طرق التخلص من اضطراب العلاقات وبناء علاقة سعيدة
إصابتك باضطراب العلاقات يعيق استمرارك في علاقة ناجحة أو سوية مع شخص ما أو شريك أخر، إن كنت تشك أنك تعاني من هذا الاضطراب فمن الأفضل أن تدرك كل ما يحدث لك من أعراض حتى تستطيع حل هذه المشكلة ومواجهة هذا الاضطراب وإن كنت تحتاج إلى التعرف ﻋﻟﯽ اضطراب العلاقات الاجتماعية بشكل أوسع وأسبابه وأعراضه، سيتم طرح جميع ما سبق لك في هذا المقال من أسباب اضطراب العلاقات وكذلك كيفية تعاملك معه لكي تتمكن من بناء علاقات وطيدة وقوية وسوية مع الآخرين.
المحتويات
ما هو اضطراب العلاقات؟
بدايََة اضطراب العلاقات الاﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ يحدث غالباً للأطفال الذين لا يمدهم الوالدين بالحب أو العطف الذي يحتاجون إليه ويكبر هؤلاء الأطفال ويصبحون لديهم اضطرابات نفسية ولا يشعرون بأي أمان، وإذا كان الآباء منشغلين بمشاكلهم في العمل أو المشاكل الشخصية وقاموا بإهمال أبنائهم فإن هؤلاء الأبناء يفهمون هذا الأمر بأن هم لا يستحقون الاهتمام أو الحب وكذلك لا يستحقون هذا الدعم وبعد ذلك يصلوا إلى حالة أسوء من ذلك وهذا بإحساسهم بفقدان الثقة ﻓﻲ من حولهم ويتوقعون منهم دائمََا إن يجرحونهم أو أنهم لا يتجاوزون حدودهم كما فعل الوالدين أو هؤلاء المقربين منه.
في حال قام هؤلاء الأشخاص بتجنب بناء علاقات أو الصدام مع الآخرين وقاموا بوضع حواجز بينهم وبين الأشخاص من حولهم في أي وقت وخاصة إذا كان يتوجب عليهم التعامل معهم والتقرب لهم، فهم في الأغلب قد يكونوا مصابين باضطراب العلاقات، وتأكيدََا لما سبق قوله فإن اضطراب العلاقات يحدث للأطفال الذين لم يقوم ووالديهم بتقديم الحب والعطف الذي يحتاجون إليه في هذه المرحلة، أكد دكتور نجيب موسي مستشار جامعة ستانفورد الأمريكية، أن الانطوائية عند الأطفال تعود إلى البيت في الأصل، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب العلاقات سواء كان هذا الاضطراب في العلاقات الجنسية أو اضطرابات في العلاقات الشخصية ولا يعلمون أن هذا الأمر عبارة عن اضطراب.
أسباب اضطراب العلاقات
سنعرض لك أسباب اضطراب العلاقات وكذلك أنماط الارتباط لكي نساعدك إذا كنت تعاني من اضطراب العلاقات في القيام بتحديد ما هو نمطك الخاص؟، يوجد أربع أنماط خاصة باضطراب العلاقات وتعرفك عليها سيساعدك في القدرة على تحديد نمطك الخاص وكيفية نشأته و أسبابه وكيف يتم علاجه؟ والتعرف على أعراضه.
- الارتباط المتجنب
يعرف أيضاً الارتباط المتجنب باسم الارتباط الرافض للآخرين والأشخاص الذين يعانون من الارتباط الرافض أو المتجنب يكونون غير مبالين من الناحية العاطفية أي أنهم ينكرون أهمية أحبائهم ويجعلونهم يشعرون بأنهم غير مهمين بالنسبة لهم وغير محبوبين وهذا بسبب تجاهلهم لهم، وهؤلاء الأشخاص يرفضون بشكل واضح الخلافات أو الصدمات وكان هذه الخلافات التي تتولد في العلاقة تسبب فشلها ولا تعمل على تطويرها أو نموها بشكل صحي، وهو من ضمن الأمراض التجنبيه ويكون لديه رغبة في الهلع تجاه التقرب هذا الفرد من أى شخص أخر.
- ارتباط المتجنب الخائف
الشخص الذي يعاني من ارتباط المتجنب الخائف يعاني بشكل كبير من مشكلات المشاعر المتضاربة هذا الشخص يتوق كثيراً للشعور بمشاعر الاهتمام وكذلك الحب من الشريك أو الطرف الأخر، ولكن في نفس الوقت يخاف من التقرب منه، يريد بشكل كبير القيام بالتقرب من الطرف الأخر ولكن لا يتقرب له بهذه الدرجة التي تجعل علاقته وطيدة.
وذلك لأن الشخص المصاب باﺿطراب العلاقات يرى إنه إذا انتهت العلاقة فسيحبط وينهار بسبب أن هذه العلاقة كانت قوية جدََا بينه وبين الشريك الأخر، ولذلك فهذا الشخص يحاول بكل قوة تجنب هذا الخوف من حدوث انهيار أو إحباط له في نهاية العلاقة سيقوم ببناء حواجز وكذلك الابتعاد عن الأشخاص الذين يحبهم ويتجاهل مشاعرهم وأيضََا تجاهل مشاكل العلاقة.
- الارتباط الأمن
الأشخاص الذين يحظون بعلاقة قوية بأمهاتهم يشعرون كثيرا بالأمان في تكوين العلاقات ويثقون بسهولة أيضََا، وبالنسبة للعلاقات العاطفية فبالرغم من إيمانهم بأهمية توافر الاستقلالية لكل طرف إلا أن هذا الشخص لا يحرج أبدََا من القيام بالتعبير عن مشاعره أو الرغبة في القيام بالتقرب من الشريك الأخر وقضاء بعض الوقت بجانبه.
- الارتباط المقلق أو المتوتر
يكون الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الارتباط قد مروا بمعانة عدم اهتمام والدتهم بهم، فمثلاً عندما كانوا يتم جرحهم أو يحزنون كانت أمهاتهم تتركهم بمفردهم وحيدين، بدلَا من القيام بتقديم الحب والعطف لهم، وهذا الشيء ما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان، هؤلاء الأشخاص لم يتعلموا أبداً كيف يتأقلمون مع العواطف فقد تعلموا من تعاملات أمهاتهم معهم أنه لا يوجد أي أهمية للمشاعر أصبحوا خائفون من مواجهتها.
ولهذا عندما يعاني شخص مصاب بهذا الارتباط من مشاعر الغضب أو الحزن لا يعرف كيف يقوم بالتعبير عنها للآخرين فيقوم بتخزينها بداخله وهذا الأمر يؤدي إلى شعور كبير بالقلق والتوتر لأن هذا الشخص يظن عقليا أنه يحاول الهرب من مشاعر خطيرة ولا يجب عليه أن يقوم بالتعبير عنها لأحد.
هذه الأسباب تؤثر على السلوك والتعامل مع الناس ويمكن أن تتطور الإصابة لدي الشخص المريض باضطراب العلاقات الاجتماعية من ضعف في قدرة التعبير والتواصل إلى اكتئاب واضطرابات في أداء الواجبات والعمل و اللامبالاة والانعزالية والعنف والمعارضة والعزلة والقلق، وللقلق تأثيره السلوكي الكبير على الإنسان وللتخفيف من هذه المشكلات يجب عليك أن تقدم خدمة لهذا الشخص من خلال تحمله واجعله يشعر بالثقة الكبيرة بك و بالحياة ولا تجعله يشعر بإحساس الوحدة.
كيف تتخلص من اضطراب العلاقات؟
إذا كنت تريد طرق تساعدك في التخلص من اضطراب العلاقات وتصنع في سعادتك الخاصة بتكوين العلاقات، قم بالوضع في الاعتبار أنه إذا أصبت بالإحباط أو الخذلان من شخص تحبه فبالتأكيد يمكنك تجاوز هذا الأمر، وحتى إذا كان هذا الشخص الذي قام بأذيتك هو شريك الحياة أو شخص مقرب منك لأنك سوف تتجاوز هذا الأمر وستصبح على ما يرام، قد تحتاج فترة زمنية لتحقيق هذا الأمر وتجاوز هذه المشكلة لكنك ستكون قادرََا على تكملة حياتك وأنت في أفضل حال وأحيانَا يصير هؤلاء الأشخاص أحسن حالاً عن أي وقت قد مضى، نقدم لك بعض النصائح التي ستجعلك تنجح في تخطي الخوف وتكوين علاقات وطيدة و سويه و ناجحة.
- حاول الاعتراف بوجود مشكلة
إذا قمت بالاعتراف وجود مشكلة أو وجود اضطراب العلاقات لديك ستبعد القلق الحيرة عن نفسك وتساعد علي التعرف بسهوله على السبب وراء فشل العلاقات التي تحاول بنائها بدلاً من القيام بإلقاء اللوم دائمََا على الظروف أو الشريك الأخر أو على الماضي.
- تحدي نفسك
إن تحدي الخوف من الارتباط أو تكوين العلاقات يرتبط بحرصك على مرافقة الأصدقاء الذين تعرف أنهم ذو خلق حسن وطيبون وقم بطرح سؤال على نفسك حول شعورك عندما تحاول التقرب منهم أو تبتعد عنهم ولماذا تفعل كلا من التقرب أو الابتعاد وبماذا شعرت أثناء خوضك هذه التجربة؟ حاول بقوة تحدي هذا الخوف من تكوين العلاقات أو الارتباط وقم بالمواجهة وتكوين علاقات مع من حولك لكن أولا تأكد من حسن أخلاقهم وطيبتهم.
- اعرف نوع الارتباط الخاص بك
كنت تعرف على الـ ٤ أنواع من الارتباطات و تعرف على نوع ارتباطك فإذا كنت تتبع ارتباط المتجنب الخائف يجب عليك القيام به مواجهه هذه المخاوف وقم بالتفكير في طفولتك مثلاً وكذلك تذكر العلاقة التي كانت بينك وبين أبويك وخاصة أمك، هل كنت تتحمس عند بقائك معها؟ هل كانت تهتم بك عندما تكون خائف أو حزين أو غاضب؟ هل كانت تقوم بمعاقبتك عندما تظهر أي شعور بالحزن أو الخوف أو الغضب ؟هل كانت تلعب معك؟ قم بكتابه هذه الذكريات وقم بمحاولة مواجه ذكرياتك كلاً تلو الأخر.
- التفكير اليقظ
حاول أن تمارس التفكير اليقظ لأنه حين تكون شخص يعاني من اضطراب في العلاقات فإنك في الأغلب تركز بشكل كبير على احتياجات أو عواطف أو أفكار الشريك في الحياة، ودائمََا ما يشغل تفكيرك صورتك في ذهنه أو كيف يراك كما إنك تخشي أن يشعر بالغضب منك أو يمل منك ويقوم بتركك ويرحل عنك، وهذا الأمر قد يشير إلى إنك غير معتد بنفسك وإنك شخص اعتمادي، وبالتالي فعليك القيام بقضاء بعض الوقت بمفردك ومحاولة اكتساب مهارات معينة، وكذلك أيضاً ممارسة بعض الهوايات التي تفضلها لتصبح أكثر استقلالية.
كيف أشعر اليوم؟
اجعل هذا السؤال سؤالاً ثابتاً تسأله لنفسك يومياً اسأل نفسك مثلَا أسئلة أخرى كالآتي:
هل أنا متحمس؟ هل أنا غاضب؟ هل أنا حزين؟
وفي حالة تواجدك في علاقة معينة وغير راضي عنها وبالرغم من ذلك مستمر فيها، اسأل نفسك عن ما هو آثر هذه العلاقة عليك في الناحية العقلية والنفسية وجسدية؟ هل تشعر في هذه العلاقة بالسعادة أم تشعر بالضيق؟ هل ستكون أكثر سعادة في حالة تركت ذلك الشخص؟
حاول القيام بكتابة كل هذه الأسئلة في دفتر خاص واجب عن هذه الأسئلة بشكل يومي حتى تستطيع اتخاذ القرار السليم بشأن هذه العلاقات التي تؤرقك.
متي تحتاج زيارة اختصاصي العلاقات؟
إن الاستعانة باختصاصي في العلاقات أو المشاكل الأسرية أمر مهم في حالة تفاقم المشكلة وعدم استطاعتها التعامل معها وحدك، لا تتردد في طلب المساعدة أو الاستشارة حين يتعلق الأمر بالعلاقات فمعظمنا يعاني من هذه المشاكل وسعيك للاستشارة علامة جيدة على حرصه الشديد ورغبتك في حل هذه المشكلة.
إن الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالأحداث الاجتماعية مثل القلق الاجتماعي يشعرون بشكل دائم بالخوف والإحراج في حالة التواجد مع الآخرين، ويرغبون بشكل كبير في العزلة بسبب صعوبة الاستمتاع بالأحداث والمواقف التي تعرف بأنها اجتماعية، ويحدث لهم نمط من الرهاب الذي يصيب النفس البشرية ويؤثر في التواصل.
يتميز هذا الطفل بطبيعة خاصة في تكوين المعارف والعلاقات الاجتماعية أو العلاقات مع الأطفال الآخرين في المدرسة مثلا، فهذه العلاقات التي يجب أن تكون بالطبيعية يغلب عليها بالنسبة لهذا الطفل الخوف والقلق من التواصل ويمكن أن يتطور إلى الفصامية، والأسرة أيضا يمكن أن تكون سبب في حدوث اضطراب العلاقات الاجتماعية عند الأطفال، ولا يستطيع هذا الطفل مواصلة حياته بشكل طبيعي إلا بواسطة العلاج النفسي.