الفرق بين المرض النفسي والعقلي
ناقشت العديد من الأفلام والروايات قد قامت فكرة المرض النفسي وكانت مناقشتها لهذا المرض مناقشة غير واقعية تمامَا، فقد ترسخ في أذهان الكثيرين أن المريض النفسي شخص مجنون ولكن الآونة الأخيرة انتشرت حملات للتوعية بالمرض النفسي وكذلك التعرف على أثره ولكن بالرغم من ذلك هناك الكثيرون الذين يقومون بالخلط بين المرض النفسي والعقلي ويجب أن نعلم أن الاثنين يختلفان عن بعضهم في السبب أو الأعراض ولذلك سنشرح لكم الفرق بين الأمراض النفسية والأمراض العقلية.
المحتويات
مفاهيم الأمراض النفسية والعقلية
يمكن أن يكون الفرق بين المرض النفسي والعقلي معقد للغاية وغير واضح تمامََا لوجود الخلط الكبير بينهما، فإن النفس البشرية التي تجمع بين الرغبات والآمال وكذلك الآلام من الماضي تصل لدرجة كبيرة من التعقيدات غير المفهومة، وأكبر دليل على ذلك هي تصنيفات علم النفس أو الطب النفسي المتغيرة بشكل كبير فهناك بعض التصنيفات التابعة للطب النفسي التي لا تفرق بين الأمراض النفسية والأمراض العقلية وتعتبر أنهم نفس الشيء وهناك البعض الأخر يعتبر أن الاضطراب العقلي اضطراب ذهاني رغم إن الذهان هو في الأصل اضطراب نفسي، سنتعرف في هذا المقال على الفرق بين الأمراض النفسية والأمراض العقلية.
تعريف المرض اﻟﻧﻔﺳﻲ
على الرغم من أن الأمراض النفسية تؤثر على الكثير من جوانب حياة الشخص إلا أن هذا الشخص يظل واعي بشكل كبير الاضطراب المزاجي الذي يعاني منه بشدة هذا الاضطراب الذي أدى إلى تأثير كبير على حياته وكذلك مشاعره بذلك لابد في هذه الحالة الذهاب إلى الاختصاصي أو الطبيب النفسي للتوصل إلى التشخيص السليم والمناسب لهذه الحالة المزاجية التي يعاني منها الشخص.
تعريف المرض العقلي
يصف البعض المرض العقلي بالاضطراب الذهاني وهذه الاضطرابات الذهانية هي عبارة عن مجموعة كبيرة من الاضطرابات التي تقوم بالتأثير على أفكار ومشاعر وتصرفات الشخص مع الآخرين وفي العادة تؤدي هذه الاضطرابات لانفصال المريض عن الواقع الذي يعيشوا ويبقى غير واعي تماماً لهذا الحال الذي وصل إليه، وهناك الكثير من الأمراض العقلية العضوية التي يمكن إن تؤدي إلى الكثير من الأعراض النفسية، وهذا يوضح الفرق بين المرض النفسي والعقلي.
أنواع الأمراض النفسية
الجميع قد يمر ببعض التقلبات المزاجية بين الحين والأخر، بين السعادة الكبيرة من حدوث أمر معين إلى الحزن الكبير بسبب شيء طارئ وقد تزيد شدة التقلبات المزاجية وتتحول إلى مرض نفسي يحتاج إلى العلاج ومن أشهر أنواع الاضطرابات النفسية:
- الاكتئاب
- الوسواس القهري
- الرهاب
- اضطراب القلق المعمم
- الانزعاج العصبي
- نوبات الهلع
- اضطراب ثنائي القطب
أنواع الأمراض العقلية
هناك مجموعة معينة من الأمراض تدخل ضمن المرض العقلي ومنها:
الشيزوفرينيا أو الفصام
يعد الفصام من أشهر الاضطرابات العقلية التي تتسم بالطابع الذهاني الحسي والسمعي والبصري والعيش في عالم من الأوهام والضلالات المنفصل تماماً عن الواقع.
الاضطراب ثنائي القطب
يعد الاضطراب ثنائي القطب من أشد أنواع اضطرابات المرض العقل والذي يعرف بنوبات الهوس الشديد وقد يعاني في هذه الحالة المريض بشكل واضح من أعراض الذهان.
المرض العقلي نتيجة لبعض الأمراض العضوية
أمراض الكبد من أهم الأمراض العضوية التي يمكن أن تسبب للمريض معاناة خاصة من أعراض الذهان ودخوله في الغيبوبة الكبدية فإن ضعف قدرة الكبد على تنقيته من السموم في الجسم يعتبر السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى وصول الأمونيا إلى دماغ هذا الشخص ومن ثم تبدأ معاناته التي تتمثل في رؤية الهلاوس والانفصال عن الواقع والتفكير كثيراً وبعض الضلالات الأخرى.
- بارافرينيا
هي أمراض خاصة بكبار السن وتعرف أيضاً بأنها تؤدى إلي الانفصال عن الواقع.
-
اضطرابات الذهان نتيجة لتعاطي المخدرات أو الإدمان
يمكن أن يكون الإدمان أو تعاطي بعض الأنواع من المخدرات هو السبب الرئيسي لإصابة الشخص المدمن ببعض الأمراض العقلية ودخوله في العديد من الأعراض الذهانية الأخرى.
-
الاضطراب الفصامي العاطفي
وهو يتسم ببعض من الأعراض النفسية الأخرى بالإضافة إلى الأعراض العقلية أو الأعراض الذهانية التي تكون واضحة جدَا على هذا المريض.
-
الاضطراب الذهاني القصير
وهذا المصطلح يقصد به ظهور أعراض ذهانية لدى الشخص لفترة قصيرة جداً لا تتجاوز شهرين على الأكثر لذلك تعرف باسم الاضطراب الذهاني القصير.
أعراض المرض النفسي
تختلف أعراض المرض النفسي اختلاف تشخيص الشخص المريض بهذا المرض النفسي ولذلك نعرض لك بعض الأعراض الشائعة لا أكثر الأمراض النفسية شيوعاً:
- اضطرابات النوم
- اضطرابات في الأكل أو الشهية
- الشعور الكبير بفقدان الأمل في حياة هذا الشخص والاكتئاب.
- الرغبة الكبيرة والملحة في الموت بفقدان الأمل في الحياة
- عدم قدرته على أداء مهامه اليومية
واضطرابات الانزعاج العصبي لها بعض الأعراض وهي:
- القلق الشديد والتوتر المبالغ في والزائد عن الحد الطبيعي
- يشعر الشخص المصاب بأن شيء كارثي على وشك أن يحدث و أنه على حافة الهاوية.
- يمكن أن تصل شدة أعراض الانفعال العصبي أو نوبات الهلع لحدوث بعض الأعراض الجسدية الشديدة مثل اضطراب نبضات القلب أو اضطراب ضغط الدم وهذه الأعراض الجسدية قد تودي بحياة المريض إذا لم يسيطر عليها.
أعراض المرض العقلي
أعراض المرض العقلي لا تتوقف فقط عند الشعور بالانفصال عن الواقع، ولكن بعض هذه الأمراض العقلية يوجد لها العديد من الأعراض الجسدية مثل:
- الهلاوس الحسية أو السمعية أو البصرية
- تغيرات الشخصية
- الضلالات أو الأوهام
وكذلك هناك بعض الأعراض الجسدية لهذه الأمراض العقلية مثل:
- القيء المستمر
- تشويش في الرؤية
- الصداع الشديد
تشخيص المرض النفسي والمرض العقلي
هدف الطبيب المختص الأساسي هو الوصول لتحديد تشخيص مناسب لمرض هذا الشخص المصاب أو المريض، ويرغب في تحديد سبب حدوث هذا الاضطراب وصوله لهذه الدرجة عند المصاب، ولكي يستطيع الطبيب القيام بتشخيص الشخص المصاب التشخيص الدقيق سواء للمرض النفسي أو العضو الذي قد أصيب به ويعاني منه هذا الشخص ينبغي أن يسأل حول:
ما هي الأعراض النفسية التي يعاني منها هذا الشخص المريض بالتفصيل؟
- هل هناك أحد من أفراد العائلة مصاب بنفس هذا النوع من الاضطرابات؟ أو بشكل أدق يسأل عن التاريخ العائلي للمرض.
- التعرف على التاريخ المرضي العضوي والنفسي لهذا المريض.
- يمكن أن يقوم الطبيب المختص بإجراء بعض الأشعة والفحوصات لاستبعاد بعض الأمراض العضوية.
متى تحتاج زيارة الطبيب
الأشخاص المصابون بالمرض النفسي والعقلي في مجتمعنا لا يفضلون الذهاب إلى الطبيب النفسي بسبب الوصمة المجتمعية التي ترتبط بالمريض النفسي والعقلي، وهذا الشيء قد يسبب العديد من المضاعفات للمريض والتي يمكن إن تصل أحيانا إلى الانتحار أو تعريض حياته وكذلك حياة المحيطين به لخطر كبير، لذا في حال اكتشافك أو شعورك بأنك مصاب بإحدى الأمراض النفسية توجه مباشرة إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي لكي يحاول مساعدتك، أما بالنسبة لمرضى الزهان فلا يستطيع المريض أعطاء حكم بأنه بحاجة إلى زيارة الطبيب ولذلك يجب على المحيطين بهذا الشخص المريض الذهاني بملاحظة هذا الشيء والقيام بالتوجه معه للطبيب المختص أو الاختصاصي النفسي.
يختلف مصاب المرض النفسي عن العقلي، فيصاب باضطرابات معينة بينما مريض الأمراض العقلية يصاب باضطرابات أخري، وكلا منهما يؤثر علي سلوك الفرد وكذلك التفكير فالمرض يؤثر كذلك علي تصرفات الفرد والسلوك في حياته اليومية والعملية ويتسبب له في مشكلات كثيرة في الحياة وخاصة الإصابة بأمراض عضوية وجسدية والعصبية كذلك، ولهذا فإن المريض عقلياً أو نفسيا يجب علية تقبل مشكلة إصابته وكذلك الحقيقة أو اﻟﻣرض ومواجهة المجتمع والذهاب لزيارة الطبيب وعلاج أي خلل لديه ليمارس حياته وأنشطته بشكل طبيعي.
بعض الأسئلة التي تدور في ذهن الكثيرين
أحيانا تطرح العديد من الأسئلة حول ما هو الفرق بين المرض النفسي والعقلي، التي توجد فيها مثل هذه الأمراض فلذلك سنجيب على بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك في هذا السياق.
- هل يتحول بعض المرضى النفسيين إلى مرضي عقليين؟
أحيانا يحدث بعض من الدلالات أو الهلاوس كمضاعفات لبعض من الاضطرابات الأخرى مثل القلق أو الاكتئاب وغيرهم.
- هل هناك علاج لإصابة الشخص بمريض الهلاوس؟
أن بعض من الأعراض الذهانية مثل الضلالات أو التهيؤات أو الهلاوس يمكن أن تحدث كثيراً في حالة إذا أهمل هذا الشخص وجود بعض الأمراض النفسية الأخرى مثل الاكتئاب مثلا.
إن منظمة الصحة العالمية أوضحت مسبقاً إنه لا يوجد تعريف محدد للاضطرابات العقلية وهناك الكثير من الجدل حول مصطلح الاضطرابات العقلية وفي الأغلب يخضع هذا المصطلح لبعض المعايير الاجتماعية والثقافية، حاول يا صديقي عدم الخلط بين المرض النفسي والعقلي.