أفلام الرعب مثل “CANDYMAN” و “BRAM STOKER’S DRACULA” و “HELLRAISER” و “OPEN WATER” رائعة جدًا إذا كنت تبحث عن التشويق والإثارة، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يصبح الرعب بشعًا جدًا.
يجد ملايين الأشخاص حول العالم متعة كبيرة عند مشاهدة أفلام الرعب، تلك الأفلام المخيفة التي تعرف بمشاهد الدماء وقتل الناس، هذه المشاهد التي تدفع المشاهدين إلى درجة كبيرة من التوتر والرعب، ولا شك أن أفلام الخوف والرعب لها تأثير كبير على صحتك العقلية والنفسية.
إن العناية بصحتنا العقلية أمر مهم، لذلك من المفيد معرفة حدودك وكيفية المشاهدة بطريقة صحية، وفي هذا المقال سنتعرف على تأثير أفلام الرعب على صحتك العقلية وصحة أطفالك.
المحتويات
تأثيرات أفلام الرعب الفسيولوجية
تحتوي أفلام الرعب على حيل نفسية تخلق أوهام التشويق والخطر من خلال التلاعب بالصور والصوت والقصة، وعلى الرغم من أن عقلك يدرك أن التهديدات ليست حقيقية، فإن جسمك يسجلها في نفس الوقت كما لو كانت كذلك، يضخ قلبك ويتدفق الأدرينالين، وينقص انتباهك، حتى وأنت تعرف أنك في المنزل أو في السينما ولا يوجد خطر حقيقي عليك، يعد هذا مشابه جدًا لركوب الألعاب في مدينة الملاهي، حيث يمكنك أن تشعر بالرعب بينما تعلم في نفس الوقت أنك بأمان.
صممت أفلام الرعب لإثارة مشاعر معينة مثل التوتر والخوف والقلق والصدمة، يمكن أن يتسبب هذا في إفراز هرمونات معينة مثل: النوربينفرين، والكورتيزول، والأدرينالين من الجهاز العصبي اللاإرادي، قد تلاحظ استجابة فسيولوجية من هذه الهرمونات عن طريق اتساع حدقة العين وزيادة معدل ضربات القلب وتوتر العضلات كذلك.
أفلام الرعب والصحة النفسية
تؤثر أفلام الخوف على صحة الفرد النفسية بشكل كبير، ومن ضمن التأثيرات النفسية الناتجة عن أفلام الخوف ما يلي:
تأثير أفلام الرعب على النوم
على الرغم من أن الأدرينالين يساهم في تجربة مشاهدة الفيلم الكلية، إلا أن الحالات المرتفعة من إفراز الأدرينالين يمكن أن تجعل النوم أكثر صعوبة، حتى نشوة ما بعد الرعب التي يشعر بها البعض تنشط بشكل كبير، ولا تبعث على الاسترخاء، اعلم أن الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً مهم جدًا للصحة الجسدية والعقلية.
أظهرت الأبحاث أن قلة النوم أو عدم النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على كيفية معالجة الدماغ للعواطف في اليوم التالي، ويمكن أن يزيد من حدة المشاعر السلبية، كما ربط عدم النوم بمشاكل الصحة العقلية.
تشير التقديرات إلى أن 90 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يعانون من سوء نوعية النوم، تشير بعض الأبحاث إلى أن قلة النوم لدى كبار السن تزيد من خطر الموت عن طريق الانتحار.
تشير الأبحاث أيضًا إلى أن عدم النوم لمدة 3 ليالٍ متتالية أو أكثر، يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في الإدراك وأوهام وهلوسة، بالنسبة للأفراد الحساسين، يمكن إعاقة النوم لديهم عن طريق رؤية الصور الموجودة في أفلام الرعب على شكل كوابيس.
يعني هذا أن مشاهدة أفلام الرعب يمكن أن يؤدي إلى رؤية الكوابيس، والتي ثبت أنها تعطل حركة العين السريعة وتسبب نومًا متقطعًا أو سيئًا، إذا كانت أفلام الرعب تبقيك مستيقظًا في الليل، فقد يكون من المفيد إعادة النظر في اختيارك لمشاهدتها.
القلق والخوف
يعد الأشخاص الذين يعانون من القلق أكثر عرضة للتأثر سلبًا بأفلام الرعب، حيث يزيد القلق المزمن من حساسية المنبهات المثيرة للذهول، مما يجعل الأشخاص الذين يعانون بالفعل من التوتر والقلق أكثر عرضة للاستجابة بشكل سلبي.
يعاني معظمهم من حساسية القلق، وهي الخوف من الأحاسيس الجسدية المرتبطة بالقلق وسوء تفسير هذه الأحاسيس على أنها تهديدات حقيقية، أي أنه الخوف من الخوف، والخوف من الاستجابة الجسدية من خلال الأحاسيس والمشاعر.
يعد أولئك الذين يعانون من حساسية القلق هم أكثر عرضة لتجربة التأثير السلبي لمشاهدة أفلام الرعب، قد يؤدي الميل إلى الخوف من الأفكار والصور المتطفلة إلى زيادة مستويات القلق أو الذعر، تؤدي مشاهدة الأفلام المخيفة إلى أفكار ومشاعر غير مرغوب فيها، لذلك عادة ما يكون هناك دافع كبير لدى الذين يعانون من حساسية القلق لتجنب مثل هذه التجارب.
إذا كنت تعاني من القلق الشديد وترغب في إدارة تلك المشكلة، يمكنك ذلك من خلال حضور دورة تدريبية عن إدارة القلق من هنا.
التأثيرات الإيجابية لأفلام الرعب
على الرغم من كونها مليئة بالقتل والدماء، يمكن أن يكون لأفلام الرعب آثار إيجابية على المشاهدين أيضًا، حيث يميل الذين يشاهدون أفلام الرعب إلى الاستمتاع بها لأسباب متنوعة، لذلك يعتبر هذا تأثيرًا إيجابيًا لمعظم المشاهدين.
يمكن أن تكون مشاهدة أفلام الرعب أيضًا فرصة لمواجهة مخاوف المرء، حيث يقاوم المُشاهد الرعب ويستمتع بمكافأة قرار المشاهدة، يمكن أن يكون هذا صحيحًا خاصة للمشاهدين الذين يعانون من اضطرابات نفسية معينة.
في حالة علاج شخص ما من اضطراب القلق أو الوسواس القهري، فيمكن أن توفر أفلام الرعب فرصًا مفيدة لمواجهة مخاوف المرء وتنمية الثقة في أنه يمكنك في الواقع تحمل ضائقة مزعجة، وأنه ليس خطيرًا عليك أبدًا، لكن من المهم التحدث إلى طبيبك المختص أو طبيب نفساني مرخص حول ما إذا كان هذا سيعمل معك بشكل جيد أم لا.
إذا كنت تعاني من الوسواس القهري وترغب في فهمه بشكل أعمق، يمكنك ذلك من خلال حضور دورة تدريبية عن الوسواس القهري من هنا.
نصائح لمشاهدة أفلام الرعب بشكل صحي
يوجد عدة طرق لتقليل تأثير الأفلام المخيفة مع الاستمتاع بالإثارة، وهي:
اكتشف النوع الذي يناسبك
نصيحة مهمة عند مشاهدة أفلام الخوف، هي العثور على المستوى الذي يمكنك التعامل معه والنوع الذي يناسب تفضيلاتك، اعرف ذوقك الخاص، على سبيل المثال، لن يستمتع الجميع بأفلام الدماء أو الأفلام الخيالية، لذا اعرف ما تفضله وتبحث عنه أولًا ثم قم باختياره.
إذا كان من المرجح أن تبقيك الأشباح مستيقظًا في الليل، فحاول اختيار فيلم من أفلام الصحة النفسية مثل: Black swan أو boy next door أو look away.
ضع حدودًا لنفسك
أهم شيء يجب مراعاته عند مشاهدة الأفلام المخيفة هو راحتك، لا ضرر من تجنب أفلام الرعب، سواء كان ذلك ردًا على قيمة أخلاقية معينة أو تتجنب العنف أو رغبة نفسية في تجنب الصور والأحاسيس غير المرغوب فيها، ضع احتياجاتك أولاً.
كن مستعدًا لوضع الحدود والتمسك بها، لا تعرض نفسك للانزعاج لأن الآخرين يريدون مشاهدة شيء قد تجده مزعجًا، من المهم تقييم مشاعرك الحالية وكيف ستتأثر بما يظهر على الشاشة، خاصة إذا كان لديك ميل للخوف أو القلق، وإذا وجدت نفسك سريع الغضب وقلق، امتنع عن مشاهدة أفلام الخوف وشاهد شيئًا يتيح لك الهروب إلى عالم آخر.
تذكر أنه يمكنك دائمًا مغادرة الغرفة والتقاط كتاب مريح بدلاً من ذلك، الأمر يتعلق باختيار ما يناسبك في ذلك الوقت.
احذر من الشراهة
من المهم مراقبة أمر أخر مع ما يظهر على الشاشة وهي الكمية التي تشاهدها من أفلام الرعب، على الرغم من أنه قد يكون من المغري مشاهدة أفلام الرعب العنيفة والجديدة طوال الوقت، إلا أن هذا قد يكون مصحوبًا ببعض المخاطر.
وجدت دراسة أجراها قسم الصحة والترفيه بجامعة توليدو عام 2017 أن مشاهدة التلفاز أو الأفلام بنهم يمكن أن تزيد من أعراض القلق وتعطل النوم، حتى عندما لا تكون أفلام رعب، ووجدت الدراسة أيضًا أن المشاركين الذين شاهدوا التلفاز أكثر من ساعتين كل ليلة أظهروا مستويات أعلى من الاكتئاب مقارنة بمن لديهم أوقات مشاهدة أقصر.
كما تزيد مشاهدة أفلام الرعب بنهم من الأدرينالين في الجسم، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل النوم، تشير الأبحاث أيضًا إلى أن المشاهدة بنهم يمكن أن تكون سلوكًا مهووسًا وتعويضيًا، يمكن أن يشمل ذلك أعراضًا مثل عدم السيطرة، والآثار الصحية والاجتماعية السلبية، والشعور بالذنب، وإهمال المهام.
إذا كنت ترغب في حضور لقاءات تتحدث فيها عن نفسك ومشكلتك وتستمع للآخرين، يمكنك اختيار اللقاء المناسب من هنا.
من الضروري مراقبة عدد الأفلام التي تشاهدها في الأسبوع وملاحظة ما إذا كان يؤثر على سلوكك الطبيعي أم لا، كما هو الحال مع أي فيلم أو برنامج تلفزيوني، فإن الأمر كله يتعلق بالاعتدال.
خذ استراحة
إذا كانت أجزاء من الفيلم تجعلك تشعر بعدم الارتياح، فيمكنك دائمًا إغلاق عينيك أو المغادرة لقضاء فترة راحة سريعة، لا عيب في الابتعاد عن مشهد معين تقشعر له الأبدان بطريقة غير ممتعة.
أترك الأنوار مضاءة
شاهد الأفلام المخيفة مع الأضواء المضاءة أو أثناء النهار، يمكن أن يساعدك هذا بشكل خاص إذا كنت تعاني من رهاب معين أو الخوف الشديد من الظلام.
المشاهدة مع الأصدقاء
نصيحة أخرى هي مشاهدة أفلام الخوف مع الآخرين، حيث يمكن أن يساعدك هذا على الشعور بالارتباط بالواقع، ثم هناك خيار الحضن والتشبث، والذي يمكن أن يساعدك على الشعور بالأمان، تزيد أفلام الرعب من التشبث لإدارة الخوف، كما أن المشاهدة الجماعية تزيد من المتعة لأن الناس يشعرون بأمان أكثر من الخوف.
اعرف ما هو قادم
إذا كنت خائفًا من عدم معرفة النهاية، فيمكنك دائمًا البحث عن المفسدين للأفلام واعرف النهاية واحتفظ بها لنفسك، هذا يمكن أن يساعدك في تخفيف مشاعر التشويق.
كما هو الحال مع جميع أنواع الأفلام والبرامج التلفزيونية، فإن الأمر يتعلق بالتفضيل الفردي والظروف، للمشاهدة بأمان حاول أن تراقب ما الذي تشعر به عند مشاهدة أفلام الرعب؟ لاحظ كيف تشعر في اليوم التالي وما إذا كان نومك قد تأثر، وتذكر أنه يمكنك دائمًا ترك المشاهدة إذا كنت غير مرتاح أو لا تستمتع بالاستجابات الفسيولوجية في جسمك، إن الاستمتاع بأفلام الخوف أمر ممتع، لكن العناية بصحتك العقلية أكثر أهمية بكثير.
تأثيرات لمشاهدة أفلام الرعب على الطفل
سواء كنت قد كنت تختلس النظر من بين أصابعك أو تشاهد بعينين مفتوحتين، يمكن أن يكون لأفلام الرعب تأثير كبير عليك، لكن هل الأفلام المخيفة هي مجرد أعمال خيالية غير ضارة؟ على الرغم من أن ظنك لاحتمالية وجود الوحوش تحت سريرك قد تضاءل مع تقدمك في السن، فإذا كنت أحد الوالدين، فمن المحتمل أن تكون مخاوفك قد تحولت تجاه طفلك.
قد يفاجئك حقيقة أن أفلام الرعب قد تؤثر على طفلك بشكل كبير لاحقًا في الحياة، من الواضح أنه ليس كل من شاهد أفلام مخيفة وهو صغير يعاني من مشاكل في الصحة النفسية، لكن عليك أن تعترف بأنك مررت بلحظة واحدة على الأقل في حياتك حيث تساءلت عما يكمن خلف ستارة الحمام في وقت متأخر من الليل.
يمكنك أن تضحك من هذه المخاوف المؤقتة لأنك تعرف أكثر، لكن قد يجادل البعض بأن الأطفال قد لا يتمكنون من فصل العالم الخيالي عن العالم الحقيقي، لذا هل ستشمل مشاهدة أطفالك للأفلام الرعب أم ستحظر تلك الأفلام؟ هذا الاختيار متروك لك، وللمساعدة في اتخاذ القرار إليك بعض التأثيرات التي تظهر على طفلك لاحقًا في الحياة بسبب أفلام الرعب.
النضال مع الواقع
على الرغم من أن معظم البالغين يمكنهم التمييز بين الحقيقة والخيال، يمكن القول إن الأطفال يواجهون صعوبة أكبر في ذلك، فالأطفال أكثر عرضة لخطر التعرض لآثار الرعب الدائمة، كانت التأثيرات الرئيسية هي الخوف من فقدان السيطرة، والخوف من الموت، ربما يكون الحل الوسط السعيد هو إجراء حديث طويل مع أطفالك حول فهم الاختلافات بين الأفلام والحياة الحقيقية.
يمكن أن تتطور الاضطرابات الحقيقية
يعتقد البعض أن اضطرابات الصحة العقلية تصيب البالغين، لكنها يمكن أن تحدث عند الأطفال أيضًا، إن الأطفال الذين يشاهدون أفلام الرعب قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق واضطرابات النوم والسلوكيات التي تعرضهم للخطر، يجب أن تأخذ احتمالية تطور مشكلة تتعلق بالصحة العقلية لدى طفلك في الاعتبار عند اختيار أفلام الرعب لمشاهدتها.
قد يصبحون عدوانيين
يشتهر الأطفال بتقليد ما يفعله الآخرون، قد تجد أن الطفل الذي يقلد حركات الرقص التي تظهر على التلفزيون مضحكًا، لكن تقليد مشاهد القتال والعنف الموجودة في أفلام الرعب ليست أمرًا مضحكًا حقًا، إن الأطفال الذين يشاهدون أفلامًا مخيفة يمكن أن يظهروا سلوكًا عدوانيًا أو عنيفًا في المدرسة والمنزل بسبب عدم قدرتهم على فهم العواقب المترتبة على ذلك.
على سبيل المثال، يعتقد طفل ما أنه لا يقهر، ولا يفهم سبب عدم قدرته على أداء الأعمال المثيرة التي يقوم بها الأبطال الخارقين في الأفلام، ويحاول تجربتها كثيرًا.
إذا كنت تشك بسلوك طفلك، وترغب في فهم السلوك العدواني الموجود لديه، يمكنك حضور دورة تدريبية عن السلوك العدواني عند الأطفال من هنا.
يمكن أن يحدث التشبث
يبدو أن الأطفال يتأثرون بأفلام الرعب أكثر من البالغين كما ذكرنا سابقًا، على الرغم من أنني أعترف بالاختباء والتشبث خلف أخي عندما يظهر مشهد مخيف، لكن الأطفال يشعرون بالرغبة في التشبث بك بدرجة أكبر بكثير من مجرد الاختباء اللحظي.
ابلغ الكثير من الآباء عن البكاء والغثيان والتشبث لدى الأطفال بعد مشاهدة أفلام الرعب، الآباء يعرفون أطفالهم بشكل أفضل، لذلك إذا كنت تعتقد أن ابنك يحدث له تلك التأثيرات، فربما يجب أن تبقى الأفلام المخيفة بعيدًا عنه.
تعيق مهاراتهم في حل المشكلات
يمكن أن تتأثر مهارات حل المشكلات لدى الطفل من خلال استيعاب المواقف التي يرونها في وسائل الإعلام، إن مشاهدة أفلام الرعب أو الأفلام المخيفة تجعل الأطفال يشعرون بأنهم يستطيعون استخدام العنف لحل أي مشكلة، كم مرة حاولت أفلام الخوف استخدام الفهم والدقة دون أن تضطر الشخصيات إلى استخدام العنف من أجل البقاء؟ يمكنني أن أخبرك أنها نادرة إن لم تكن مستحيلة في أفلام الخوف، لذا فهي تؤثر على كيفية حل طفلك للمشكلات التي يتعرض لها.
يمكن أن تؤثر على تعاطفه
هل يمكن أن تؤدي مشاهدة أفلام الرعب أو الأفلام المخيفة إلى تغيير قدرة الطفل على التعاطف؟ إن مشاهدة أفلام الرعب يمكن أن يؤثر سلبًا على ميل الطفل إلى التعاطف، قد يكون الضحك بدلاً من تقديم المساعدة شيئًا بسيطًا، قد تؤدي مشاهدة أفلام الرعب إلى الخدر العاطفي.
الأطفال عرضة للمطلق
ليس كل شيء في هذا العالم بسيطًا أو أبيض وأسود مثل الأشياء التي تظهر على الشاشة الفضية، لكن الأطفال قد لا يفهمون هذا الأمر، فإذا رأى الطفل أنه الشخص الطيب، فإن أي شخص يختلف معه يجب أن يكون سيئًا، وهو ما يعكس ما يرونه في الأفلام المخيفة حيث تدور معظم الفرضيات حول بطل يهزم وحشًا، علم طفلك كيفية التفريق بين الصواب والخطأ وتحمل ما ينتج عن أفعاله.
إذا لاحظت أن طفلك قد تأثر كثيرًا بمشاهدة أفلام الرعب، حاول عرضه على الطبيب المختص سريعًا، حتى يساعدك على حل تلك المشكلة، اعلم يا عزيزي أن أفلام الرعب لها تأثيرات كبيرة وحاول أن تضعها دائمًا نصب عينيك.
التخلص من آثار أفلام الرعب على طفلك
عندما يجد الباحثون آثارًا سلبية للأفلام المخيفة أو الألعاب العنيفة على الأطفال والمراهقين، عادةً ما تكون التأثيرات صغيرة جدًا، بعبارة أخرى فإن لعب بابجي أو مشاهدة الأفلام المخيفة لن يحول الطفل المهذب والسعيد إلى مختل عقليًا أو شخص مضطرب نفسيًا، يجد الباحثون أحيانًا ضررًا ناتج عن مشاهدة أفلام الرعب أو لعب تلك الألعاب العنيفة لكنها نادرة أيضًا.
يجب أن يتناسب مستوى قلقنا بشأن تأثيرات أفلام الرعب على الأطفال مع احتمال تعرضهم للأذى، نظرًا لأن خطر الضرر صغير جدًا فلا يجب أن نشعر بالذعر الشديد، حيث تتمثل التأثيرات السلبية على الطفل الذي يشاهد أفلام الرعب في بعض المخاوف العابرة مثل الخوف المتزايد من الظلام والغرباء، وصعوبة النوم، وبعض الكوابيس.
لذلك قد يتعرض طفلك لبعض الأذى، ولكن لا تقلق يا عزيزي فمن غير المحتمل أن يتعرض لضرر كبير يصعب حله، يجب أن نتذكر أن الهدف من مشاهدة الأفلام المخيفة ولعب ألعاب الفيديو العنيفة هو الشعور بالخوف، لذا فإن هذا الخوف يتم اختباره كنوع من المتعة، إنه نفس السبب الذي يجعلنا نحب ركوب الأفعوانية أو الذهاب إلى بيت الرعب؛ ألا وهو اندفاع الأدرينالين.
يجب أن نزن المتعة التي يحصل عليها أطفالنا من مشاهدة أفلام الرعب مقابل أي أضرار، من المحتمل أنهم يجربون كليهما، وهذا يعني أنهم قد يستمتعون حقًا بمشاهدة أفلام الرعب ولكن سيظل لديهم بعض الصور المزعجة، التي تومض في رؤوسهم والتي تبقيهم مستيقظين في الليل، وهل استمتاعهم يفوق هذا النوع من الأذى؟
لاحظ كيف يتفاعل طفلك مع أفلام الخوف، لاحظ كذلك ما إذا كانوا يغطون أعينهم كثيرًا أثناء العرض، اسألهم عن مدى رعبهم الذي وجدوه فيه، هل يحتاجون إلى وجود الضوء بغرفة النوم؟ قد يكون لديك إجابتك حول ما إذا كان هذا ما يحدث بالفعل أم لا.
اعلم أن كل طفل مختلف، يصاب بعض الأطفال بالفزع بسهولة شديدة، بينما لا ينزعج طفل آخر في نفس العمر من مشاهدة أفلام الرعب على الإطلاق.
من الجيد أن تدرك أن مشاهدة أفلام الخوف بكثرة في سن صغير ليست جيدة، لكن التأثير الذي تتركه المشاهدة البسيطة والمحدودة للأفلام المخيفة يكون عابرًا، وسينتهي بعد فترة بسيطة.
غالبًا ما يكون كونك أحد الوالدين أمرًا صعبًا، غالبًا ما يرغب أطفالنا في تجاوز الحدود، لكن هذا جزء مما يفترض أن يفعله الأطفال من الناحية التنموية، عندما يتعلق الأمر بتأثيرات أفلام الخوف أو الرعب والألعاب المخيفة على أطفالنا، فإننا نتحدث عن ضرر خفيف وليس ضررًا كبيرًا، لكن الأمر يستدعي القلق إذا زاد الأمر عن الحد الطبيعي، وأصبح طفلك يشاهد أفلام الرعب بشكل متكرر، ثق بتربيتك واجتهد من أجل إنقاذ طفلك وراحته.