كيف تصبح شخص متفائل؟
إذا كنت وقعت في مشكلة كبيرة وتغيرت حياتك، قد تفكر وتقول كيف يمكنني أن أكون متفائل بالرغم من انقلاب حياتي؟ كيف يمكنني تخيل نتيجة إيجابية في مستقبلي في حين أن الماضي والحاضر قاتم وصعب للغاية؟ كيف يمكنني أن أكون متفائل عندما أشعر بالتشاؤم؟
حسنًا يا صديقي، هناك طريقة وهذا ما سنوضحه لك في هذا المقال، سوف تصبح شخص مؤمن بالتفاؤل بلا شك.
المحتويات
كيف أتحول إلى متفائل؟
وفقًا لعالم النفس الإيجابي مارتن سيليجمان يقول، “لا يكمن أساس التفاؤل في العبارات الإيجابية أو صور السعادة، ولكن في طريقة تفكيرك في الأسباب”، كما كتب في كتابه Learned Optimism: How to Change Your Mind and Your Life: “الحياة تسبب نفس الانتكاسات والمآسي للشخص المتفائل مثل المتشائم تمامًا، لكن المتفائل يتعامل معها بشكل أفضل”.
لماذا يحدث هذا؟
تعود الإجابة إلى ما يشير إليه علماء النفس بأسلوبك التوضيحي للأشياء، أجب على هذا السؤال كيف توضح الأشياء التي تحدث لك أوأحداث حياتك، وسواء كنت تميل إلى أن تكون أكثر تفاؤلاً أو تشائمًا، يمكن غالبًا الكشف عن ذلك من خلال أسلوبك التوضيحي.
حيث يشرح المتفائل الأحداث من حيث الأسباب الشخصية، أي يعتقد أنه لعب دورًا نشطًا في الوصول إلى تلك النتائج وأن مجرد حدوث شيء جيد اليوم، لا يعني أنه سيكون هناك القليل منه في المستقبل، عندما يتعلق الأمر بالأحداث غير المرغوب فيها، فإنه ينظر إليها على أنها أسباب خارجية ومؤقتة، حيث يقول “لم أكن محظوظًا اليوم، لكن هذا جيد، سأحظى بحظ أفضل في المرة القادمة”.
يتمتع المتشائم بالأسلوب التوضيحي المعاكس تمامًا للشخص المتفائل، حيث يلوم نفسه على الأحداث السيئة ويعتبروها شيئًا واسع الانتشار، ويقول لنفسه “بالطبع رفض المدير عملي، أنا موظف فاشل وسيء، أعلم أنني لن أحصل على ترقية أبدًا” وعندما يحدث شيء جيد، يميل المتشائم لنسبه إلى الحظ ويرون النتيجة كحالة مؤقتة وصدفة.
لذا فإن الطريق إلى أن تكون متفائل بسيط للغاية حقًا، غير طريقة تفكيرك بشأن ما تختبره في الحياة، غير الطريقة التي تشرح بها الأشياء لنفسك، قم بتعتيم صوت النقد الداخلي ومارس المزيد من الامتنان والتعاطف مع الذات.
عندما يحدث شيء جيد، ذكر نفسك كيف لعبت دورًا نشطًا في تحقيق هذه النتيجة واعتقد أن أشياء مماثلة يمكن أن تتكشف وتنتشر في مجالات أخرى من حياتك: فقول “لقد حصلت على هذا العرض لأنني كنت محظوظًا” سوف تصبح “حصلت على هذه الترقية لأنني عملت بجد هذا العام، فأنا أجيد ما أفعله، وأنا أستحق ذلك تمامًا “.
عندما يحدث شيء سيء، ضع في اعتبارك للحظة أن هناك مخاطر أخرى خارجة عن إرادتك وأن النتيجة السيئة لا تحدد هويتك؛ ابحث عن الدروس التي علمتك إياها هذه التجربة، واستكشف المجالات التي يمكنك أن تنمو فيها الآن بسبب تلك التجربة مثلا لا تقول “فشلت شركتي الناشئة بسببي؛ لقد اتخذت قرارات فظيعة وأنا فاشل”.
لكن قل “شركتي الناشئة تجربة تعليمية رائعة؛ لقد ارتكبت بعض الأخطاء، وحققت بعض الانتصارات، وبعض الأشياء لم تسر في طريقي، لكنني الآن أعلم أنه من المرجح أن أنجح في المرة القادمة ” هكذا تكون شخص متفائل، حيث أن الطريقة التي تدرك بها التجارب وتوضحها لنفسك تدعم الطريقة التي تفهمها بها، لذلك إذا كنت تريد أن تصبح متفائل، فحول هدفك من النظر أو تخيل مستقبل مشرق، إلى هدف إعادة تقييم وضعك الحالي ورؤيته من منظور مختلف.
اجعل من عاداتك تحدي حديثك السلبي مع نفسك واستبدال الأفكار المتشائمة بأفكار أكثر تأكيدًا وإيجابية، درب نفسك على التفكير بهذه الطريقة وسوف تستطيع الوصول إلى الشخص المتفائل الذي أنت عليه.
من أقوال دكتور إبراهيم الفقي عن التفاؤل
- لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى“، للدلالة على أن لحظات الإخفاق تحمل في طياتها روعة الانتصار، وهذا معنى ما قيل قديمًا.
- من اليوم ابتسم للآخرين كما تحب أن يبتسموا لك.
- من اليوم امدح الآخرين كما تحب أن يقوموا هم بمدحك.
- من اليوم ساعد الآخرين كما تحب أن يساعدوك.
- بهذه الطريقة ستصل لأعلى مستوى من النجاح، وستكون في طريقك للسعادة بلا حدود.
- من اليوم أنصت للآخرين كما تحب أن ينصتوا إليك.
- وتذكر دائما: عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك.
- عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدر قيمة الحياة.
ما هو التفاؤل بالضبط؟
عادة ما يخلط الناس بين التفاؤل والإيجابية، بالتأكيد يتقاطعان لكنهما ليسا متشابهين، التفاؤل Optimism يدور حول الكشف عن المعنى الإيجابي في الأحداث السلبية، كما أنه شكل من أشكال المرونة، والطريقة للقيام بذلك هي الاعتماد على المشاعر الإيجابية في أوقات التوتر من أجل التعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية وتكون متفائل، لذا فإن التفاؤل يتعلق بإيجاد السلام داخل المتفائل والمتشائم أو الإيجابي والسلبي.
كما أن التفاؤل هو عملية النهوض والعودة، ويرى البعض أن التفاؤل إيمان لدى المتفائل، كما أن التفاؤل Optimism متجذر جزئيًا في خيالنا وجزئيًا في تفسيرنا، إنه ينشأ من الحقائق المرغوب بها في المستقبل والتي نبنيها في أذهاننا وتنتقل مرة أخرى إلى الظروف الحالية وكيف نشرحها لأنفسنا، لذا فالتفاؤل فلسفة وموقف، حيث أنها فلسفة في كيفية تفسيرنا للأحداث التي تحدث في حياتنا اليومية.
التفاؤل بسيط وعملي
اختر أن تؤمن بمستقبل أكثر جمالًا وستبدأ في رؤية إمكانية تحقيق ذلك، اختر القيام بالعمل من أجله وستبدأ في رؤية تقدمك من خلاله وستصبح متفائل، اختر التركيز على ما يمكنك التحكم فيه والبحثعن حلول للمشكلات الناشئة فقط، وستبدأ في رؤية مدى حيلة ما يمكنك أن تكون عليه حقًا، واختر أن تحب أكثر مما تخشى، وأن تكون ممتنًا وقابلًا لكل ما حدث سابقًا، وستبدأ في رؤية الجمال الإلهي في كل شيء صغير وستكون يا عزيزي شخص متفائل، وهذا هو جوهر الروح المتفائلة.
في النهاية لا أستطيع أن أخبرك كيف سيبدو مستقبلك، لكن يمكنني أن أخبرك أن حريتك في تخيل كل ما يمكن أن يكون لا حدود له مثل المحيط العميق، لأن الرؤية ليست إيمانًا ولكن الإيمان رؤية، لذا اسمح لخيالك أن يتجول في دهشة، دعها تؤمن بالضوء حتى تتمكن من رؤية الضوء، أن تلف ذراعك حول الأمل وتكون مقبل على الحياة، ببساطة من وجهة نظري التفاؤل Optimism هو الإيمان بأن المستقبل يمكن أن يظل جميلًا ومن ثم العمل على إظهار ذلك المستقبل.
نظرًا لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتخيل والإيمان والرؤية، بل يتعلق أيضًا بالعمل والقيام بأداء الجهد الذي سيوصلك إلى هناك، لا يتعلق الأمر فقط باختيار مجموعة من الأشياء التي تجعلك تشعر بالدفء والتفاؤل من الداخل، مثل الألوان التي يشاع أنها تُشعر بالتفاؤل مثل الرمادي والأصفر، بل يتعلق أيضًا باختيار فرشاة الرسم والتلوين على اللوحة القماشية التي هي حياتك بدفقة من الإيمان والحب والعمل والحماس.
بمعنى أن التفاؤل Optimism لا يتعلق بالرغبة فقط بل يتعلق بالجهد والعمل على تحقيق ذلك، يتعلق الأمر بإيجاد السلام داخل المتفائل والمتشائم، يمكنك قراءة مقال عن كيف تصبح متفائل من هنا.