ما لا تعرفه عن الاختبارات النفسية
ما هي فوائد الاختبارات النفسية؟ هل الاختبارات النفسية مفيدة؟
عندما تستشير طبيب أسنان بخصوص مشكلة في ضرسك، فسيقوم بإجراء عدد من الفحوصات عليك، سوف يقوم بفحص ضرسك بحثًا عن أسباب الألم، ستساعده نتائج هذا الاختبار في الوصول إلى التشخيص ووضعك على خطة العلاج الصحيحة سواء كان خلع الضرس أو أخذ علاج معين، وبالمثل يقوم علماء النفس والأطباء النفسيون بإجراء اختبارات نفسية لفهم أداء الفرد وسلوكه للتوصل إلى تشخيص معين لمشكلة تتعلق بالصحة العقلية وما يقابلها من علاج.
وفي هذا المقال ستتعرف على الاختبارات النفسية بشكل واضح.
المحتويات
ما هي الاختبارات النفسية؟
تعد اختبارات النفس سلسلة من الاختبارات التي يجريها طبيب نفساني لجمع المعلومات حول كيفية تفكير الناس وشعورهم وتصرفهم ورد فعلهم، تُستخدم النتائج لوضع تقرير عن قدرات الشخص وسلوكه ويعرف بالتقرير النفسي، ويُستخدم بعد ذلك كأساس لتقديم توصيات بشأن علاج الفرد، تُستخدم التقييمات واختبارات النفس في مجالات أخرى أيضًا، كما هو الحال في حالة التقييم الوظيفي للشباب أو في عملية التقدم للوظيفة لتحديد مدى ملائمة مقدم الطلب للوظيفة الموجودة.
تستخدم اختبارات النفس لقياس القدرات المختلفة للفرد، مثل أهليته في مجال معين والوظائف المعرفية مثل الذاكرة والتعرف المكاني، أو حتى سمات معينة مثل الانطوائية، تستند هذه الاختبارات إلى نظريات نفسية تم اختبارها علميًا.
يمكن أن يختلف تنسيق اختبارات النفس بين التي تؤدى باستخدام القلم الرصاص والورق إلى القائمة على الكمبيوتر أو الإنترنت عامةً، وهي تشمل أنشطة مثل حل الألغاز والرسم وحل المشكلات المنطقية وألعاب الذاكرة.
تستخدم بعض الاختبارات أيضًا تقنيات تُعرف باسم تقنيات الإسقاط، والتي تهدف للوصول إلى اللاوعي، في هذه الحالات يتم تحليل الردود من خلال التفسير النفسي وخوارزميات أكثر تعقيدًا من الأساليب غير الإسقاطية المذكورة أعلاه، على سبيل المثال يمكن أن يوفر اختبار Rorschach، المعروف باسم اختبار بقعة الحبر نظرة ثاقبة على شخصية الفرد وأدائه العاطفي.
قد تتضمن اختبارات النفس أيضًا مراقبة تفاعلات وسلوك الشخص، بناءً على نتيجة الاختبار سيتم استخلاص نتائج حول القدرات والإمكانات الكامنة للفرد.
ماذا تقيس الاختبارات النفسية؟
تغطي اختبارات النفس عددًا من المجالات المختلفة، ومن ضمنها:
تقييم الصحة النفسية
يتضمن تقييم الصحة العقلية معلومات حول التاريخ الطبي للشخص، والتاريخ العائلي، وحالة الصحة العقلية الحالية، يساعد التقييم في تحديد ما إذا كانت هناك أي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، وتحديد التشخيص والعلاج وفقًا لذلك، من المرجح أن يبدأ الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي موعدًا لتقييم الصحة العقلية، والذي سيمكنه من تشخيصك وعلاجك بشكل صحيح.
تقييمات السلوك التكيفي
تقيس اختبارات النفس المهارات الاجتماعية والعملية للشخص، لتحديد قدرته على العمل بشكل يومي في المنزل أو المدرسة أو العمل؛ وعادة ما يتم إجراؤها جنبًا إلى جنب مع الاختبارات المعرفية، على سبيل المثال يمكن استخدامه لتقييم قدرة الطفل على العمل في الأنشطة الاجتماعية مع الطلاب الآخرين في المدرسة.
اختبار الكفاءة
يقيس اختبار الكفاءة قدرة الشخص على أداء أنواع مختلفة من المهام، يتم ذلك لتحديد المجالات التي تكون فيها مهاراتك أقوى، قد يكون بعض الأشخاص أفضل في المهام الكمية التي تتطلب مهارات في الرياضيات والتفكير المنطقي، والبعض الآخر في اللغة، والبعض الآخر في التفكير الإبداعي.
يستخدم المعالجون المهنيون هذه الاختبارات لقياس القدرة ومعرفة نوع المهن أو الأدوار الوظيفية التي قد يكون الشخص مناسبًا لها، يمكن أيضًا استخدامها من قبل المستشارين المهنيين لتوجيه الناس نحو التعليم العالي في المجالات التي يظهرون فيها قدرة عالية.
الاختبار المعرفي
يقيس هذا النوع من الاختبارات النفسية القدرات المعرفية للشخص مثل حل المشكلات، والتفكير، والمفردات، والفهم، والذاكرة، تُعرف باسم اختبارات الذكاء، وتستخدم في مجال التعليم لتحديد نقاط القوة والإمكانات لدى الشخص، على سبيل المثال قد يخضع الطفل لاختبار معرفي لقياس قدرته في مواضيع مختلفة، السماح للمعلمين بمساعدة الطفل على العمل في الموضوعات التي يواجهون فيها مشاكل.
اختبار التحصيل التعليمي
يتم إجراء هذا النوع من الاختبارات النفسية لاختبار مدى تقدم الفرد في تعلم مادة معينة مثل الرياضيات والقدرة على القراءة ولتحديد أي صعوبات قد تكون لديك، اختبارات التحصيل هي الاختبارات التي يقوم بها الطلاب في المدارس والكليات.
تقييم الشخصية
تركز اختبارات الشخصية على السمات الشخصية للفرد، يساعد في تقييم ما إذا كان الشخص أكثر انطوائية أو منفتح، أو حذرًا أو عفويًا، وكيف يمكن أن يتفاعل أو يستجيب لمواقف الحياة المختلفة، يمكنك القراءة أكثر عن هذا النوع من هنا.
الاختبارات النفسية الشرعية
تستخدم الاختبارات الطب الشرعي في المجال القانوني، لتحديد ما إذا كان المشتبه به قادرًا على ارتكاب الجريمة التي اتُهم بارتكابها، ويشمل الاختبارات المعرفية والشخصية والنفسية العصبية.
الاختبارات العصبية النفسية
تحلل الاختبارات العصبية النفسية كيفية عمل دماغ الفرد، من أجل تحديد أي مشاكل في أدائه، على سبيل المثال قد يضطر الشخص المصاب بإصابة في الرأس إلى الخضوع لاختبارات نفسية عصبية للتحقق من قدرة دماغه على الاحتفاظ بالمعلومات، يمكنك القراءة أكثر عن هذا النوع من هنا.
تفسير الاختبارات النفسية
لا تُفسر هذه الاختبارات دون سياق معين، حيث تستخدم مقاييس تم التحقق منها علميًا، واستخدام نتائجها كمعايير قائمة بذاتها يمكن أن يؤدي إلى سوء التفسير، على سبيل المثال في حالة اختبار عمل الدم من الضروري أن يقرأ الطبيب الأرقام المتعلقة بأعراضك والصحة البدنية العامة للوصول إلى تشخيص دقيق.
وبالمثل من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن العديد من الاختبارات المذكورة أعلاه متاحة بسهولة على الإنترنت، إلا أن إجراءها دون استشارة أخصائي الصحة العقلية قد لا يؤدي إلى الحصول على تحليل فعلي لشخصيتك أو كفاءتك أو سلوكك، وهذا بدوره قد يعني عدم الحصول على المساعدة التي تحتاجها.
بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون يتم استخدام الاختبارات النفسية لأغراض التقييم، ويتم إجراؤها من قبل أخصائي ماهر ومختص، يوجد خدعة في هذه الاختبارات وهي أنك بحاجة إلى أن تكون صادقًا تمامًا في الإجابات التي تقدمها لتقليل فرص حدوث الأخطاء، بطبيعة الحال هناك مزايا وعيوب للاختبار النفسي وسنتحدث عنها قريبًا، إليك بعض السيناريوهات المفيدة للاختبار في حال كنت ترغب في الحصول على الاختبارات النفسية أو تريد إجراء اختبار على فرد.
ما هي استخدامات الاختبارات النفسية؟
قد يعتقد المرء أن إجراء اختبار نفسي شيء غير ضروري، ولكن في كثير من الحالات تصبح في الواقع ضرورة، وخاصة في التقييمات الوظيفية، على سبيل المثال قد تتناسب أوراق أحد المتقدمين مع الوظيفة تمامًا، ولكن قد لا يكون مستعد عقليًا للقيام بهذه الوظيفة، لذلك ستصبح الاختبارات النفسية مقياسًا ضروريًا للتقييم.
مزايا الاختبارات النفسية
هناك عدد من المميزات لهذه الاختبارات ومن ضمنها:
- من الصعب جدًا الكذب عند إجراء اختبار نفسي، وينصح المسئول عن الاختبارات النفسية دائمًا بالإجابة بصدق، يساعد هذا في تحديد ما إذا كان شخص ما يحاول الغش في طريقه نحو الحصول على وظيفة أو اجتياز اختبار نفسي أخر.
- يستغرق الانتهاء من إجراء اختبار نفسي وقتًا بسيط لإكمالها، مما يعني أن الأشخاص لديهم وقت أكثر للتعامل مع المهام الأخرى.
- غالبًا ما يمكن التعرف على المواهب المخفية أو الإمكانات الأخرى من خلال هذه الاختبارات النفسية، هذا لا يعني أن لمجرد تفوق المرشح في مجال خبرة معين أنه سوف يتفوق في الآخر.
- هذه الاختبارات ليس لديها فرصة للتحيز.
- التعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف.
- تساعد الاختبارات في تحديد أهلية الفرد.
- معرفة ما إذا كنت تعاني من مشكلة نفسية معينة.
- مساعدتك على معرفة إذا كان هناك شخص قريب منك يعاني من اضطراب معين.
عيوب الاختبارات النفسية
يوجد عدد من العيوب أيضًا في هذه الاختبارات ومن ضمنها:
- يتم إجراء الاختبارات النفسية بطريقة تجعلها غير موثوقة في بعض الحالات.
- يمكن للمؤديين الاختبارات النفسية أن يكذبوا، وقد يقدم نتيجة مختلفة تمامًا.
- عدم إمكانية اكتشاف الكذب في الاختبار.
- بعض الاختبارات النفسية عبر الإنترنت غير منهجية.
في النهاية، سيعرف الشخص الذي يجري الاختبارات النفسية أكثر عن شخصيته وسوف يستمتع بأداء الاختبار النفسي، مما يجعله قادرًا على عيش حياة جيدة لأنه أصبح يفهم نفسه أكثر من أي وقت مضى.