يمكن للجنس بعد سن اليأس أن يكون مؤلمًا وغير مريح أبدًا، لذلك فلا عجب عندما يتسبب الجنس في القلق لكثير من النساء، بالتأكيد ترغبين عزيزتي في جعل الجنس أقل إيلامًا بعد سن اليأس، وفي هذا المقال سنقدم إليك طرق تساعدك في التغلب على تلك المشاعر وجعل الجنس أقل إيلامًا.
المحتويات
الجنس بعد سن اليأس
إذا أصبح الجنس مؤلمًا، فقد تشعرين ببعض القلق قبل الإيلاج والبدء في العلاقة، هذا الأمر من ضمن أكثر الأعراض المزعجة لانقطاع الطمث بعد سن اليأس، وفي حال سألت سيدة وصلت إلى هذا العمر عن أصعب الأعراض المزعجة بعد سن اليأس، ستقول على الأرجح أنها الهبات الساخنة أو التعرق الليلي، على الرغم من أن هذا قد يكون صحيحًا إلا أن هناك أعراضًا أخرى أقل شيوعًا وتميل إلى أن تكون أكثر إزعاجًا، ناهيك عن كونها دائمة.
تشمل بعض هذه الأعراض التي قد تغير الحياة، جفاف شديد في المهبل وألم عند الإيلاج، صعوبة شديدة وألم مع التبول، والشعور العام بالحرق والتهيج البولي التناسلي، والتي تُسمى متلازمة الجهاز البولي التناسلي لانقطاع الطمث (GSM)، تؤثر هذه المجموعة من الأعراض على ما يصل إلى 27 إلى 84 في المائة من النساء بعد سن اليأس وانقطاع الطمث، ويمكن أن تضعف بشكل كبير الصحة والوظيفة الجنسية ونوعية الحياة.
بعد سن اليأس وانقطاع الطمث، ينخفض هرمون الاستروجين والهرمونات الأخرى التي كان يتم توفيرها من قبل المبيضين، عندما يحدث ذلك تصبح الأنسجة المهبلية رقيقة وجافة؛ يقصر جدار المهبل ويضيق، وتتقلص الطيات الخارجية الأكبر حجمًا والطيات الداخلية، ونتيجة لذلك يمكن أن يصبح الاختراق مؤلمًا، وتعتاد عضلات المهبل أن تُشد بشكل انعكاسي مع القلق الشديد قبل ممارسة الجنس.
طرق التغلب على القلق من الجنس
عرض طبيب على مجموعة نساء بعد سن اليأس رسومات توضيحية لما يحدث لمهبلهن بدون هرمون الاستروجين، وجد أن رد فعلهم كان عبارة عن اندهاش شديد، وتفهموا حقيقة أنه لا عجب أنه يؤلمهم عندما يحاولوا ممارسة الجنس، تكمن المشكلة في أن العديد من النساء لا يدركن أن جفاف المهبل وألمه أثناء الإيلاج يمكن أن يكون سبب لبعد سن اليأس وانقطاع الطمث أو التغيرات في الهرمونات.
يوجد عدة طرق للتغلب على هذا القلق وتخفيف الألم عند ممارسة الجنس، وهذا بالرجوع إلى الطبيب المختص ومن ثم الذهاب إلى طبيب نفسي لتقديم عدد من النصائح للتغلب على القلق والفزع، يفترض الأطباء أن مرضاهم سيخبرونهم إذا كانوا يعانون من الألم ويطلبون المساعدة، في حين يفترض المرضى أن أطبائهم لن يسألون عن هذه الأعراض التي تحدث لهم بعد سن اليأس، وهذا بسبب أن معظم النساء لا يعرفون أنه يحق لهن طلب المساعدة لعلاج هذا الأمر الصعب.
يجعل هذا الفهم الخاطئ لما يحدث بعد سن اليأس غالبًا العديد من النساء يشعرن بالوحدة، حيث إنهم يعتقدون أنه لا يوجد حل وأن ما يمرون به هو ببساطة الطريقة التي سيبقون عليها لبقية حياتهم، لكن من الضروري أن يعلموا أمرين، الأول هو أنهم ليسوا وحدهم، والثاني هذا الأمر قابل للإصلاح والعلاج.
علاج الأعراض النفسية والجسدية للجنس المؤلم
يميل الجنس بعد سن اليأس إلى أن يزداد سوءًا وإيلامًا إذا تُرك دون علاج، إلا أن هناك طرقًا لعلاج بعض الأعراض، من الضروري متابعة العلاج من عدة نواحي، بما في ذلك:
طبيب أمراض النساء: أو طبيب مختص في صحة المرأة، والذي يمكنه تقييم المشكلة وتحديد العلاجات التي قد تكون فارقة معك، وإجراء الجلسات العلاجية والتوصية بالوصفات الطبية والأدوية إذا لزم الأمر.
طبيب نفساني: متخصص في الطب السلوكي أو الطب الجنسي، يمكنه مساعدتك على التغلب على القلق والفزع من ممارسة الجنس بعد سن اليأس، أن بعض النساء اللواتي يعتقدن أن مشكلتهن الوحيدة هي ضيق المهبل بعد سن اليأس، قد يقاومن في البداية رؤية الطبيب النفسي، على يقين من عدم وجود مشكلة نفسية في الأمر، لكن في النهاية يمكن للطبيب النفسي أن يُحدث فرقًا كبيرًا في مساعدتك في التغلب على هذه المشكلة.
معالج فيزيائي: لتقوية الحوض، يمكنه أن يوضح لك كيفية عزل وتقوية عضلات المهبل الرئيسية أثناء ممارسة الجنس بعد سن اليأس، لكن لا يحتاج جميع النساء بعد سن اليأس إلى اختصاصي لعلاج الحوض.
قد تشمل العلاجات الأخرى للجنس المؤلم بعد انقطاع الطمث ما يلي:
المرطبات المهبلية غير الهرمونية
بالنسبة للألم الخفيف وعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس بعد سن اليأس، قد تؤدي هذه العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية الغرض، يمكنك وضع المرطب يوميًا كما تفعلين مع وجهك أو كلما شعرت بالجفاف، إن هذه المنتجات يمكن أن تساعد في الحفاظ على أنسجة المهبل رطبة، لكنها لا تستطيع علاج الأمر بشكل كامل.
العلاج الدوائي
يمكن بعد استشارة الطبيب أن يصف لكِ تناول جرعة منخفضة من الإستروجين المهبلي، لكن بوصفة طبية وهذا لتعويض الهرمونات المفقودة أثناء انقطاع الطمث، يمكن تطبيقه مباشرة على منطقة المهبل، لتخفيف الأعراض والمشاكل المؤلمة عند ممارسة الجنس بعد سن اليأس وانقطاع دورتك الشهرية.
تقنيات الاسترخاء
يمكن أن تساعدكِ ممارسة استراتيجيات الاسترخاء مثل اليوجا على الحفاظ على هدوئك بالإضافة إلى زيادة وعيك بأي مشاكل في عضلات الحوض والتي قد تزعجك عند التفكير في ممارسة النشاط الجنسي، الأطباء النفسيين قادرين على مساعدتك في الاسترخاء وتهدئة هذه المناطق بعد سن اليأس.
الموسعات المهبلية
تساعد هذه الأجهزة على شد المهبل وتضخيمه، لكن يجب استخدامها بحذر، تستخدم غالبًا جنبًا إلى جنب مع تقنيات الاسترخاء، من المهم جدًا أن تبدأ ببطء وبشكل تدريجي، في البداية قد يكون الجهاز المستخدم هو خنصركِ، والذي ستقومين بوضعه عند مدخل المهبل كل يوم لفترات قصيرة من الوقت لتعتادين على وجوده بها.
العلاج النفسي
عندما يتعلق الأمر بممارسة الجنس بعد انقطاع الطمث، فهنا تتضح أهمية القليل من المساعدة النفسية، والتي ستساعدك على قطع شوطًا طويلاً، تتضمن بعض الموضوعات العديدة التي يناقشها الأطباء النفسيين مع مرضاها، وجود انخفاض في الرغبة الجنسية والإثارة البطيئة أو المنخفضة، ويتحدثون أيضًا عن توقعات الشريك.
بالنسبة للعلاقات فإن عمر العلاقة يهم أكثر من عمر الشخص نفسه، يعرف الأزواج الأذكياء أن تلك المرحلة المفعمة بالحيوية والعاطفة من العلاقة لا تدوم سوى عامين تقريبًا، بعد ذلك يحتاج الأزواج إلى جدولة الجنس وفقًا لالتزاماتهم الأخرى، مثل التزامات العمل ورعاية الأطفال وغيرها من الأمور التي يجب الاهتمام بها في الحياة.
كذلك إن العلاقات طويلة الأمد لا تخلو من التحديات، على سبيل المثال قد يحتاج بعض الأشخاص إلى العمل على رعاية الرومانسية وتطويرها، حيث يمكن اعتبار أن شركائهم أمرًا مفروغًا منه، وأنهم متواجدون إلى جانبهم بشكل دائم، وهذا الأمر يستدعي أيضًا التحدث إلى طبيب نفساني متخصص.
يميل الأشخاص بمجرد تجاوز منتصف العمر إلى التمتع بمزيد من الخصوصية ووقت الفراغ، مما يتيح لهم قضاء المزيد من الوقت في تحسين حياتهم الجنسية، إن القيود الجسدية في بعض الأحيان، مثل ضعف الرغبة والقلق من الإيلاج، ينتهي بها الأمر إلى أن تكون شيئًا جيدًا، لأنها تحث الأزواج على تجربة أشياء جديدة ممتعة.
من الجيد استشارة طبيب متخصص بعد ملاحظة أعراض القلق والفزع من ممارسة العلاقة الجنسية خاصة بعد سن اليأس، لتتمكني عزيزتي من الحصول على المساعدة التي تحتاجين إليها، لمواصلتك حياتك الجنسية دون معاناة نفسية.
يمكنك الاطلاع على دورة تدريبية عن مشاكل ممارسة الجنس من هنا.