ما هو التوازن النفسي؟ كيف يكتسب الفرد التوازن النفسي؟ ما هي أهمية التمتع بالتوازن العاطفي؟
بغض النظر عن مدى محاولتنا لأن نكون إيجابيين، تأخذ الحياة أحيانًا منعطفات غير متوقعة تمامًا، وحين تصبح أمور الحياة صعبة، يمكن أن تجعلنا نشعر بالإرهاق والإعياء الشديد، لحسن الحظ إذا كنت تعاني مؤخرًا من ارتفاع مستويات الحزن أو التوتر أو القلق، يوجد العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها والقادرة على مساعدتك في تعزيز الشعور بمزيد من الثقة بالنفس وكسب التوازن النفسي.
في هذه المقالة سنتعرف على التوازن النفسي بشكل أوسع، مع عرض عدة طرق تعزز من خلالها توازنك النفسي.
المحتويات
ما هي أهمية التوازن النفسي؟
عندما يكون شخص ما غير متوازن نفسيًا، فإنه يتحول إلى شخص شديد الحساسية للظروف الخارجية ويكون لديه ردود أفعال مبالغ فيها، هؤلاء الأشخاص يتمتعون بشخصيات هشة وغير مستقرة تمامًا، من المحتمل أن يشعروا بالعجز تجاه أي شيء سيء قد يحدث لهم، يمكن أن يصابوا بالاكتئاب والقلق بسهولة، في بعض الأحيان يمكن أن ينجم عدم التوازن عن التوازن المبالغ فيه.
يعد التوازن المبالغ فيه شيء سيء للغاية، يمكن أن يفتقر الأشخاص غير المتوازنين إلى المشاعر أو التعاطف ويكونون غير أخلاقيين أو لا يتمتعون بالخجل، لكي تحافظ على توازنك العاطفي الذي تحتاجه، عليك تحليل ردود أفعالك تجاه الظروف الخارجية وتعلم كيفية الحفاظ على دوافعك وغرائزك في وضع حرج.
كل شخص لديه توازنه النفسي الخاص
يمكن أن يكون المرض العقلي في بعض الأحيان علامة على عدم التوازن النفسي، يمكن أن يساعد العلاج المناسب في التعامل معها، ومع ذلك في بعض الأحيان تكون مجرد سمة شخصية وليس هناك حل يمكن القيام به سوى العمل على تحقيق شخصية متوازنة، كل شخص منا مختلف عن الأخر، من غير المحتمل أن يعمل ما يناسبك للوصول إلى التوازن الداخلي مع شخص أخر.
لا يتعلق التوازن النفسي وتنمية الثقة بالنفس بتغيير هويتك أو ما أنت عليه فعليًا، لكن هناك بعض العوامل النفسية التي تحتاجها لكي تعزز توازنك النفسي، وبدون معرفة تلك العوامل من غير المحتمل أن تنجح في اكتساب التوازن العاطفي وتعزيز صورة الذات.
تعرف على نفسك أولًا
بادئ ذي بدء عليك أن تتعرف على نفسك، يمكنك القيام بذلك عن طريق تحليل مهاراتك ونقاط ضعفك، يجب أن تعرف ما أنت قادر حقًا عليه وما هو مستحيل تقريبًا بالنسبة لك، ركز على قيودك الجسدية والفكرية، يمكن أن يساعدك التحليل الاستبطاني في التعرف على نفسك، يتألف هذا التحليل من تقييم نفسك والوصول إلى شخصيتك الفعلية، تحتاج أيضًا إلى إجراء تحليل خارجي، كما تحتاج إلى التركيز على كل ما يمكنك القيام به جسديًا حتى الآن.
يمكن أن يكون كلا التحليلين خادعين، حيث أن الحكم على نفسك قد يجعلك أقل موضوعية، هذا من خلال آليات التبرير الذاتي والدفاع، لذلك اسأل الآخرين عن شخصيتك وقارن تحليلهم بتحليلك الشخصي، بمجرد أن تبدأ في التعرف على نفسك، سيكون من الأسهل عليك تحديد تعزيز التوازن النفسي، وتتمكن من بناء مشروع قابل للتحقيق وتأخذ مهاراتك في عين الاعتبار، بهذه الطريقة يمكنك أن تكون أكثر ثباتًا وثقة بالنفس.
كن عقلانيًا ولا تكون مندفعًا
يمكن أن ينشأ عدم التوازن النفسي من كونك شخص عاطفي للغاية، أنا لا أقول أنك لا تستطيع أن تشغل بالك ولا تفكر في الأمور كثيرًا، فليس عليك أن تكون شخصًا بارد الدم مطلقًا، حاول الموازنة بين ما هو عقلاني وما هو عاطفي، سيساعدك هذا التوازن على مواجهة أي مشاكل أو ظروف بموضوعية، دون أن تكون على مشدودًا.
بالمثل فإن المهارات الاجتماعية لا تقل أهمية، حاول إقامة علاقات اجتماعية أو روابط عائلية أو علاقات عاطفية، وعلاقات صادقة ومتسامحة ومرنة، سيساعدك العمل على الجانب الاجتماعي من حياتك على عدم التركيز على الذات؛ سيعلمك التعاطف والرحمة والثقة بالنفس وتعزيز التوازن النفسي.
العمل مهم أيضًا، حيث أن العمل الجاد أو عدم العمل بشكل كافٍ سيجعلك كائنًا سطحيًا وماديًا، كلاهما يمكن أن يزعج شخصيتك ونفسيتك، على الرغم من أنك قد تكون فقدت شغفك في وقت ما، إلا أنه يمكنك استعادته، للحفاظ على التوازن النفسي الذي تحتاجه لمعرفة نفسك، اختر عمل أو مشروع حياة متماسك ولا تضع حياتك الاجتماعية في مأزق.
بناء الثقة بالنفس والتوازن النفسي
توجد علاقة كبيرة بين الثقة بالنفس والتوازن النفسي بالطبع، حيث أن زيادة ثقتك بنفسك تعزز التوازن النفسي بشكل كبير ومن أهم طرق بناء الثقة في النفس، التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، حيث سواء كنت تقارن نفسك بأصدقائك على Facebook أو تقارن راتبك بدخل صديقك، فإن المقارنات ليست جيدة بالنسبة لزيادة الثقة بالنفس وبالطبع لتعزيز توازنك العاطفي.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين قارنوا أنفسهم بالآخرين شعروا بأنهم حاقدون، وكلما زاد حسدهم وحقدهم يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم وقل توازنهم النفسي بالطبع، فإذا كنت تحسد أو تحقد على حياة شخص ما، ذكر نفسك بنقاط قوتك ونجاحاتك، وضع في اعتبارك الاحتفاظ بدفتر امتنان مستمر لمساعدتك على التركيز في حياتك الخاصة وليس حياة الآخرين، عند ملاحظتك إجراء مقارنات بينك وبين شخص أخر، ذكر نفسك أن القيام بذلك ليس مفيدًا لك وأنه مضر بالثقة بالنفس والتوازن العاطفي، حيث أن الجميع يريدون السعادة والحياة ليست منافسة.
التفاؤل والتوازن النفسي
عادة ما يخلط الناس بين التفاؤل والإيجابية، بالتأكيد يتقاطعان لكنهما ليسا متشابهين، وكلاهما يرتبط بالتوازن النفسي، يدور التفاؤل حول الكشف عن المعنى الإيجابي في الأحداث السلبية، كما أنه شكل من أشكال المرونة، والطريقة للقيام بذلك هي الاعتماد على المشاعر الإيجابية في أوقات التوتر من أجل التعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية وتكون متفائل، لذا فإن التفاؤل يتعلق بإيجاد السلام والتوازن الداخلي لدى المتفائل والمتشائم أو الإيجابي والسلبي.
هل الصمود النفسي هو التوازن العاطفي؟
يرتبط الصمود النفسي بالتوازن النفسي ويتشابهان بشكل كبير، يعتقد البعض أن الصمود النفسي شيء نادر لكنه ليس كذلك ولا هو قوة خارقة، ويمكن لأي شخص اكتسابه وتنميته مثل توازنك العاطفي، كما أنه ليس صفة يتصف بها الإنسان بل هو عملية نضج فردية مستمرة يسعي الفرد من خلالها لمعرفة قدراته ومميزاته وفهم ذاته.
هناك أمرًا أخر مرتبط بالتوازن النفسي وهو الأمن النفسي، ويعني الاستقرار والثبات النفسي، ويعد عاملًا هامًا من عوامل تمتع الفرد بالصحة النفسية، والذي يحول الشخص بعد ذلك إلى شخصية ايجابية وناضجة ومنتجة، ويقيس كذلك مدى التحرر من الخوف مهما كان مصدره والتمتع بالأمن النفسي في النهاية.
يمكنك إجراء اختبار الأمن النفسي من هنا.
كيف يمكنك تعزيز التوازن النفسي؟
تخيل معي أنك متواجد داخل دائرة ممتلئة بالواجبات الحياتية المختلفة، ومطلوب منك الحفاظ على توازنك داخل هذه الدائرة بشكل دائم، ومنع حدوث أي صدمات خارجية،بالطبع هذا الوضع عصيب، حيث يصعب التحكم في سير دائرتك الممتلئة بشكل مستمر لكن مع بعض المحاولة والتركيز والتعلم ستنفذ المهمة بحب وسيصبح التوازن بمثابة أسلوب لحياتك.
يمكنك حضور كورس التوازن النفسي، ستتأكد فيه من قيمة الحياة، وتتعرف على المشاكل التي قد تواجهك، والسيناريوهات التي تساعدك على حل مشاكلك القادمة وعدم الوقوع في نفس مشكلات الماضي مرة أخرى، في حال كنت ترغب في التغير، وتطوير ذاتك، واكتساب الراحة، والتوازن العاطفي، إذًا فكورس التوازن النفسي قد خُصص لك، يمكنك معرفة المزيد عن تلك الدورة التدريبية من هنا.
عندما تواجه أوقات عصيبة، من المهم أن تذكر نفسك بأنها مؤقتة وفي النهاية ستزول، إن الصعود والهبوط والشعور بالخوف أو الحزن أو الوحدة من وقت لآخر هو جزء من التجربة الإنسانية، الاعتراف بمشاعرك هو الخطوة الأولى لإيجاد التوازن العاطفي، بمجرد تحديد المشاعر السلبية يمكنك البدء في اتخاذ خطوات للتعامل معها.
إذا شعرت أن مشاعرك غير مستقرة الآن، نأمل أن تساعدك بعض الأفكار المذكورة أعلاه،وستجد على الأرجح أنك أكثر اتزانًا نفسيًا، وأكثر هدوءًا، حاول أن تعزز التوازن النفسي بالاعتماد على إحدى الطرق التي ذكرناها، حيث أن توازنك النفسي هو أساس حصولك على حياة مستقرة ومريحة بشكل كبير.