اضطرابات التواصل عند الأطفال| التشخيص نصف العلاج
تعد اضطرابات التواصل عند الأطفال مشكلة كبيرة تؤرق حياة الآباء، فهو اضطراب يؤثر على قدرة طفلك على فهم الكلام أو اللغة والتعرف علي معانيهم أو تطبيق هذه المعانيفي المشاركة في الخطاب مثلاً بفعالية مع الآخرين، ويمكن أن تتراوح هذه التأخرات والاضطرابات من استبدال الصوت البسيط إلى عدم قدرة الطفل على فهم أو استخدام لغته الأصلية، تابع هذا المقال للتعرف على اضطرابات التواصل عند الأطفال.
المحتويات
ما هو اضطراب التواصل عند الأطفال؟
تختلف الميول الموجودة أو الاضطرابات وكذلك الميول المستبعدة ضمن فئة اضطرابات التواصل حسب الدراسات، وعلى سبيل المثال، تختلف المفاهيم التي قدمتها الجمعية الأمريكية للسمع والكلام عن المفهوم الخاص بالإصدار الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية الرابع (DSM-IV)
يعرف العالم غليسون مصطلح اضطراب التواصل: بأنه اضطراب ضعف اللغة أو الكلام وهو يشير إلى مشاكل كثيرة في التواصل وفي المجالات التي لها صلة بهذا الأمر أيضاً، مثل وظائف الحركة الفموية، ويمكن أن تتراوح هذه الاضطرابات بين الاستبدال الصوتي البسيط إلى عدم المقدرة على فهم أو استخدام لغة الشخص الأصلية، تشير اضطرابات التواصل بشكل عام عادةً إلى مشاكل كبيرة في الكلام في الفهم أو التعبير والتي تتداخل بشكل كبير مع تحقيق الشخص/ الطفل أو نوعية حياته، وقد تساعد معرفة التعريف الإجرائي للجمعية التي أو الوكالة التي تجري تقييم أو إعطاء تشخيص.
الأشخاص أو الأطفال الذين يتحدثون لغات متعددة، أو يتحدثون أكثر من لغة أو يتحدثون أكثر من لهجة في مكان إقامتهم، لا يعانون من غالباً من اضطراب في الكلام إذا كانوا يتحدثون بشكليتفق مع بيئتهم المنزلية أو مزيج من البيئات المختلفة والبيئة الخارجية.
الدليل الإحصائي والتشخيصي
هو الدليل الاحصائي والتشخيصي الرابع للاضطرابات النفسية (DSM-IV)
وفق الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية، عادةً ما تشخص اضطرابات التواصل في مرحلة الطفولة أولاً أو في مرحلة المراهقة، وهذا على الرغم من أن اضطراب التواصل لا يقتصر على أنه من اضطرابات الطفولة وقد تستمر أيضاً في مرحلة البلوغ، وقد تحدث أيضاً مع اضطرابات أخرى.
يتضمن هذا التشخيص الفحص ومن بعده التقييم الذي يتم خلاله تحديد ما إذا كان الأداء أو النتائج أقل بكثير من التوقعات النمائية، وفي حالة إذا كانت تتداخل بشكل كبير مع العلاقات الاجتماعية وكذلك التحصيل الدراسي والحياة اليومية فقد يحدد هذا التقييم أيضاً ما إذا كانت الحالة منحرفة أو متأخرة، ولذلك من الممكن أن يواجه الشخص تحديات كبيرة في التواصل ولكنه لا يفي بمعايير كونه أقل كثيراً من معايير الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية
تجدر الإشارة كذلك إلى أن التشخيصات التي يحددها الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية “DSM” لا تشتمل على مجموعة كاملة أو قائمة بجميع اضطرابات التواصل فعلى سبيل المثال، لا يندرج اضطراب المعالجة السمعية ضمن قائمة الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية.
التشخيصات ضمن اضطرابات التواصل
يوجد عدد من الشخصيات يعتبر من ضمن اضطرابات التواصل ومنهم:
الاضطراب اللغوي في التعبير: وهذه الاضطرابات تتميز بصعوبة تعبير الشخص عن نفسه إذا تجاوز الأمر الجمل البسيطة والمفردات المحدودة، قد يكون لدى هؤلاء الأشخاص فهم أفضل لاستخدام التعابير اللغوية او اللغة، وأحياناً يكون لديهم الكثير جداً يحتاجون ليقوله، لكنهم يواجهوا صعوبة كبيرة في تنظيم الكلمات والجمل واسترجاعها بطريقة أكثر من المتوقع في مرحلة تكوين الجمل.
التلعثم: وهو نوع من أنواع الاضطراب التي تحدث في الكلام عندما يتوقف الاسترسال في الكلام بسبب تكرارهم اللاإرادي للأصوات أو الكلمات أو المقاطع أو إطالتها.
اضطرابات الكلام: هواضطراب في طريقة الكلام وصوت الشخص المتحدث، حيث يتميز الشخص بمشاكل في تكوين أنماط معينه من أخطاء الصوت (مثل، “dat” بدلاً “that”).
اضطرابات اللغة الاستقباليه التعبيرية: وهي عبارة عن مشاكل في فهم أوامر الأشخاص الآخرين.
اضطرابات قد تتضمن مشكلات في التواصل
نعرض لك بعض أمثلة للاضطرابات التي تخلق أو تتضمن تحديات ومشاكل في التواصل واللغة، يمكن أن تحدث مع الاضطرابات المتعلقة بالتواصل التي ذكرناها عدد من الأمراض منها:
- اضطراب طيف التوحد أو اضطراب التوحد بالإنجليزية: autism spectrum disorder والتوحد بالإنجليزية: autistic disorder ويسمى أيضاً التوحد الكلاسيكي، وكذلك اضطراب النمو المنتشرويعرف بالإنجليزية: pervasive developmental disorder وكذلك متلازمة أسبرجر Asperger syndromeوهي اضطرابات في النمو وهي التي تؤثر على التطور والنمو الطبيعي في مهارات التواصل الاجتماعي للأطفال أو مهارات التواصل.
- اضطرابات اللغة التعبيرية: expressive language disorder:هي اضطرابات تؤثر على التحدث والتفاهم أو التخاطب بين الأشخاص، هذا ولا يوجد أي تأخر في الذكاء غير اللفظي.
- اضطرابات اللغة الاستقبالية التعبيري: mixed receptive-expressive language disorder هو اضطراب يؤثر أيضاً على التحدث والفهم والكتابة والقراءة هذاولا يوجد أي تأخير في ذكاء الشخص غير اللفظي.
- الضعف اللغوى المحدد: specific language impairment وهي اضطرابات لغوية تؤخر إتقان مهارات اللغة لدى الأطفال الذين لا يعانوا من فقدان السمع أو أي تأخر آخر في النمو، ويُعرف هذا الاضطراب أيضاً باسم اضطراب اللغة النمائي: developmental language disorder، أو تأخر اللغة: language delay، أو صعوبة النمو التطوري : developmental dysphasia.
- اعتلالات حسية
- ضعف البصر (بالإنجليزية: Blindness): وهوونقص القدرة على الرؤية بشكل جيد، ويتم اجراء حالياً بحث حول وجود علاقة بين مهارات التواصل وضعف البصر عند الأطفال المكفوفين.
- ضعف السمع: Deafness أو تكرار إلتهاب الأذن الوسطى: frequent ear infections وهو عبارة عن نقص جزئي أو كلي في قدرة أطفال على سماع الأصوات أو فهم هذه الأصوات، وأحياناً قد تؤثر المشكلة في السمع أثناء التعرف على اللغة وتتطور إلى مشاكل في اللغة المنطوقة. وقد يعاني الأطفال المصابين بالتهابات الأذن المتكررة بطريقة مؤقتة من مشاكل في نطق الكلمات بشكلها الصحيح. وأيضاً تجدر الإشارة إلى أن بعض اضطرابات التواصل التي تم ذكرها يمكن أن تحدث مع الأشخاص الذين يعتمدون علي لغة الإشارة، وعدم القدرة على الاستماع لا يعتبر اضطراب في التواصل.
فقد القدرة على الكلام
فقدان قدرة الشخص على الكلام ( Aphasia) ويعرف بـ “الحبسة”، وهو فقدان القدرة على الكلام أو فقدان القدرة على تكوين أو فهم اللغة. ويوجد هناك حبسة حادة تكون ناتجة عن وحود سكتة دماغية أو صدمة دماغية، وفقدان القدرة على الكلام الأولي المتقدم نتيجة عن أمراض تقدمية مثل مرض الخرف.
- الحبسة الحادة ( Acute aphasias)
- حبسة تعبيرية Expressive aphasia أو حبسة بروكا: Broca’s aphasia هما عبارة عن فقدان القدرة على الكلام التعبيري وهو عبارة عن حبسة غير طلاقة non-fluent aphasia، يتميز بتلف في الفص الجبهي للدماغ، عادةً ما يقوم الشخص المصاب بالتحدث بجمل قصيرة منطقية ولكنه يبذل مجهودكبير جداً أيضاً لإنتاجها، فإن الشخص المصاب يفهم خطاب وكلام الشخص الآخر ولكنه لديه مشكلة في الاستجابة السريعة
- حبسة استقبالية Receptive aphasi أو حبسة فيرنيكه: Wernicke’s aphasiaتُعرف باسم حُبسة مصحوبة بالطلاقة أيضاً ( fluent aphasia) أو حُبسة حسية receptive aphasia، هو عبارة عن نوع من الحبسة (والحبسة للتذكرة هي فقد القدرة على الكلام) وترتبط بشكل تقليدي بحدوث تلف في الأعصاب لباحة فيرنيكه في المخ.
- حبسة التوصيل ( Conduction aphasia).
- حبسة التسمية ( Anomic aphasia).
- حبسة شاملة ( Global aphasia).
- خرف دلالة الرموز ( Semantic dementia).
- حبسة تقدمية أولية ( Primary progressive aphasias)
- حبسة تقدمية لُغينية ( Logopenic progressive aphasia).
- حبسة تقدمية غير طلاقة ( Progressive nonfluent aphasia).
– صعوبات التعلم
- عسر الحساب ( Dyscalculia): هو نوع من ضمن أنواع مشكلاتصعوبة التعلم ويشمتل علي صعوبة فطرية في تعلم أو فهم الحسابات الرياضية.
- عسر القراءة ( Dyslexia): هو عيب في الطرق المستخدمة في القراءة، وهو اضطراب فيالتعلم يتضح بسكل واضح جداً في صعوبةالقراءة والهجاء والقرأة المنفصلة والمتقطعة
- عسر الكتابة ( Dysgraphia): هو عبارة عن صعوبة في القدرة على الكتابة بشكل عام وفيما يتعلق بالكتابةاليدوية، كذلك أيضاً فيما يتعلق بالتماسك.
اضطرابات الكلام
- تشوش ( Cluttering): هو عبارة عن متلازمة تتميز بمعدل كلام إما أن يكون سريع أو يكون غير منتظم، أو كليهما معاً بشكل غير طبيعي، مما يجعل فهم الكلام أمر صعب للغاية.
- عسر التلفظ ( dysarthria): هو اضطراب الكلام الحركي وهو ناتج عن إصابة عصبية في المكونات الحركية داخل جهاز الكلام الحركي، وهي حالة معينة تحدث مشاكل في العضلات التي تساعد الفرد على التحدث بشكل جيد وتجعل من الصعب جداً نطق الكلمات.
- كلام مريئي ( esophageal voice): وهو عبارة عن حقن مريض أو ابتلاع الهواء في المريء، عادةً ما يتم استخدامها من قِبل المرضى الذين لا يستطيعون استخدام الحنجرة في الكلام، بمجرد أن يدخل المريض الهواءإلي المريء بقصده، يعزز الهواء العضلات منتجاً الصوت المريئي، ويميل صوت المريء إلى صعوبة في التعلم وغالبًا ما يكون المرضى قادرين على التحدث بعبارات قصيرة بصوت هادئ فقط.
- لدغ في الكلام أو لثغة ( lisp): هو عيب أو عائق في الكلام.
- اضطرابات النطق ( speech sound disorder): هي عبارة عن صعوبات في الإنتاج الحركي للكلام و الصوت، أو عدم القدرة على إخراج أصوات كلامية معينة.
- التلعثم أو التأتأة ( stuttering): هو نوع من أنواع الاضطراب في الكلام عندما يتعطل استرسال الكلام بسبب التكرار اللاإرادي لبعض الأصوات أو الكلمات أو المقاطع أو إطالتها، وهذه المشاكل تسبب انقطاع كبير في تدفق الكلام (ويسمي عدم وضوح الكلام بـ “disfluency”).
إن اختصاصيو المشاكل الخاصة بالأطفال أو التأخر الذي يحدث في تواصل هؤلاء الأطفال يهتمون كثيرا بالتعرف علي أعراض وكذلك أسباب وأيضا وسائل علاج إضطرابات التواصل، ويجب أن نعرف أن العلاج في سن مبكر هام جدا بالنسبة لهؤلاء الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويجب أن تهتم المدرسة بعلاج هؤلاء الاطفال مصابي مشاكل واضطرابات التواصل والإعتماد في العلاج علي الأدوات الحديثة أو بواسطة التكنولوجيا الحديثة التي تعتبر خاصة بهذه الفئة وحدوث خلل في النمو والخلل اﻟﻠﻐﻮي والمشاكل الكلامية لدي الاطفال children، ومن العوامل التي يمكن أن تساعد على تطور أو حدوث عملية نمو سليمة للطفل هي التعاون والتواصل بين الأهل والمعلم/ المعلمة وتشخيصه بشكل سليم والتعرف علي النوع أو فئة اﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ الذي يعاني منها الطفل ومحاولة الوالدين والاخصائي مساعدة الأطفال للتغلب علي هذه الاضطرابات وعلاجها.