10 طرق لحماية طفلك من سلوك التنمر
من الضروري أن تعرف ما يمكن أن تفعله كأب لحماية أطفالك من سلوك التنمر والسلوك المتسلط عند دخولهم إلى العام الدراسي الجديد، تعد بداية العام الدراسي وقتًا مثيرًا للأطفال، حيث يقوم المدرسون والأصدقاء الجدد بتوسيع عالمهم بعدة طرق إيجابية، ولكن هناك ما يمكن أن يعكر صفو العملية التعليمية، فإن وجود المتنمر في هذا العالم يحول ما يجب أن يكون بيئة تعليمية بناءة إلى مكان مخيف للأطفال.
مع تزايد أعداد التقارير المزعجة عن حالات الانتحار الناتجة عن مشكلة التنمر، من المهم أن تدرك كل ما يخص مشكلة التنمر حتى تتخذ خطوات نحو الوقاية منه أو التعامل مع موقف ازعاج موجود بالفعل، ولحسن الحظ يوجد العديد من الإجراءات الإيجابية التي يمكن للوالدين اتخاذها لحماية أطفالهم من مشكلة التنمر، والتي سوف نعرضها لك في هذا المقال يا عزيزي.
المحتويات
ما هي أسباب التنمر؟
في حال أمسكنا بمتنمر صغير، وحاولنا أن نفحصه جيدًا وننظر إلى دوافعه، سنجد أن لهذا المتنمر أسبابه التي جعلته هكذا؛ حيث تلعب عدة عوامل خارجية دورًا هامًا في خلق ذلك الطفل المتنمر، وتتغير الأسباب من طفل لآخر، ومن ضمن هذه الأسباب على سبيل المثال:
البيئة المفككة
يتأثر الأطفال بسلوك والديه العنيف، حيث ينعكس ذلك العنف على طباعه وأساليب تعبيره عن الغضب.
التعرض للتنمر من قبل
قد يتحول الشخص موضع الضحية إلى الشخص الجاني، حيث أن الطفل الضعيف قد يصبح متنمرًا بسهولة، إذ يتنمر على الأضعف منه عندما يجد الفرصة، وقد يلجأ كذلك هذا الشخص إلى التنمر الإلكتروني ويكون الغرض الأساسي منه هو تعويض ما تعرضه له من الأذى النفسي.
التعرض للضرب المبرح
يظن عدد كبير من الآباء أن الضرب تهذيب وإصلاح للطفل، إلا أنه يولد غضبًا شديدًا في نفس الطفل المستضعف، فيحاول إلحاق الأذى بالمحيطين به كنوع من التعبير والتنفيس عن غضبه.
الرغبة في جذب انتباه المحيطين
يعاني بعض الأطفال من شعور الوحدة، وبناءً على ذلك يسعون لجذب الانتباه وتكوين علاقات مع المحيطين به عن طريق إتباع أسلوب إخافة باقي الأطفال، ويعجز المتنمر الصغير عن التواصل بشكل سليم.
نقص تقدير الذات
يوضح بعض الباحثين أن سلوك التنمر ناتج عن حقيقة أن المتنمر الصغير شخصية ضعيفة تعاني من نقص تقدير الذات، فيلجأ لإيذاء الآخرين حتى لا يشعر بالضعف والدونية، ولكن هذه النظرية يمكن أن تكون صحيحة عند بعض الأطفال، لكنها لا تفسر وجود أبدًا متنمرين ذوي شعبية بالغة وثقة مفرطة بالنفس.
حقد أو غيرة
يهاجم المتنمر أحيانًا شخصًا آخر لمجرد أنه يراه أكثر تفوقًا وذكاءً منه.
لديه مشكلة خاصة بفهم المشاعر
يتكون لدى معظم أولئك الأطفال أفكارًا مغلوطة، فيقوم بسلوك التنمر على من المحيطين به؛ إذ يعتقد أنه الأخرين أقل قيمة منه كما أنهم من عرق أدنى أو نوع مختلف، ولا يفهم أبدًا تأثير ما يفعله من تصرفات على هؤلاء الأطفال ولا يعي الضرر الذي قد يخلفه وراءه، كما يعجز من يقوم بسلوك التنمر عن فهم نوايا الأشخاص من حوله، فكثيرًا ما يستفزه مجرد تصرف بسيط، ولا يستطيع إدراك أنه لا يقصد مضايقته.
مشاهدة أفلام عنف
تخلق المشاهد العنيفة ردود أفعال غريبة عند الأطفال، خاصة إن لم يتلقوا الاهتمام المناسب من البالغين.
ما هي أنواع سلوك التنمر؟
يسرد المتخصصين عددًا من أنواع سلوك التنمر المختلفة، والتي قد يتعرض لها طفلك اليوم، وتتضمن ما يلي:
التنمر الجسدي:باستخدام الركل أو الضرب أو استخدام أنواع أخرى من السلوك العدواني البدني.
التنمر اللفظي:عن طريق الشتائم أوالمضايقة المستمرة أو نشر الشائعات أو الافتراءات العنصرية.
التنمر الإلكتروني: تعنيف طفل آخر عبر الهواتف أو الإنترنت.
قد يتعرض الأطفال لسلوك التنمر باستخدام نوع واحد أو أكثر من هذه الأنواع، إن مخاطر سلوك التنمر عبر الإنترنت واضحة بشكل خاص، لأن هذا النوع من سلوك التنمر قد ينتهك خصوصية البيئة العائلية وأمانها، قد يحدث مشكلة التنمر في المدرسة في وقت محدد وهو نهاية اليوم الدراسي، لكن سلوك التنمر عبر الإنترنت يحدث بشكل متواصل.
ما مؤشرات سلوك التنمر؟
ربما قد يراودك سؤالًا محيرًا الآن وهو، كيف أعرف أن طفلي يتعرض لسلوك التنمر؟ أو كيف أعرف أن طفلي متنمر؟ ولكي تحصل على إجابة هذا السؤال، من الضروري أن تتابع سلوك طفلك، ومراقبة أي من الإشارات التالية:
تعرف على العلامات التحذيرية التي تشير أن طفلك يتعرض لسلوك التنمر
عندما يصبح الطفل ضحية للتنمر، فإنه غالبًا ما يتردد في شرح المشكلة على والديه أو غيرهم من البالغين الذين يمكنهم مساعدته، من الأفضل أن يضبط الآباء على سلوك أطفالهم في حال كانوا على وشك التعرف على علامات التحذير التي تشير إلى تعرض طفلهم لسلوك التنمر، نسرد لك بعض هذه العلامات التحذيرية، وهي:
- يعود الطفل إلى المنزل وأغراضه الشخصية مفقودة أو تالفة.
- يبدأ الطفل في السير بطريق مختلف من المدرسة إلى المنزل.
- يكون لدى الطفل عدد قليل من الأصدقاء لكنهم من خارج المدرسة.
- يشكو الطفل كثيرًا من أمراض جسدية.
- يبدو الطفل مكتئب عندما يعود إلى المنزل من المدرسة.
- يجد الطفل صعوبة في النوم فجأة.
- يُظهر الطفل أداء غير جيد في المدرسة.
تشير هذه الأعراض إلى عدد من المشاكل المحتملة، فلا ينبغي أبدًا استبعاد تعرض الطفل إلى سلوك التنمر في حالة حدوث تغييرات سلوكية له، عندما يبدأ الطفل في إظهار أي من هذه العلامات من المهم أن يعمل الوالدان بجهد أكبر لفتح طرق حوار واتصال مع الطفل ومعلميه وحتى أصدقائه في محاولة لتحديد سبب هذه السلوكيات الجديدة.
تكتيكات الوقاية من سلوك التنمر
حتى تساعد الطفل في منع تعرض طفلك لسلوك التنمر، نوصي بما يلي:
احذر من بعض المواقع على الإنترنت: قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook مكانًا لتجمع الأطفال، ولكنها قد تصبح أيضًا أداة يستخدمها المتنمرون لتعذيب ضحاياهم، هناك أيضًا المواقع الاجتماعية على الإنترنت، تتميز بضعف المراقبة وتصبح عش الدبابير للسلوك السيئ عبر الإنترنت، فحاول يا صديقي ألا تدع أطفالك ينشغلون بهذه المواقع السيئة عبر الإنترنت أكثر مما تسمح لهم.
مراقبة الهاتف المحمول: قد يتلقى الأطفال الذين يتعرضون للتنمر عبر الهاتف المحمول عدد من الرسائل في أي وقت من النهار أو الليل، الرسائل التي تصل إليهم في وقت متأخر من الليل قد تفعل أكثر من مجرد تعذيب الضحايا؛ يمكن لهذه الرسائل أنتمنع الطفل من الحصول على قسط كافي من النوم.
يتسبب الحرمان من النوم أحيانًا في جعل الأمر أكثر صعوبة على الضحايا للتعامل مع الموقف، قم بتعيين أخذ الهاتف الخلوي ثم اترك الهاتف على طاولة بعيدًا عن طفلك ليلاً، لضمان حصوله على قسط جيد من الراحة والنوم أثناء الليل.
ابق عينيك مفتوحتين: يتردد بعض الآباء في مراقبة هواتف أطفالهم أو شبكات التواصل الاجتماعي، لأنهم يخشون أن يبدو متطفلين أو أنهم لا يثقون بأطفالهم، ومع ذلك فقد جعل عالم الإنترنت من الأهمية بمكان أن يعرف الآباء مع من يتحدث أطفالهم وماذا يفعلون على هذه الأجهزة، دع أطفالك يعرفون أنك تراقب الهاتف لحمايتهم، وليس كإجراء عقابي.
التواصل: يواجه الآباء مهمة صعبة تتمثل في استمرار التواصل الدائم والسلس مع أطفالهم، ينفجر الرادار الأبوي عادة لحدوث أمر ما، يحتاج الآباء إلى معرفة الإشارات التحذيرية والتصرف بناءً عليها عند الضرورة من خلال توسيع دائرة التواصل بينهم.
عندما تدرك أن طفلك أصبح ضحية لسلوك التنمر، فمن المهم أن تتخذ خطوات لحماية طفلك، من ضمن هذه الإجراءات مايلي:
- دع أطفالك يعرفون أنه يمكنهم الذهاب إلى شخص بالغ عندما لا يتمكنون من التعامل مع المتنمر بمفردهم.
- عالج المشكلة على الفور مع معلم الطفل أو مدير المدرسة.
- شجع طفلك على قضاء بعض الوقت خارج المدرسة مع دائرة أصدقائه المباشرة لبناء الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- ساعد طفلك على تطوير مهارات إيجابية في الرياضة أو الموسيقى أو الفن.
- حث طفلك على البقاء مع أصدقاء المدرسة، خاصة في المواقف التي يكون فيها سلوك التنمر أكثر احتمالًا.
- اطلب من طفلك التحدث إلى مستشار نفشي حول تعرضه لسلوك التنمر.
يعد سلوك التنمر نتيجة ثانوية مؤسفة لمرحلة الطفولة، ولذا لا يجب أن يكون له تأثير سلبي على طفلك مدى الحياة، ومن خلال استخدامك هذه النصائح، يمكنك مساعدة طفلك على التعامل مع السلوكيات السلبية التي قد يواجهها.
يمكنك حضور دورة تدريبية عن السلوك العدواني عند الأطفال وكيفية التعامل معه من هنا.