كيف يؤثر القولون العصبي على صحتك النفسية؟

هل يوجد علاقة بين القولون العصبي والصحة النفسية؟
اقترب موسم الزواج كما يقولون، وقد اقترب زفافي أيضًا، من المفترض أن أكون سعيدة بالتأكيد، لكنني أعاني من الاكتئاب والأرق وكذلك القلق الشديد، كل تلك المشاكل النفسية ظهرت بعد تشخيصي بمتلازمة القولون العصبي IBS، لكنني أرغب في معرفة العلاقة بين متلازمة القولون العصبي والصحة النفسية!
يستكشف الباحثون الصلة بين القولون العصبي والاضطرابات النفسية بما في ذلك القلق والأرق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، فلا تقلقي يا عزيزتي، وفي هذا المقال سنوضح العلاقة بين القولون العصبي وصحتك النفسية.
المحتويات
متلازمة القولون العصبي
تعد متلازمة القولون العصبي (IBS) اضطراب معوي معدي شائع، يتميز بوجود درجات متفاوتة من آلام البطن والانتفاخ، والإمساك، والإسهال، والغازات، كما أنه على الرغم من أن القولون المتهيج يُشخص لدى الأفراد بشكل متكرر، ويقال إنه يؤثر على ما يصل إلى 23٪ من الناس حول العالم، ومتواجد في النساء أكثر من الرجال.
لا يزال السبب الدقيق غير معروف، ولا يفهم الخبراء تمامًا سبب حدوث القولون العصبي IBS، على عكس التهاب القولون التقرحي، وأمراض الأمعاء الالتهابية الأخرى ذات الأعراض المماثلة، يعتبر القولون الهائج اضطرابًا وظيفيًا، مما يعني أن الأعراض ناتجة عن خلل في الجهاز الهضمي، وليس بسبب الالتهاب المزمن أو النمو أو التلف الدائم على طول الجهاز الهضمي، يمكن أن تنتج متلازمة القولون الهائج أعراضًا مختلفة لدى كل المصابين بها، ويُعتقد أن هناك عوامل متعددة سواء جسدية أو نفسية تشارك في تطور تلك الأعراض.
الصحة النفسية والقولون المتهيج
يعد القولون العصبي ليس مفهومًا بشكل كامل، إلا أن الأعراض تظهر نتيجة اضطراب في محور الدماغ والقناة الهضمية، وهو خط الاتصال الموجود بين الدماغ والجهاز الهضمي، والذي قد يشمل اضطرابات في الميكروبيوم والجهاز المناعي، كما يعتقدون أن هذا يساعد في تفسير سبب قيام معظم مرضى القولون العصبي، وخاصة الذين يعانون من آلام في البطن المزمنة، بالمعاناة من أعراض نفسية وضيق إلى جانب أعراض غير عادية وليس سهل تفسيرها، كان يعتبر الخبراء في السابق أن كل هذا يحدث في رؤوسهم فقط، لأن الأطباء لم يتمكنوا من العثور على أي تشوهات جسدية أو عقلية.
الإصابة بالاكتئاب أو القلق
قد يعاني معظم مرضى القولون العصبي من مشاكل نفسية، خاصة الإصابة بالقلق والاكتئاب، وفي حال كنت ترغب بفهم ما تمر به من مشاكل نفسية مصاحبة للمعاناة من متلازمة القولون العصبي IBS، قد تساعدك الاختبارات الذاتية التي نوفرها، وخلال دقيقتين ستتمكن من تحديد ما إذا كنت تعاني من مشاكل نفسية بسبب القولون الهائج، وتعرف ما إذا كنت تحتاج للاستفادة من مزيد من التشخيص والعلاج.
في حال كنت مهتم بإجراء اختبار الاكتئاب والقلق والضغط العصبي، يمكنك إجراؤه من هنا.
علاقة القولون العصبي بالنفسية
استخدمت دراسة سكانية واسعة النطاق سجلات طبية لمتابعة أكثر من 4500 من مرضى القولون العصبي، وتتراوح أعمارهم بين 34 و 59 عامًا لمدة 6 سنوات تقريبًا من التشخيص، ولم يُشخص أيًا من مرضى تلك الدراسة سابقًا بأي نوع من أنواع الاضطرابات النفسية، وأثناء المتابعة عندما قارن الباحثون أفراد الدراسة بالمرضى الذين لم يتم تشخيصهم مطلقًا بمرض القولون المتهيج IBS، وجدوا أن مرضى القولون العصبي كانوا أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية عقلية مثل اضطرابات القلق والاضطرابات الاكتئابية واضطرابات النوم.
كما وجد أن مرضى القولون المتهيج IBS معرضون لخطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب أعلى من المتوسط، ولكن تنخفض احتمالية إصابتهم بالفصام، عند إجراء مزيد من الدراسات، وجد الباحثون أن أعلى مخاطر الإصابة بحالات الصحة العقلية هذه حدثت في غضون عام من تشخيص الإصابة بمرض القولون المتهيج، ومع أن الخطر قد انخفض بمرور الوقت إلا أنه لا يزال كبيرًا.
العلاقة بين القولون المتهيج والانتحار
يبدو أن تلك الدراسة تؤكد نتائج العديد من الدراسات الأخرى، لكن لا يزال لدى الباحثين الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين متلازمة القولون المتهيج والاضطرابات النفسية، لا يوجد شك في أن متلازمة القولون العصبي تسبب ضغوطًا شديدة للمرضى وترتبط بمستويات عالية من اضطرابات المزاج والقلق والحالات النفسية الأخرى.
وجدت دراسة أجريت على مرضى القولون المتهيج أن أكثر من ثلثهم فكروا في الانتحار بسبب أعراضهم، وهذا ما يتطلب زيارة الطبيب النفسي المختص، لكن مثلما قد تلعب عدة عوامل دورًا في تطوير مرض القولون المتهيج، تلعب العديد من الظروف المختلفة أيضًا دورًا في تطور الاضطرابات النفسية، وهذا ما يعقد عمل أي باحث يسعى لإيجاد رابط نهائي بين متلازمة القولون الهائج ومشاكل الصحة العقلية، كذلك فإنه يعقد القدرة على تحديد أفضل علاج.
العلاج بالبروبيوتيك
تبحث الدراسات الجارية في فوائد علاج كل من مرض القولون العصبي ومشاكل الصحة العقلية الناتجة عنه باستخدام البروبيوتيك، أو البكتيريا الحية المفيدة الموجودة في الأطعمة المخمرة والتي يتم تناولها كمكملات، ويتم صناعتها عبر تقنية تُعرف باسم زرع الميكروبات، والتي تتضمن إدخال البكتيريا من شخص سليم في الجهاز الهضمي لمريض يعاني من مشاكل صحية جسدية أو عقلية بسبب القولون المتهيج.
يعد البحث عن بكتيريا البروبيوتيك التي يعتقد أنها أكثر فائدة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون المتهيج، تركز على تركيبات مختلفة من الأنواع المعروفة باسم Bifidobacterium و Lactobacillus، وكلاهما يعتبر مفتاحًا لتجديد الأمعاء بالبكتيريا الجيدة واستعادة التوازن الصحي للميكروبات.
من المحتمل أن يكون الزبادي والكڤيار والأجبان القديمة أكثر مصادر الغذاء شيوعًا لهذه الأنواع البكتيرية في النظام الغذائي، تعمل هذه التركيبات أيضًا كمكونات للعديد من المواد المختلفة من مكملات البروبيوتيك، سواء كانت بمفردها وبالاقتران مع البكتيريا المفيدة الأخرى، من الضروري إجراء المزيد من الدراسات المضبوطة بشكل أفضل قبل تأكيد فعالية التركيبات والجرعات المختلفة من البروبيوتيك والتوصية بها من قبل الخبراء.
أفضل نصيحة للأشخاص الذين يرغبون في تحسين صحتهم والحفاظ على بكتيريا الأمعاء المفيدة هي:
- تضمين الكثير من الخضار والفواكه والخبز والحبوب الكاملة في نظامك الغذائي.
- حاول تضمين المكسرات واللحوم الخالية من الدهون والأسماك والدجاج ومنتجات الألبان.
- قلل من تناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر والملح.
- حاول ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم.
- لا تدخن أو تشرب الكحوليات.
العلاقة بين ميكروبات الأمعاء والقولون العصبي
يعد الميكروب البشري أحد المجالات ذات الأهمية الكبيرى بالنسبة للباحثين الذين يدرسون العلاقة بين القولون الهائج واضطرابات الصحة العقلية، وهو عبارة عن مجموعة متنوعة من ميكروبات الأمعاء التي تعيش في جهازنا الهضمي، والتي يبدو أنها تلعب دورًا نشطًا في العديد من المجالات الصحية، حيث يحافظ وجود مجموعة متوازنة من البكتيريا المفيدة على صحة الجهاز الهضمي، ولكن عندما ينقطع هذا التوازن سواء كان هذا الانقطاع لأسباب بيولوجية أو نفسية أو طبية أو بيئية متنوعة، يمكن أن ينتج عنه نمو مفرط للبكتيريا الضارة، تظهر الدراسات أن هذا الخلل يمكن أن يكون له آثار سلبية عميقة على الصحة الجسدية والنفسية.
في حال كنت تعاني من القولون العصبي وشعرت أنك تمر بمشاكل في صحتك النفسية، حاول التحدث مع طبيب نفسي مختص للتأكد من صحة ما تمر به، حتى تحصل على خطة علاج مناسبة لحالتك النفسية.
تاج:IBS, الصحة النفسية والقولون المتهيج, العلاقة بين القولون العصبي وصحتك النفسية, العلاقة بين متلازمة القولون العصبي والصحة النفسية, العلاقة بين ميكروبات الأمعاء والقولون المتهيج, القولون العصبي, القولون العصبي IBS, القولون المتهيج, المشاكل النفسية بسبب القولون العصبي, دراسة عن علاقة القولون العصبي بالنفسية, علاج القولون العصبي, علاقة القولون العصبي بالنفسية, متلازمة القولون العصبي, مرض القولون العصبي, مرض القولون المتهيج, مرضي القولون العصبي, مرضي القولون المتهيج