الخوف الاجتماعي| حاجز يخلقه الآباء ويدمر حياة أبنائهم

يتعرض الفرد للعديد من المواقف الاجتماعيه في حياته ومن الطبيعي أن يشعر الفرد ببعض الخوف أو التوتر  أثناء مواجهة موقف اجتماعي معين، مثلا عند إلقاء كلمة أو حضور احتفال أو عند تقديم عرض وشرحه للآخرين وقد تظهر أعراض مثل احمرار الوجه والتعرق ولكن يختلف الأمر لمن يعانون من اضطراب الخوف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .

ماهو الخوف الاجتماعي؟

هل تشعر بالخوف وتعتقد أنه غير طبيعي وتريد معرفة كيفية علاجه وطرق تفسير أسبابه؟ يعرف اضطراب الخوف الاجتماعي بأنه خوف دائم وواضح من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية أو الأداء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
وهو من ضمن إضطرابات القلق ويعتبر النوع الأكثر ظهور بين اضطرابات القلق ويعاني المصابين بالخوف الاجتماعي من الخوف والإحراج بدرجة عالية  أثناء تواجدهم مع الأخرين بسبب الخوف من أن يركز الأخرين النظر عليهم وعلى أفعالهم و يحكمون عليها سلبياً  أو الخوف من النقد أو الفشل في الأداء، الرُّهاب الاجتماعي مرض غير طبيعي  و تشمل الاضطرابات بالرهاب والخوف او الخجل من الظهور والخوف من الحياة أيضا،وقد يتجنب البعض مواجهة المواقف الاجتماعية مما يعيق المصابون عن ممارسة حياته بالشكل الطبيعي، اﺿطراب  اﻟﺧوف يعد مشكلة تحدث كثيراً و تشكل رغبة المجتمع في التخلص من اﻟﺧوف أو  الارتباك حيال ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ مشكلة اجتماعية سلبية وشديدة، والخوف الاجتماعي أكثر شيوعًا في التواجد عند الأطفال

وقسم علماء النفس الخوف الاجتماعي إلى نوعين:

1-  قلق التحدث أمام الأخرين (يحدث في مواقف معينة كالكلام أمام الناس أو في ضيافتهم ويخاف الشخص أن يخطئ في الحديث أو يتكلم في طريقة غير لائقة.
2-  القلق الاجتماعي(لا يتحدد في موقف معين وهو خوف مزمن من المواقف المختلفة التي يشعر فيها الشخص بأنه محط أنظار الأخرين)
وقد يدرك البعض أن الخوف الذي يعانون منه يزيد عن الحد الطبيعي وانه غير واقعي ولكنهم غير قادرين على التغلب عليه بأنفسهم ويحتاجون إلى مساعدة لكي يتم التعامل مع الخوف والقلق .

أعراض الخوف الإجتماعي

أعراض الخوف الاجتماعي كثيرة جدا، ورهاب الخوف الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلي مشاكل أخري في الصحة والأعراض الحادثة ل(المصاب) بالخوف الاجتماعي هي:

• خفقان في القلب
• احمرار الوجه
• التعرق
• الشعور في الدوار
• برودة الأطراف
• صعوبة القيام في تواصل بصري .
• تجنب الحديث مع الآخرين
• التلعثم أثناء الحديث

تشخيص مشكلة الخوف الاجتماعي

عندما تشعر بأنك تعاني من الخوف والخجل الاجتماعي وخاصة من الغرباء فيجب عليك مراجعة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي المؤهل لتقديم الخدمات النفسية للحصول على تشخيص صحيح ودقيق ومن أدوات التشخيص:

• الاختبارات النفسية
• الملاحظة الإكلينيكية
• المقابلة
• دراسة الحالة
• الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية

ويعتمد تشخيص اضطراب الخوف الاجتماعي على توفر المعايير التالية:

• يخشى الفرد التصرف بطريقة تسبب الإحراج أو التقييم السلبي.
• دائمًا ما يؤدي التعرض للمواقف الاجتماعية إلى خوف وقلق شديد.
• يتم تجنب الموقف المخيف أو تحمله مع القلق والضيق.
• الخوف أو القلق لا يتناسب مع التهديد الفعلي الذي يشكله الوضع الاجتماعي.
• الخوف أو القلق مستمران وعادة ما يستمران لمدة ستة أشهر أو أكثر.
• يؤثر الخوف الإجتماعي بشكل كبير على الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني للشخص.

أسباب الخوف الاجتماعي الشديد

أسباب حدوث الخوف الإجتماعي متعددة وليس هناك سبب محدد بل مجموعة من الأسباب يشير إليها باحثون علم النفس وتختلف من شخص لأخر:

• الأسباب الوراثية:

تشير بعض الدراسات النفسية على أثر الوراثة في ظهور بعض الإضطرابات حيث أن الفرد قد  يرث الجينات المسؤولة عن الاضطراب الكيميائي الذي يحدث القلق, ويكون مسؤول  عن طبيعة الأعراض وعن العوامل الكيميائية المسئولة عن القلق

• العوامل البيولوجية :

قد يحدث نتيجة خلل في تركيب الدماغ أو نتيجة نقص في إفراز بعض الهرمونات .

• الأسباب البيئية ومنها:

أساليب التربية الخاطئة التي تعتمد على الحماية الزائدة للطفل أو الإهمال ومنع الطفل من التعبير عن ذاته أو العقاب المبالغ فيه جميعها تؤثر على نفسية الطفل وعلى الثقة بالنفس وعلى كيفية مواجهة الآخرين.

التقليد (النمذجة) وقد يحدث في بعض الحالات عن طريق التقليد فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من الخوف الاجتماعي فقد يظهر عند الأبناء فمن الممكن أن يلاحظ ويتعلم الطفل الخوف عن طريق والديه .
المواقف الصعبة قد يظهر الخوف الاجتماعي في بعض الحالات بعد التعرض لموقف اجتماعي مزعج  ومحرج يتبعه انتقاد سلبي أو التأنيب.

نسبة انتشار الرهاب الاجتماعي

تقدر نسبة انتشار الخوف الاجتماعي في بعض الدراسات 12% بين الناس وتراوحت في مجتمعات أخرى ما بين 7-14% ويظهر الخوف غالبا في الأعمار 17_24 وقد وتبدأ علامته من الطفولة وتستمر إلى المراهقة .

أمثلة على المواقف الأكثر شيوعاً التي يتم تجنبها من قبل الأفراد الذين يعانون من الخوف الاجتماعي

• مقابلة أشخاص غير مألوفين أو غرباء
• إلقاء خطاب
• الأكل أمام الآخرين
• تجنب التواصل البصري مع الآخرين.
• الذهاب إلى المناسبات أو العمل .

علاج حالة الخوف الاجتماعي

ويشمل علاج اضطرابات القلق على العلاج الدوائي والعلاج النفسي ويعتمد نوع العلاج على حسب الحالة وشدتها وقد يتم الدمج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي.

العلاج الدوائي
يتم تقييم الحالة من قبل طبيب نفسي مختص يقوم بوصف أنواع محددة من مضادات القلق أو الاكتئاب تؤدي إلى خفض مستوى القلق والأعراض الجسدية  بدرجة كافية بحيث يستطيع الفرد تركيز الانتباه ليتمكن من الحصول على فوائد العلاج النفسي حيث يهدف استخدام الدواء إلى تهدئة الجهاز العصبي .

العلاج النفسي

العلاج النفسي وله مسمى آخر العلاج الكلامي  ويتم من قبل معالج نفسي مؤهل ومدرب وهو عبارة عن علاقة مهنية قائمة على التعاون بين المعالج والعميل حيث يقوم العميل بالتحدث عما يريد  وعن سبب قدومه للعلاج وماذا يعاني وتتم في بيئة آمنة ومريحة وتتضمن السرية وتتيح جو من القبول التام ويقوم المعالج النفسي بدوره في الاستماع الفعال والتثقيف النفسي ومساعدة العميل في تعلم  مهارات ذاتية تساهم في استعادة سيطرة الفرد على القلق  وعلى فهم أنفسهم بشكل أفضل ويتم ذلك من خلال عدة جلسات. والعلاج النفسي عدة أنواع وأكثر الأنواع فعالية لعلاج اضطرابات القلق العلاج المعرفي السلوكي، حيث يميل غالباً من يعاني من الخوف الاجتماعي إلى تجنب مواجهة المواقف التي تثير القلق ومن إحدى أهداف العلاج تعلم أسلوب المواجهة

وفي الختام يحتاج العلاج  إلى الصبر والاستمرار للحصول على نتائج  و إذا شعرت أنك في حاجة إلى المساعدة فضلاً اطلبها دون خوف وخجل فالصحة النفسية حق للجميع قم ب(الاستشارة) .

المراجع

الدليل التشخيصي والإحصائي 5 للاضطرابات العقلية
أ.د. طارق الحبيب ,الخوف الاجتماعي
مجلة psuchologuTodau , الرهاب الاجتماعي .

علي صالح ,الاضطرابات النفسية والعقلية , دار الصفاء للنشر