أعاني منذ سنوات من الشعور بالوحدة القاتلة، وليس لدي أصدقاء، حتى عندما أحاول كسب صداقات لا أجد اهتمام من الأشخاص الذين أحاول التقرب منهم، كان لي صديق من قبل لكنني اكتشفت أنه تقرب مني لسد الفراغ الذي كان يشعر به في تلك الفترة، والآن أنا وحدي وأفكر كثيرًا في الانتحار ولا أجد أي شخص معي.
الوحدة عاطفة إنسانية معقدة وفريدة في شكلها من شخص لأخر، نظرًا لعدم وجود سبب واحد لحدوثها، ولكن لا تقلق يا عزيزي فعلى الرغم من اختلاف طرق منع وعلاج هذه الحالة التي قد تكون ضارة بشكل كبير، لكن طرق العلاج متواجدة بالفعل.
على سبيل المثال، الطفل الوحيد الذي يكافح من أجل تكوين صداقات في المدرسة له احتياجات مختلفة عن احتياجات الشخص البالغ الأكبر سنًا الذي توفت زوجته مؤخرًا، لفهم الشعور بالوحدة، من المهم إلقاء نظرة فاحصة على ما نعنيه بالضبط بمصطلح الوحدة، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي تصاحب الوحدة.
لذا سنسهل عليك في هذا المقال فهم كل ما يخص الشعور بالوحدة والاضطرابات النفسية.
المحتويات
تعريف الشعور بالوحدة
على الرغم من أن التعريفات الشائعة للوحدة تصفها بأنها حالة من العزلة، فإن الشعور بالوحدة هو في الواقع حالة ذهنية، الوحدة تجعل الناس يشعرون بالفراغ والعزلة غير المرغوب فيها، غالبًا ما يتوق الأشخاص الذين يعانون من الوحدة إلى الاتصال مع الآخرين، لكن حالتهم الذهنية تجعل من الصعب تكوين روابط مع أشخاص آخرين.
يقترح الباحثون أن الشعور بالوحدة يرتبط بالعزلة الاجتماعية وضعف المهارات الاجتماعية والانطوائية والاكتئاب، الشعور بالوحدة وفقًا للعديد من الخبراء، لا يعني بالضرورة أن تكون منعزلًا بشكل حرفي، لكنه يعني الشعور بالوحدة والعزلة حتى إذا كنت محاط بعدد كبير من الأشخاص، على سبيل المثال، قد يعاني الطالب الجديد بالجامعة من الشعور بالعزلة على الرغم من كونه محاطًا بزملائه في السكن وأقرانه الآخرين، أو قد يعاني الجندي الذي يبدأ التدريب العسكري من الشعور بالوحدة، على الرغم من كونه محاطًا باستمرار بالجنود الآخرين.
يتطلب البشر بيئة اجتماعية آمنة للبقاء على قيد الحياة، وكسب العلاقات الاجتماعية أمر ضروري للتمتع بالصحة العقلية والجسدية، يمكن أن تؤدي العلاقات الاجتماعية الضعيفة إلى الشعور بالعزلة، منذ بدء الخليفة ويُنظر إلى الوحدة على أنها ظاهرة إنسانية كبيرة، يمكن أن يؤدي الشعور بالوحدة إلى اضطرابات نفسية مختلفة مثل:
- الاكتئاب.
- تعاطي الكحول.
- إساءة معاملة الأطفال.
- مشاكل النوم.
- اضطرابات الشخصية.
- مرض الزهايمر.
كما يؤدي الشعور بالوحدة إلى اضطرابات جسدية مختلفة مثل:
- مرض السكري.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- أمراض القلب.
- الأوعية الدموية.
إذا تُرك الشعور بالوحدة دون رعاية، فقد يكون لها عواقب وخيمة على الصحة العقلية والجسدية للفرد، لذلك من المهم التدخل في الوقت المناسب لمنع الشعور بالوحدة، للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية للمريض.
إذا كنت ترغب في تعزيز التوازن النفسي، يمكنك ذلك من خلال حضور دورة تدريبية متخصصة من هنا.
لماذا يحدث شعور الوحدة؟
يعد شعور الوحدة ظاهرة شائعة ومؤلمة لها أساس تطوري، تذكرنا الوحدة بالألم وتحذرنا من خطر أن نصبح معزولين، يعني الشعور بالوحدة غياب العلاقات الاجتماعية الحتمية ونقص المودة في العلاقات الاجتماعية الحالية.
لا يحدث الشعور بالوحدة للأشخاص نتيجة لوحدتهم، ولكن يمكن أن يحدث بسبب عدم وجود علاقة محددة أو مجموعة من العلاقات الوثيقة، ازدادت الأبحاث التي تتناول الشعور بالعزلة بشكل كبير خلال العقدين الماضيين؛ وعلى الرغم من مخاطر الصحة العقلية المرتبطة بالوحدة، فإن العلاقة بين الوحدة والاضطرابات النفسية لم يتم استكشافها بشكل كافٍ.
يعد الشعور بالوحدة تجربة شائعة مع 80٪ من السكان دون 18 عام و 40٪ من السكان فوق 65 عام، حيث أفادوا بالمعاناة من الوحدة لمرة واحدة على الأقل في حياتهم، بشكل عام يبلغ عن الشعور بالوحدة بشكل أكبر بين المراهقين والأطفال الأصغر سننًا، على عكس كا يقال حول أنه يحدث بشكل أكبر عند كبار السن.
يعد السبب فيذلك أن لديهم مهارات محددة ويمكنهم التكيف مع العزلة وفقًا لذلك، في حين أن المراهقين يفتقرون إلى تلك المهارات وبالنسبة إليهم فإن فترة المراهقة هي وقت الانتعاش والحياة وخاصة عندما يتم قبولهم وحبهم، فهي ذات أهمية كبيرة لتشكيل هوية الفرد، لكن كبار السن الذين يعانون من مرض جسدي وإعاقة أفادوا بارتفاع معدل الشعور بالوحدة، مقارنة بكبار السن الذين لا يعانون من مرض جسدي أو إعاقة.
لذلك فإن التدخل في الوقت المناسب للوقاية من الاضطرابات النفسية والمشاكل الجسدية الناشئة عن تأثيرات الشعور بالوحدة لدى كبار السن أمر هام جدًا،يتضاءل الشعور بالوحدة تدريجيًا خلال سنوات البلوغ المتوسطة، ثم يزداد مرة أخرى مع التقدم في العمر.
ما هي عوامل خطر الشعور بالوحدة؟
تشمل عوامل الخطر المرتبطة بالوحدة ما يلي:
- أن تكون أنثى.
- أن تكون أرامل.
- أن تعيش بمفردك.
- أن تكون مسنًا.
- العوامل الصحية.
- قلة الدخل المادي.
- عدد محدود من العلاقات الاجتماعية.
ما هي أنواع الشعور بالوحدة؟
يوجد ثلاثة أنواع من الشعور بالوحدة، وهم كما يلي:
الوحدة الظرفية
ترتبط العوامل المختلفة بهذا النوع بالعوامل البيئية مثل: التجارب غير السارة، التناقض بين مستويات احتياجاته، هجرة المقربين منه أو هجرته، النزاعات الشخصية، الحوادث والكوارث، وما شابه ذلك.
الوحدة التنموية
العوامل المختلفة المرتبطة بالوحدة التنموية هي أوجه القصور الشخصية، والعجز النمائي، والانفصال الشديد، والفقر، وترتيبات المعيشة، والاضطرابات الجسدية والنفسية.
الوحدة الداخلية
العوامل المختلفة المرتبطة بالوحدة الداخلية هي عوامل الشخصية، وموقع السيطرة، والضيق العقلي، وتدني احترام الذات، والشعور بالذنب، وضعف استراتيجيات التأقلم.
أبلغ كذلك آخرون عن نوعين من الشعور بالوحدة، وهم:
الوحدة العاطفية: التي تعرف بغياب القدرة على التعلق.
العزلة الاجتماعية: تتميز بغياب الشبكة الاجتماعية.
كيف تؤثر الوحدة على صحتنا العقلية؟
يشعر الكثير منا بالوحدة من وقت لآخر ويجب ألا تضر هذه المشاعر قصيرة المدى بصحتنا العقلية، ومع ذلك فكلما طال الشعور بالوحدة، كلما أصبحت هذه المشاعر طويلة المدى.
ترتبط الوحدة طويلة الأمد بزيادة خطر الإصابة ببعض مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وزيادة التوتر، قد يكون من الصعب للغاية إدارة تأثير الشعور بالوحدة على الصحة العقلية على المدى الطويل
الاضطرابات النفسية والشعور بالوحدة
يمكن أن يعاني الشخص الذي يشعر بالوحدة من عدة اضطرابات نفسية منها:
الاكتئاب
يعاني الأشخاص الوحيدين من أعراض اكتئاب أكثر من الآخرين، حيث أبلغ عن أنهم أقل سعادة وأقل رضا وأكثر تشاؤمًا، يشترك الشعور بالوحدة والاكتئاب في أعراض شائعة مثل العجز والألم.
يوجد الكثير من التشابه بين الشعور بالوحدة والاكتئاب لدرجة أن العديد من المتخصصين يعتبرونه مجموعة فرعية من الاكتئاب،ترتبط الوحدة بشكل كبير مع المشاعر السلبية والحكم السلبي على سمات الشخصية وترتبط سلبًا بها، وقد لوحظ أن هناك ارتباطًا بين أنماط التعلق غير الآمن والاكتئاب.
تشير العديد من الدراسات كذلك إلى أن أنماط التعلق غير الآمن تزيد من التعرض للاكتئاب، يمكن أن يكون التعرض للاكتئاب بسبب حقيقة أن التعلق غير الآمن يميل إلى تطوير تقليل احترام الذات، أو عدم القدرة على بناء العلاقات مع الآخرين، وضعف مهارات حل المشكلات، وعدم استقرار مفهوم الذات.
أثبتت دراسة أجراها أن زيادة مستوى الاكتئاب يرتفع مع زيادة مستوى الشعور بالوحدة، ولم يتم العثور على اختلاف بين الجنسين في كبار السن من الذكور والإناث بين الشعور بالوحدة والاكتئاب.
يتعارض غياب الاختلاف الكبير بين الجنسين مع الاعتقاد بأن الإناث الأكبر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، قد يكون السبب في ذلك أن جميع المسنات لم يكن يعملن قبل سن الستين، شمل التحول في نمط حياتهم في سن الشيخوخة قطع العلاقات مع زملائهم وأصدقائهم وفقدان المكانة.
كان التحول في نمط حياتهم بطيئًا كذلك، مما كان يمكن أن يمنع أي تغيير في الحالة المزاجية،أكدت دراسة أخرى أن متوسط درجات الشعور بالوحدة أعلى لدى النساء المسنات، مقارنة بالرجال المسنين، وخلص كذلك إلى أن كبار السن الذين كانوا يعيشون بمفردهم، يعانون من وحدة زائدة، مقارنة بمن كانوا يعيشون مع أزواجهم أو أسرهم.
إذا كنت ترغب في فهم الاكتئاب بشكل أوسع، يمكنك ذلك من خلال حضور دورة تدريبية متخصصة من هنا.
مرض الزهايمر
يرتبط الشعور بالعزلة بخطر الإصابة بالخرف أو الزهايمر، حيث ترتبط الوحدة بفقدان الإدراك في الشيخوخة، في الواقع يشير بعض المتخصصين على أن الشعور بالوحدة مرحلة أولية من الخرف، وهناك انخفاض كبير في الإدراك، والذاكرة الدلالية، والسرعة الإدراكية، والقدرة البصرية المكانية.
يمكن أن نرجع أساس ارتباط الوحدة بمرض الزهايمر إلى احتمالين، وهم:
الاحتمال الأول: هو أن الوحدة هي نتيجة للخرف، ربما يكون كرد فعل سلوكي لتقلص الإدراك أو كنتيجة مباشرة للأمراض التي تساهم في الزهايمر.
الاحتمال الثاني: هو أن الشعور بالوحدة قد يضر بطريقة ما بالنظم العصبية الكامنة وراء الإدراك والذاكرة، مما يجعل الأفراد المنعزلين أكثر عرضة للآثار الضارة لأمراض المشاكل العصبية المرتبطة بالعمر.
إدمان الكحوليات
يُعترف بالوحدة كعامل مساهم في تطوير تعاطي الكحول، علاوة على ذلك يتم التعرف عليه كعامل خطر أساسي في جميع مراحل إدمان الكحول، أظهرت دراسات مختلفة أن الأشخاص الوحيدين الذين يشربون الخمر بكثرة هم أكثر عرضة للمشاكل المتعلقة بالكحول، تعود الأسباب المنسوبة إلى نقص الدعم الاجتماعي والتصورات المتميزة للضغط المجتمعي.
إذا كنت ترغب في فهم الاضطرابات الإدمانية، يمكنك ذلك من خلال حضور دورة تدريبية من هنا.
إساءة معاملة الأطفال
ينتشر الشعور بالوحدة بين من يسيئون إلى الأطفال والذين يتجاهلونهم أكثر من أولئك الذين يعتنون بأطفالهم بشكل جيد، لوحظ أن النساء اللواتي تعرضن للإيذاء في الماضي كن أكثر وحدة ولديهن توجه شبكي أكثر سلبية، مقارنة بالنساء اللائي لم يتعرضن للإيذاء.
وجد كذلك أن ثلثي الأطفال أبلغوا عن مستوى أعلى من الوحدة وأن ثلث الأطفال أبلغوا عن مستوى أقل من الوحدة، كما ارتبط تدني احترام الذات لدى المراهقين بالوحدة، فالمراهقون الذين يعانون من تدني احترام الذات يصابون بالوحدة، لأنهم يشعرون بالرفض، كما أنهم يفتقرون إلى الثقة والمهارات المتعلقة ببدء العلاقات والحفاظ عليها.
يمكن للتدخل النفسي وتعلم مهارات التحدث مع الأصدقاء، والحفاظ على العلاقات أن يفيد المراهقين في التعامل مع التأثيرات النفسية للوحدة، كما يساعدك حضور لقاء للتحدث عن مشكلتك ومشاركة نفس المشكلة مع الآخرين، يمكنك اختيار اللقاء المناسب من هنا.
الصدمة أو الفجيعة
عندما يحزن الناس على فقدان شخص كانوا مرتبطين به ارتباطًا وثيقًا يعانون من الشعور بالوحدة، تعبر الأرامل عن الشعور بالوحدة عادة مع غياب الزوج أو الدعم الاجتماعي، تشير دراسات مختلفة إلى أن 86٪ من الأرامل يعانين من الشعور بالوحدة، ولكن النسبة تتناقص مع زيادة عدد الأطفال ومع وجود نظام الدعم، وزيادة الشعور بالوحدة في الفجيعة في حد ذاته يعد عامل خطر للإصابة بالاكتئاب.
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، يمكنك إجراء اختبار متخصص من هنا.
الانتحار
كشفت الأبحاث حول الانتحار أن هناك علاقة قوية بين الأفكار الانتحارية وشعور بالعزلة والوحدة، كما أن انتشار الأفكار الانتحارية يرتفع مع درجة الشعور بالوحدة، علاوة على ذلك تم الإبلاغ عن أن موسم الذروة لشعور الوحدة هو الشتاء والربيع، وهو نفس الوقت الذي يبلغ فيه عن كثرة حالات الانتحار.
إذا كنت تعاني من الأفكار الانتحارية، يمكنك حضور لقاء للتحدث عن مشكلتك والاستماع إلى مشاكل الآخرين من هنا.
اضطرابات الشخصية
تشمل اضطرابات الشخصية المختلفة المرتبطة بالوحدة اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية الفصامية، يعتبر عدم تحمل العزلة سمة أساسية لاضطراب الشخصية الحدية (BPD)، تزيد الوحدة أيضًا من الأعراض الأخرى المرتبطة باضطراب الشخصية الحدية.
وضح العديد من الأطباء النفسيين أن الحرمان العاطفي يلعب دورًا مهمًا في تطور اضطراب الشخصية الفصامية، نتيجة للحرمان العاطفي وعدم القدرة على اكتساب الأمن، لوحظ نقص الرضا في العلاقات الشخصية كمكونات لتشويه التعلق، تشترك عدم القدرة على التكيف والسلوك المعرفي المرتبط بالحرمان العاطفي في المساهمة بتطور اضطراب الشخصية الفصامية.
اضطرابات النوم
ارتبطت الوحدة بنوعية النوم السيئة مع خلل وظيفي كبير أثناء النهار مثل: انخفاض الطاقة، والإرهاق، لكن لا علاقة للأمر بمدة النوم، نظرًا لأن الاختلال الوظيفي أثناء النهار هو العلامة الأساسية على ضعف جودة النوم، قد وُجد أن الوحدة مرتبطة بهذا الخلل الوظيفي، أظهرت العديد من الدراسات وجود اختلال وظيفي أثناء النهار مصحوبًا بمزيد من الاستيقاظ ليلًا مع الشعور بالوحدة، مما يدل على ارتباط الوحدة مع نوعية النوم السيئة.
الشعور بالوحدة أثناء الإصابة بفيروس كورونا
واحدة من المشاعر التي شعر بها الملايين منا خلال جائحة فيروس كورونا هي الشعور بالوحدة، في إطار جهودنا الكبيرة للبقاء في آمان وإنقاذ أرواحنا من العدوى، أوقفنا طرقنا المعتادة في رؤية العائلة أو مقابلة الأصدقاء أو مجرد الوجوه المألوفة.
ماذا تفعل إذا كنت تشعر بالوحدة؟
حاول الاتصال بصديق أو أحد أفراد الأسرة أو أخصائي الصحة أو المستشار للتحدث عن مشاعرك، إذا كنت تعاني من فيروس كورونا وتشعر بالوحدة نتيجة لخضوعك إلى العزل، يمكنك التحدث إلى شخص يفهم مشاعرك وما تمر به.
يمكنك الانضمام إلى مجموعة عبر الإنترنت أو دورات تدريبية تركز على شيء تستمتع به، يمكن أن يكون أي شيء مثل دورات تدريبية عن علم النفس عبر الإنترنت أو تعلم الكتاب أو لغة مختلفة، وما إلى ذلك.
ضع في اعتبارك الذهاب في نزهات قصيرة في الأماكن العامة مع الحفاظ على مسافة مترين بينك وبين المحيطين بك.
يعد هذا الوقت صعب وأحيانًا يكون مريب، لكنه سيمضي في النهاية، كما يحدث كل فترة أثناء الوصول إلى ذروة الفيروس، سيكون هناك الكثير من اللقاءات فيما بعد وتناول الطعام معًا وحضور الحفلات في المستقبل القريب،لكن في الوقت الحالي دعونا نكون لطفاء قدر الإمكان مع أنفسنا والآخرين.
مساعدة الآخرين الذين قد يعانون من الوحدة
تتمثل إحدى الأفكار في مساعدة شخص يعيش بمفرده، أو قد لا يكون لديه العديد من الأقارب أو الصلات الوثيقة للاطمئنان عليه أثناء ذروة فيروس كورونا، في أنه يمكن أن تتحدث معه عبر الرسائل أو عبر إجراء مكالمة هاتفية، وهذا سوف يمثل فرقًا كبيرًا لشخص لم يتحدث مع أي شخص منذ فترة.
إذا كان خذا الشخص أحد جيرانك، فيمكنك مشاركة طعام قد أعدته معه مع الحفاظ على مسافة آمنة، إذا كنت تعرف شخصًا يعاني من الشعور بالوحدة بشدة، فقد يكون الوقت مناسبًا الآن للتحدث معه من خلال إعداد موعد على تطبيق مثل Skype أو Zoom في المنزل، يمكن أن هذا سوف يحدث فرقًا كبيرًا في تفاعلاتهم الاجتماعية في المستقبل.
يمكنك تقديم نصيحة لهذا الشخص بقراءة كتب عبر الإنترنت، إذا كان مهتم بقراءة كتب عن علم النفس، يمكنه ذلك من هنا.
ماذا يمكننا أن نفعل لمنع الشعور بالوحدة؟
تطبق كل فترة مجموعة من القيود في جميع الدول بسبب الوصول إلى ذروة فيروس كورونا في تلك الفترة، هذا يعني أننا بحاجة إلى تكييف طريقة تواصلنا مع الناس وإيجاد طرق جديدة للبقاء على تواصل مع الآخرين، خلال هذا الوقت وأكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لمواكبة واستعمال تلك الشبكات الاجتماعية القوية التي تعمل كحاجز ضد الشعور بالعزلة ومشاكل الصحة العقلية.
لقد اضطررنا إلى الاعتماد على التكنولوجيا كثيرًا للتواصل طوال عام 2020 والآن في عام 2021، وعلى الرغم من أنها كانت أداة قيمة، فقد يشعر الكثيرون بالإرهاق بسبب إجراء الاختبارات عبر الإنترنت أو تجربة حضور المحاضرات على Zoom، ومع ذلك فإن البقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلة أمر هام لحماية صحتنا العقلية.
إذا كنت تشعر بالإرهاق من الطرق التي تتواصل بها مع الآخرين، فجرب بعض الطرق الجديدة في عام 2021، على سبيل المثال، قد تكون العودة إلى المكالمات الصوتية جذابة أو استخدام مكالمات الفيديو للتحدث عن العمل والتحدث مع شخص تحبه، يمكنك إرسال رسالة نصية أو حتى ملاحظة صوتية إلى شخص ما إذا كانت المكالمة تبدو صعبة جدًا، مما يحافظ على الاتصال ويسمح للأشخاص بمعرفة أنك تفكر فيهم ويمنعك من الوقوع في شبح العزلة.
إذا كنت تفتقد ممارسة الهوايات أو المقابلات الاجتماعية، فإن الانضمام إلى دراسة أمر جذاب عبر الإنترنت أو تبادل اللغة عبر الإنترنت يعد طريقة رائعة للتواصل ومنع الشعور بالوحدة، حتى أن بعض المذيعين الرياضيين يسمحون للجماهير باختيار المباريات لمشاهدتها في مكالمة فيديو عبر الإنترنت مع الآخرين، مع القليل من البحث قد تجد الشيء الذي يناسبك.
إذا لم تكن خبيرًا في التكنولوجيا، فإن المكالمات الهاتفية العادية أو الرسائل أو حتى كتابة الرسائل هي طرق رائعة لإظهار شخص ما أنك تفكر فيه، لقد كتبنا دليلاً لتنمية العلاقات أثناء فيروس كورونا مع الكثير من الأفكار المختلفة للبقاء على اتصال.
تذكر أنت لست وحدك، لا أحد مستثنى من الشعور بالوحدة في بعض الأحيان، سوف نشعر جميعًا، في مرحلة أو أخرى سواء كنت في جائحة كورونا أم لا، تعلم كيفية الوصول إلى التكنولوجيا أكثر والتحدث مع الآخرين أو إجراء المزيد من الاتصالات الاجتماعية.
الوحدة هي أحد المؤشرات الرئيسية للرفاهية الاجتماعية، يمكن أن يؤدي الشعور بالوحدة إلى اضطرابات نفسية مختلفة وكذلك اضطرابات جسدية كثيرة.
إذا تُركت الوحدة دون رعاية، فقد يكون لها عواقب وخيمة على الصحة العقلية والجسدية، لذلك من المهم التدخل في الوقت المناسب لمنع الشعور بالوحدة، والحفاظ على الصحة العقلية والجسدية للمريض، يمكنك كذلك الانضمام إلى نادي رياضي قريب منك، وممارسة رياضتك المفضلة التي تجد أن نفسك تميل إليها؛ فهذا يقدم لك فرصةً للتخلص من الطاقة السلبية من ناحية، ويوفر لك فرصة أخرى للتعرُّف على أصدقاء والتغلب على وحدتك.