Mentalines

هستيريا السيدات| التحيز ضد النساء قديمًا

ما هي هستيريا السيدات؟ لماذا تُصاب النساء بالهستيريا أكثر من الرجال؟ كيف تعامل علماء القرن الثامن عشر والتاسع عشر مع هستيريا السيدات؟

الولع بالشكل والمظهر وأعراض الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، وأحيانًا العقم، كانت كل هذه الاضطرابات وأكثر تقع بسهولة تحت مظلة هستيريا السيدات، كانت هستيريا السيدات طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر واحدة من الاضطرابات الأكثر شيوعًا، والتي شخص بها عدد كبير من الأشخاص، لكن الفكرة الخاطئة القائلة بأن النساء عرضة بشكل أكبر للإصابة بالحالات العقلية والسلوكية أقدم من تلك الفترة بكثير.

حيث نشأ مصطلح الهستيريا في اليونان القديمة، فتحدث أبقراط وأفلاطون عن الرحم، وهستيريا السيدات، فقد قالوا أن الرحم يميل إلى التجول في جسد الأنثى، مما يتسبب في مجموعة من الحالات الجسدية والعقلية الخاصة بها، لكن ما هي هستيريا السيدات؟ وما هي أعراضها؟ وكيف كان يعالجها الأطباء سابقًا؟ ومتى توقفوا عن تشخيص هستيريا السيدات كحالة طبية؟

هذه بعضًا من الأسئلة التي سنجيب عنها داخل هذا المقال.

هستيريا السيدات في القرن الثامن عشر

على الرغم من أن المفاهيم الرئيسية لهستيريا السيدات تمتد في تاريخ الطب النفسي والفلسفة منذ فترات بعيدة، إلا أن هذا التشخيص أصبح شائعًا في القرن الثامن عشر، وصف الطبيب الفرنسي جوزيف راولين في عام 1748 الهستيريا بأنها مرض هوائي، أي أنه مرض ينتشر عن طريق الهواء في المناطق الحضرية الكبيرة.

بينما أشار راولين إلى أن كلًا من الرجال والنساء يمكن أن يصابوا بالهستيريا، حسب قوله إن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض فقط بسبب طبيعتهن الكسولة والعاطفة الجياشة وسريعة الانفعال، في أطروحة نُشرت في 1770-1773، وصف طبيب فرنسي الهستيريا بأنها شيء يشبه عدم الاستقرار العاطفي، حيث يخضع للمعاناة من تغيرات مفاجئة مع حساسية كبيرة.

بعض أعراض هستيريا السيدات التي وضعها هؤلاء الأطباء تشمل:

هستيريا السيدات

اتفق معظم العلماء مع أسلافهم على أن هذه الحالة تؤثر بشكل أساسي على النساء، وأن الرجال نادرًا ما يصابون بحالة الهستيريا،كما قالوا أن الحرمان الجنسي غالبًا ما يكون سبب الإصابة بهستيريا السيدات، ولتوضيح ذلك قدم العلماء دراسة حالة راهبة تعاني من الهستيريا، والتي شفيت فقط عندما مارست علاقة مع شخص ما لإسعادها.

كانت الوسيلة الأخرى لعلاج حالات هستيريا السيدات وسيلة تسمى السِحْم، وهو علاج نفسي جسدي مزعوم نفذه طبيب ألماني يدعى فرانز أنطون ميسمير، وكان هذا النوع من العلاج نشطًا في القرن الثامن عشر في أوروبا.

الهستيريا في القرن التاسع عشر

كان هناك حديث وتناول أكثر لهستيريا السيدات وأسبابها المحتملة، طوال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأ الطبيب الأمريكي سيلاس وير ميتشل في حوالي خمسينيات الصقرن التاسع عشر، الذي كان مهتمًا بشكل خاص بهستيريا السيدات في الترويج لعلاج الراحة، باعتباره علاجًا فعالًا لهذه الحالة.

يضمن علاج الراحة الحصول على الكثير من الراحة والنوم في الفراش، كما ينصح بتجنب صارم لجميع الأنشطة البدنية والفكرية، وصف ميتشل هذا العلاج على أنه أفضل طرق علاج النساء اللواتي شُخصهن بهستيريا السيدات، على النقيض من ذلك، كان ينصح الرجال المصابين بالهستيريا بممارسة الكثير من التمارين في الهواء الطلق.

جادلت الطبيبة النفسية العصبية جانيت بيبر، التي كانت متواجدة بين ثمانينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بأن الهستيريا نتجت عن تصور مشوه من قبل شخص ما للمرض الجسدي، كتبت جانيت أن الهستيريا مرض عصبي يحدث فيه تفكك للوعي، وغالبًا ما يتميز بأعراض مثل المشي أثناء النوم، والمعاناة من اضطراب الشخصية الفصامية وظهور الشخصيات المزدوجة، المعاناة من تشنجات لاإرادية.

كان سيغموند فرويد مؤسس التحليل النفسي، مهتمًا بهستيريا السيدات أيضًا على الرغم من أن وجهات نظره حول أسبابها كانت مستمرة في التغير طوال حياته المهنية، وجادل بأن هستيريا السيدات هي تحويل المشكلات النفسية إلى أعراض جسدية، وغالبًا ما ترتبط بعنصر القمع الجنسي، في البداية اقترح أن أعراض الهستيريا ناجمة عن أحداث مؤلمة، على الرغم من أنه قال لاحقًا إن الصدمة السابقة ليست ضرورية لتطور الهستيريا.

إذا كنت ترغب في تقييم نفسك، يمكنك إجراء اختبار الشخصية الهستيرية من هنا.

ما هو هزاز الهستيريا؟

تناول فيلم rom-com Hysteria في عام 2011 رأي بعض الأطباء القائل بأن الهزازات هي أدوات متخصصة في علاج هستيريا السيدات، كانت هذه القصة متواجدة في كتاب مؤثر بشكل كبير في تاريخ الطب وهو The Technology of Orgasm، بقلم راشيل ماينز، والذي عُرض لأول مرة في عام 1999.

ما الذي تناوله ماينز؟

تناول ماينز في أواخر القرن التاسع عشر حقيقة أنه كان الأطباء غالبًا ما يعالجون أعراض هستيريا النساء عن طريق تحفيز أعضائهن التناسلية يدويًا، وفقًا لهذا الأمر ظهر الهزاز في النهاية كجهاز يوفر على الأطباء بعض الجهد عند علاج مرضاهم، ومع ذلك في الآونة الأخيرة أظهر العلماء أن منظور ماينز كان غير دقيق وأنه لا يوجد دليل يدعم نظريته.

ومع ذلك ظهرت مثل هذه القصص والفرضيات على وجه التحديد لأن الأطروحات الطبية في القرن التاسع عشر أكدت بالفعل على العلاقة بين الجنس وهستيريا النساء، دافع بعض الأطباء في القرن التاسع عشر بشكل كبير على أن مشاكل الأعضاء التناسلية يمكن أن تسبب مشاكل نفسية لدى النساء بما في ذلك هستيريا النساء.

طرق علاج أخرى

اختار ريتشارد موريس باك، وهو طبيب نفسي كندي في أواخر القرن التاسع عشر، إجراء جراحة استئصال الرحم لعلاج الهستيريا حيث يزيل الأطباء الرحم من أجل علاج النساء المصابات بالأمراض العقلية، لذلك ظلت الهستيريا لفترة طويلة مصطلحًا شاملاً يتضمن أعراضًا عديدة ومختلفة على نطاق واسع، مما يعزز الصور النمطية الضارة حول الجنس.

على الرغم من أن هذه الحالة لم تعد معروفة الآن وبدأت في التلاشي بالفعل في القرن العشرين، إلا أنها كانت في الواقع عملية طويلة وغير مستقرة للوصول إلى تلك المرحلة، حيث نُشر أول دليل تشخيصي وإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-I) للجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) في عام 1952 ولم يُدرج الهستيريا ضمن حالات الصحة العقلية، لكنه ظهر في الدليل التشخيصي والإحصائي الثاني للاضطرابات العقلية DSM-II في عام 1968، قبل أن تسقطه مرة أخرى في عام 1980.

يشير علماء التاريخ الطبي مرارًا وتكرارًا إلى أن الهستيريا كانت مجرد وسيلة لوصف كل شيء يجده الرجال غامضًا أو يتعذر إدارته عند النساء، وبالرغم من تطور الممارسات الطبية بشكل لا يقارن بالقرنين الماضيين، لا تزال الأبحاث والدراسات تكشف أن البيانات المتعلقة بهستيريا النساء غالبًا ما تكون شحيحة في الدراسات الطبية.

يحاول المجتمع الحديث التعامل بواقعية مع جميع الأمراض والمشاكل النفسية، لذا قد تغيرت النظرة إلى هستيريا الإناث أو اضطراب الشخصية الهستيرية، يمكنك تأمل نظرة العلماء في القرون السابقة إلى هستيريا السيدات ورحم المرأة ومقارنته بما وصلنا إليه الآن من فهم أعمق، يهدف إلى الحصول على أفضل فرص الرعاية الصحية المناسبة بعد التشخيص السليم.

في حال كنت مهتم بحضور دورة تدريبية متكاملة عن الهستيريا، يمكنك ذلك من هنا.

Exit mobile version