هل مرض القولون العصبي عند الرجال يختلف عن النساء؟ ما الفرق بين مرض القولون العصبي عند النساء والرجال؟
كما هو شائع في مجتمعنا أن “قلب الراجل معدته” وبما أنني رجل بالتأكيد أحب تناول كل أنواع الطعام، وخاصة في المناسبات العائلية التي يكون بها كل ما لذ وطاب، لكنني أجلس في حيرة وحزن خلال تلك المناسبات، وكل هذا بسبب معاناتي من متلازمة القولون العصبي.
في هذا المقال سنتحدث عن مرض القولون العصبي عند الرجال.
المحتويات
ما هي متلازمة القولون العصبي؟
القولون العصبي هو اضطراب معدي معوي وظيفي، يسبب نوبات من تقلصات شديدة في البطن، إلى جانب الإمساك المزمن، ونوبات الإسهال المتكررة، أو كليهما، بالإضافة إلى الأعراض الأولية، كما يسبب القولون العصبي الغازات والانتفاخ ومخاط في البراز والشعور بأن حركة الأمعاء كانت غير مكتملة أحيانًا، كما يمكن أن يسبب مرض القولون العصبي الإسهال والإمساك.
مرض القولون العصبي عند الرجال
لا يوجد فروق تشريحية بين أمعاء الذكور والنساء، لكن هناك اختلافات في أعراض وتعبيرات مرض القولون العصبي (IBS) التي تظهر عند الرجال والنساء، تشمل هذه الاختلافات أعراض المرض والاستجابات لعلاج القولون العصبي، من الضروري أن تعرف أنه يجب ألا تخجل من طلب التشخيص والمشورة المناسبين لحالتك.
وجدت بعض الأبحاث اختلافات في الطرق التي يعاني بها الرجال والنساء من القولون العصبي، بشكل عام يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والبراز بشكل متكرر، ويقل احتمال تعرضهم للألم، كما يتعرض الرجال أيضًا لمشاكل شخصية أكثر من النساء نتيجة لمتلازمة القولون المتهيج (IBS)، وهم أقل طلبًا للرعاية الطبية من النساء.
درجة الانتشار
هناك إشاعة سائدة مُفادها أن مرض القولون العصبي يؤثر على النساء فقط، كما تميل الإعلانات التلفزيونية وإعلانات المجلات إلى تصوير مرض القولون العصبي على أنه مشكلة لا تظهر إلا لدى النساء، لا يتوقف الأمر على المعلنين وحدهم في انحيازهم لفكرة أن القولون العصبي مشكلة صحية خاصة بالمرأة، حيث كان الباحثون أكثر ميلًا للتركيز على كيفية تأثير المشكلة على النساء أكثر من التركيز على كيفية تأثيرها على الرجال، لذا فغالبًا ما يُستبعد الرجال من الدراسات أو أن لا يعترفون بمعاناتهم ليسهل جمع الكثير من المعلومات المهمة إحصائيًا.
يمكن أن يكون التصور الخاطئ مؤسفًا جدًا بالنسبة للرجال الذين قد يعانون من مشاكل الجهاز الهضمي التي تسببها مشكلة القولون العصبي، وقد لا يحصل الرجال على المساعدة التي يحتاجونها لمجرد أنهم يفترضون وجود شيئًا آخر.
يبدو أن الفروق الموجودة بين الجنسين في انتشار القولون العصبي تنخفض مع تقدم العمر، حيث تبدأ معدلات مرض القولون العصبي لدى النساء في الانخفاض بعد سن 45، كما يوجد اتجاه يحدث عمومًا بسبب التغيرات الهرمونية لانقطاع الطمث بحلول سن 65، يُعتقد أن معدلات القولون العصبي عند الرجال والنساء متساوية تقريبًا.
درجة الألم
تقل احتمالية إصابة الرجال بالألم عند الإصابة بمتلازمة القولون المتهيج، ويعتقد الأطباء أن هرمونات الذكورة مثل التستوستيرون والأندروجينات الأخرى يمكن أن تكون السبب في ذلك، أشارت الأبحاث إلى أن المستويات المرتفعة من الأندروجينات تقلل من خطر إصابة الرجل باضطراب الألم المزمن، وأن هرمون التستوستيرون قد يعمل كمسكن طبيعي للألم، وقد يوضح هذا سبب كون الألم من الأعراض السائدة لمرض القولون العصبي لدى النساء ولا يوجد لدى الرجال، وهذا ما يمكن أن يفسر سبب تحدث النساء عن أعراض القولون العصبي أكثر من الرجال.
حركة الأمعاء
تزيد درجة المعاناة من الإمساك والانتفاخ عند النساء المصابات بمرض القولون العصبي، في حين أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالإسهال، وتفسير هذا الاختلاف غير واضح حتى الآن.
جودة الحياة
تشير الدراسات إلى أن الرجال الذين يعانون من متلازمة القولون المتهيج حياتهم متدنية أكثر من النساء المصابات بتلك الحالة، فمعظم المصابون بمرض القولون العصبي يعانون من تدني جودة الحياة بشكل عام، كما يمرون بمشاكل نفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب في بعض الحالات.
التشخيص
تُقدر نسبة زيارة النساء للطبيب بأنها أكثر بثلاث مرات من الرجال، وقد لا يكون تشخيص مرض القولون العصبي سهل عند تقييم الرجال لمشاكل الجهاز الهضمي كما هو الحال بالنسبة للنساء، كذلك يمكن أن يتأخر تشخيص مشكلة القولون العصبي إلى حد ما بالنسبة للرجال، وبالنسبة للعلاجات الفعالة فهي نفسها عند الرجال والنساء، وتشمل الأدوية وتعديل النظام الغذائي.
يبدو أن معايير التشخيص في الماضي كانت أقل فعالية في تشخيص القولون العصبي عند الرجال مقارنة بالنساء، حيث كانت بمثابة كشف غير دقيق، حيث كان يعمل التشخيص على أساس عدة معايير يتم مقارنتها بما هو موجود بالفعل عند الرجل أو المرأة، على سبيل المثال، إذا كان انتفاخ البطن أحد أعراض متلازمة القولون المتهيج، فإن عددًا قليل من الرجال قد يستوفون هذا المعيار، تهدف معايير التشخيص الحالية إلى أن تكون محايدة بشكل كبير جنسانياً.
يبدو أن التأثيرات الهرمونية تلعب دورًا كبيرًا عند النساء، لم تظهر أي آثار هرمونية مماثلة لدى الرجال، أبلغت النساء المصابات بمتلازمة القولون المتهيج عن تغيرات كبيرة في أعراض الجهاز الهضمي قبل الدورة الشهرية وأثناءها مع وجود الأعراض بشكل أكثر شدة لدى النساء المصابات.
الفروق النفسية
تضمنت الدراسات السريرية لمرض القولون العصبي IBS عددًا قليلاً جدًا من الرجال لدرجة أن مقارنات انتشار المشاكل النفسية قد لا تكون صحيحة، ولكن قد تساعد الاختلافات النفسية والاجتماعية في تفسير سبب عدم رؤية عدد كبير من الرجال المصابين بمتلازمة القولون المتهيج للأطباء، لكن يصاب الرجال والنساء بعدة مشاكل نفسية بسبب المعاناة من القولون العصبي مثل القلق والاكتئاب والإجهاد والعصبية الشديدة.
اختلافات العلاج
كما وضحنا سابقًا، لا يوجد أي اختلاف في الاستجابات للعلاج لدى الرجال عنه لدى النساء، حتى وقت قريب كانت الفروق الوحيدة بين الجنسين في علاج القولون العصبي هي إحجام الرجال عن طلب الرعاية الصحية، وترددهم في الامتثال للنصائح وربما مخاطر أقل لإجراء جراحة معينة.
تكمن المشكلة في قلة عدد الرجال المتواجدين في الدراسات السريرية الحالية، وبالطبع هناك حاجة إلى جمع مزيد من البيانات قبل القفز إلى الاستنتاجات، يجب علينا استكشاف السبب إذا كان هناك اختلاف حقيقي في مرض القولون العصبي عند الرجال والإناث، ومن الأفضل أن تشمل تجارب مرض القولون العصبي المستقبلية عددًا أكبر من الرجال.
في النهاية من الجيد أن تعرف يا عزيزي أن هناك اختلافات في الأعراض نفسها بين النساء والرجال، وكذلك في العوامل النفسية والاجتماعية، والاستجابات للعلاج، ومن خلال الفهم الأفضل للتشخيص والاختلافات بين الجنسين، قد يجد الباحثون علاج أفضل لمشكلة القولون العصبي لدى الرجال وكذلك النساء.
يجب أن يكون مفهومًا أيضًا أن مرض القولون العصبي يحدث بشكل كبير عند الرجال، وأن هذا الأمر مؤلم ومعطل بالنسبة للبعض، ومن المهم طلب المساعدة الطبية عند الحاجة، حيث تنطبق مبادئ التشخيص والعلاج والإدارة بالتساوي على الرجال والنساء، نحن بحاجة إلى أن نفهم لماذا يطلب الرجال المساعدة الطبية بشكل نادر جدًا.
إذا كنت رجلًا وتعاني من آلام مزمنة في المعدة أو انزعاج في الجهاز الهضمي، فلا تستبعد احتمالية معاناتك من مشكلة القولون العصبي، حاول أن تحدد موعدًا لرؤية طبيبك لمعرفة المشكلة، كما يمكنك الحصول على المساعدة النفسية من طبيب نفسي مختص إذا كان مرض القولون العصبي يؤثر على نمط حياتك ولا يجعلك تشعر بالراحة.