6 طرق للتواصل مع صاحب الشخصية الحدية
الاتصال جزءًا أساسيًا من أي علاقة بالطبع، لكن التواصل مع صاحب الشخصية الحدية يمكن أن يكون تحديًا خاصًا، غالبًا ما يُشَبه الأشخاص الذين تربطهم علاقة وثيقة بشخص مصاب بالشخصية الحدية وكأنه كالجدال مع طفل صغير، يواجه صاحب الشخصية الحدية مشكلة في قراءة لغة الجسد أو فهم المحتوى غير اللفظي لأي محادثة.
قد يقولون أشياء قاسية أو غير عادلة أو غير عقلانية، يمكن أن يتسبب خوفهم من الهجر في المبالغة في رد فعلهم تجاه أي إهانة يُنظر إليها، مهما كانت صغيرة، ويمكن أن تؤدي عدوانيتهم إلى نوبات اندفاعية من الغضب أو الإساءة اللفظية أو حتى ممارسة العنف، وفي هذا المقال سنقدم إليك عدة نصائح يمكنك الاعتماد عليها عند التواصل مع مريض الشخصية الحدية، ومساعدتك على نجاح علاقتك معه.
المحتويات
ما هي مشكلة صاحب الشخصية الحدية؟
تكمن مشكلة صاحب الشخصية الحدية في أن إصابته بهذا الاضطراب تشوه الرسائل التي يسمعها وتلك التي يحاول التعبير عنها، الأمر يشبه وجود عسر القراءة السمعي، حيث يسمع صاحب الشخصية الحدية الكلمات والجمل بالعكس وإلى الوراء، من الداخل إلى الخارج، بشكل جانبي، وخالي من السياق.
يعد الاستماع إلى صاحب الشخصية الحدية والانتباه لمشاعره من أفضل الطرق لمساعدة شخص مصاب الشخصية الحدية على البقاء في هدوء، عندما تقدر كيف يسمعك الشخص الحدي وتضبط طريقة تواصلك معه، يمكنك المساعدة في نزع فتيل الهجمات والاحتجاجات وبناء علاقة أقوى وأوثق معه.
نصائح التواصل مع مصاب الشخصية الحدية
من المهم معرفة الوقت المناسب الذي يمكنك فيه بدء محادثة آمنة مع صاحب الشخصية الحدية، إذا كان أحد أفراد أسرتك من أصحاب الشخصية الحدية غاضبًا أو يسيء لفظيًا أو يوجه تهديدات جسدية، فهذا ليس وقت الحديث، ومن الأفضل تأجيل المحادثة بهدوء بقول شيء مثل، لنتحدث لاحقًا عندما نكون هادئين، أريد أن أعطيك اهتمامي الكامل ولكن هذا صعب للغاية بالنسبة لي الآن، نقدم إليك الآن نصائح التواصل مع مصاب الشخصية الحدية.
أخبره أنك تهتم به
ستندهش من مقدار بساطة الأمر، لكنه ليس بهذه البساطة، حيث يواجه صاحب الشخصية الحدية صعوبة في الاعتقاد بأن الناس يهتمون بهم عندما لا يتحدثون معهم لفترة معينة، كما يميل صاحب الشخصية الحدية إلى الاعتقاد بأنه إذا لم يسمع ما يوضح التقدير من الناس، فهذا يعني أنهم لا يهتمون أبدًا به، أو إذا تحدثوا إليه عندما يكون لديهم خدمة يطلبونها، فإنهم يتحدثون معه فقط لأنهم يريدون شيئًا، ولا يهتمون بصاحب الشخصية الحدية على الإطلاق.
إليك كيف يمكنك مساعدته في معرفة أنك تهتم به:
قم بوضع منبه على هاتفك في فترات منتظمة، يمكن أن يكون مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر على حسب قوة علاقتك به، عندما يأتي هذا الوقت، أرسل لصاحب الشخصية الحدية رسالة تسأل عليه فيها، واخبره أنك مهتم به فيمكنك أن تقول له، “أرسل لك رسالة لأخبرك أنني مهتم بك”، “أردت أن تعرف أنني أفكر فيك”، “أحب حقًا وجودك في حياتي وأردت التأكد من أنك تعرف ذلك”.
نعم بكل هذه البساطة يا عزيزي.
اسأل عن أحواله
يشعر صاحب الشخصية الحدية بالكثير من الخوف والعار تجاه نفسه، نظرًا لأنه يخشى الرفض بشدة، فقد يكون من الصعب حقًا المخاطرة بأن يكون عرضة للخطر، يعد سؤال صاحب الشخصية الحدية عن كيفية أدائه إستراتيجية أخرى سهلة حقًا لتذكيره بأنه مهم ومشاعره مهمة، إذا كنت تعلم أنه يشعر بالإحباط.
إذا شاهدته ينشر شيئًا حزينًا على Facebook، وإذا لاحظت أنه هادئ جدًا، وحتى إذا لم يكن هناك أي من هذه الأشياء، اسأله كيف حاله، قل له “مرحبًا كيف حالك؟”، “كيف تجري الأمور معك؟”، “رأيت أنك نشرت على Facebook عن الشعور بأنك غير جيد، وأردت أن أكون بجانبك”، هذه الثانية الواحدة بسيطة جدًا وتأثيراتها قوية للغاية.
عند تقديمك أخبار صعبة، خففها بالدعم والتعاطف
من المؤكد أنك قدمت مجاملة لفظية مرة واحدة على الأقل في حياتك، لماذا لا تستخدمه مع صاحب الشخصية الحدية دائمًا؟ عندما تخبر صاحب الشخصية الحدية بشيء تعرف أنه سيكون من الصعب سماعه، اقض بعض الوقت في التفكير في كيفية كبح مخاوفه حتى يكون مُجهز بشكل أفضل لاستيعاب هذه المعلومات.
قبل إخبار صاحب الشخصية الحدية بالحقيقة الصعبة، ذكره أنك تهتم به وتقر بأن لديه مشاعر حقيقية وصحيحة، قد تقول شيئًا مثل: “أنا أهتم بك كثيرًا، وأريد أن أدعمك في رحلتك، أسمع أنك تشعر بالضيق والارتباك، وأنا أفهم أنك قد تشعر بالغضب مني الآن “، وبمجرد أن تنتهي من تخفيف الأمر، يمكنك البدء في قول الحقيقة.
يصعب دائمًا سماع الحقائق الصعبة، ولكن مع القليل من الطمأنينة بأنك تهتم بصاحب الشخصية الحدية وترى أن مشاعره صحيحة، يسمح بوجود مجال أكبر لسماع الحقيقة، دون القفز إلى استنتاجات مثل:
- “الكل يكرهني”
- “أنا شخص فظيع”
- “لن يحبني أحد أبدًا”
لا تحكم على سلوكيات مصاب الشخصية الحدية
إذا كنت قد قرأت أي شيء عن اضطراب الشخصية الحدية، فربما تكون قد سمعت عن أن صاحب الشخصية الحدية من ضمن أشخاص مسيئين أو متلاعبين أو مجانين، وأفعاله سيئة أو خاطئة أو غير ملائمة، يمكن أن يكون مصاب الشخصية الحدية مسيء لكنه تمامًا كما يمكن أن يكون يفعل الذين لا يعانون من الشخصية الحدية، يوجد الكثير من المصابين باضطراب الشخصية الحدية الذين لا يتصفوا أبدًا بأنهم مسيئين.
كن حساسًا لمحفزاته، خاصة فيما يتعلق بالرفض والتخلي
لكل شخص محفزاته المختلفة، والطريقة الوحيدة لتعلم هذه المحفزات هي السؤال والمراقبة، لكن هناك محفزان شائعان حقًا للمصابين باضطراب الشخصية الحدية، هما الرفض والتخلي، فيما يلي بعض المواقف التي قد يفكر فيها عندما يشعر مصاب الشخصية الحدية غالبًا بالرفض أو التخلي عنهم:
- أنت ترفض دعوتي للتسكع.
- أنت تخرج مع الأصدقاء ولم تدعوني للحضور.
- لديك صديق جديد أو اهتمام رومانسي بحياتك وليس لديك الكثير من الوقت لتقضيه معي.
- أنت تلغي خطتي.
أنا لا أقترح بأي حال من الأحوال أنه يجب عليك تجنب القيام بهذه الأشياء لتجعل مصاب الشخصية الحدية يشعر بتحسن، من فضلك لا تفعل ذلك، فهذا سيعزز إيمانه بأنك لا تهتم به إلا إذا فعلت ما يريد، ما أقوله هو أن كل حالة من هذه المواقف تقدم لك فرصة للتفكير في ما قد يشعر به مصاب اضطراب الشخصية الحدية، وقضاء بضع دقائق في طمأنته بأنه لم يتم رفضه أو التخلي عنه.
التحقق من صحة معتقداته
يحتاج الناس أجمع إلى الاطمئنان على صحة معتقداتهم، يحتاج صاحب الشخصية الحدية بشكل خاص إلى التحقق من صحة أرائه، لأنه يواجه الكثير من المشاكل في حياته، ولا يعني التحقق من صحة أرائه أن عليك أن تتفق معه، فالتحقق من صحة معتقدات شخص ما يختلف عن الاتفاق معه، لذا من الضروري أن تبدأ في التحقق من صحة ما يظنه مصاب اضطراب الشخصية الحدية، حتى لا تجعله يسير خلف اعتقاد خاطئ لفترة طويلة.
آمل أن تكون هذه الخطوات مفيدة لك، إذا كنت تبحث عن مزيد من المعلومات حول اضطراب الشخصية الحدية وكيفية دعم صاحب الشخصية الحدية ودعم نفسك أيضًا، أقترح عليك لقاء العلاقة الحدية النرجسية، لتتحدث عن مشكلتك وتصل إلى حلول واقعية ومُطبقة فعليًا، من هنا.