الشخصية التجنبية| هل تقضي على حياة الفرد الاجتماعية؟
اضطراب الشخصية التجنبية يعرف أيضا باسم إضطراب ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ الاجتنابي avoidant personality disorder وهو اضطراب يقع في المجموعة الثالثة من اضطرابات الشخصية ويظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية ﺍﻟﺘﺠﻨﺒﻴﺔ أنماط كبيرة من القلق الاجتماعي والشعور بالعجز والكبح الاجتماعي وتجنب التفاعل الاجتماعي مع الأخرين وكذلك الحساسية الكبيرة تجاه أي تقييم سلبي أو نقد، والأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يصفون أنفسهم بأنهم قلقون ولا يشعرون بالراحة ووحيدون ويشعرون بأنهم غير مرحب بهم في أي مكان أو غير مرحب بهم كذلك من قبل الأخرين و ينعزلون عنهم، ويشعر بأنه غير جذاب تماماً ﺃﻭ أنهم منبوذين ومكروهين ممن حولهم وفي الأغلب ما يتم ملاحظة ظهور أعراض اضطراب اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ التجنبية في بداية مرحلة البلوغ.
المحتويات
سمات مصاب اضطراب الشخصية التجنبية
اضطراب الشخصية التجنُّبية هو عبارة عن حالة نفسية تعرف بنمط معين ثابت طوال الحياة ويرتبط بنوع محدد من التثبيط الاجتماعي الكبير، وكذلك الحساسية الشديدة تجاه الرفض وشعوره بعدم الكفاءة وأحيإن يتجنب الأشخاص المصابون الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية الذهاب إلى العمل وهذا بسبب المخاوف الموجودة لدي المصابون من الاحباط أو النقد الذي يمكن أن يوجه لهم من قِبل الأخرين، إن الشخص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية يعاني من قله الثقة بالنفس، وانشغاله الكبير بالبحث عن أوجه القصور في شخصيته وحياته، لا يحاول إقامه علاقات مع الأخرين إلا إذا أعتقد إن هؤلاء الأشخاص لن يرفضوه.
إن ما قد يؤلم المصابين باضطراب الشخصية التجنبية حقاً هما الخساره أو الرفض لدرجة تصل بهم أن يفضلون اختيار الوحدة بدلاً من القيام بالمخاطرة بتواصلهم مع الأخرين وإن نسبة المصابين باضطراب الشخصية التجنبية تُقدر بحوالى 2 في المائة من جميع السكان مقسمة بين الرجال والنساء بشكل متساوي.
هناك جدل كبير يدور حول هل إن اضطراب الشخصية التجنبية هو اضطراب مختلف عن اضطراب الرهاب الاجتماعي أم لا؟، البعض ممن قالوا بأن هناك مفهومان مختلفان لنفس الاضطراب بمعنى أن اضطراب الشخصية التجنبية هو نفسه اضطراب الرهاب الاجتماعي ولكن اضطراب الشخصية التجنبية أحيإن ما يمثل اضطراب شديد جداً في الشخصية وهذا الأمر قد آثار جدل كبير لأن اضطراب الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي المعمم لهم نفس المعايير في التشخيص تقريباً ومتشابهان في الأسباب والسلوكيات، طرق المعالجة، والتجربة الذاتية وكذلك يتطابقان في سمات الشخصية مثل الخجل والخوف وغيرهم.
أسباب اضطراب الشخصية التجنبية
حتى الآن لم يتم بشكل واضح تحديد ما هي أسباب اضطراب الشخصية التجنبية؟ ولكن هذا الاضطراب قد يكون حدوثه متعلق بعوامل وراثية أو نفسية أو اجتماعية فقد يكون اضطراب الشخصية التجنبية له علاقة بالعوامل الوراثية المتعلقة بالمزاج فمثلاً اضطرابات القلق ارتبطت أيضاً بالمزاج وخاصة في مرحلة الطفولة أو مراهقة وهذا المزاج الذي يوصف بالتثبيط السلوكي، وكذلك اتصاف الشخص بالخوف أو الخجل أو الإنسحاب من اي وضع جديد وهذه الصفات الوراثية قد توفر استعداد كبير وراثي عند الشخص للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية ويرتبط تجاهل مشاعر الطفل ورفض أو تنمر الآقران لهذا الطفل بزيادة خطورة تكوين تكوين اضطراب الشخصية التجنبية.
أعراض اضطراب الشخصية التجنبية
الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبيى وينشغلون كثيراً بعيوبهم ولا يحاولون تكوين علاقات مع أحد الا في حالة واحدة إذا كانوا يعتقدون أن هؤلاء الأخرين لن يقومون بنبذهم فبالنسبة له النبذ وكذلك الخسارة أيضاً مؤلمان جداً لأنهم كما ذكرنا يقومون باختيار أن يكونوا في وحده بدلاً من محاولة المخاطرة بتواصلهم مع الأخرين وبالنسبة لهم قد يرتبط هذا المرض بهم مع بداية تجاهل مشاعرهم وهم أطفال وخاصةً إذا كان هذا الشخص الذي قام بتجاهلهم هو أحد الوالدين أو الاثنين فهذا يزيد من خطر إصابتهم باضطراب الشخصية التجنبية وعلامات أو أعراض الإصابة بهذا الاضطراب تتمثل في:
- الرغبة بشكل كبير في العزلة الاجتماعية و فرضها على نفسه.
- الحساسية الكبيرة تجاه النقد أو النبذ.
- القلق الشديد أو الخجل في المواقف الاجتماعية بالرغم من رغبته في القيام بتكوين علاقات قوية ووثيقة مع الأخرين
- الشعور بالعجز
- تجنب أي تواصل جسدي لأن هذا يكون قد ارتبط عنده بمحفزات مؤلمة وغير سارة.
- رفص الذات
- الشك الدائم في الأخرين
- الانخفاض الشديد في تقدير الذات
- البعد العاطفى عن العلاقات الحميمية
- النقد اللاذع للذات بسبب أي مشاكل مع الأخرين.
- مشاكل في أدائه للعمل أو الأداء المهني
- الشعور بأنه أقل من الأخرين شأن
- الوعي بالذات
- تصور الذات بالوحدة رغم أن الأخرين يظنون أن العلاقة معهم لها معنى كبير
- نقد الذات بسبب حدوث مشاكل مع من حولهم
- رهاب الأماكن العامة وهذا يوجد عند بعض الحالات
- يعتمدون على الخيال بشكل كبير للهروب من الواقع وكذلك للبعد عن أفكارهم المؤلمة
تصنيف منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية قامت بتسجيل تصنيف لاضطرابات الشخصية التجنبية و يجب أن يتصف هذا الاضطراب بـ ٤ على الأقل مما يلي:
- وجود مشاعر سائدة ومتواصله بالتوجس أو التوتر
- انشغال بال الشخص المصاب بانتقاده أو نبذه في أي موقف اجتماعي
- اعتقاده بإنه شخص غير كفء اجتماعيا وأنه غير جذاب وكذلك أنه أقل شأن من الأخرين
- عمل قيود معينة في حياتهم لحاجتهم إلى الاحساس الدائم الأمان.
- عدم قدرة المصابين على الاندماج مع الأشخاص الأخرين الا بعض الذين قد يستلطفوهم.
- الابتعاد عن الأنشطة المهنية أو الاجتماعية التي ترتبط بالتواصل بين الأشخاص بسبب الخوف من الرفض أو النبذ أو الإنتقاد
بداية ظهور اضطراب الشخصية التجنبية
إن اضطراب الشخصية التجنبي يبدأ في الظهور في مرحلة الطفوله مع حدوث العزلة أو الخجل أو تجنب الأماكن الجديدة وكذلك تجنب الغرباء ومعظم الأشخاص الذين يشعرون بالهزل في السنوات الأولى يرغبون في تخلصهم من هذا السلوك، ولكن الأشخاص الذي يتطور لديه هذا السلوك ويتحول إلى اضطراب الشخصية التجنبية يتحولون إلى أشخاص أكثر خجلا عند دخولهم مرحلة المراهقة أو البلوغ.
التشخيص التفريقي
إن الأبحاث قد أشارت أن الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي فهم يقومون بمراقبة رد فعلهم بحذر قوي أو شديد عند انخراطهم في تفاعل اجتماعي ولكن الذين لديهم الرهاب الاجتماعي يراقبون بحذر شديد أيضاً رد فعل الأشخاص الذين يقومون بالتعامل معهم، وما قد يفسر قلة كلام الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبية هو توترهم الشديد نتيجة لهذه المراقبة، ولذلك يؤكد الدليل التشخيصي والإحصائية للاضطرابات العقلية بوجوب التفريق بين اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب الشخصية الزورانية والفصامية والشخصية الاعتمادية وكذلك بالتأكيد الرهاب الاجتماعي.
هناك تقارير وضحت إن اضطراب الشخصية التجنبية سائدة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق واشتهرت هذه التقارير إلى إن حوالى 50% من الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع أو الرهاب من الأماكن العامة وصابون أيضاً باضطراب الشخصية التجنبية وحوالى 20- 40 % من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق.
علاج اضطراب الشخصية التجنبية
- العلاج السلوكي والعلاج النفسي
- المعالجة الدوائية
العلاج السلوكي والنفسي
إن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبية قد يكون لديهم بعض القدرة على تكوين علاقات مع الأخرين والارتباط بهم وهذا الأمر قد يتحسن مع الخضوع للعلاج النفسي أو السلوكي، ومن دون تقبل العلاج يمكن أن يستسلم هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب ويحولون حياتهم إلى العزلة الكاملة أو العزلة شبه الكاملة، وهذا الشيء قد يساعد على الإصابة باضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب المزاج أو تعاطي المخدرات أو الاكتئاب ومن المهم جداً حصول المريض على مساعدة الاختصاصي النفسي أو الطبيب النفسي المختص إذا كان الخوف من الرفض يؤثر على قدرة هذا الشخص على الاستمرار في العمل يؤثر على حياته وقدرته على تشكيل العلاقات.
المعالجة الدوائية
العلاج الدوائي يكون عن طريق القيام باستشاره الطبيب النفسي المختصر والذي يقوم بتحديد الجرعة الصحيحة والدواء المناسب بعد القيام بالتأكد من إصابة هذا الشخص باضطراب الشخصية التجنبية وفى الاغلب قد يكون العلاج بأدوية مرتبطه بمضادات الاكتئاب.
نصائح للتعامل مع اضطراب الشخصية التجنبية
-
البعد عن التجنب
قم بتحديد ما هى المواقف التى تقوم بتجنبها واسال نفسك هل انت تتجنب مواقف محددة أكثر من غيرها؟ وقم بعمل قائمة بها جميع هذه المواقف قم بوضع نفسك في هذه المواقف التي تتجنبها شكل تدريجي، قم ببدء عمل تفاعلات اجتماعية صغيرة مع من حولك.
-
تغيير طريقة التفكير
عند شعورك بالتوتر أو القلق في موقف معين حاول فحص هذه الأفكار لكي تتمكن من القيام باتخاذ خطوة والتصرف مثلاً الثقب نفسك إن لا أحد يحبك وأنه ليس من المهم القيام بمحاولة تكوين الصداقات لكن يجب عليك البدء فقط في تغيير نمط تفكيرك والتصرف بطريقة مختلفة.
-
احصل على الدعم
قبل بداية رغبتك في العلاج قم بزيارة الطبيب النفسي لكي يقوم بإجراء تشخيص لحالتك بشكل كامل لأن اضطراب الشخصية التجنبية قد يحدث معه اضطرابات أخرى مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية.