زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث وعلاقته بالأرق

لماذا ازداد وزني؟ هل سأكون بهذا الوزن دائمًا؟ لقد كبرت ولم يعد لي أي أهمية؟ هل كل هذا بسبب فترة ما بعد انقطاع الطمث؟

جلست أسأل نفسي هذه الأسئلة وأكثر، لا أعرف سبب زيادة وزني هكذا فجأة، لطالما كنت أحافظ على وزني كذلك كنت أهتم بعدد ساعات نومي، لكن الآن تغير كل هذا وأصبحت لا أبالي بوزني ولا ساعات النوم، الكثير والكثير من الأسئلة يدور في ذهني.

توصلت دراسة جديدة إلى أن مشاكل النوم بعد انقطاع الدورة الشهرية، خاصة التي لم يتم علاجها قد تجعل النساء يزداد وزنهن، يمكن أن يؤدي تدفق هرمون منتصف العمر إلى مشاكل النوم بالإضافة إلى زيادة الوزن، غالبًا ما تشعر النساء بالإحباط والمشاكل النفسية الأخرى التي يبدو أنها تتراكم عندما تمر بمرحلة الانتقال إلى سن اليأس وبعد انقطاع الطمث، ويشعر الكثير من النساء بالانزعاج أيضًا لأن الأطباء لا يستطيعون إخبارهم عن سبب حدوث ذلك حقًا.

وفي هذا المقال سنساعدك عزيزتي على معرفة العلاقة بين زيادة الوزن وقلة النوم أو الأرق بعد انقطاع الطمث.

زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث

من الشائع أن تعاني النساء من زيادة الوزن خاصة حول البطن أثناء الانتقال إلى سن اليأس وبعد انقطاع الطمث، لكن تحديد السبب كان يمثل تحديًا، لاسيما أنه من الصعب فصل التحول الهرموني بعد انقطاع الدورة الشهرية عن الشيخوخة المتزامنة.

استنتج عدد من الباحثين الذين قاموا بفحص البيانات من دراسة سن اليأس،أنه ابتداءً من عامين قبل الدورة الشهرية الأخيرة تقريبًا، يتضاعف معدل زيادة الدهون وتتراجع كتلة العضلات الهزيلة، وهو يستمر حتى عدة سنوات بعد انقطاع الطمث، لاحظ الباحثون أن تحول العضلات إلى الدهون قد يؤثر أو لا يؤثر على المقياس.

يرجح البعض أن انخفاض هرمون الاستروجين هو المسئول عن زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث، لكن أثبتت دراسات أنه من غير المرجح أن يكون انخفاض هرمون الاستروجين وحده العامل الوحيد في زيادة الوزن، إن جميع النساء يتوقفن عن إنتاج هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث ولكن نصفهن فقط أبلغن عن زيادة الوزن، نظرًا لأن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، فإن مسألة زيادة الوزن بعد انقطاع دورتك الشهرية تعتبر مهمة جدًا للبحث.

تعد مرحلة بعد انقطاع الطمث، وخاصة المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث هي فترة خطر للإصابة بأمراض القلب الخطيرة وزيادة الوزن، تعد زيادة الوزن بعد انقطاع الدورة الشهرية مشكلة صحية خطيرة جدًا، تميل أرطال الدهون التي تجمعها النساء بعد انقطاع الطمث إلى الاستقرار حول البطن، مما يتسبب في قلق الأطباء بشأن المخاطر الصحية، يمكن أن تؤدي هذه الدهون المتجمعة بعد انقطاع الدورة الشهرية إلى مشاكل مع جلوكوز الدم ودهون الدم التي يمكن أن تسبب مرض السكري وأمراض القلب وأمراض أخرى.

تغيرات التمثيل الغذائي وقلة النوم

يشكو حوالي نصف النساء اللائي يعانين بعد انقطاع الدورة الشهرية من مشاكل في النوم، قد تنطوي على الأرق وصعوبة الدخول في النوم، أو قد يعني الاستيقاظ في منتصف الليل وعدم القدرة على العودة إلى النوم، هناك دراسة تحاول تقييم ما إذا كان الانخفاض في الاستروجين أو اضطراب النوم قد يغير الطريقة التي يستخدم بها الجسم تخزين الدهون، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

محاكاة مشاكل النوم بعد انقطاع الطمث

درس الباحثون 21 امرأة في فترة ما قبل انقطاع الطمث، مما يعني أن مستويات الهرمونات لديهن لم تنخفض بشكل طبيعي، في محاولة للقضاء على مشاكل النوم بعد توقف الطمث، أحضروا النساء إلى المختبر وسمحوا لهن بنوم هنيء ليلتين، ثم في الليالي الثلاث التالية، كانوا يقطعون نوم النساء باستمرار، ويوقظونهن بشكل متكرر بجهاز إنذار.

يوضح أحد الأطباء أنهم قد اختروا نموذجًا تجريبيًا للتوقف عن النوم يتوافق بشكل كبير مع اضطرابات النوم الأكثر شيوعًا بعد انقطاع الطمث، من خلال زيادة مرات الاستيقاظ ليلا بسبب الهبات الساخنة، ولكن دون تغيير في إجمالي وقت النوم ومدته.

قام الباحثون أيضًا بالإضافة إلى تجربة اضطراب النوم، بقمع مستويات هرمون الاستروجين مؤقتًا باستخدام عقار يسمى ليوبروليد، لمحاكاة آثار بعد توقف الطمث، حتى تظهر النتائج تأثر النوم بعد انقطاع الطمث.

اتضح بعد مقارنة ليالي النوم العادية وليالي النوم المضطرب، أن أجسام المشاركين حرقت دهونًا أقل، وحدثت نتائج مماثلة عندما تم قمع مستويات الاستروجين لدى المرأة.

لقد وجدوا أن كلاً من هرمون الاستروجين المنخفض وانقطاع النوم، حتى أثناء الحصول على قدر كافٍ من النوم بشكل عام، يقللان من كمية الدهون التي يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة، والتي قد تؤدي بمرور الوقت إلى تخزين أكبر للدهون وزيادة الوزن في النهاية، وهذا بالضبط ما يحدث مع أكثر النساء بعد توقف الطمث.

كما استنتج الباحثون في تقرير دراستهم أن هذه النتائج مهمة لفهم أسباب زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث، والتي تتميز بانسحاب هرمون الاستروجين وغالبًا ما يكون مصحوبًا باضطرابات في النوم، تعد دراسة أعراض ما بعد توقف الطمث خطوة أولى جيدة جدًا وفارقة، لفهم هذه الفترة، إن مثل هذا البحث مهم لأنه يتعامل مع قضيتين شائعتين بعد انقطاع الطمث وهما النوم وزيادة الوزن.

علاج مشاكل انقطاع الدورة الشهرية

نأمل في رؤية تجربة أكبر وأكثر صرامة حول هذا الموضوع كخطوة تالية، بالإضافة إلى اختبارات على النساء بعد انقطاع الطمث، لأن هذا سيسمح بفهم التغيرات الأخرى التي تحدث في سن اليأس، والتي قد تؤثر على استخدام الطاقة واستخدام الدهون بما يتجاوز مجرد خفض الاستروجين، وهذا سيساعد كثيرًا في معرفة العلاج المناسب لمشاكل ما بعد انقطاع دورتك الشهرية، ومن الطرق التي تساعد في علاج هذه المشاكل، ما يلي:

• قد يساعد التاي تشي أو اليوجا في تقليل دهون البطن لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن.
• قد تكون محاولة تحسين النوم في منتصف العمر أمرًا أساسيًا للحفاظ على الوزن الزائد.
• يقول الخبراء إن النساء في سن اليأس يجب أن يحاولن تحسين نوعية نومهن.
• الالتزام بجدول نوم منتظم.
• تجنب الكحول والتبغ قبل النوم.
• التأكد من ممارسة الرياضة.
• الحد من التوتر بشكل كافٍ خلال اليوم.

يوصي الخبراء أيضًا بالعلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I)، وهو برنامج من ثماني جلسات تم تطويره خصيصًا لمشاكل النوم.

العلاج الهرموني

يساعد العلاج الهرموني أيضًا في التحكم بالوزن ومشاكل النوم، يُلاحظ أن العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث قد يساعد أيضًا في النوم، توصي الإرشادات الحالية بالعلاج الهرموني عند انقطاع الطمث باعتباره العلاج الأكثر فعالية لأعراض انقطاع الطمث، والذي يتضمن اضطرابات النوم، تحسين كل من مستويات الاستروجين والنوم، قد يمنع زيادة الوزن التي تُلاحظ غالبًا أثناء انقطاع الطمث، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة مع تحسين قدرتك على العمل.

اعلمي أن النساء اللائي يصلن إلى سن اليأس قبل سن 40 يواجهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب في المستقبل، لكن لا تقلقي فالعلاج المتخصص يمكن يعالج كل تلك الأمور ويعيد الخصوبة لدى النساء المصابات بانقطاع الطمث المبكر، تأكدي أن زيادة الوزن بعد انقطاع دورتك الشهرية مرتبط بقلة النوم.

يمكنك كذلك تجربة العلاج بالهرمونات لبضعة أشهر، إذا تحسن نومك والأعراض الأخرى يمكنك افتراض أنه يساعدك إذا لم يفعلوا ذلك يمكنك إيقاف الهرمونات دون مشكلة، لكن كل هذا بالطبع بعد استشارة طبيبك المختص.

من الأفضل استشارة الطبيب المختص عند ملاحظة زيادة الوزن أو قلة عدد ساعات النوم، للتأكد مما إذا كان هذا الأمر مرتبط بفترة ما بعد انقطاع الطمث أم لا، والبدء في علاج المشكلة.