكتئاب لا ينتج عادةً عن انقطاع الطمث، لكن بعض النساء تظهر عليهن أعراض الاكتئاب خلال هذا الوقت، إذا كنت تشعرين بعدم القدرة على التأقلم بشكل متزايد، فاستشري طبيبك المختص، قد يوصي بعدد من الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، أو العلاج الذي يمكن أن يجعلك تتغلبين على هذا الوقت العصيب بخير.
الغالبية العظمى من النساء اللواتي عانوا من مشاكل مزاجية كبيرة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث قد عانين منها في الماضي، من النادر نسبيًا لشخص ليس لديه تاريخ من الاكتئاب أو القلق أن يصاب فجأة بحالة حادة منه عند انقطاع الطمث.
هل يمكن أن يساعد العلاج بالهرمونات البديلة أثناء انقطاع الطمث؟
على الرغم من أن هناك أدلة تشير إلى أن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) يمكن أن يخفف الأعراض النفسية المرتبطة بانقطاع الطمث، لكن العلاج التعويضي بالهرمونات لا يكون فعالًا في علاج الاكتئاب الشديد وحده، قد يكون العلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب أو العلاج النفسي ضروريًا.
لسوء الحظ يمكن أن تكون صعوبة التركيز ومشاكل الذاكرة البسيطة في كثير من الأحيان جزءًا طبيعيًا من انقطاع الطمث، وهو الوقت الذي يسبق سن اليأس، لكن هناك أمر جيد هو أن هذا الأمر يكون مؤقتًا، بالرغم من أن المعرفة الطبية الحالية بشأن سبب حدوث تغيرات في الذاكرة مع انقطاع الدورة الشهرية محدودة، ولا توجد حاليًا علاجات متاحة للتخفيف من هذه الأعراض، إذا كنت تعاني من مشاكل في الذاكرة ناقش هذا الأمر مع طبيبك، حيث يمكنه المساعدة في إدارة مشاكل الذاكرة أو إحالتك إلى متخصص يمكنه ذلك.
سن اليأس والصحة النفسية
يمكن أن تؤدي التغيرات في مستويات الهرمونات الأنثوية إلى تغيرات مزاجية في مراحل أخرى من الحياة، لذلك ليس من الغريب أن يكون بالضرورة لها بعض التأثير على الحالة المزاجية أثناء فترة انقطاع الدورة الشهرية، يعد الاضطراب المزعج السابق للحيض يؤثر على الحالة المزاجية، واكتئاب ما بعد الولادة مثال أخر للحالات التي تحركها التغيرات الهرمونية داخل الجسم، هذه الاضطرابات لا تعتمد على الهرمونات بنسبة 100٪، لكن الهرمونات الأنثوية تلعب دورًا رئيسيًا.
غالبًا ما تكون تقلبات الحالة المزاجية أثناء فترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية وعند انقطاع الطمث خفيفة، من الواضح أن أعراض الاكتئاب الأكثر اعتدالًا مرتبطة بالتغيرات الهرمونية، ربطت دراسة بين زيادة أعراض الاكتئاب في فترة ما حول انقطاع الطمث مع تقلبات في اثنين من الهرمونات، وهما البروجسترون والإستراديول، ولكن عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب الشديد، فإن الارتباط بالتغيرات الهرمونية الأنثوية غير واضح.
القلق وانقطاع الطمث
ربطت الأبحاث بوضوح سن اليأس بالاكتئاب، لكن الصلة أقل وضوحًا عندما يتعلق الأمر بالقلق، نحن نعرف القليل عن القلق الذي يحدث في سن اليأس، يوجد بعض الأدلة على أن النساء أكثر عرضة لنوبات الهلع أثناء فترة انقطاع الطمث وبعدها، تُعرف نوبة الهلع بإحساس مفاجئ بالقلق الشديد، مصحوبًا بأعراض مثل:
- التعرق.
- الارتجاف.
- ضيق التنفس.
- اضطرابات ضربات القلب غير المؤذية التي تسمى بالخفقان.
لكن هذا الارتباط الظاهر قد يعكس صعوبة التمييز بين نوبات الهلع وأعراض انقطاع الطمث الشائعة، حيث يمكن أن تكون متشابهة، أثناء نوبة الهلع قد يتسارع قلبك وقد تشعر بالتعرق والحرارة، تعاني بعض النساء من أمر معين يسمي “الهبات الساخنة” ويستخدمه الأطباء لوصف إحساس مثل الصداع النصفي، بالنسبة لهؤلاء النساء يسبق هذا الأمر شعور بالذعر أو شعور بالهلاك، إن إحدى طرق التمييز بين أعراض الهبات الساخنة ونوبات الهلع هي أن الهبات الساخنة لا تجعلك تشعر بضيق في التنفس، بينما قد يحدث ذلك مع نوبات الهلع.
التغيرات الصحية واضطرابات المزاج
قد تؤدي التغييرات في صحتك الجسدية في وقت توقف الطمث أيضًا إلى تغيرات مزاجية، على سبيل المثال قد يكون القلق ناتجًا عن فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يصبح أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، بالإضافة إلى ذلك قد يكون القلق والاكتئاب ناتجًا عن قلة النوم، والتي تصبح أيضًا أكثر شيوعًا في وقت انقطاع الطمث، حيث تتسبب التحولات الهرمونية في حدوث الهبات الساخنة الليلية أو اضطرابات النوم الأخرى التي تزيد من صعوبة حصول المرأة على الراحة التي تحتاجها.
لذا، ما الذي يمكنك فعله لحماية صحتك العقلية أثناء دخولك إلى سن اليأس؟
- اعلمي أن التغيرات المزاجية قد تصاحب أعراض توقف الطمث الأخرى.
- راقبي حالتك المزاجية، وقمِ بتدوين الأنماط في عوامل أخرى مثل مستويات النوم والتوتر.
- اطلبي المساعدة المتخصصة إذا أصبحت الأعراض شديدة وتتداخل مع الحياة اليومية.
- قمِ بإجراء تغييرات في نمط الحياة مثل زيادة التمارين والحصول على قسط كافٍ من النوم والسيطرة على التوتر لتقليل الأعراض المحتملة.
- تواصلي مع الآخرين، لا تكافح وحدك.
اعلمي أن هذا الوضع مؤقت، لن تستمر التغيرات المزاجية المصاحبة للتغيرات الهرمونية الأنثوية أثناء فترة توقف الطمث كثيرًا عادةً، تشير البيانات إلى أن هذه المخاطر المرتبطة بالهرمونات تتراجع مع مرور الوقت بعد توقف الطمث، كما إن الأشخاص الذين يختارون علاج حالتهم باستخدام مضادات الاكتئاب أو طرق أخرى لن يضطروا بالضرورة إلى مواصلة العلاج إلى الأبد.
تعد استشارة طبيب مختص أمر جيد لكِ، عند مرورك بمرحلة انقطاع الطمث، زيارة الطبيب النفسي عند ملاحظة أعراض إحدى المشاكل النفسية التي ذكرناها، سيكون أمرًا فارقًا في هذه الرحلة.