آثار بعد التعافي من كورونا على صحتك النفسية
يُعرف الآن أن آثار بعد التعافي من كورونا ربما تظل لمدة طويلة حتى تُشفي بشكل كامل، كتأثر القدرة على التنفس وحاستي التذوق والشم، ولكن ما لم يكن متوقع أن الآثار النفسية الحادثة بعد التعافي من كورونا قد تتمثل في حدوث اضطرابات عقلية ونفسية للمتعافين منه، وضح بعض الباحثون أن عددًا من المتعافين حول العالم تحدثوا عن معاناتهم من الاضطرابات النفسية كواحدة من آثار بعد التعافي من الفيروس، إلا أنها حالات بسيطة جدًا.
المحتويات
آثار بعد التعافي من كورونا النفسية
إليك ما تفعله كورونا لدماغك، توضح الدراسات أن آثار بعد التعافي من كورونا النفسية يشخص بها 1 من كل 3 ناجين من الفيروس ومنها حالات كالقلق والأرق والذهان، تناولت بعض الأبحاث قصة سيدة ذهبت إلى عيادة نفسية بعد معاناتها من حالة نفسية غريبة، كانت تشكو من مشكلة ذهنية حيث تشاهد أبناءها يتعرضون للقتل أمامها بطرق مروعة، أوضحت هذه المريضة أنها لم تكن مصابة بأي مشكلات نفسية، ولا تملك أقارب بالدم يعانون من اضطرابات عقلية.
أكدت كذلك أن هذا الاضطراب يجعلها تفكر في قتلهم، وتقول “أنا أحبهم، ولا أعرف لما أرغب في اقتلاع رؤوسهم”، وبما أنها لم تصاب بأي اضطرابات نفسية من قبل، وسجلها المرضي لا يوجد به سوي إصابتها بفيروس كورونا، شعرت المريضة أن في البداية كانت الأعراض خفيفة، وبعد عدة أشهر شعرت أن هناك صوتًا يشجعها على الانتحار، وبعد فترة سمعته يطلب منها قتل أبناءها، ولم يستطع الجزم أن هذه الأعراض من ضمن آثار بعد التعافي من كورونا، ولكن مع ظهور عدة حالات مشابهة، انتبه المختصين إلى احتمالية وجود علاقة بين فيروس كورونا والمعاناة من الاضطرابات النفسية.
وجدت دراسة بريطانية، قامت على 153 مريض بكورونا أن منهم 10 أشخاص أُصيبوا بالذهان، ويؤثر الذهان على إدراك الحواس وطريقة التفكير، وتعد الهلوسة من أعراض مرض الذهان الأكثر شيوعًا، إلى جانب العزلة الاجتماعية وفقدان التركيز، أكدت دراسة أخري من أكسفورد أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص تعافوا من كوفيد ١٩، يُشخص بحالة نفسية أو عصبية في غضون ستة أشهر من الإصابة، وكانت اضطرابات القلق واضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدرات والأرق أكثر حالات الصحة النفسية شيوعًا.
راجع الباحثون سجلات المرضى الصحية، لأكثر من 230 ألف شخص تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، قدروا احتمالية آثار بعد التعافي من كورونا النفسية بحدوث اضطراب عصبي أو عقلي كان حوالي 34%، أكدت الدراسة أن الحالات النفسية كانت أكثر شيوعًا، لاسيما لدى أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا بدرجة شديدة، فكيف يؤدي مرض في الجهاز التنفسي إلى مشكلات عصبية واضطرابات نفسية؟ إليك ما تحتاج معرفته عن آثار بعد التعافي من كورونا النفسية.
كيف يؤثر فيروس كورونا على دماغك؟
تعد آثار بعد التعافي من كورونا شديدة على الصحة العقلية والعصبية للمتعافين مقارنة بمشكلات وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، توضح الدراسات الحديثة زيادة خطر التشخيص باضطرابات الصحة العصبية والعقلية بعد كورونا بنسبة 44% مقارنة بالأنفلونزا، و16٪ خطر أكبر من التهابات الجهاز التنفسي، فيمكن أن يصاب المتعافي باضطرابات نفسية وعقلية بالإضافة إلى أعراض فيروس كوفيد ١٩ المعروفة مثل:
- صداع.
- سعال.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- فقدان حاستي الشم والتذوق.
- آلام في العضلات.
- ضيق التنفس.
- آلام الجهاز الهضمي: مثل الإسهال أو القيء.
فمن الأفضل حال شعورك بإحدى الأعراض السابقة تجنب الاختلاط والتزام المنزل، تحدث مع الطبيب المختص ولا تلتفت لاستشارات الأهل والأصدقاء، حتى تتأكد أنها أعراض فيروس كورونا، يكثر انتشار الأمراض النفسية في فترات الأوبئة، يعاني 25٪ من آثار نفسية خلال فترة الإصابة بكورونا وخاصة الأعراض المرتبطة بالدماغ والجهاز العصبي، بما في ذلك الصداع، والدوار، والإرهاق الشديد، وضعف الإدراك، وهي مشاكل في التذكر والتعلم والتركيز، وتختفي بمجرد التعافي من الفيروس.
بينما بالنسبة لآثار بعد التعافي من كورونا النفسية طويلة الأمد، لم يكن الباحثون متأكدين من الآلية الفسيولوجية الدقيقة التي تحرك الأعراض العصبية والمعرفية، نُشرت دراسة في مجلة New England Journal of Medicine نتيجة فحص لأنسجة المخ لدى أشخاص ماتوا نتيجة إصابتهم بكوفيد ١٩، لاحظت وجود مزيجًا من الالتهاب وتسرب الأوعية الدموية في الدماغ.
مشكلات نفسية تطاردك بعد الإصابة بفيروس كورونا
انتشرت آثار بعد التعافي من الوباء المرتبطة بالصحة النفسية بشكل كبير، أكدت الدراسة أن معظم الناس يتعاملون مع مشكلات الصحة العقلية بشكل أكبر من المعتاد أثناء الوباء، فإن القلق والتوتر اللذان يصاحبان تشخيص كوفيد أمران مؤثران، حتى أنهما يستمران فهما من ضمن آثار بعد التعافي من كورونا.
أكد الباحثون أن انتشار حالات الصحة العقلية بين الناجين من كورونا، يعكس حقيقة أن هذا الفيروس له آثار نفسية شديدة، بدلاً من كونه مظهرًا مباشرًا للمرض البدني، وجدت الأبحاث السابقة، أنه تم تشخيص ما يقرب من 20 ٪ من مرضى كوفيد الذين تعافوا بآثار ما بعد التعافي من كورونا النفسية في غضون ثلاثة أشهر بعد التعافي، والآن نوضح لك بشكل أوسع آثار بعد التعافي من كورونا النفسية.
ومن آثار بعد التعافي من كورونا النفسية، وما يلي:
- اضطرابات القلق والتوتر: تعد اضطرابات القلق من ضمن آثار بعد التعافي من كورونا المرتبطة بالصحة النفسية، وهذا نتيجة للخوف الشديد الذي كان يراود المصاب سواء الخوف من العدوى قبل الإصابة أم الخوف من الموت بعد الإصابة، والقلق على الأهل والمقربين.
- اضطرابات النوم: يُصاب المتعافي من كورونا باضطرابات في النوم، إما من خلال النوم لفترات طويلة، أو صعوبة الدخول في النوم، أو النوم لساعات قليلة.
- القلق من الوصم: يعد الخوف والقلق من الوصم من ضمن آثار بعد التعافي من كورونا النفسية، حيث يخاف المصاب القيام بالإفصاح عن إصابته، وكأن كورونا مرض يوصم بالعار مثل الأمراض المنقولة جنسيًا، ولذا من الأفضل ألا تخاف من الوصم لأن فيروس كوفيد ١٩ لا يتشابه مع العدوى الجنسية.
- الاكتئاب: من ضمن آثار بعد التعافي من كورونا النفسية، نتيجة للتأكيد على التزام المنزل وعدم الاختلاط والتباعد الاجتماعي أثناء الإصابة، فيحدث في حياة المتعافي تحولًا كبيرًا، ويصاب نتيجة لذلك بالاكتئاب.
- يحكي مصاب دخل المستشفي بعد إصابته بفيروس كوفيد، أنه فقد الرغبة في القيام بأي شيء فجأة، ظن هذا المتعافي عند خروجه من المستشفي وعودته إلى المنزل، أنه سيعود لحياته الطبيعية بعد شفائه، ولكنه لم يعد يستمتع بأي شيء لا الطعام، ولا القراءة، ولا الاهتمام بالمقربين منه، وعندما تواصل مع الطبيب أخبره أن عديد من المتعافين من فيروس كورونا يعانون من الاكتئاب، والأرق، وأنه قد يكون من آثار بعد التعافي من كورونا.
- انعدام الثقة: حيث يصاب المتعافي بانعدام الثقة بالمحيطين، فيعد هذا الفيروس مرض غامض ليس له علاج، ومن هنا قد يقوم المريض بالرجوع إلى الوصفات الشعبية في العلاج، والتي قد تؤثر عليه بالسلب فيفقد ثقته بالمسئولين عن إعطائه هذه الوصفات، وكذلك عدم الثقة بالأطباء خوفًا من عدم وجود علاج مضمون لهذا الوباء الجديد.
- اضطراب الوسواس القهري: من ضمن آثار بعد التعافي من كورونا النفسية، إصابة المتعافون بالوسواس القهري نتيجة لخوفهم من انتقال الفيروس إليهم مرة جديدة، يقوموا بغسيل الأيدي بشكل مرضي أكثر من مرة في الدقيقة، واستخدام المطهرات إذا لم يغسلون أيديهم، يؤدي هذا إلى جفاف الأيدي وتشققها.
- الذهان: قد يُصاب المتعافون من فيروس كورونا بالذهان كما ذكرنا آنفَا، فتطاردهم أصوات داخلية غريبة نتيجة لخوفهم وقلقهم الشديدة.
- اضطراب ما بعد الصدمة: من آثار بعد التعافي من كورونا النفسية، الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، تصيب هذه الاضطرابات الأشخاص بعد تعرضهم لحادث مروع أو موقف ضاغط أو تغير مفاجئ في مجريات الحياة، وصُنف من ضمن اضطراب القلق الشديد، ويصاحبه أعراض مزعجة جدًا.
أكدت العديد من الدراسات تأثير فيروس كورونا على الدماغ، وأثرها على تلف بعض خلايا الدماغ، ويؤثر كذلك على الناقلات العصبية في الدماغ، الشفاء من فيروس كورونا لا يعني بالضرورة انتهاء المشكلة، فمن ضمن آثار بعد التعافي من كورونا الإعياء الشديد، وصعوبة التنفس، والقلق، والاكتئاب، وحالات الخرف، والذهان.
يؤثر فيروس كورونا على المجتمع ككل، وأشارت الدراسات إلى انتشار رهاب كورونا، والوسواس القهري، والقلق، والإدمان والرغبة في الانتحار، يؤثر فيروس كوفيد على المصابين خلال فترة الإصابة وبعد التعافي، تصل نسبة الذي يعانوا من آثار بعد التعافي من كورونا النفسية إلى 50% من المتعافين.
أكدت الأبحاث أن فيروس كورونا يزيد كذلك من خطر المعاناة من آثار بعد التعافي من كورونا المرتبطة بالصحة النفسية، ولا تقتصر الاضطرابات الذي يصاب بها المتعافي على الاكتئاب، فقد يصاب بالذهان الفصامي، والخرف، واضطرابات المزاج، تشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين مرضى الفصام الذين أصيبوا بفيروس كورونا.
طرق الوقاية من الآثار النفسية لكورونا
أكدت البحوث والدراسات عدم وجود طرق أكيدة للوقاية من آثار بعد التعافي من كورونا المتعلقة بالاضطرابات النفسية، ولكن هناك بعض الخطوات التي قد تساعد في الوقاية من هذه الاضطرابات، وهى:
- انتبه إلى العلامات التحذيرية: ناقش طبيبك لتتعلم كيف تكتشف آثار بعد التعافي من كورونا النفسية؟، وما الذي يحفز الإصابة بها؟، حاول وضع خطة حتى تستعد جيدًا لمواجهة أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب وغيرهم في حال بدء ظهورها.
- اهتم بالرعاية الطبية: للتحكم في آثار بعد التعافي من كورونا المتعلقة بالمشكلات النفسية، من الضروري ألا تتجاهل الفحص الطبي، ولا تتغيب عن زيارات الطبيب المختص وخاصة إذا شعرت بأن صحتك النفسية غير جيدة.
- اطلب المساعدة: لتتغلب على آثار بعد التعافي من كورونا المتعلقة بالاضطرابات النفسية، تذكر أن علاج حالات الصحة النفسية تصبح أكثر صعوبة إذا انتظرت حتى تزداد الأعراض سوءًا، العلاج بالمداومة طويلة المدى أيضًا يساعد في الوقاية من آثار بعد التعافي من كورونا النفسية.
- اهتم بنفسك جيدًا: للوقاية من آثار بعد التعافي من كورونا، حاول النوم عدد ساعات كافية، والالتزام بنمط غذائي صحي، إلى جانب ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام.
- الالتزام بمعايير السلامة: للوقاية من آثار بعد التعافي من كورونا، تجنب الضغط العصبي، ولا تشعر بالفزع، للمحافظة على صحتك النفسية.
- التواصل مع الأهل والأصدقاء: لتخفيف شعورك بآثار بعد التعافي من كورونا، حاول التواصل مع المقربين منك ومشاركتهم أنشطة مرحة لخلق مناخ جيد، كي لا تشعر بأنك وحيد.
يؤكد الباحثون على وجوب تدشين قواعد بيانات لمراقبة آثار بعد التعافي من كورونا النفسية أو أي تغيرات تطرأ على الدماغ جراء الإصابة بكورونا، أخيرًا تعد جائحة كورونا من المشكلات الفيروسية الشديدة، وتبعاتها على الصحة العقلية والنفسية ظاهرة بوضوح، ويتوقع استمرار الاضطرابات النفسية مدة بعد انتهاء وباء كورونا، لذا فحاول أن تراجع المعالج النفسي للاطمئنان على صحتك النفسية.
تاج:فيروس كورونا