Mentalines

العلاقة بين تعاطي الحشيش والاضطرابات النفسية

ربطت العديد من الدراسات بين تعاطي الحشيش وزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاضطرابات الفصامية والاكتئاب والقلق واضطرابات تعاطي المخدرات، ولكن ليس من السهل تحديد ما إذا كانت تسبب هذه الحالات بالفعل وإلى أي مدى، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تعاطي الحشيش كل يوم يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالذهان بحوالي خمس مرات مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا الحشيش مطلقًا.

وفي هذا المقال سنتعرف على العلاقة بين تعاطي الحشيش وظهور الاضطرابات النفسية المختلفة على المتعاطي.

تعاطي الحشيش والمشاكل النفسية

درست عدة أبحاث العلاقة بين تعاطي الحشيش واضطرابات المزاج والقلق واضطرابات تعاطي المخدرات، بعد التكيف مع العديد من العوامل المربكة، لكن لم يتم العثور على ارتباط بين تناول الحشيش واضطرابات المزاج والقلق، حيث كانت الارتباطات المهمة الوحيدة هي زيادة خطر الإصابة باضطرابات تعاطي الكحول، والاعتماد على النيكوتين، واضطراب تعاطي الحشيش، وغيرها من اضطرابات تعاطي المخدرات.

وجدت بعض الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الذين يستخدمون القنب ويحملون نوعًا معينًا من جين AKT1، والذي يرمز لإنزيم يؤثر على إشارات الدوبامين، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالذهان، حيث أنه منطقة من الدماغ تنشط وتغمر بالدوبامين عند وجود محفزات معينة، وجدت إحدى الدراسات أن خطر الإصابة بالذهان كان أعلى بسبع مرات بالنسبة للذين استخدموا القنب بشكل يومي مقارنة بأولئك الذين استخدموا الماريجوانا بشكل غير متكرر أو لم يستخدموها على الإطلاق.

هل يسبب تعاطي الحشيش مرضًا نفسيًا؟

يعد الحشيش أكثر العقاقير غير المشروعة استخدامًا في العالم، حيث يستخدمه واحد من كل ثلاثة بالغين في مرحلة ما من حياتهم، حيث أن تعاطي الماريجوانا يعتبر قانوني في بعض الأماكن حول العالم، وتُقدم الماريجوانا كعلاج لبعض المشاكل، ولكن ماذا يفعل تعاطي الحشيش لصحتك العقلية؟

تعتمد الأضرار المحتملة المرتبطة باستخدام الماريجوانا على شيئين أساسين هما:

الأول: هو السن الذي تبدأ فيه تعاطي القنب لأول مرة خاصة إذا كان قبل 18 عامًا، يمكن أن يؤثر تعاطي الحشيش خلال المراحل الرئيسية لنمو الدماغ.

الثاني: هو أنماط الاستخدام، من التكرار والجرعة والمدة، خاصة إذا كنت تستخدمه أسبوعيًا على الأقل، كلما زادت الجرعة أو زادت قوتها، زاد تناول رباعي هيدروكانابينول THC، وهو المكون النفسي الرئيسي للماريجوانا ويبدو أنه يعمل على مناطق من دماغنا تشارك في تنظيم تجاربنا العاطفية.

تعاطي الحشيش

الذهان وتعاطي الحشيش

تتأثر درجة تأثير تعاطي الحشيش في مرحلة المراهقة على الإصابة بالذهان في مرحلة البلوغ بالمتغيرات الجينية، حيث اتضح أن الاختلافات في الجينات يمكن أن تؤثر على احتمالية الإصابة بالذهان في مرحلة البلوغ بعد تعاطي الحشيش في مرحلة المراهقة، يتحكم الجين COMT في إنزيم يكسر الدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تشارك في مرض انفصام الشخصية.

يأتي هذا الإنزيم في شكلين: “Met” و “Val”، الأفراد الذين لديهم نسخة أو نسختان من متغير Val لديهم مخاطر أعلى للإصابة باضطرابات الشخصية الفصامية وهذا في حال استخدموا الحشيش خلال فترة المراهقة، أما أولئك الذين لديهم متغير Met فقط لم يتأثروا بتعاطي الحشيش.

تم اكتشاف ارتباطات غير متسقة بين تعاطي الحشيش والأفكار الانتحارية ومحاولة الانتحار بين المراهقين، كما ارتبطت الماريجوانا كذلك  بمتلازمة عاطفية، تُعرف بأنها مشكلة وجود دافع قليل للانخراط في أداء أنشطة مجزية عادةً، نظرًا لدور endocannabinoid في تنظيم الحالة المزاجية والمكافأة، فقد تم افتراض أن التغيرات الدماغية الناتجة عن تعاطي الحشيش المبكر قد تكمن وراء هذه الارتباطات، ولكن نحن في حاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من وجود هذه الروابط وفهمها بشكل أفضل.

العواقب السلبية لتعاطي الحشيش

هناك عدد من العواقب غير المرغوبة والتي تحدث نتيجة تعاطي الحشيش، ومنها:

كذلك هناك علامات أصعب يمكن أن تصيب متعاطي القنب، ومنها:

استخدام القنب والفصام

تعد العلاقة بين تعاطي القنب وخطر الإصابة بأعراض الفصام مثبتة جيدًا، حيث وجد أن استخدام القنب المبكر والمتكرر هو أحد الأسباب المكونة للفصام، والذي يتفاعل مع عوامل خطر الإصابة الأخرى مثل التاريخ العائلي للذهان، وتاريخ إساءة معاملة الأطفال، والتعبير عن جينات COMT و AKT1، تجعل هذه التفاعلات تحديد الدور الدقيق لتعاطي الحشيش في الإصابة بالفصام الذي ربما لم يحدث لولا ذلك من الصعب جدًا.

العلاقة بين تناول الماريجوانا والفصام ليست مفاجئة، هناك تشابه قوي بين الآثار الحادة والعابرة لتعاطي القنب وأعراض الذهان، بما في ذلك ضعف الذاكرة والإدراك ومعالجة المنبهات الخارجية، يجتمع هذا كله لجعل الأمر صعب على المتعاطي بالنسبة لتعلم وتذكر أشياء جديدة ولكن يمكن أن يمتد كذلك إلى تجربة التفكير المضلل والهلوسة.

نعلم أيضًا أن تعاطي الحشيش من قبل المصابين باضطراب ذهاني من المؤكد أنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض، بشكل عام، تشير الأدلة إلى أن استخدام الحشيش سيؤدي إلى تشخيص الذهان بمعدل 2.7 سنة، يزداد خطر الإصابة بالفصام مع مدة وجرعة استخدام القنب، يتضاعف الخطر لدى الذين يتعاطون القنب بشكل منتظم أكثر منه عند غير المستخدمين، خاصة أولئك الذين استخدموا الحشيش في مرحلة ما من حياتهم، حيث لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 40 ٪ مقارنة مع غير المستخدمين.

من المهم النظر إلى هذا الخطر المتزايد، حيث أن نسب المصابين بالذهان بين السكان وبين مستخدمي القنب منخفضة، تشير التقديرات الحالية إلى أنه إذا كان من المعروف أن تعاطي القنب المتكرر على المدى الطويل يسبب الذهان، فإن معدلات الإصابة ستزداد إلى سبعة من كل 1000 في غير المستخدمين إلى 14 من كل 1000 متعاطي للماريجوانا.

علاقة التعاطي بالاكتئاب والقلق

عانت العديد من الدراسات التي أُقيمت حول العلاقة بين تعاطي الحشيش والأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق من مشاكل منهجية، من خلال عدم التحكم في العوامل ذات الصلة، والدراسات الطولية القليلة التي أجريت لها نتائج مختلطة، خلصت بعد الدراسات إلى أن استخدام القنب يعرض الفرد لخطر متوسط ​​للإصابة بالاكتئاب.

لسوء الحظ لم يكن ضمن نطاق البحث تحديد ما إذا كان تعاطي الماريجوانا يسبب الاكتئاب أو ما إذا كانت العلاقة تعكس بدلًا من ذلك الارتباط بين استخدام الحشيش والمشاكل الاجتماعية، يرتبط تعاطي القنب بعوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب مثل التسرب من المدرسة والبطالة.

العلاقة بين تعاطي القنب والقلق معقدة كذلك، كثير من الناس يستخدمون الحشيش لما له من آثار ترفيهية ومبهجة وتبعث على الاسترخاء، لكن بعض الناس يعانون كذلك من مشاعر القلق أو جنون العظمة عند الانتشاء، وعلى هذا النحو يمكن استخدام الحشيش لتخفيف القلق لدى البعض بينما يتسبب في شعور الآخرين بالقلق.

من الواضح أن العلاقة بين تعاطي الماريجوانا والاكتئاب واضطرابات القلق معقدة وتنطوي على الأسباب الفردية لاستخدام القنب والمواقف الخارجية، أي أنه يمكن استخدام القنب للمساعدة في التغلب على المشكلات الاجتماعية التي لم تكن ناجمة بالضرورة عن تعاطي القنب.

إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك أو صديق مقرب منك تعاني من مشاكل أو مخاوف بشأن تعاطي القنب، يمكنك حضور دورة تدريبية عن الاضطرابات الإدمانية من هنا، وتعلم كيفية التغلب على مشاكل تعاطي الماريجوانا، والعودة إلى الإقبال على الحياة مرة أخرى بشكل صحي.

Exit mobile version