ما لا تعرفه عن طرق علاج الشخصية الزورانية
إن الاحصاءات العالمية توضح أن نسبة الإصابة ب(مرض) paranoid اضطراب الشخصية الاضطهادية أو الزورانية يصل في المجتمع الي 2.5% لكن هذه النسبة خاصة بالأشخاص الذين قاموا باستشارة المعالجين، وانه بالرغم ﻣﻦ أن الاضطراب يمثل إعاقة ومشاكل كبيرة للأشخاص المرضي به إلا أن القليل فقط من هؤلاء الأشخاص هم من يميلون لعلاج هذا الاضطراب، ينتشر اضطراب الشخصية الزورانية (المرتابة) بشكل أكبر في الرجال أكثر من الإناث لكن النسبة بين انتشاره بين الرجال والنساء ليست معلومة بشكل دقيق وهذا الاضطراب العقلي من أنواع الاضطرابات الموجودة في المجموعة أ.
المحتويات
سمات الشخصية الزورانية أو الاضطهادية
ينتشر اضطراب اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ الزورانية أو البارانوي عند أقارب المصابين باضطراب الفصام الذهاني, وحسب بعض الدراسات تم ملاحظة أن اضطراب الشخصية الزورانية يوجد وينتشر بشكل كبير بين الأشخاص مرضي الشذوذ الجنسي المثليين ” اللواطية ”, كذلك ينتشر الاضطراب وبشكل أكبر في الأشخاص المصابين بالصمم .
يوجد العديد من الخصائص والسمات التي تظهر ﻋﻠﻰ الشخصية الزورانية أو (الشخصية الاضطادية) حيث يمتاز صاحب هذه الشخصية البارانويا أو الزورانية بالشك غير المنطقي وعدم الثقة في الناس فهو شخص شكاك متعالي فلا يعترف بأنه المسئول عن ما يقوم به من سلوكيات بل يجعل الأخرين يحملون مسئولية أفعاله لأنه يري أفعال الناس تهدده وتحقره وفي أغلب الأوقات يري أنه شخص مضطهد وأنه يؤذي من قبل الآخرين, ويشكك في ولاء الآخرين له حتي الأصدقاء دون وجود أي دليل علي هذه الشكوك الموجودة لديه، وتكون كذلك الحياة الزوجية لمصاب اضطراب الشخصية الزورية غير مستقرة أبدا ويشوبها المشاكل والقلق والتوتر لأنه يقوم باضطهاد وشكوك في الزوجة وخيانة الأهل.
المصابون بمرض اضطراب الشخصية الزورانية أو الاضطهادية يسهل جدا استفزازهم كما أنهم يندفعون بشكل كبير في المشاجرات التي لا داعي لها كما أن المواقف الجديدة تفجر لدي الأشخاص مرضي الشخصية الزورانية شعور بالتهديد والاحتقار, وصاحب الشخصية البارانوية لا ينسون الإساءة ويحملون الكراهية لأوقات طويلة ولا يعرفون باباً للتسامح، الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الزورانية أو الاضطهادية لديهم حرص شديد في التعامل مع المواقف والأمور ويأخذوا حرصهم ضد أي تهديد ولديهم درجة كبيرة وعالية من الحذر والكتمان, ويقوم بتفسير إشارات الأخرين حتي المقربين لهم بأنها جميعها من قبيل التهديد وأنها أشياء غير سارة.
ما هي أسباب اضطراب الشخصية الزورانية ؟
لم يتوصل علماء النفس في الواقع إلي أسباب الإصابة باضطراب الشخصيّة الزورانية (بارانويا، الشخصية المرتابة) وهذا هو الحال مع كل الاضطرابات الشخصية و الاضطرابات النفسية لكن بالنسبة إلي عوامل الخطورة التي قد تساعد في التسبب في الإصابة باضطراب الشخصية الزورانية البارانوية فيعتقد أنها تتمثل في العوامل الوراثية والبيولوجية وأيضا العوامل النفسية وليس هناك عامل وراء حدوث تلك الاضطراب, فيمكن أن يزيد وجود شخص مريض فصام في العائلة من خطورة الإصابة باضطراب الشخصية الزورانية أو الاضطهادية, وتشير الأبحاث أن من العوامل التي يمكن أن تزيد من فرصة الاصابة باضطراب الشخصية الزورانية أو البارانوية هي التعرض للتجارب القاسية أو الأحداث الصعبة في مرحلة الطفولة, وفي الحقيقة هناك تشابه كبير بين أسباب اضطراب الشخصية الفصامي واضطراب الشخصة الحدي والبارانوية أو الزورانية فكل تلك الإضطرابات الشخصية لا يعرف لها أسباب واضحة أو محددة ولكنها تنجم عن العديد من الأسباب.
اعراض ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ الزورانية(البارونية)؟
هناك الكثير من الاعراض التي تأتي مصاحبة لاضطراب الشخصية الاضطهادية أو الشخصية الزورانية أو المرتابه، حيث تبدأ تلك الأعراض في سن المراهقة أو في سن متقدمة من البلوغ, ومن أبرز أعراض اضطراب الشخصية الزورانية أوارتيابية التي تبدو وتظهر علي الأشخاص المرضي هي ما يأتي:
- سرعة الاستثارة
- تعقيد وتضخيم الأمور الصغيرة وكما يقال في المثل ” يعمل من الحبة قبة ” ويعطي الأمر أكبر من حجمه
- يصعب علي الأشخاص المصابين بالشخصية الزورانية الاسترخاء حيث يبقي دائماً مشدود الأعصاب
- يندفع بقوة نحو أي شجار في حالة وجود أي تهديد ولو بسيط
- يسخر و ينتقد الآخرين لكن لا يقبل بانتقاده أو تقييم الآخرين له
- ليس لديه أي شعور حقيقي بالفكاهة
- تنقصه المشاعر الطيبة والرقة
- متصلب دائماً ورافضاً للحلول الوسط
- كثيراً ما يختلق المشاكل والمتاعب
- يراه الأخرون فهو ملاحظ وصاحب طاقة عالية
- الرغبة في سير الأحداث أو تشكيل الأحداث وفق رغباته
- تجنب والبعد عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية
- تجنب الاختلاط إلا مع الأشخاص الذي يثق بهم ثقة عمياء ومطلقة إن وجدت هذه الثقة في البعض
- يحملون الضغينة ولديهم حب الانتقام
- من أبرز صفات الشخصية الزورانية أن صاحبها يخاف من أن يفقد استقلاليته ويظهر الحاجة القوية أو الشديدة لأن يكون مكتفياً بذاته وهذا نظراً للتمركز الشديد حول ذاته
- ناجح جدا في الأعمال الفردية لكنه يجد صعوبة في العمل الجماعي
- صاحب الشخصية الاضطهادية أو الزورانية يميل إلي الإهتمام بالآلات الفردية والأجهزة الالكترونية
- لا يميل ولا يهتم بالفن والرسم والأمور التي بها إبداع أو اتي بها جماليات
- يعلم بشكل كبير من هو أعلي منه من ناحية القوة ومن هو أقل منه فيحسد من الأعلي منه ويحتقر الأشخاص دون ذلك
- لا يشترك مع الأخرين بأي معلومات ظناً بأن تلك المعلومات قد تستغل ضدهم
- يعتقدون بأنهم دوماً علي حق وأرأهم هي الصواب ويحملون الأخرين المسئولية تجاه أي عمل سيء
- يفسروا الكلام بين السطور ويشكوا في النظرات التي لا تحمل أي معني فهو شخصية شكاكة متعالية
- في أوقات التعرض للضغط يكونوا عرضة للأعراض الذهانية ولكنها تكون عابرة.
كيف يتم التشخيص لمصاب اضطراب الشخصية الزورانية؟
لا يوجد أي فحوصات ليتم تشخيص اضطراب الشخصية الزورانية لكن من خلال لقاء المريض مع الأطباء النفسيين ومن خلال معايير محددة أو معينة ومتفق عليها يتم تشخيص اضطراب الشخصية الزورانية أو الاضطهادية.
اذا قام الطبيب النفسي بالشك في وجود أعراض للشخصية الزورانية الاضطهادية فإنه يقوم بتوجيه الأسئلة للشخص المصاب بحثاً عن الكثير من العوارض من أجل الوصول إلي التدقيق الصحيح للمرض, وكما يقوم بعمل فحوصات للمريض واجراء الاختبارات المخبرية والصورية حتي لا تكون هذه الأعراض أعراض ثانوية لمرض عضوي .
فلا يوجد أي فحوصات طبية للتعرف علي عوارض الاضطراب المختلفة إلا إن خبراء الطب النفسي يقومون بتشخيص الاضطراب من خلال الإلتقاء بالمريض وإتباع معايير معينة وعمل إختبارات الشخصية الاضطهادية أو الزورانية
كيفية ﻋﻼج اضطراب الشخصية الزورانية أو البارنواية ؟
إذا كنت تعاني وتحتاج العلاج من اضطرابات الشخصية فعلاجه بشكل عام يقصد به تعديل سلوكيات الشخص المصاب وإصلاح المفاهيم الغير سليمة لديه واستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية وسوية فالمرض النفسي يختلف عن كونك تتعالج من أحد الأمراض العضوية, كما أن علاج اضطراب الشخصية يستمر لفترات طويلة جدا وقد يستمر هذا العلاج مدي الحياة.
والعلاج النفسي المستخدم في علاج اضطراب الشخصية الزورانية هو العلاج السلوكي المعرفي وإلي جانبه العلاج الدوائي للسيطرة علي الاعراض التي تصاحب هذا الاضطراب.
أولاً: ﺍﻟﻌﻼﺝ السلوكي المعرفي
أحد أنجح طرق وأساليب العلاج النفسي المستخدم في علاج اضطراب الشخصية الزوراني، كذلك هو من أنجح العلاجات المستعملة في علاج اضطراب الشخصية الفصامية والحدية وعلاج اضطرابات الشخصية بشكل عام, فالعلاج النفسي هو العلاج المفضل في تلك الحالات وعلي الطبيب المعالج أن يعي تماماً ان مراكز الانفة والتحمل و الثقة لدي هؤلاء الأفراد مرتفعة للغاية ومضطربة بشكل كبير لذا لابد أن يكون العلاج من خلال طبيب ومعالج نفسي متمرس في العلاج الفردي اذ أن العلاج الجمعي لهؤلاء الأشخاص غير ملائم بالمرة .
- ﺍﻟﻌﻼﺝالنفسي يساعد الأشخاص المرضي على إتباع نمط حياة أفضل بكثير، ويساعدهم على بناء ثقة كبيرة مع من حولهم، وتحسين ثقتهم بأنفسهم أيضا.
- الجلسات النفسية تعتبر العلاج الأفضل ويجب علي المعالج النفسي أن يكون واضح في تعامله مع المرضى بسبب أن الثقة والتحمل والإنتماء مضطرب لديهم.
- الجلسات الفردية: تحتاج هذه الجلسات لمعالج عاقل ومتمرس ويجب أن يبتعد عن إقامة علاقة حميمة.
- على المعالج أن يشرك الشخص المريض في صنع القرار لبناء علاقة علاج موثوقة.
- قد تكون معالجة الاضطراب حسب المعالجة الجماعية صعبة جدا لأنها قد تثير حساسية الشخص الزوراني.
ثانياً: العلاج الدوائي :
علي الرغم من أن العلاج النفسي هو الأساس في علاج الشخصية الزورانية أو الاضطهادية إلا أن العقاقير والأدوية تستخدم من أجل السيطرة علي حدوث حالات فوران داخلي أو حالات قلق, وفي بعض الحالات تحتاج يكون هناك إستعانة بالأدوية المضادة للهوس أو المضادة للاكتئاب, ويمكن أن يستخدم الطبيب المعالج أيضا مضادات الذهان بجرعات بسيطة وقليلة ولفترات قصيرة بحسب ما يحدده الطبيب النفسي .
قد تفيد الأدوية النفسيّة مثل مضادات الاكتئاب ومضادات التوتر أو القلق او الاكتئاب وربما يحتاج المريض للعلاج الخاص بمضادات الذهان بجرعة بسيطة ولفترة محدودة جدا لعلاج الأفكار الغريبة، وبسبب طبيعة الشَّخصيَّة الزورانية المليئة بالشك وبسبب عدم إيمان هؤلاء الأشخاص بأنهم لا يعانون من أي مشكلة نفسية فنادرًا ما يبحثون عن حلول طبية وفي الأغلب يرفضون الإستجابة والتعاون مع العلاج وهذا عائق آخر يحول دون إيصال العلاج الملائم لهم.
هل هناك عواقب ومضاعفات للشخصية الزَّوَرانيّة؟
وبالنسبة لمضاعفات اضطراب الشخصية الزورانية أو اﻟﺑﺎراﻧوﻳدﻳﺔ فإن المصابين باضطراب الشخصية الزورانية لا يستطيعوا بناء علاقات قوية في المجتمع, ولا يتمكنوا من عمل علاقات أسرية قوية هذا فضلا عن المشاكل في الحياة الزوجية التي قد تصل إلي الطلاق بسبب كثرة الشكوك في كثير من الحالات مما يجعل الزوج أو الشريك لا يستطيع المحافظة علي علاقة أو حياة زوجية سليمة .
من العواقب التي تحدث في حالة اهمال علاج اضطراب الشخصية الزورانية وبسبب العدائية العالية فإن أصحاب تلك الشخصية يقعوا في مشاكل جنائية .
ما هي الاضطرابات المشابهة لاضطراب الشخصية الزورانية؟
هناك تشابه كبير بين اضطرابات الشخصية ويمكن أن يكون تشخيص اضطرابات الشخصية أمر صعب المنال علي الأطباء الغير متمرسين وغير فاهمين والذين لم يتمرسوا بشكل كبير في علاج الاضطرابات الشخصية، لذا لابد أن يكون تشخيص الاضطرابات الشخصية من خلال طبيب نفسي مختصص ولديه خبرة في علاج اضطرابات الشخصية.
هناك تشابه في الأعراض بين اضطراب الشخصية الزورانية الاضطهادية وبين اضطرابات شخصية ونفسية وقد يخلط الأشخاص في التمييز بين تلك الاضطرابات لذ أردنا أن نميز الشخصية الزورانية أو الاضطهادية عن هذه الاضطرابات .
أولاً: اضطراب الشخصية الفصامية والاضطراب الضلالي
اللذان يتميزان بوجود الأعراض الذهانية من الضلالات و الهوس والخلل في الحكم علي الأمور .
ثانياً: اضطراب الشخصية شبه الفصامية
اضطراب الشخصية الشبه فصامية يتميز بالغرابة و بالعزلة مع الإنزواء أيضا وبرود المشاعر لكن ليس لدي المريض أي افكار اضطهادية, وفي الواقع هناك خلط بين schizoid personality disorder , وبين الشخصية المرتابة أو الزوراني علي الرغم من اختلاف الاعراض والطبيعة لاولئك الأشخاص .
ثالثاً اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع
تشترك هذه الشخصية مع اضطراب الزورانية في صعوبة تكوين وبناء العلاقات الاجتماعية مع عدم الانجاز في الناحية الوظيفية لكن اضطراب الشخصية المضاد للمجتمع اضطراب خطير وعادة ما يكون مآل الشخص هو السجون بسبب اختراقه وتعدية علي القوانين وتعديه الحدود .
كيف يمكنك التعامل مع مريض الشخصية الزورانية ؟
من الأمور الصعبة العصيبة أن تقع في مكان عمل يكون فيه شخص مصاب بمرض اضطراب الشخصية الزورانية, إذ لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض اضطراب الشخصية الزورانية أو الاضطهادية عمل علاقات قوية ومتينة مع زملائك في العمل وقد تنعدم الصداقات القريبة أو الحميمة لديهم بالإضافة الي مشاكل واضطرابات في العلاقة الزوجية فالعلاقة بين الشخصية الزورانية أو الاضطهادية علاقة عكسية فبسبب الشك في كثير من الحالات والإنفراد بالرأي وإنعدام روح الفكاهة وإنعدام الرقة والمشاعر الفياضة التي يجب أن تطغو علي البيت فهم لا يستطيعون الزواج حتي وإن تم الزواج فلا يستطيعون الحفاظ علي علاقة زوجية سليمة إذ كيف يكون التعامل مع صاحب الشخصية الاضطهادية الشكاكة , هذا بالاضافة الي العدائية والعنفوانية التي يتعامل بها أصحاب الشخصية الزورانية.