7 طرق لدعم أصحاب متلازمة توريت
هل قابلت يومًا شخصًا يردد الكلمات والجمل بشكل غير طبيعي؟ هل تساءلت عن سبب ذلك؟ هل هذا الشخص من أصحاب متلازمة توريت؟
في الآونة الأخيرة ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أصبحنا نشاهد فيديوهات لأشخاص عند تحدثهم يصابون بتشنجات صوتية وحركية غريبة، يجدها معظمنا لطيفة والبعض الأخر يعتقد أن هؤلاء الأشخاص يدعون مرضهم بمتلازمة غريبة، لكن في الحقيقة هم من أصحاب متلازمة توريت بالفعل، ويحتاجون لتلقى الدعم حتى يسيطرون على هذه التشنجات بشكل جيد.
وفي هذا المقال ستتعرف على طرق دعم أصحاب متلازمة توريت، فإذا كنت قريب من شخص مصاب توريت لا تتوقف عن القراءة حتى تدعمه بشكل فعال.
المحتويات
ما هي متلازمة توريت؟
متلازمة توريت هي أكثر اضطرابات التشنج انتشارًا، تتسبب في حدوث تشنجات لاإرادية في الحركات أو الأصوات، وهي دائمًا لا إرادية ومفاجئة وليست موجهة نحو هدف معين مثل الحركات الإرادية أو القول الإرادي للكلمات والأصوات.
يمكنك القراءة أكثر عن أصحاب متلازمة توريت من هنا.
طرق دعم أصحاب متلازمة توريت
يمكن أن تكون متلازمة توريت موضوعًا صعبًا للحديث عنه، سواء بالنسبة للأفراد الذين يعانون منها أو لأولئك الذين يتعاملون معهم، ولكن كما هو الحال مع أي اضطراب آخر من المهم عدم تجاهله، والبدء في التعرف عليه ومعالجته بشكل طبيعي.
إذا صادفت أصحاب متلازمة توريت، وخاصة إذا كان لديك صديق من أصحاب متلازمة توريت أو أحد أفراد الأسرة أو زميل في العمل أو حتى مجرد أحد معارفك، فمن المهم أن تعرف ما الذي يشعره بالراحة وما الذي لا يشعره بالراحة أيضًا، لذا تعرف على طرق دعم أصحاب متلازمة توريت وتلك الطرق هي:
لا تحدق في أصحاب متلازمة توريت
قد تبدو هذه النصيحة سهلة للغاية، ولكن أحيانًا عند حدوث تشنجات معينة لأصحاب متلازمة توريت قد تكون ملحوظة جدًا بسبب شدتها، كالصراخ، والقفز، وإصدار الأصوات بالفم أو الحلق، وما إلى ذلك، مما قد يجعلك مصدومًا ومحدقًا به، فبغض النظر عن مدى وضوح التشنجات اللاإرادية أو المبالغة فيها، حاول أن تتصرف بشكل طبيعي جدًا وتظاهر بعدم ملاحظتها حتى لو كنت فضوليًا، تذكر أنه من الوقاحة أن تحدق في أحد.
حاول التظاهر بأن تشنجات أصحاب متلازمة توريت ليست موجودة
تذكر أثناء إجراء محادثة مع أصحاب متلازمة توريت أن تجاهل التشنجات اللاإرادية أو التظاهر بأنها لا تزعجك، أو ببساطة عدم الرد عليها هو أفضل شيء يمكنك القيام به، إذا لاحظ مصاب توريت أنك لاحظت تشنجاته اللاإرادية فسيصبح أكثر توتراً، مما سيؤدي إلى زيادة التشنجات اللاإرادية، وهذا بدوره سيزعجه لأنه لا يستطيع السيطرة عليها مما سيزيد من إجهاده، وهذا سيؤدي إلى حلقة مفرغة تساهم في زيادة التشنجات اللاإرادية.
يمكن أن تكون التشنجات اللاإرادية مشتتة للغاية، لكن صديقك مثل أي شخص آخر قد يكون متلهفًا لإجراء محادثة عادية، لذا إن مقاطعة مصاب توريت باستمرار بسبب بدء التشنجات اللاإرادية أو إنهاء المحادثة فور ظهور التشنجات اللاإرادية لدى صديقك، يمكن أن تكون مصدر استياء إذا حاول صديقك إخفاء ذلك، خاصة إذا كان يحدث كل يوم.
من الأفضل أن تضع نفسك مكان الآخرين وتشعر بما يعانيه أصحاب متلازمة توريت، قد يكون من الجيد التفكير في مدى صعوبة الأمر بالنسبة لك إذا قام جسدك بمقاطعة جميع محادثاتك مع أصدقاءك.
التحلي بالصبر
إذا كان أصحاب متلازمة توريت يعانون من التشنجات اللاإرادية التي تقطع الكلام، حاول حينها أن تتحلى بالصبر ودعه يعبر عن أفكاره، قد يكون الأمر مزعجًا للغاية عندما لا يسمح لك الأشخاص بإنهاء جملة.
التحدث عن التشنجات اللاإرادية بعد موافقة أصحاب متلازمة توريت
كلنا مختلفون وبعض الناس يشعرون براحة أكبر في الحديث عن مشاكلهم أكثر من غيرهم، إنها فكرة جيدة أن تستمع إلى صديقك وتراقبه قبل أن تسأل عن تشنجاته لترى مدى ارتياحه وما إذا كان يتعامل معها بشكل طبيعي أم لا.
يمكنك بعد ذلك أن تسأل صديقك عما إذا كان يشعر بالراحة في الحديث عن الأمر، وإذا كان كذلك فاطرح المزيد من الأسئلة، هذا سيجعل أصحاب متلازمة توريت يشعرون بالراحة معك، فقط تأكد من أن أسئلتك ذكية وليست شيئًا مثل قول “ألا يمكنك التوقف فقط؟” لأنهم لا يستطيعون، هم ببساطة لا يملكون سيطرة كاملة على أجسادهم.
يجب أن تفكر أيضًا في متى وكم من المناسب التحدث عن ذلك، لا بأس في طرح الأسئلة لكن لا تجعلها محور جميع محادثاتك، إذا شعر صديقك مصاب توريت أنه بإمكانه الوثوق بك ويمكنه التحدث إليك بصراحة، فسيشعر بالراحة وستحدث له تشنجات أقل من المعتاد.
لا تحاول إصلاح التشنجات
الشيء الوحيد الذي يجعلنا جميعًا نشعر بالحب هو القبول؛ خاصةً إذا كان هناك شيء يتعلق بنا يصعب أو ربما يستحيل تغييره، فنحن نريد أن نكون محبوبين كما نحن.
لا يختلف الأمر بالنسبة لأصحاب متلازمة توريت، بل أنه مهم بشكل خاص في حالتهم، لأنهم لا يتحكمون في تشنجاتهم اللاإرادية وغالبًا ما يشعرون بالسوء تجاهها، يعانون كذلك من تجارب يومية غير سارة، حيث لا يعرف الجميع عن متلازمة توريت وقد يفسر العديد من الناس التشنج الحركي أو الصوتي لصديقك على أنه سلوك سيء، أو على أنه محاولة لإزعاج شخص عن قصد.
أفضل طريقة يمكنك من خلالها الاعتناء بشخص مصاب بمتلازمة توريت هي أن تحبه كما هو، إذا حاولت مساعدتهم، على سبيل المثال عن طريق سؤالهم عما إذا كانوا قد جربوا علاجًا معينًا أو عن طريق التوصية بعلاج قرأت عنه، فقد يشعرون أنك تؤكد ما يؤمنون به بالفعل عن أنفسهم: أن هناك شيئًا غير مقبول بشأنهم، وأنت بالعكس تتمنى أن تتمكن من تغييرها.
الأمر مختلف إذا كان صاحب متلازمة توريت يطلب مساعدتك بالطبع، فمن الأفضل عدم تقديمها حتى يتم طلبها لأنها قد تجعلهم يشعرون أنك لا تقبلهم كما هم ويمكن أن يشعر بالأذى والرفض إلى حد ما، في النهاية كل ما يريده أصحاب متلازمة توريت هو أن يحبهم أصدقاؤهم وعائلتهم والمقربون على ما هم عليه.
لا تشير إلى التشنجات اللاإرادية الجديدة
على الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين يشعرون بالامتنان عندما يسأل أحباؤهم عما إذا كانت التشنجات اللاإرادية جديدة أم قديمة، سوف أؤكد عليك يا صديقي مرة ثانية، أن كلنا مختلفون وهناك أشخاص قد ينزعجون، خاصة إذا لم يكونوا قريبين جدًا من الشخص الذي يسأل هذا السؤال.
من المحتمل أن يكونهم أول من لاحظ هذه العرة الجديدة ولم يكونوا سعداء تمامًا بحدوثها، إن الإشارة إلى عرة جديدة تشبه قول “انظر، أنت تفعل شيئًا غريبًا جديدًا!” بدلًا من أن يشكرك على ملاحظتك قد يغضب منك صديقك.
ابحث عن علامات الضيق
إذا لاحظت أن أحد أصحاب متلازمة توريت يعانون من نوبة تشنجية، فربما يعني ذلك أنه قد يكون أكثر توتراً أو قلقاً من المعتاد لسبب ما، قد يكون هذا بسبب أنه يمر بوقت أو لحظة من الإجهاد الشديد، على سبيل المثال الامتحانات أو الكثير من العمل أو لأنهم في مكان جديد، أو في المواقف التي يشعر فيها بالملاحظة والحكم عليه من قبل الغرباء.
يمكنك في مثل هذه المواقف مساعدة صديقك من خلال تقديم طريقة مهذبة للخروج من الموقف المؤلم الذي قد يسبب له الاكتئاب؛ وأن تكون دقيقًا حتى لا تأتي مساعدتك بنتائج عكسية وتجعل صديقك أكثر توترًا ولديه المزيد من التشنجات اللاإرادية.
يخوض صديقك معارك يومية على جبهات متعددة، هناك معركة مع التشنجات اللاإرادية،هناك معركة تتعلق بقبول المجتمع، حيث يتمنى أصحاب متلازمة توريت أن يسيرون في الشارع دون أن يحدق بهم غريب أو سماع تعليقات غير سارة وقاسية، هناك معركة أخرى يخوضها أصحاب متلازمة توريت وهي قبول العائلة والأصدقاء لهم، حاول أن تكون جانب صديقك دائمًا وسانده حتى يمر من هذه التجربة بسلام.