غزة تحتاج إلى الجمهور العربي لتقديم الدعم النفسي الفوري
أكد دكتور وليد سرحان، أخصائي الطب النفسي، أن ما يحدث في فلسطين من سقوط جرحى واستشهاد وقصف مستمر يُحدث أثار نفسية ضخمة على المصابون وعلى الذين فقدوا أشخاص مقربين منهم، ويؤكد أنها تؤثر على متابعين هذه الأحداث كذلك.
أوضح دكتور سرحان أن اضطراب ما بعد الصدمة يحدث لكثير من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاع المسلح أو الحروب، وفي حالة فلسطين فهو اعتداء وقصف موجه على المدنيين العزل، ليست حرب بين جيشين.
يحتاج هذا الأمر تدخل سريع لوقف إطلاق النار، ومن الأفضل أن تقوم الجهات التي تُرسل المساعدات الطبية بإرسال متخصصين في علم النفس والطب النفسي وغيرها مت التخصصات اللازمة لتقليل المشاكل والآثار النفسية السلبية قدر الإمكان.
أكد سرحان على خطورة مشاهدة قتل شخص ما على أرض الواقع خاصة إذا كان عزيز عليك، وأضاف أن فقدان شخص مقرب منك أو عزيز شيء مؤثر في جميع الأحوال، وخاصة في حالة فلسطين عندما يكون هذا الفقد بالقتل والاعتداء فتأثيره يكون أكبر، يكون التأثير شديد وفوري على من يفقد أكثر من فرد واحد من عائلته أو من يفقد عائلته بأكملها، يتسبب هذا في الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب وحالات نفسية أخرى، هؤلاء الأشخاص في حاجة ماسة إلى رعاية نفسية فورية ولاحقة يلزم الاستعداد لها.
أكد كذلك على أن الجميع يتأثرون بهذه المشاهد مهما كانت أعمارهم، خاصة الصغار الذين لم يشاهدوا أو يعيشوا هذا العنف والاعتداء من قبل، وكذلك الأطفال الذين فقدوا شخص مقرب منهم أو أُصيبوا، فلا شك من وجود الكثيرين الذين يتطور لديهم حالات الاضطرابات النفسية والانفعالية والسلوكية نتيجة لهذا الاعتداء المستمر.
أوضح كذلك على وجود عائلات فلسطينية لم تفقد فردًا واحدًا فقط بل فقدوا أكثر من واحد، بل شاهدوا أثناء ضرب الصواريخ وانهيار العمارات فوقهم، وشاهدوهم أثناء محاولتهم الهرب وهم يصرخون ويمدون يدهم حتى ينقذهم أحد، حاولوا الأهل إنقاذ هؤلاء المقربين منهم لكنهم لم يتمكنوا هذتا ما سبب لأكثرهم صدمة شديدة جدًا نتيجة الحزن على الفقيد والذي تخطى الحسرة والحزن الطبيعي في ظروف الوفاة العادية.
أكد سرحان على أن مشاهد القتل في غزة والتي يشاهدها الأطفال والبالغون عبر التليفزيون لها تأثير كبير على نفسيتهم، خاصة في حالة مشاهدة هذه المناظر والصور المرعبة والمخيفة لساعات طويلة على التلفاز، يحتاج هذا إلى وقت طويل لتمحى من الذاكرة، نصح سرحان بضرورة منع الأطفال من مشاهدة صور القتل والاعتداء وهدم العمارات بالصواريخ قدر الإمكان، وكذلك إبعادهم عن نشرات الأخبار وما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المشاهد الصعبة.
أكد كذلك على ضرورة توفير فرق الدعم النفسي، ونتيجة لما يحدث في غزة جعل الأمر صعب جدًا على فرق الدعم النفسي في فلسطين، لأنهم فقدوا أفراد من عائلاتهم أيضًا وتعرضوا لأشكال عنف وتعذيب متعدد، ولهذا من الضروري تقديم دعم من خارج غزة.
خاطب الدكتور سرحان جميع دول العالم لتقديم الدعم النفسي عبر الإذاعات لسهولة التقاطها على مذياع السيارة والمذياع البسيط، أما بالنسبة للمصابون فمن الضروري توفير عدد من الأطباء لتقديم الرعاية الطبية لهم، مع وجود أخصائي صحة نفسية ضمن الفريق الطبي.
توقع سرحان ارتفاع نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية، فاضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات التي تزيد خلال شهر تقريبًا بشكل كبير لدى من يتعرضون لصدمات نفسية، إلى جانب الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق والذهان أيضًا.
دعى سرحان جمهور الوطن العربي إلى التواصل مع سكان فلسطين وخاصة غزة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو التحدث عبر الهاتف لتقديم الدعم النفسي، وأكد على أهمية وجود تواصل مستمر معهم، يمكن للعرب تقديم المساعدات الوجدانية عن طريق تطبيقات التواصل، من الضروري تقديم الرسائل الداعمة من المختصين والخبراء النفسيين والمهنيين إلى الشعب الفلسطيني.
ناشد سرحان جميع وسائل الإعلام بضرورة العمل على التواصل مع قطاع غزة، والاهتمام بالمحطات الإذاعية والتواصل من خلالها حيث أن التعليمات والإرشادات المختلفة تصل من خلالها لكل أهل غزة، أكد كذلك على وجود آلاف المختصين الذين يرغبون في تقديم أشكال الدعم النفسي المختلفة عبر هذه المحطات.