المرض الهستيري| هل هو أحد الآثار الجانبية للقلق؟
المرض الهستيري كان منذ فترة اضطراب نفسي معترف به، لكن في القرن العشرين تم محو كل ما يتعلق بالمرض الهستيري من الدلائل العلمية، ومن هنا تحول المرض الهستيري من اضطراب منفرد بذاته إلى عرض لاضطرابات أخرى من ضمنها القلق.
وفي هذا المقال سنتعرف على علاقة المرض الهستيري بالاضطرابات الأخرى وخاصة القلق.
المحتويات
المرض الهستيري وبعض الاضطرابات النفسية
تحولت الهستيريا من مصطلح طبي، إلى مصطلح يستخدم لوصف الأشخاص الذين تسببت عواطفهم في فقدان السيطرة على أنفسهم بطريقة ما، غالبًا ما تكمن فكرة المرض الهستيري في أن المشاعر قوية جدًا بحيث تصبح ساحقة، عادةً ما تكون المشاعر أكثر حدة مما يتطلبه الموقف، لذا فإن الهستيريا تتعلق بعدة اضطرابات نفسية منها:
اضطراب ما بعد الصدمة
يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة إلى المعاناة من المرض الهستيري، غالبًا ما يكون لاضطراب ما بعد الصدمة محفزات معينة، حيث إذا تعرض الشخص لموقف ما مثل ضوضاء عالية، فإنه يبدأ فورًا في استعادة الصدمة السابقة، ويمكن أن يطغى عليه مشاعر سلبية كبيرة على الرغم من عدم وجود خطر حقيقي، يمكن أن تكون العواطف قوية لدرجة أنها لا يتمكن من التحكم فيها.
اضطراب الهلع
عندما يصاب شخص ما بمشكلة نوبات الهلع، فقد يُقال إنه مصاب بالمرض الهستيري، لأن نوبات الهلع عبارة عن استجابة عاطفية ساحقة مثل المرض الهستيري، وتحدث نوبات الهلع عندما يستجيب شخص ما لتغيير معين ويشعر وكأنه يعاني من نوبة قلبية، غالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض محددة، تلك الأعراض حقيقية للغاية لكنها ناتجة عن القلق والخوف وليس نوبة قلبية، يشار إلى أن نوبات الهلع من نواح كثيرة على أنهت استجابة لهذا المرض الهستيري.
الرهاب
ردود الفعل الشديدة المتعلقة بالرهاب مثال آخر على الاستجابة لهذا المرض الهستيري، على الرغم من أن جميع أنواع الرهاب هي مخاوف غير عقلانية، فقد يشعر المصاب في بعض الحالات بالخوف الشديد لدرجة أنه يغمره تمامًا، مما يجعله فاقد السيطرة تمامًا على عواطفه، فقد يصرخون أو يبكون أو يقتربون من الإغماء نتيجة هذا الخوف.
القلق والمرض الهستيري
بموجب تعريف الهستيريا، يمكن أن تتسبب أمور كثيرة في المعاناة من المرض الهستيري، لذا ليس من المستغرب أن تؤدي اضطرابات القلق إلى المرض الهستيري، وعلى الرغم من أنه لا يُنظر إليها على أنها هستيريا حقيقية، إلا أنها تسبب بالتأكيد مشاعر غامرة يمكن أن تسبب لك ضيقًا وإحراجًا وخوفًا كبيرًا.
نظرًا لأن الهستيريا ليست مصطلحًا طبيًا، فغالبًا ما توجد أفكار بديلة لما يشكل المرض الهستيري وما لا يشكلها، ليست كل الهستيريا عاطفية، ففي بعض الحالات، قد يكون الاعتقاد الوهمي هو المرض الهستيري، مثل الاعتقاد بأنك مريض عندما لا تكون كذلك، أو الاعتقاد بأن وزنك زائد عندما لا تكون كذلك.
يمكن اعتبار القلق نفسه هستيريا، لكن الطريقة التي يستخدم بها الناس المصطلح تميل إلى وصف الاستجابات العاطفية الشديدة لقلقهم، يمكن أن تتسبب جميع أشكال القلق، بما في ذلك اضطراب الوسواس القهري واضطراب القلق المعمم وغيرها، في إحداث ردود فعل عاطفية شديدة، هذا يعني أنها جميعها يمكن أن تؤدي إلى الهستيريا.
في بعض الحالات، قد لا يكون هناك حاجة إلى الشعور بالقلق الشديد لخلق المرض الهستيري، حيث أنه بالنسبة لبعض الناس، مجرد العيش مع القلق لفترة طويلة وعلى فترات متقطعة، حتى إذا كان قلق بسيط، يمكن أن يجعلهم يصلون إلى نقطة يشعرون فيها بعواطفهم بشكل لا يصدق، وربما يشعرون وكأنهم فقدوا السيطرة على تلك المشاعر.
هل يمكن السيطرة على هستيريا القلق؟
الهستيريا ليست عرضًا بقدر ما هي مصطلح لوصف قُرب التعايش مع القلق، وما يمكن أن يسببه عندما يصبح شديدًا، لهذا السبب طالما أنك لا تزال تعيش مع القلق، فستظل هناك احتمالية أنك تعاني من الهستيريا، لكن لنفترض أنك وصلت إلى نقطة تشعر فيها أن عواطفك تخرج عن نطاق السيطرة، إما بسبب الخوف الشديد أو لأن القلق أصبح ساحقًا جدًا، في تلك الحالة يمكنك تجربة ما يلي:
المشي
يعد المشي فعل مهدئ بشكل مدهش، حيث أن البقاء في مكان واحد يجعل الأمر سهلًا على أفكارك وأعراضك أن تصبح جامحة، لذا قد تحتاج إلى محاولة المشي للمساعدة في تحفيز تدفق الدم، وتحسين التنفس، وخلق مشتتات طبيعية تأتي خاصةً بالمشي.
الاتصال بشخص ما
يمكن أن يكون التحدث إلى شخص ما عبر الهاتف مفيدًا جدًا لتقليل القلق الهستيري، في بعض الحالات يمكن أن يكون الأمر أفضل من التحدث إلى شخص ما وجهًا لوجه، لأن هناك بعض الأشخاص الذين يشعرون بالحرج والضغط بشكل أكبر من قلقهم أثناء التحدث على الهاتف، حيث ينخفض هذا الإحراج في ذلك الوقت.
الصراخ
في بعض الأحيان يكون إخراج المشاعر المرهقة أمرًا مهمًا للغاية، وأحيانًا تكون أفضل طريقة للقيام بذلك هي إطلاق صرخة عالية وقوية، إنها طريقة ممتازة لتقبل مشاعرك وتحفيز دمك وطاقتك، لكن يجب أن تتأكد أولًا من عدم وجود أي شخص في الجوار، وإلا قد تخيف شخصًا ما، لكن تأكد أن إطلاق صوت عالٍ وبقوة يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن.
كل هذه الأفكار يمكن أن توفر لك القليل من الراحة المؤقتة من مشاعر القلق الشديدة، ولكن بالطبع أن هذا الأمر مفيدًا بشكل كبير، ستظل بحاجة إلى تقليل قلقك دائمًا بالطرق المختلفة إذا كنت تريد أن تختفي هذا المرض الهستيري إلى الأبد.
تاريخ الهستيريا وأنواعها
منذ عقود اُستبعدت الهستيريا من كتيبات التشخيص الرسمية وتم تقطيع أوصالها إلى فئات، لكن من وجهة نظر الديناميكية النفسية فهو نموذج للأداء النفسي، وعلى هذا النحو فهو موجود في الممارسة اليومية كأساس للأحداث المرضية النفسية والجسدية على حد سواء، من المفهوم أنه يجب التعامل مع أي عرض نفسي باعتبار أساسياته وليس بمظاهره الخارجية، وأن تجاهل تلك الأسباب الهستيرية يساهم في الاستراتيجيات السريرية الخاطئة مع وقوع في الخسائر لكل من المريض والمعالج.
تشير كلمة الهستيريا إلى مشكلة مرضية، تؤدي إصابة الفرد بها إلى الخوف الشديد، والمبالغة الكبيرة في تعبيره عن مشاعره المتعلقة بالخوف الشديد، أو المشاعر الفياضة والجياشة الأخرى، وقد يصعب على المصابون التعامل مع تلك المشكلة بشكل متوازن، تصنف مشكلة الهستيريا كأحد أساليب الدفاع العقلية، التي يعتمد عليها العقل البشري لمواجهة المواقف العصيبة، هناك نوعان أساسيًا للهستيريا، هما:
الهستيريا الفصامية: يواجه المريض فيها صعوبات ترتبط بذكرياته وإدراكه ووعيه وفهمه لكل ما يحدث من حوله.
الهستيريا التحولية: هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، يشكو المريض فيها من الألم أو الأعراض الجسدية، ولا يوجد لها سبب معروف.
الوردة لا تفقد رائحتها لمجرد تغير اسمها وكذلك الهستيريا، لا يستخدم الكثير من الأشخاص كلمة هستيريا، حيث أصبح يُنظر إليها على أنها إهانة، إلى جانب ذلك أعتقد أن التحليل النفسي هو الخيار المناسب لأولئك المرضى الذين يعانون من القلق الهستيري أو الهستيريا الحقيقية، في حين يمكن الاعتماد على اختيار العلاج النفسي التحليلي باستخدام جرعات منخفضة من الأدوية في بعض الأحيان، عندما تكون الهستيريا مجرد غطاء لمشكلة ذهانية.
نتمنى أن تكون قد حصلت على المعلومات التي ترغب في معرفتها من هذا المقال، وإذا كنت مهتم بمعرفة معلومات أكثر عن المرض الهستيري، يمكنك حضور دورة تدريبية عن الهستيريا من هنا.