تختلف أسباب القلق وأعراضه من شخص لآخر، لكن أكثر الذين يعانون من القلق يمرون بضيق التنفس، ضيق التنفس عرض شائع للقلق، يمكن أن يكون الأمر مقلقًا لك لكن ضيق التنفس بسبب القلق غير ضار في النهاية، حيث سيختفي عند زوال شعورك بالقلق، أحيانًا يا صديقي الشعور بضيق التنفس يمكن أن يجعلك تشعر بمزيد من القلق.
قد تعتقد أنك تعاني من مشكلة في التنفس أو القلب، بينما في الحقيقة أن هذا الضيق في التنفس من ضمن أعراض القلق، سوف نكتشف في هذا المقال يا عزيزي العلاقة بين القلق وضيق التنفس، كما سنتعرف على الأسباب الأخرى لضيق التنفس.
المحتويات
ما هي العلاقة بين القلق وضيق التنفس؟
عندما يشعر شخص بالتوتر أو القلق، فإنه يشعر ببعض الأعراض مثل ضيق التنفس، وعدم القدرة على التركيز، وسرعة الانفعال، يرتبط القلق في بعض الحالات بأعراض تشبه الذعر، والتي تشمل:
- ضيق في التنفس أو سرعة التنفس.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بالموت الوشيك.
- التعرق.
- ألم صدر.
القلق والذعر يرتبطان بالخوف، لذا يمكن أن تؤدي إلى تغييرات فسيولوجية وسلوكية تدفع الشخص للدفاع عن نفسه ضد أي تهديد، دماغك مصمم للرد على جميع المواقف المخيفة إما بالقتال أو الفرار، حيث يزداد معدل ضربات القلب لضخ الدم إلى الأعضاء بشكل أسرع، مما يجعل العضلات مهيئة للعمل، كما يجعل الفرد يتنفس بسرعة أكبر لتوفير المزيد من الأكسجين للعضلات، يمكن أن تكون النتيجة ضيق التنفس في النهاية.
عندما يعاني شخص من هذه الأعراض ويذهب إلى الطبيب المختص، فإن الطبيب يبدأ باستبعاد الأسباب الجسدية أولًا، مثل مشاكل التنفس أو مشاكل القلب، ومن ثم يحدد ما إذا كان السبب في ضيق التنفس نفسي أو يرتبط بالقلق.
يشعر الجميع بالقلق من وقت لآخر، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص فإن القلق يعوق الحياة اليومية بشكل كبير، يؤثر اضطراب القلق المعمم (GAD) على 3.1٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة وحدها في كل عام، كما أن اضطراب القلق أكثر شيوعًا عند الإناث منه عند الذكور.
قد يصاب الذين يعانون من نوبات هلع متكررة من اضطراب الهلع، وهو أيضًا أكثر شيوعًا بين الإناث، إذا اتضح أن القلق أو الذعر هو السبب في ضيق التنفس، فقد يوصي الطبيب ببعض طرق الاسترخاء أو تقنيات التنفس، في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بدواء أو علاج للمساعدة في إدارة الأعراض.
هل القلق هو السبب؟
عندما يعاني شخص ما من الضيق في التنفس، قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان القلق أو مشكلة صحية أخرى هي المسئولة عن هذا الأمر،يعد ضيق التنفس يا عزيزي أحد الأعراض التي قد يعاني منها الأشخاص المصابون بالقلق، ولكن ليس كل من يعاني من القلق يعاني من صعوبة في التنفس.
يمكن أن يسبب القلق مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، وتشمل الأعراض ما يلي:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- جفاف الفم.
- الدوخة والتعرق.
- قشعريرة وغثيان.
- إسهال وشد عضلي.
- تنفس سريع وألم صدر.
- إحساس بالاختناق.
- الخوف من فقدان السيطرة.
- الشعور بالتوتر أو الإحباط.
- أفكار مخيفة أو صور ذهنية أو ذكريات.
- ضعيف التركيز وضعف الذاكرة.
- صعوبة الكلام.
يُشخص الأطباء باضطراب القلق العام باستخدامهم معايير الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، قد تلاحظ أن الصعوبة في التنفس ليست أحد هذه المعايير، ولكنه يمكن أن يحدث مع اضطراب القلق العام، حيث قد يعاني المصابون باضطراب الهلع أو نوبات الهلع من ضيق التنفس أيضًا، ويعد أحد الأعراض التي يستخدمها الأطباء لتشخيص اضطراب الهلع، تسبب نوبات الهلع أعراض القلق الشديد، مثل الشعور بالضياع أو الخوف من الموت، يمكن أن تشبه الأعراض الأخرى للقلق أعراض النوبة القلبية.
من الأفضل أن يستشير الشخص أخصائي الرعاية الصحية عندما يشتبه في أنه يعاني من اضطراب القلق أو الذعر من أجل التشخيص والعلاج، خاصة إذا كان هناك سبب واضح يمكن أن يسبب القلق أو يزيده سوءًا ويسبب صعوبة في التنفس، يحتاج الأطباء عند تحديد سبب ضيق التنفس إلى استبعاد الأسباب الجسدية، مثل الربو أو مشاكل الرئة أو مشاكل القلب كما ذكرنا أعلاه، حتى يتمكن من تأكيد أن سبب ضيق التنفس هو القلق.
ما هو علاج القلق؟
للتغلب على أعراض القلق المختلفة والتي من ضمنها ضيق التنفس، يمكن للأطباء تقديم عدد من العلاجات المختلفة للقلق، ومنها العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج منها.
العلاج الدوائي
للتخفيف من أعراض القلق، بما في ذلك ضيق التنفس، قد يصف الأطباء عدد من الأدوية، التي تتمكن من تقليل أعراض القلق بسرعة في غضون 30 دقيقة تقريبًا، يمكن أن يؤدي استخدام تلك الأدوية إلى الاعتماد الجسدي عليها، ويمكن أن يكون الانسحاب مهددًا للحياة، يمكن أن يؤدي الجمع بين الأدوية والكحول والمواد الأفيونية والمواد الأخرى إلى الوفاة، فمن الضروري يا عزيزي إتباع تعليمات الطبيب عند استخدام هذه الأدوية، وقد يصف كذلك مضادات الاكتئاب للتغلب على أعراض القلق.
العلاج السلوكي المعرفي
قد يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مفيدًا لكثير من الذين يعانون من القلق، يهدف كذلك إلى مساعدة الناس على تعديل طريقة تفكيرهم وتصرفهم في مواقف معينة، مثل تلك التي تثير القلق، قد يتعلم الشخص الذي يعاني من العلاج السلوكي المعرفي أن قلقه قائم على إنذارات كاذبة، وقد يقوم العلاج بتدريبه على التعامل مع الظروف التي تسبب القلق بدلاً من تجنبها.
العلاج النفسي الديناميكي
يعد العلاج النفسي الديناميكي علاج فعال جدًا للقلق، ويركز على علاقة الصراعات الشخصية بأعراض القلق، يُسخر هذا النوع من العلاج العلاقة بين المريض والمعالج للمساعدة في تشجيع التفكير الشخصي، وقبول المشاعر الصعبة، والانخراط في سلوكيات جديدة.
يمكنك متابعة دورة تدريبية عن كيفية إدارة القلق من هنا.
ما هي طرق الاسترخاء؟
للتخفيف الفوري من الصعوبة في التنفس الناتج عن القلق، قد يحاول الناس التنفس البطني، يوصي بعض الأطباء باستخدام مصدر للمساعدة في تقليل القلق، وأفاد بعض الأشخاص الذين يمارسونه أنه يساعد في توفير التوازن العاطفي، تتضمن تقنية التنفس البطني تقليص الحجاب الحاجز وتوسيع البطن وتعميق الشهيق والزفير.
أظهرت دراسة من عام 2017 أن 20 جلسة من التنفس البطني أدت إلى تحسين القلق وتقليل المشاعر السلبية لدى المشاركين فيها، ومع ذلك لم يتم تشخيص حالة القلق لدى أي منهم، يلعب التنفس الحجابي أيضًا دورًا في التأمل وبعض الأديان وفنون الدفاع عن النفس، وهو عنصر أساسي في اليوجا والتاي تشي.
تتضمن الأساليب الأخرى التي قد تساعد في تخفيف القلق وتيسير التنفس ما يلي:
- صندوق التنفس.
- الصور الإرشادية.
- استرخاء العضلات التدريجي.
يستفيد أي شخص يعاني من القلق أو اضطراب الهلع من مناقشة الأعراض وخيارات العلاج مع الطبيب، إذا كانت الصعوبة في التنفس متكررة أو طويلة الأمد فقد بكون الأمر ناجم عن حالة طبية أخرى.
عندما يعاني الناس من ضيق التنفس بسبب القلق أو الذعر، يمكن أن يجعلهم ذلك يشعرون بمزيد من القلق، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، غالبًا ما يوصي الأطباء بتقنيات الاسترخاء والتنفس البطني للمساعدة في تخفيف أعراض القلق، يستفيد بعض الأشخاص أيضًا من استخدام الأدوية بشكل مؤقت للسيطرة على أعراض القلق، لذا من الأفضل استشارة الطبيب المختص لعلاج مشاكل ضيق التنفس وفهم أسبابه.